الفَرْعُ الثالثُ: شروطُ جمعِ المُذَكَّرِ السَّالمِ
يُجمَع هذا الجَمعَ الاسمُ العلَمُ، والصِّفةُ.
ويُشتَرَطُ في العَلَمِ:1- أن يكونَ لعاقلٍ، نَحوُ: زيْد، عمْرو، محمَّد، فلا يجوزُ جمْعُ غيرِ العاقلِ، كـ(قَمر، ولاحِق: اسمُ فرَسٍ).
2- أن يكونَ خاليًا من تاءِ التَّأنيثِ، نحْو: (أحمد، مُحَمَّد)، فيُجمَع على (أحْمَدُون أحْمَدِين، مُحَمَّدون مُحَمَّدين)، ويَمتنِعُ نحْو: (حَمزة، أسامة).
3- أنْ يكونَ مُذَكَّرًا، فلا يجوزُ جمْع (فاطمة، زَيْنب، هِنْد)؛
4- أن يكون مُفرَدًا، فلا يُجمَع المركَّبُ تَركيبًا مَزْجِيًّا أو إسناديًّا، فلا يُقال مثلًا في جمع (سِيبَوَيْهِ): (سِيبَوَيْهُون).
فإن كان صفةً اشتُرِطَ فيها:1- أن تكون لعلَمٍ عالِمٍ، مثل: (صالح، قانِت، راكِع، ساجِد)، وإنما قُلْنا: (عالِمٌ) ولم نَقُل: (عاقِل)؛ ليَدخُلَ في ذلك صِفاتُ الله تعالى؛ قال تعالى:
وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ [القصص: 58] ، وقال تعالى:
وَالْأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ [الذاريات: 48]. والربُّ تعالى لا يُوصَفُ بالعَقلِ، وإنما يُوصَفُ بالعِلمِ.
2- أن تكونَ خاليةً من تاءِ التأنيث، لكن تَقبَل دخولَها، مثل: (ضارِب، عالِم، صالِح، أُمِّي)، فيُقال: (ضارِبون، عالِمون، صالِحُون، أُمِّيُّون). ولا يجوزُ ما فيه تاءُ تأنيثٍ، مِثلُ: (رُوَيْبِضة- إِمَّعَة).
3- ألَّا تكونَ الصِّفةُ على (أفعل) الذي مُؤنَّثُه (فَعْلاء)، فلا يجوزُ جمْعُ (أحمر، أزرق)؛ لأنَّه مُذَكَّر (حَمْراء وزَرْقاء)، فإن لم يكنْ مُؤنَّثُه (فَعْلاء) جاز، مثل: (أقرَب: أقْرَبون).
4- ألَّا تكونَ على (فعْلان) الذي مُؤنَّثه (فَعْلى)، مثل: (سَكْران سَكْرَى)، ويجوز إنْ كان مُؤنَّثُه (فَعْلانة)، مثل: (نَدْمان نَدْمانة) فيُجمَعُ على (نَدْمانون نَدْمانِين).
5- ألَّا يكون ممَّا يستوي فيه المُذَكَّرُ والمؤنَّثُ، مثل: (صَبور، قَتيل، جَريح)، فإنه يُقال: رجُلٌ صَبورٌ، وامرأةٌ صَبورٌ، ورجُلٌ جَريحٌ، وامرأةٌ جَريحٌ، فلا يُقالُ في جمْعِ المُذَكَّر السَّالمِ: صَبورون ولا جَرِيحون
يُنظَر: ((الكناش في فنَّي النحو والصرف)) للملك المؤيد (1/ 315)، ((توضيح المقاصد والمسالك بشرح ألفية ابن مالك)) للمرادي (1/ 149). .
فائِدةٌ: يُجمَعُ
الاسمُ المنقوصُ -وهو الاسمُ الذي آخِرُه ياءٌ لازمةٌ مُخفَّفةٌ قبْلَها كسْرةٌ- جمْعًا سالِمًا، فيُحذَفُ الحرفُ الأخيرُ، وهو الياءُ، ويُضَمُّ ما كان قبْلَها في حالةِ الرَّفعِ، ويُكسَرُ في حالَتَي النَّصْبِ والجرِّ؛ تقول: هؤلاء قاضُون عادِلون، أُحبُّ الداعِين إلى الله، أَكْرِمْ بالسَّاعِين في الخيرِ!
قاضون: خبرُ (هؤلاء) مرفوعٌ، وعَلامةُ رفعِه الواوُ؛ لأنَّه جمْعُ مُذَكَّرٍ سالمٌ.
الداعِين: مفعولٌ به منصوبٌ بالياء؛ لأنَّه جمْعُ مُذَكَّرٍ سالمٌ.
السَّاعِين: اسمٌ مَجرورٌ بالباء، وعَلامةُ جرِّه الياءُ؛ لأنَّه جمْعُ مُذَكَّرٍ سالمٌ.
والمقصورُ -وهو الاسم الذي آخِرُه ألِفٌ لازمةٌ مفْتوحٌ ما قبلَها- يُجمَع كذلك جمعًا سالِمًا بحذْفِ الألِفِ، ويَبْقى ما كان قبلها مَفتوحًا دائمًا؛ قال تعالى:
وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ [آل عمران: 139] ، وقال تعالى:
وَإِنَّهُمْ عِنْدَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيَارِ [ص: 47] .
الأعْلَون (مُفْردُه الأعْلَى): خبرٌ مرفوعٌ، وعَلامةُ رَفعِه الواوُ؛ لأنَّه جمْعُ مُذَكَّرٍ سالمٌ.
المُصطَفَين (مُفْرده المُصْطَفى): اسمٌ مجرورٌ بـ(مِن)، وعَلامةُ جرِّه الياءُ؛ لأنَّه جمْعُ مُذَكَّرٍ سالمٌ.