الموسوعة الفقهية

المَطلبُ السَّابعُ: دِيَةُ المُسلمِ إذا قَتَله مُسلِمٌ في دارِ الحَربِ ظَنًّا أنَّه حَربيٌّ


لا دِيَةَ على مَن قَتَل مُسلِمًا في دارِ الحَربِ يَظُنُّه حَربيًّا، وهو مَذهَبُ الجُمهورِ: الحَنَفيَّةِ [936] ((المبسوط)) للسرخسي (10/53)، ((البحر الرائق)) لابن نجيم (8/373). ، والشَّافِعيَّةِ [937] ((روضة الطالبين)) للنووي (9/255، 256). ويُنظر: ((فتح العزيز بشرح الوجيز)) للرافعي (10/317). ، والحَنابلةِ [938] ((المبدع)) لبرهان الدين ابن مفلح (8/218)، ((كشاف القناع)) للبهوتي (5/513). .
الأدِلَّةُ:
أوَّلًا: مِنَ الكِتابِ
قَولُه تعالى: فَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ [النساء: 92] .
وَجهُ الدَّلالةِ:
أنَّه لم يَذكُرْ دِيَةً في هذا القِسمِ، وذَكَرَها في الذي قَبلَه وبَعدَه، وهذا ظاهِرٌ في أنَّها غَيرُ واجِبةٍ، وبها يُخَصُّ عُمومُ ما ذُكِرَ [939] يُنظر: ((المبدع)) لبرهان الدين ابن مفلح (8/218). .
ثانيًا: مِنَ السُّنَّةِ
عن أُسامةَ بنِ زَيدٍ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: ((بَعَثَنا رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في سَريَّةٍ، فصَبَّحْنا الحُرَقاتِ مِن جُهَينةَ، فأدرَكتُ رَجُلًا فقال: لا إلهَ إلَّا اللهُ، فطَعنتُه، فوقَعَ في نَفسي مِن ذلك، فذَكَرتُه للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أقال: لا إلهَ إلَّا اللهُ وقَتَلتَه؟ قال: قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، إنَّما قالها خَوفًا مِنَ السِّلاحِ، قال: أفلا شَقَقتَ عن قَلبِه حتَّى تَعلمَ أقالها أم لا؟ فما زال يُكَرِّرُها علَيَّ حتَّى تَمَنَّيتُ أنِّي أسلَمتُ يَومَئِذٍ ...)) [940] أخرجه البخاري (4269)، ومسلم (96) واللفظ له. .
وَجهُ الدَّلالةِ:
أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لم يوجِبْ على أُسامةَ بنِ زَيدٍ قَوَدًا ولا دِيَةً [941] يُنظر: ((مجموعة الرسائل والمسائل)) لابن تيمية (5/202). .

انظر أيضا: