الْقُرْآنُ
القرآنُ كلامُ اللهِ، وهو صِفةٌ من صِفاتِه عزَّ وجلَّ، أمَّا ما في المُصحَفِ مِن وَرَقٍ ومِدادٍ فهو مخلوقٌ.
قال
عبدُ اللهِ بنُ المبارك: (واللهِ ما مات
أبو حنيفةَ وهو يقولُ بخَلْقِ القُرآنِ، ولا يَدينُ اللهَ به)
[2684])) يُنظر: ((شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة)) للالكائي (2/ 298). ، وقال: (ذُكِرَ
جَهمٌ في مجلِسِ
أبي حنيفةَ فقال: ما يقولُ؟ قالوا: يقولُ: القرآنُ مخلوقٌ، فقال:
كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا [الكهف: 5] )
[2685])) يُنظر: ((شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة)) للالكائي (2/ 298). .
وقال محمَّدُ بنُ سعيد بن سابق: (سألتُ
أبا يوسُفَ، فقُلتُ: أكان
أبو حنيفةَ يقولُ: القرآنُ مخلوقٌ؟ قال: مَعاذَ اللهِ، ولا أنا أقولُه، فقُلتُ: أكان يرى رأيَ
جَهمٍ؟ فقال: مَعاذَ اللهِ، ولا أنا أقولُه)
[2686])) يُنظر: ((الأسماء والصفات)) للبيهقي (1/ 611). .
وقال
محمَّدُ بنُ الحَسَن الشَّيباني: (القرآنُ كَلامُ اللهِ، وليس مِنَ اللهِ شَيءٌ مخلوقٌ)
[2687])) يُنظر: ((شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة)) للالكائي (2/ 298). .
وقال أيضًا: (من قال: القرآنُ مخلوقٌ، فلا تُصَلُّوا خَلْفَه)
[2688])) يُنظر: ((شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة)) للالكائي (2/ 299)، ((الأسماء والصفات)) للبيهقي (1/ 610). .
وقال
الشَّافعي: (أعقِدُ قَلْبي ولساني على أنَّ القُرآنَ كلامُ اللهِ مُنَزَّلٌ غيرُ مخلوقٍ).
[2689])) يُنظر: ((اعتقاد الشافعي)) للهكاري (ص: 17). وقال
أحمدُ بنُ حَنبَلٍ: (القرآنُ كَلامُ اللهِ، وليس بمخلوقٍ، ولا يَضْعُفْ أن يقولَ: ليس بمخلوقٍ؛ فإنَّ كلامَ اللهِ ليس ببائنٍ منه، وليس منه شيءٌ مخلوقًا، وإيَّاك ومناظَرةَ من أخذَلَ فيه، ومن قال باللَّفظِ، وغيرِه، ومن وقف فيه فقال: لا أدري مخلوقٌ أو ليس بمخلوقٍ، وإنما هو كلامُ الله، فهذا صاحِبُ بِدعةٍ، مثلُ من قال: هو مخلوقٌ، وإنَّما هو كلامُ اللهِ ليس بمخلوقٍ)
[2690])) يُنظر: ((أصول السنة)) (ص: 22). .
وقال أحمدُ بنُ محمَّدٍ المرُّوذي: (قال
أحمدُ بنُ محمَّدِ بنِ حَنبَلٍ رحمه اللهُ: لقيتُ الرِّجالَ، والعُلَماءَ، والفُقَهاءَ، بمكَّةَ والمدينةِ والكوفةِ والبَصرةِ والشَّامِ والثُّغورِ وخُراسان، فرأيتُهم على السُّنَّةِ والجماعةِ، وسألتُ عنها الفُقَهاءَ؟ فكُلٌّ يقولُ: القُرآنُ كلامُ اللهِ، غيرُ مخلوقٍ، منه بدأ، وإليه يعودُ)
[2691])) يُنظر: ((اختصاص القرآن بعوده إلى الرحيم الرحمن)) للضياء المقدسي (ص: 21). .
وبَوَّبَ
البخاريُّ في كِتاب التوحيدِ من صحيحِه: (باب:
قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ، فسمَّى نفْسَه شَيئًا، وسمَّى النبيُّ القرآنَ شيئًا، وهو صِفةٌ من صِفاتِ اللهِ).
وقال
المُزَني: (القرآنُ كَلامُ اللهِ عزَّ وجَلَّ، ومِن لَدُنْه، وليس بمخلوقٍ فيَبيدَ، وكَلِماتُ اللهِ، وقُدرةُ اللهِ، ونَعْتُه، وصفاتُه: كاملاتٌ غيرُ مخلوقاتٍ، دائماتٌ أزَلِيَّاتٌ، وليست بمُحْدَثاتٍ فتَبيدَ)
[2692])) يُنظر: ((شرح السنة)) (ص: 78). .
وقال ابنُ أبي زَمَنِين: (مِن قَولِ أهلِ السُّنَّةِ: أنَّ القُرآنَ كلامُ اللهِ وتنزيلُه، ليس بخالقٍ ولا مخلوقٍ، منه تبارك وتعالى بدأ، وإليه يعودُ)
[2693])) يُنظر: ((أصول السنة)) (ص: 82). .
وقال أيضًا: (حَدَّثني وهبٌ، عن ابنِ وَضَّاح، عن زُهَيرِ بنِ عَبَّاد، عن عَبَّاد، قال: كان كُلُّ من أدركْتُه من المشايخِ:
مالكُ بنُ أنسٍ، و
سُفيانُ بنُ عُيَينةَ، و
فُضَيلُ بنُ عيِاضٍ، وعيسى بن يُونُسَ، و
عبدُ اللهِ بنُ المبارَكِ، ووكيعُ بنُ الجَرَّاحِ، وغيرُهم ممن أدركتُ من فُقهاءِ الأمصارِ: مكَّةَ والمدينةِ، والعراقِ والشَّامِ، ومِصرَ وغيرِها- يقولون: القُرآنُ كلامُ اللهِ، ليس بخالِقٍ ولا مخلوقٍ)
[2694])) يُنظر: ((أصول السنة)) (ص: 86). .
وقال
اللَّالكائيُّ: (سياقُ ما رُوِيَ عن النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ممَّا يدلُّ على أنَّ القُرآنَ مِن صِفاتِ اللهِ القديمةِ)
[2695] يُنظر: ((شرح اعتقاد أهل السنة)) (2/224). ، ثم ساقَ حديثَ محاجَّةِ آدَمَ لمُوسَى عليهما السَّلامُ المشهورَ.
وقال أبو نصرٍ السجزي: (اتَّفَق المنتَمُون إلى السُّنَّةِ بأجمعِهم على أنَّه أي: القرآنَ غيرُ مخلوقٍ، وأنَّ القائِلَ بخَلْقِه كافِرٌ)
[2696])) يُنظر: ((رسالة السجزي إلى أهل زبيد في الرد على من أنكر الحرف والصوت)) (ص: 153). .
وقال ابنُ أبي الخيرِ العمرانيُّ: (إنَّ القُرآنَ صِفةٌ للهِ سُبحانَه، وقد سمَّى اللهُ نَفْسَه شيئًا، بقَولِه تعالى:
قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ، فلمَّا لم تكُنْ ذاتُ اللهِ سُبحانَه داخِلةً في جملةِ المخلوقاتِ، لم يكُنِ القُرآنُ الذي هو صِفةٌ له داخِلًا في المخلوقاتِ)
[2697] يُنظر: ((الانتصار في الرد على المعتزلة القدرية الأشرار)) (2/ 581). .
وقال
ابنُ تَيميَّةَ: (القرآنُ صِفةٌ مِن صِفاتِ اللهِ وصَفَ بها نفْسَه)
[2698] يُنظر: ((بيان تلبيس الجهمية)) (2/165). .
وقال أيضًا: (أهلُ السُّنَّةِ مُتَّفِقونَ على أنَّ القرآنَ كلامُ اللهِ غيرُ مخلوقٍ، وأنَّ كلامَه مِن صِفاتِه القائمةِ بنَفْسِه، ليس من مخلوقاتِه)
[2699] يُنظر: ((مجموع الفتاوى)) (17/77). .
وقال أيضًا: (الذي قاله وَكيعٌ وسائِرُ الأئمَّةِ: إنَّ القرآنَ مِنَ اللهِ، يَعْنون أنَّ القُرآنَ صِفةُ اللهِ، وأنَّه تعالى هو المتكَلِّمُ به، وأنَّ الصِّفةَ هي ممَّا تدخُلُ في مُسَمَّى الموصوفِ، كما روى
الخَلَّالُ: حَدَّثني أبو بكرٍ السَّالميُّ، حَدَّثني ابنُ أبي أُوَيسٍ، سَمِعتُ
مالِكَ بنَ أنسٍ يَقولُ: القُرآنُ كلامُ اللهِ مِن اللهِ، وليس شَيءٌ مِن اللهِ مخلوقٌ، ورواه
اللَّالكائيُّ مِن طريقِ
عبدِ اللهِ بنِ أحمَدَ بنِ حَنْبلٍ، حَدَّثَني عبدُ اللهِ بنُ يزيدَ الواسِطيُّ، سَمِعتُ أبا بكرٍ أحمَدَ بنَ محمَّدٍ المعمَريَّ، سَمِعتُ ابنَ أبي أُوَيسٍ يَقولُ: سمعتُ خالي
مالِكَ بنَ أنسٍ وجماعةَ العُلَماءِ بالمدينةِ يَذكُرونَ القُرآنَ، فقالوا: كلامُ اللهِ، وهو منه، ليس مِنَ اللهِ شَيءٌ مخلوقٌ. وقال
الخَلَّالُ: أخبَرَنا عليُّ بنُ عيسى أنَّ حَنْبلًا حَدَّثهم: سَمِعتُ أبا نُعَيمٍ الفَضلَ بنَ دُكَينٍ يَقولُ: أدركْتُ النَّاسَ ما يتكَلَّمونَ في هذا، ولا عَرَفْنا هذا إلَّا بعْدُ منذُ سنينَ، القرآنُ كلامُ اللهِ مُنَزَّلٌ مِن عندِ اللهِ، لا يَؤُولُ إلى خالِقٍ ولا مخلوقٍ، منه بدأ وإليه يعودُ، هذا الذي لم نَزَلْ عليه ولا نعرِفُ غيرَه. قال
الخَلَّالُ: أنبَأَنا المَرْوزيُّ، أخبَرَني أبو سعيدٍ ابنُ أخي حجَّاجٍ الأنماطيِّ أنَّه سَمِعَ عَمَّه يَقولُ: القرآنُ كلامُ اللهِ، وليس مِنَ اللهِ شَيءٌ مخلوقٌ، وهو منه)
[2700] يُنظر: ((الفتاوى الكبرى)) (6/ 398). .
وانظُرْ: صِفةَ (الكَلامِ).