موسوعة الآداب الشرعية

تاسعًا: تعجيلُ الفِطرِ


يُسَنُّ للصَّائِمِ تعجيلُ الفِطرِ، إذا تحقَّقَ مِن غروبِ الشَّمسِ [1322] استحبَّ الجمهورُ الإفطارَ على رُطَبٍ، فإنْ لم يوجَد فتَمْرٌ، فإنْ لم يوجَدْ فَعَلى ماءٍ. يُنظر: ((ملخص فقه العبادات)) بإشراف علوي السقاف (ص: 480). .
الدَّليلُ على ذلك مِن السُّنَّةِ والإجماعِ:
أ- مِنَ السُّنَّةِ
1- عن سَهلِ بنِ سَعدٍ رَضِيَ اللهُ عنه، أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((لا يَزالُ النَّاسُ بخيرٍ ما عَجَّلوا الفِطرَ)) [1323] أخرجه البخاري (1957)، ومسلم (1098). .
2- عن أبي هُريرةَ رَضِيَ اللهُ عنه، أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((لا يَزالُ الدِّينُ ظاهرًا ما عَجَّلَ النَّاسُ الفِطرَ؛ لأنَّ اليَهودَ والنَّصارى يُؤَخِّرونَ)) [1324] أخرجه أبو داودَ (2353) واللفظُ له، وأحمدُ (9810). صحَّحه ابنُ خُزيمةَ في ((صحيحه)) (3/476)، وابنُ حِبَّانَ في ((صحيحه)) (3503)، والحاكمُ على شرطِ مسلمٍ في ((المستدرك)) (1593)، وحسَّنه الألبانيُّ في ((صحيح سنن أبي داود)) (2353)، وصحَّح إسنادَه النَّوويُّ في ((المجموع)) (6/359).  وأخرجه ابنُ ماجه (1698) بلفظِ: ((لا يزالُ النَّاسُ بخيرٍ ما عجَّلوا الفِطْرَ، عَجِّلوا الفِطْرَ؛ فإنَّ اليهودَ يُؤخِّرونَ)). قال الألبانيُّ في ((صحيح سنن ابن ماجه)) (1698): حسنٌ صحيحٌ، وصحَّح إسنادَه البوصيري في ((مصباح الزجاجة)) (1/302). .
ب- مِنَ الإجماعِ
نقَل الإجماعَ على ذلك غيرُ واحدٍ [1325] ممَّن نقَل الإجماعَ على ذلك: ابنُ رُشدٍ، وابنُ دقيقِ العيدِ، وابنُ مُفلِحٍ، والمَرداويُّ. قال ابنُ رشد: (وأجمَعوا على أنَّ مِن سُنَنِ الصَّومِ: تأخيرَ السُّحورِ، وتَعجيلَ الفِطر). ((بداية المجتهد)) (1/307). وقال ابنُ دقيقِ العيدِ: (تعجيلُ الفِطرِ بعدَ تيقُّنِ الغُروبِ: مُستحبٌّ باتِّفاقٍ). ((إحكام الأحكام)) (1/281). وقال ابنُ مفلحٍ: (يُسنُّ تعجيلُ الإفطارِ إذا تحقَّقَ غُروبُ الشَّمسِ "ع" [إجماع]، وتأخيرُ السُّحور "ع" [إجماع] ما لم يَخشَ طلوعَ الفَجرِ). ((الفروع وتصحيح الفروع)) (5/30). وقال المَرداويُّ: (أحدُهما: قولُه: "ويُستحبُّ تعجيلُ الإفطارِ"، إجماعًا، يعني: إذا تحقَّقَ غروبُ الشَّمسِ. الثَّاني: قولُه: "ويُستحَبُّ تأخيرُ السُّحورِ"، إجماعًا). ((الإنصاف)) (3/234). ونسَبَ ابنُ قُدامةَ استحبابَ تعجيلِ الفِطرِ إلى أكثَرِ أهلِ العِلمِ، فقال: (وهو قَولُ أكثَرِ أهلِ العِلم؛ لِمَا رَوى سَهلُ بنُ سَعدٍ السَّاعِديُّ، أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: «لا تَزالُ أُمَّتي بخيرٍ ما عجَّلوا الفِطرَ» متفق عليه). ((المغني)) (3/174)، وهذا يُشعِر بالخِلافِ، لكنَّه لم يذكُر مَن خالفَ الإجماعَ، فاللهُ أعلَمُ. .

انظر أيضا: