وضَع وزيرُ الخارجيَّة البريطانيُّ: فيليب هاموند، ونظيرُه البحرينيُّ: خالدُ بن أحمد آل خليفة، حجَرَ الأساسِ لبناءِ قاعدةٍ بحريَّةٍ بريطانيَّةٍ في البحرين في اليومِ الثامنَ عشَرَ من هذا الشهرِ، وتُعدُّ هي الأولى لبريطانيا في منطقةِ الشَّرق الأوسطِ بشكلٍ دائمٍ منذُ انسحابِ بريطانيا من المنطقةِ عامَ 1971. وجاء بناءُ قاعدةِ "إتش إم إس الجُفير" في ميناءِ سلمان من أجلِ دَعمِ انتشارِ قوَّاتِ البَحريَّة البريطانيَّة في الخليج. وذَكَرت الحُكومتان البحرينيةُ والبريطانيةُ أنَّ الهدَفَ مِن إنشاءِ القاعدةِ البحريَّة هو تعزيزُ الاستقرارِ في الخليجِ وما وراءَه. وقد دفَعَت البحرين معظمَ تكاليفِ إنشاءِ القاعدة، البالغة 23 مليون دولارٍ.
التحالفُ الإسلاميُّ العسكريُّ لمحاربة الإرهابِ هو حِلفٌ عسكريٌّ مكوَّنٌ من 40 دولةً إسلاميَّةً تقودُه المملكةُ العربيَّةُ السعوديَّة، من أصلِ سبعٍ وخمسين دولةً مِن الدُّولِ الأعضاءِ في «منظمة التعاونِ الإسلاميِّ»، يسعَى هذا التحالُفُ إلى مُحارَبةِ الإرهابِ بجميعِ أشكالِه ومظاهرِه، كما جاء في بيانِ إعلانِ التحالُفِ. ومن الدُّوَل العربيَّة التي انضمَّت إلى هذا التحالُفِ: الأردُنُّ، والإماراتُ، والبحرَينِ، وتونُسُ، والسودان، والصومالُ، وفِلَسطينُ، وقطر، والكويت، ولُبنانُ، وليبيا، ومصر، والمغرب، وموريتانيا، واليمن، وجمهوريةُ القمر. أمَّا الدُّوَل غيرُ العربية، فمِثلُ: باكستانَ، وبنغلاديش، وتركيا، وتشاد، وتوغو، وجيبوتي، والسنغالِ، وسيراليون، والغابون، وغينيا، وكوت دي فوار، والمالديف، ومالي، وماليزيا، والنيجَرِ، ونيجيريا.
وُلِدَ محمد زهران علوش في مدينةِ دوما التابعةِ للغُوطةِ الشَّرقية في ريفِ دِمَشقَ عامَ 1971. وسلَكَ دَرْبَ العلمِ منذ الصِّغرِ اقتداءً بوالِدِه، فقرَأَ القرآنَ الكريمَ على والِدِه وعلى بعضِ شُيوخ بلَدِه، وتلقَّى التعليمَ الشَّرعيَّ عليهم، ثم التحَقَ بكليَّة الشَّريعة في جامعة دمشق وتخرَّج فيها. ثمَّ سافَرَ إلى المملكةِ العربيَّةِ السعوديَّة، وأكمل الدِّراسةَ في الجامعةِ الإسلاميَّة بالمدينة المنوَّرة في كليَّةِ الحديثِ الشَّريفِ والدراساتِ الإسلاميَّةِ، ثمَّ بعد التخرُّجِ فيها عاد إلى بلَدِه، ودرَسَ الماجستير في كليَّةِ الشَّريعةِ بجامعةِ دِمَشقَ. وخلالَ فترةِ وُجودِه في السُّعودية درَس على عددٍ مِن عُلماءِ الشَّريعة فيها، وعاد إلى سوريَّة ليعملَ في مجالِ المُقاوَلاتِ، إلى جانبِ نشاطِه في الدَّعوةِ السَّلفيَّة، وسبَّبَتْ له النَّشاطاتُ الدَّعَويةُ التي كان يمارِسُها مُلاحَقاتٍ أمنيَّةً عديدةً، بدأَتْ عامَ 1987 وانتهَتْ بتوقيفِه بدايةَ سنةِ 2009 من قِبَل أحدِ أفرُعِ المخابراتِ السُّوريَّةِ، ثمَّ أُودِعَ في سِجنِ صيدنايا العسكريِّ الأوَّلِ، إلى أنْ أُطلقَ سَراحُه في يونيو عام 2011، وَفقَ مرسومِ عفوٍ رئاسيٍّ عامٍّ صدَرَ وقتَها مع بداياتِ الحربِ الأهليَّةِ السُّوريَّةِ عامَ 2011، وشارك بعدها في العمَلِ المسَلَّح، منذُ أوائِلِ انطلاقتِه في أواخرِ عامِ 2011، وأسَّس "سَرِيَّةَ الإسلامِ" التي تطوَّرَت إلى "لواءِ الإسلامِ" وأخيرًا إلى "جيشِ الإسلامِ". وكان على رأسِ قيادةِ جيشِ الإسلامِ الذي يمتدُّ في مناطِقَ مُعَيَّنةٍ مِن سوريَّةَ حتى مقَتَلِه، وكان (علوش) يركِّزُ على التَّربيةِ العَقَديَّةِ للمجاهدين في صُفوفِ جَيشِه، بالإضافةِ إلى تمارينِ اللَّياقةِ البَدَنيَّة والتدريباتِ العَسكريَّة. وقُتِلَ -رحِمَه الله- في غارةٍ جويَّةٍ عنيفةٍ استهدَفت اجتماعًا للتنظيمِ في الغُوطةِ الشرقيَّةِ شرقَ مدينةِ دِمَشقَ في اليومِ الرابعَ عشَرَ من هذا الشهرِ، وقُتِلَ معه خَمْسةٌ من قادةِ جيشِ الإسلام؛ أحدُهم قياديٌّ أمنيٌّ، وذلك أثناءَ التَّحضيرِ لتنفيذِ هجومٍ على مواقِعَ لحزبِ اللهِ اللُّبنانيِّ وقوَّاتِ النِّظامِ السُّوريِّ. ويُعَدُّ "جيش الإسلام" من التَّنظيماتِ المسَلَّحةِ المُهمَّةِ ضِدَّ النظامِ السوريِّ.
وُلِدَ نمر باقر النمر في عامِ 1379هـ في مدينةِ العواميَّةِ في محافظةِ القطيفِ بشرقِ السُّعوديةِ، ودرَسَ في مَسقَطِ رأسِه العواميةِ، ثم هاجَرَ بعد ذلك إلى إيرانَ عامَ 1980م؛ إذ التحقَ بالحَوْزةِ العِلميَّة، وبقيَ هناك ما يقارِبُ عشرَ سنَواتٍ قَبْلَ أن يتَّجِهَ إلى سوريَّةَ. وهو عالِمُ دِينٍ شِيعيٍّ سُعوديٍّ أثارت خِطاباتُه التحريضية جدَلًا واسعًا، واعتُقِل عدَّةَ مَرَّاتٍ، ثم حَكَمَت عليه المحكمةُ الجزائيَّةُ في السُّعوديَّةِ بالقتلِ تعزيرًا، ونُفِّذَ الحُكمُ عليه.
وُلِدَ بُطرس بطرس غالي لعائلةٍ مسيحيَّة قِبطيَّة ذاتِ شأنٍ في السياسةِ والمُجتمَعِ المِصريِّ، في 14 نوفمبر 1922، وهو حفيدُ بطرس نيروز غالي رئيسِ وُزَراءِ مصرَ في أوائلِ القرنِ العشرين، وهو أيضًا عَمُّ يوسف بطرس غالي الذي كان وزيرًا للماليَّةِ. بعد حُصولِه على إجازةِ الحقوقِ من جامعةِ القاهرةِ في عامِ 1946 حصَلَ على الدكتوراه من فرنسا في عامِ 1949، وعَمِل أستاذًا للقانونِ الدَّوليِّ والعَلاقاتِ الدوليَّةِ بجامعةِ القاهرةِ في المُدَّةِ (1949م - 1977م). وأسَّسَ مَجَلَّةَ السِّياسةِ الدوليَّةَ الفَصليَّةَ بجريدةِ الأهرامِ، وعَمِلَ مديرًا لمركَزِ الأبحاثِ في أكاديميَّةِ لاهاي للقانونِ الدَّوْليِّ (1963م-1964م). وشَغَلَ مَنصِبَ وزيرِ الدولةِ للشؤونِ الخارجيَّةِ في عهدَيِ السَّادات ومبارك. ونائبًا لرئيسِ الاشتراكيَّةِ الدوليَّةِ، حتى تولَّى منصِبَ الأمينِ العامِّ للأُمَمِ المُتَّحِدةِ من عامِ 1992م حتى عامِ 1996م بمساندةٍ فرنسيَّةٍ قويَّةٍ؛ ليُصبحَ أوَّلَ عربيٍّ يتولَّى هذا المَنصِبَ، توفِّيَ في القاهرةِ عن عُمْرٍ يُناهِزُ 94 عامًا في اليومِ السابعِ من هذا الشهرِ.
وُلِدَ الكاتبُ المصريُّ والصَّحفيُّ الشَّهير: محمد حسنين هيكل في 23 سبتمبر 1923، وتلقَّى تعليمَه بمراحِلِه المتَّصِلةِ في مصرَ، وكان اتِّجاهُه مبكِّرًا إلى دراسةِ ومُمارسةِ الصحافةِ، وفي عامِ 1943م التَحَق بجريدة «الإيجبشيان جازيت» مُحرِّرًا، ثمَّ عُيِّنَ عام 1945م مُحَرِّرًا بمجلةِ آخرِ ساعةٍ، وانتقلَ معها عندما انتقلت مِلْكيَّتُها إلى جريدةِ أخبار اليوم، أصبَحَ “حسنين هيكل” بعد ذلك مُراسِلًا متجوِّلًا بأخبارِ اليومِ، وتنقَّل وراءَ الأحداثِ مِن الشَّرقِ الأوسَطِ إلى البلقانِ وإفريقيا والشرقِ الأقصى حتى كوريا، ثم استقرَّ في مصرَ عامَ 1951م؛ إذ تولَّى مَنصِبَ رئيسِ تحرير «آخر ساعة» ومديرِ تحريرِ «أخبارِ اليومِ»، واتَّصلَ عن قُربٍ بمَجْرياتِ السياسةِ المِصريَّة. وإلى جانب العمَلِ الصَّحَفيِّ شارَكَ محمد حسنين هيكل في الحياةِ السياسيَّةِ، ومن ذلك تولِّيه وَزارةَ الإعلامِ، كما تولَّى وَزارةَ الخارجيَّةِ لمُدَّة أسبوعَينِ في عهدِ عبدِ الناصر. وشهِدَ هيكل الحياةَ السياسيَّةَ في مصرَ بفتَراتِها المُتفاوتةِ، وكان وثيقَ الصِّلةِ بالرئيسِ “جمال عبد الناصر”. واختلَفَ مع “السادات” حولَ التعامُلِ مع النتائجِ السياسيَّة لحربِ أكتوبر، حتى وصَلَ الأمرُ إلى حدِّ اعتقالِه ضِمنَ اعتقالاتِ سبتمبر1981م. وهيكل يُعَدُّ كاتبًا عِلمانيًّا، ومؤرِّخًا للتاريخِ العربيِّ الحديثِ، وخاصةً تاريخَ الصِّراعِ العربيِّ الإسرائيليِّ؛ إذ سَجَّلَ سِلسلة مِن البرامِجِ التاريخيَّةِ على قناةِ الجَزيرةِ، ولديه أيضًا تحقيقاتٌ ومقالاتٌ للعديدِ من صُحُفِ العالَم في مقَدِّمتِها “الصنداي تايمز” والتايمز” في بريطانيا. ولهيكل كُتُبٌ ومؤلَّفاتٌ عديدةٌ. وقد تُوفِّيَ في القاهرةِ عن عُمرٍ ناهَزَ 93 عامًا.
وُلِدَ حسن عبدالله دفع الله التُّرابي عامَ 1932 في مدينةِ كسلا شرقَ السُّودان، ودرَس الحقوقَ في جامعةِ الخُرطومِ منذُ عامِ 1951 حتى 1955، وحصَلَ على الماجستير مِن جامعةِ أكسفورد البريطانيَّةِ عامَ 1957، وحصَلَ على الدكتوراه من جامعةِ السُّوربون بباريسَ عامَ 1964. وهو يُتقِنُ أربعَ لُغاتٍ: العربية، والإنجليزية، والفرنسية، والألمانية، وتقلَّد الترابي بعد عَودتِه من فرنسا أمانةَ "جَبهةِ الميثاقِ الإسلاميةِ" عامَ 1964 والتي بَقِيَت حتى عامِ 1969، حينما قامَ جعفر نميري بانقلابٍ عسكريٍّ وتولَّى زمامَ السُّلطةِ في البلادِ، واعتَقَلَ أعضاءَ الجَبهةِ الإسلاميَّةِ، وأمضى الترابي سبعَ سنواتٍ في السِّجنِ، ثم أُطلِقَ سَراحُه بعد مُصالحةِ الحركةِ الإسلاميَّة السُّودانيَّة مع النميري عامَ 1977. عَمِلَ الترابي أستاذًا في جامعةِ الخرطوم، ثمَّ عُيِّنَ عَميدًا لكليَّةِ الحُقوقِ بها، ثم وزيرًا للعَدلِ في السودان. وفي عام 1988 عُيِّنَ وزيرًا للخارجيَّةِ السُّودانيةِ. كما اختِير رئيسًا للبرلمان في السودانِ عامَ 1996. واختِير أمينًا عامًّا للمؤتمَرِ الوطنيِّ الحاكمِ 1998. وفي مُدَّةِ نفوذِه في التسعينيَّاتِ جمَعَ كلَّ الحَرَكاتِ الإسلاميَّةِ والعربيَّةِ في مؤتمرٍ أسماه "المؤتمَرَ الشَّعبيَّ العربيَّ الإسلاميَّ". وكان الترابي هو مدبِّرَ الانقلابِ العسكريِّ الذي حمَلَ عُمَرَ البَشير إلى السُّلطةِ عامَ 1989م. ثم وقَعَ الخِلافُ بينهما عامَ 1999م حولَ بعضِ القضايا، فأبعدَه الرئيسُ البشيرُ عن السُّلطة، وتحوَّلَ الترابي إلى أبرَزِ خُصومِه، وأسَّس حزبَ المؤتمرِ الشَّعبي المُعارِض، وصار من أكثَرِ المُعارضينَ السُّودانيين شراسةً في مواجهةِ حُكومةِ البشير التي أودَعَتْه السِّجنَ عدَّةَ مَرَّات، لكنَّه في أواخرِ حياتِه استجاب لدعوةِ الحُكومةِ السُّودانية لقوى المُعارضة إلى الحوارِ الوطنيِّ للخروجِ من الأزَماتِ التي تشهَدُها البلادُ. وللترابي اجتهاداتٌ عَقْلانيَّةٌ في الفِكرِ والفقهِ الإسلاميِّ وله عِدَّةُ كُتُبٍ؛ منها: ((التفسيرُ التَّوحيديُّ))، وكتابٌ في أصولِ الفقهِ، وكتُبٌ أخرى في مَجالاتِ الإصلاحِ الإسلاميِّ والسياسةِ. وله العديدُ مِن الرُّؤى الفِقهيَّةِ المُثيرةِ للجَدَلِ. وقد تُوفِّيَ بعد إصابتِه بذَبْحةٍ قلبيَّةٍ في السودان عن عُمرٍ ناهَزَ 84 عامًا.
قام جِهازُ المُخابراتِ الإيرانيُّ باغتيالِ الشيخِ عبدِ العزيزِ يعقوب الكُردي، أحَدِ رجالِ الدِّينِ السُّنَّة في إقليمِ بلوشستان الواقِعِ جنوبَ شَرقِ البلادِ على المُثَلَّثِ الحُدوديِّ مع أفغانستانَ وباكستانَ؛ إذ دخَل مُسلَّحان أحدَ جوامِعِ مدينةِ خاش، وأطلَقا نيرانَ أسلحَتِهما على الشَّيخِ في باحةِ الجامِعِ، وأردَيَاه قتيلًا بعد أدائِه صلاةَ الجُمُعةِ. وشَهِدَت مدينةُ خاش خروجَ تَظاهُرةٍ كبيرةٍ ضِدَّ عمليَّةِ اغتيالِ الشَّيخِ رحِمَه اللهُ.
أعلَنَت جمهوريَّةُ مصرَ العربيَّة أنَّ جَزيرتَي (تيران وصنافير) الواقعتَينِ في البحرِ الأحمَرِ؛ تابِعتانِ للأراضي السُّعوديةِ، فقد وقَّعَ الجانبانِ المِصريُّ والسُّعوديُّ اتفاقيَّةَ تعيينِ الحُدودِ البَحريةِ بين البلَدَينِ؛ من أجلِ الاستفادةِ مِن المنطقةِ الاقتصاديَّة الخالصةِ لكلٍّ منهما، بما توفِّرُه من ثَرَواتٍ وموارِدَ تعودُ بالمنفعةِ الاقتصاديَّةِ عليهما. ووقَّع الاتِّفاقيَّةَ عن الجانبِ السُّعوديِّ وليُّ وليِّ العَهدِ وزيرُ الدِّفاعِ: الأميرُ محمد بن سلمان، وعن الجانبِ المصريِّ رئيسُ الوزراءِ شريف إسماعيل، وذلك في حُضورِ المَلِك سلمانَ بنِ عبدِ العزيزِ والرئيسِ المصريِّ عبدِ الفتاح السِّيسي.
وُلِدَ الشيخ محمَّد أيوب بن محمد يوسف بن سليمانَ عمر في مَكَّةَ المكرمةِ عامَ 1372ه، وهو من أصلٍ بورميٍّ، حفِظَ القرآنَ عام 1386 هـ في جامعِ بن لادن في حيِّ الحفاير بمكةَ، والتحقَ بالجامعةِ الإسلاميَّة، وتخرَّج في كليَّةِ الشريعةِ عامَ 1396هـ، ثمَّ تَخَصَّصَ في التفسيرِ وعلومِ القرآن، فحصَلَ على درجةِ الماجستير من كليَّةِ القرآنِ، وحصَلَ على درجةِ الدكتوراه من الكليَّةِ نَفسِها عامَ 1408هـ، وإضافةً إلى دِراستِه في المدارسِ الحُكوميَّةِ والجامعةِ؛ فقد تتلمذَ على العديدِ مِن المَشايخِ والعُلماء في المدينةِ المنورة، وحصَل على إجازةٍ بروايةِ حفصٍ عن طريق القراءةِ على المشايخِ، وهم شيخُ قُرَّاءِ المدينةِ: حسن بن إبراهيم الشاعر، والشيخُ أحمد عبد العزيز الزيَّات، والشيخُ خليل بن عبد الرحمن القارئ، ومن شيوخِه في القراءةِ: الشيخُ زكي داغستاني. ومن شُيوخِه الذين درَسَ عليهم ألوانًا من العلومِ الشرعيَّةِ: عبدُ العزيز محمد عثمان، ومحمد سيد طنطاوي، وأكرم ضياء العمري، ومحمد الأمين الشنقيطي، وعبدُ المحسن العبَّاد، وعبد الله محمد الغنيمان، وأبو بكرٍ الجزائريُّ، وعَمِل بعد تخرُّجِه في المرحلةِ الجامعيَّةِ الأولى مُعيدًا بكليةِ القرآنِ، وكُلِّفَ بأمانةِ امتحاناتِ الكليَّةِ لمدَّةِ عشْرِ سنَواتٍ، وأصبَحَ عُضوَ هيئةِ التَّدريسِ في قسمِ التَّفسير منذ حُصولِه على الدكتوراه. وكان أيضًا عُضوًا فى اللَّجْنةِ العِلميَّةِ بمَجمَعِ الملكِ فهدٍ لطباعةِ المُصحَفِ الشريفِ. وتولَّى الإمامةَ والخَطابةَ في عَددٍ مِن مساجدِ المدينةِ، وعُيِّنَ إمامًا مُتعاوِنًا في المَسجدِ النبويِّ عامَ 1410هـ واستمَرَّ فيه حتى عامِ 1417هـ، ثمَّ انقطعَ عن إمامةِ المسجدِ النبويِّ تِسعةَ عشَرَ عامًا ليعودَ ويُصلِّيَ في المَسجدِ النبويِّ مُجدَّدًا في رمضانَ 1436هـ، ويُعَدُّ الشيخُ من القُرَّاءِ المشهورين في المملكةِ العربيَّةِ السعوديَّةِ والعالَمِ الإسلاميِّ، وقد توفِّي -رحمه الله- عن عمرٍ ناهزَ 64 عامًا في اليومِ التاسعِ من هذا الشهرِ، وشُيِّعَتْ جَنازتُه والصلاةُ عليه بعد صلاةِ الظُّهرِ في المَسجدِ النبويِّ.
وقَّعَت تركيا وقطر في العاصمةِ القَطَريَّة: الدَّوحةِ، أوَّلَ اتِّفاقيةٍ عَسكريَّةٍ بين البَلَدينِ، خلالَ زيارةِ رئيسِ الوزراءِ التُّركيِّ أحمد داود أوغلو لقطَرَ، وهي اتفاقيَّةٌ خاصَّةٌ بتمركُزِ قواتٍ تُركيَّة في قَطرَ، ويأتي إنشاءُ القاعدةِ التُّركيَّة في قطَرَ عبْرَ الاتفاقيَّة التي وُقِّعَت بين البلدَينِ عامَ 2014، وصادقَ عليها البرلمانُ التركيُّ، بخصوصِ التَّعاونِ الأمنيِّ بينهما. وتمنَحُ هذه الاتفاقيَّةُ قطرَ إمكانيَّةَ إنشاءِ قاعدةٍ عسكريَّةٍ لها في تركيا. وبموجب الاتِّفاقِ يمكِنُ لتركيا استخدامُ الموانئِ والمطاراتِ والمنشآتِ العسكريَّةِ فى قطَرَ.
وُلِد المُلا أختر محمد منصور شاه محمد في قريةِ بندي تيمور (مُقاطعةِ ميواند) بولايةِ قندهارَ جنوبَ أفغانستانَ لعائلةٍ مِن البشتون. كان عُضوًا بارزًا في قيادةِ حركةِ طالبان، وعُيِّنَ عامَ 2001م وزيرًا للطيرانِ المَدَني والنقلِ في حركةِ "طالبان". وأُعيدَ إلى أفغانستان في عامِ 2006م بعدَ اعتقالِه في باكستانَ. وكان حاكمَ طالبان في قندهار حتى مايو 2007م، وشَغِلَ رئاسةَ الشُّؤونِ العسكريَّةِ في طالبان حتى عامِ 2010م. ونصَّبَه المُلا محمد عمر نائبًا له في عامِ 2010م، وشَغلَ مَنصِبَ نائبِ زعيمِ طالبان حتى يوليو 2015م، وقامَ بقيادةِ طالبان بالنيابةِ بشكلٍ فعليٍّ لمدةِ خَمسِ سنَواتٍ، وبعد إعلانِ وفاةِ المُلَّا عمر، اجتمَعَ أعضاءُ شورى أهلِ الحَلِّ والعَقدِ في طالبان والمشايخُ والعُلماءُ الأفغانُ، وبايعوا المُلَّا منصور أميرًا جديدًا لطالبان. واغتِيلَ -رحِمَه اللهُ- في هجومٍ لطائرةٍ أمريكيَّةٍ بدون طيَّارٍ، في المنطقةِ الحدوديَّةِ بين إيرانَ وباكستانَ بالقُربِ مِن الحدودِ الأفغانيَّةِ.
وُلِدَ محمد علي كِلاي في 17 يناير 1942م في مدينةِ لويفيل بولايةِ كنتاكي، مِن عائلةٍ أمريكيَّةٍ سوداءَ مِن الطبَقةِ المتوسِّطةِ، واعتنَقَ الإسلامَ في عامِ 1964م، وكان اسمُه قبلَ إسلامِه (كاسيوس مارسيلوس كلاي جونيور) فغيَّرَه إلى مُحمَّد علي، واختار الانتماءَ في بادئِ أمرِه إلى جماعةِ أمَّةِ الإسلامِ، ولم يستمرَّ انضمامُه إليهم طويلًا؛ إذ كان يختلِفُ مع الكثيرِ مِن أفكارِهم، فاعتنَقَ الإسلامَ السُّنِّيَّ، ثم أنشأ أعمالَه الخيريَّةَ والدَّعَويَّة مُحاولًا تصحيحَ الصُّورة الخاطئة التي رسَخَت في أذهانِ الغَربِ عن الإسلامِ والمُسلمين، ورفض أنْ يَخدمَ في جيشِ الولاياتِ المُتَّحِدة في حربِه على فيتنام عامَ 1966م، وعَدَّ نفسَه مُعارِضًا للحَربِ، معلِّلًا بأنَّ هذه الحربَ ضِدُّ تعاليم القرآنِ. فاز كلاي ببطولةِ العالَم للوزنِ الثقيلِ ثلاثَ مرَّاتٍ على مدى عشرينَ عامًا، وأصيبَ في عامِ 1984 بداءِ باركنسون (الشلل الرَّعاشي). وفي عامِ 1999 تُوِّجَ بلقب "رياضيِّ القَرنِ". وفي عامِ 2005 مُنِحَ وسامَ الحرِّيَّة الرئاسيَّ -وهو أرفَعُ وسامٍ مَدَنيٍّ في الولاياتِ المُتَّحِدة الأمريكية- وقد تُوفِّيَ مُحمَّد علي -رحِمَه الله- في مستشفى فينيكس بولايةِ أريزونا عن عمرٍ ناهَزَ 74 عامًا. ودُفِنَ في مَسقطِ رأسِه؛ في مدينةِ لويفيل بولايةِ كنتاكي الأمريكيَّةِ.
قامتْ مجموعةٌ مِن ضُبَّاطِ القوَّاتِ المُسلَّحةِ التُّركيَّةِ بمحاولةٍ للانقلابِ على حكومةِ الرَّئيسِ رجب طيب أردوغان، وأعلن مدبِّرو الانقلابِ انقلابَهم، وإنشاءَ مجلسٍ يشكِّلُ الهيئةَ الحاكمةَ في البلدِ مِن خلالِ بيانٍ بثُّوه على القناةِ الرَّسميَّةِ التُّركيةِ بعد سيطرتِهم عليها. ولاقَت محاولةُ الانقلابِ رفضًا شَعبيًّا وسِياسيًّا مِن قياداتٍ حزبيَّةٍ وعسكريَّةٍ وبرلمانيَّة تركيَّةٍ، وممَّن رفضَ العمليَّةَ الانقلابيَّةَ قائدُ القُوَّاتِ البَحريَّة التُّركيةِ: الأميرال بوسطان أوغلو، وزعيمُ حزبِ الشَّعبِ الجُمهوريِّ المُعارضِ: كليجدار أوغلو، وقد فَشِلَتُ المحاولةُ الانقلابيَّةُ، وأعلَنَ رئيسُ الوُزراءِ السَّابقُ: أحمد داود أوغلو أنَّ السُّلطةَ عادت إلى قَبضةِ قُوَّاتِ الأمنِ الشرعيَّةِ، واتَّهمت تركيا جماعةَ فتح الله غولن بالوقوفِ خلفَ تلك المُحاولةِ، وعاودَتْ قناةُ "تي.آر.تي" الرَّسميَّةُ التُّركيةُ بَثَّها بعد انقطاعِها لساعاتٍ أثناءَ مُحاولةِ الانقلابِ.
في مدينةِ جروزني (عاصمةِ الشيشان) دشَّن الرئيسُ الشيشانيُّ: رمضان قاديروف مُؤتمَرًا عالميًّا تحتَ عُنوانِ "من هم أهلُ السنَّةِ والجماعةِ؟" في اليومِ الثاني والعشرين من هذا الشهرِ حضَرَه قُرابةُ 200 مشاركٍ من المَنسوبين إلى العِلمِ الشرعيِّ والدَّعوةِ الإسلاميَّةِ من مُختلِفِ الدُّوَلِ العربيةِ والإسلاميَّةِ، ومِن بينهم وفدٌ مصريٌّ مِن مشايخِ الأزهرِ برئاسةِ شيخِ الأزهرِ: الدكتور أحمد الطيب، وضمَّ كلًّا من شوقي علَّام مفتي مِصرَ، وعلي جمعة، وأسامة الأزهري مستشارِ الرئيسِ. واستُثنِيَ المحسوبونَ على التيَّارِ السَّلَفيِّ من الدَّعوةِ لحضورِ المؤتمَرِ، وخاصةً من عُلَماءِ السعوديةِ، وكان المُؤتمَرُ يقتصِرُ على الصوفيَّةِ والأشعريَّةِ والماتُريديَّةِ. أصدَرَ المُؤتمِرون بيانَهم الخِتاميَّ، وأعرَبوا من خِلالِه عن وَصفِ أهلِ السُّنَّةِ والجماعةِ بأنَّهم هم: “الأشاعرةُ والماتُريديَّةُ في الاعتقادِ، وهم أهلُ المذاهبِ الأربعةِ في الفِقهِ، وأهلُ التصوُّفِ الصَّافي عِلمًا وأخلاقًا وتزكيةً...”، في حين أنَّهم تجاهلوا إضافةَ “أهلِ الحديثِ” والسَّلَفيِّين؛ مما تسبَّبَ في إثارةِ استياءٍ كبيرٍ ونزاعٍ وجدَلٍ حولَ ذلك، وصدَرَتِ البياناتُ والمقالاتُ التي تُوضِّحُ خطأَ المؤتمَرِ وبَيانِه، وترُدُّ عليه.
وُلِدَ إسلام كريموف في مدينةِ سَمَرقند في أوزبكستانَ عامَ 1938، ودرَسَ الهندسةَ والاقتصادَ، وعَمِلَ مهندسًا في الطيرانِ مِن 1961 إلى 1966، ثمَّ تولَّى بعدها مناصِبَ حكوميَّةً، وفي عامِ 1989 تولَّى الحُكمَ في أوزباكستانَ، ومُدِّدَت ولايتُه إلى عامِ 2000 بموجِب استفتاءٍ، وفاز في انتخاباتٍ أُجرِيَت في تلك السَّنة دون مُنافِسٍ، وفي استفتاءِ عامِ 2002م مُدِّدَت فترةُ ولايتُه من 5 إلى 7 سنَواتٍ، وفاز بفترتَي ولايةٍ أُخرَيَين عقِبَ انتخاباتٍ أُجرِيَت في عامِ 2007م، وفي مارس 2015م. ويوصَفُ حُكمُ كريموف بالقسوةِ الشَّديدةِ تجاهَ مُعارِضيه، وقد أعلَنَت حكومةُ أوزبكستان رسميًّا وفاةَ الرئيسِ إسلام كريموف -رحمه اللهُ- في اليومِ الأولِ من هذا الشهرِ؛ لإصابته بجَلطةٍ دِماغيَّةٍ عن عمرٍ يناهزُ 78 عامًا، ودُفِنَ في سَمَرقند.
وُلِد شمعون بيريز في بولندا، وهاجَرَت عائلتُه إلى فِلَسطينَ في عامِ 1934م (أيامَ الانتدابِ البريطانيِّ)، واستقَرَّت في مدينةِ تل أبيب التي أصبَحَت في تلك الأيامِ مَركزًا للمجتمَعِ اليهوديِّ. تعلَّمَ في مدرسةِ "غيئولا" في تلِّ أبيب، ثم واصلَ دراستَه في المدرسةِ الزراعيَّة "بن شيمن" قُربَ مدينةِ اللدِّ. وفي 1947م انضمَّ إلى قيادةِ الهجاناه، وكان مَسؤولًا عن شراءِ العَتادِ والموارِدِ البشريَّة. وفي ذلك الحينِ عَمِلَ مع دافيد بن غوريون وليفي أشكول، وعمِلَ دبلوماسيًّا في وزارةِ الدِّفاعِ الإسرائيليَّةِ، وكانت مُهمَّتُه جَمعَ السِّلاحِ اللازمِ لدولةِ إسرائيلَ الحديثةِ. وفي 1949م عُيِّن بيريز رئيسًا لبَعثةِ وزارةِ الدَّفاعِ الإسرائيليَّةِ إلى الولاياتِ المتَّحدة. وفي 1952م عُيِّنَ نائبًا للمديرِ العامِّ لوَزارةِ الدفاعِ الإسرائيليَّة، ثم أصبحَ المديرَ العامَّ في 1953م. ونجَحَ في بناءِ المُفاعلِ النوويِّ الإسرائيليِّ (مفاعلِ ديمونةَ) من الحُكومةِ الفرنسيَّة، كذلك نظَّمَ التعاونَ العسكريَّ مع فرنسا الذي أدَّى إلى الهجومِ على مصرَ في أكتوبر 1956 ضِمنَ العُدوانِ الثُّلاثيِّ. وترَكَ بيريز حزبَ ماباي عام 1965 ليؤسِّسَ مع ديفد بن غوريون حزبَ رافي، ثم عاد للعمَلِ على توحيدِ الحِزبينِ عامَ 1968 تحت اسمِ حِزبِ العمَلِ الإسرائيليِّ، وأصبحَ زعيمًا له عامَ 1977. وتولَّى منصبَ رئيسِ الوزراءِ بالتناوبِ مع إسحاق رابين، ثم صار نائبًا لرئيسِ الوُزراءِ ووزيرًا للخارجيَّةِ في المدَّةِ ما بين 1986 و1988، وشغَلَ بعدها منصِبَ وزير الماليَّةِ، ثم عُيِّنَ عامَ 1992 وزيرًا للخارجيَّةِ. فشرَعَ في مفاوضاتٍ تمخَّضَت عن توقيعِ اتفاقيَّةِ أوسلو مع منظمَّةِ التحريرِ الفلسطينيَّةِ في سبتمبر 1993، تقاسَم بعدها جائزةَ نوبل للسَّلامِ مع رابين وياسر عرفات. وفي أكتوبرَ 1994 وقَّع معاهدةَ السلامِ مع الأَردُنِّ. وبعد اغتيالِ رابين، تولَّى رئاسةَ الوزراءِ في 1995، وأمرَ بعُدوانٍ عسكريٍّ شاملٍ ضدَّ لُبنانَ في 1996 سُمِّي بعناقيدِ الغضَبِ في محاولةٍ للقَضاءِ على المقاومةِ، قصَفَ فيه مدُنَ لُبنانَ بما فيها العاصمةُ بيروتُ، وفي عامِ 2007 انتُخِب رئيسًا لإسرائيلَ حتى 2014. وفي 13 سبتمبر 2016 نُقِلَ إلى مستشفى تلِّ هاشومير، قُربَ تلِّ أبيب، بعد تَعرُّضِه لجَلطةٍ في الدِّماغِ. وتوفِّيَ عن عمرٍ ناهزَ 93 عامًا.
هو الشيخُ خليفةُ بنُ حمد بن عبد الله بن قاسم بن محمد آل ثاني سادسُ أُمراءِ قطَرَ. وُلِدَ في 17 سبتمبر سنةَ 1932م، وكان قد تولَّى حُكمَ قطرَ بعدَ قِيامِه بانقلابٍ أبيضَ في عامِ 1971م استطاَع فيه أنْ يخلَعَ ابنَ عَمِّه أحمدَ بنَ عليِّ بنِ عبدِ اللهِ بنِ قاسمٍ، ويستوليَ على السُّلْطةِ، وتولَّى مقاليدَ الحكمِ. وفي بدايةِ عَهدِه أُقيمَت عَلاقات دُبلوماسية مع عددٍ من الدولِ على مُستوى السفراءِ لأولِ مرَّةٍ، وشارك الجيشُ القطريُّ في حربِ تحريرِ الكويتِ بقُوَّاتٍ بريَّةٍ وبَحريَّةٍ. وفي عامِ 1995 انقلَبَ عليه ابنُه وليُّ العهدِ الشيخُ حَمَدٌ وتولَّى مقاليدَ الحُكمِ. وعاشَ الشيخُ خليفةُ بعدها فترةً خارجَ قطرَ بينَ المملكةِ العربيَّةِ السعوديَّةِ ودولةِ الإماراتِ العربيةِ المتحدةِ وعِدَّةِ عواصمَ أوروبيةٍ في منفًى اختياريٍّ لمدةِ 9 سنَواتٍ. إلى أنْ عادَ لقطرَ سنةَ 2004 ليشارِكَ في تشييعِ جَنازةِ إحدى زوجاتِه التي كانَت تَعيشُ معه خارجَ قطَرَ، واستقبَلَه ابنُه حمَدٌ أميرُ قَطَرَ، وبقيَ الشيخُ خليفةُ في قطَرَ بعدَ تشييعِه لزَوجتِه، ولم تظهَرْ له أيُّ مُشاركةٍ سِياسيةٍ، وتُوفِّي -رحِمَه اللهُ- عن عمرٍ يُناهِزُ 84 عامًا.
هو الشيخُ شُعيبُ بنُ مُحرَّمٍ الألبانيُّ الأرناؤوطُ، وُلِدَ عامَ 1928 في العاصمةِ السوريةِ دمشقَ، وهو يَنحدِرُ من أسرةٍ ألبانيَّةِ الأصلِ، هاجرَتْ إلى دِمَشقَ سنةَ 1926، وكان والدُه من أهلِ العِلمِ. درَسَ اللغةَ العربيةَ في سِنٍّ مُبكِّرةٍ، وتعلَّم مبادئَ الإسلامِ، وحفِظَ أجزاءً كثيرةً من القرآنِ الكريمِ. تتلمَذَ في علومِ العربيةِ على كِبارِ أساتِذَتِها وعُلمائِها في دمشقَ آنَذاكَ، منهم الشيخُ صالحٌ الفَرفورُ، والشيخُ عارفٌ الدوجيُّ اللذان كانا من تلاميذِ علَّامةِ الشامِ في عَصرِه الشيخِ بَدرِ الدينِ الحَسَنيِّ. وبعدها اتَّجَهَ لدراسةِ أصولِ الفقهِ، خاصَّةً فيما يتعلَّقُ بالمذهَبِ الحَنَفيِّ، إضافةً إلى دراستِه تفسيرَ القرآنِ الكريمِ، والحديثَ، وكُتُبَ الأخلاقِ، إلى أنْ تخصَّصَ في عِلمِ السُّنَّةِ والحديثِ، واشتغَلَ بتحقيقِ التُّراثِ العربيِّ الإسلاميِّ، وكانت بِدايتُه الأولى في المكتَبِ الإسلاميِّ بدِمَشقَ عامَ 1958؛ حيثُ ترأَّسَ فيه قِسمَ التحقيقِ والتصحيحِ مُدَّةَ عِشرين عامًا، حقَّق فيها أو أَشرَفَ على تحقيقِ عشَراتِ المُجَلَّداتِ من أُمَّهاتِ كُتبِ التراثِ في شتَّى العلومِ. ومن أهمِّ أعمالِه تحقيقُ الكتُبِ التاليةِ: ((شَرحِ السُّنَّةِ للبَغَويِّ))، و((رَوضةِ الطَّالِبِينَ)) للنَّوَويِّ، بالاشتراكِ مع الشيخِ عبدِ القادرِ الأَرنَؤُوط، و((سِيَرِ أَعلامِ النُّبَلاءِ)) للذَّهَبيِّ، و((الإحسانِ في تقريبِ صَحيحِ ابنِ حِبَّانَ))، و((سُنَنِ النَّسائيِّ الكُبرى))، بالاشتراكِ مع حسن شلبي، و((مُسنَدِ الإمامِ أحمدَ بنِ حَنبَلٍ)). وقد تخرَّجَ على يدِ الشيخِ شُعَيبٍ في التحقيقِ عَددٌ من طَلَبةِ العلمِ، منهم: محمد نعيم العرقسوسي، وإبراهيم الزيبق، وعادل مرشد، وأحمد برهوم، ورضوان العرقسوسي، وغيرُهم. تُوفِّي الشيخُ شُعَيبٌ -رَحِمَه اللهُ- في العاصمةِ الأُردنيَّة عَمَّانَ عن عُمرٍ تجاوزَ 90 سنةً.
وافَقَ البرلمانُ السلوفاكيُّ على مشروعِ قانونٍ يجعَلُ من الصعْبِ إعلانَ الإسلامِ دينًا رسميًّا في البلادِ، كما يُصعِّبُ من بناءِ المساجدِ، وأعدَّ مشروعَ القانونِ الحِزبُ القوميُّ السلوفاكيُّ الشريكُ في الحكومةِ الائتلافيةِ، ودعَمَتْه أحزابُ المعارضةِ؛ ما أدَّى إلى تمريرِه بأغلبيةِ الأصواتِ. ووَفقًا للقانونِ الجديدِ لا بدَّ أنْ يكونَ عَددُ أتباعِ دينٍ ما في سلوفاكيا 50 ألفًا على الأقلِّ؛ لتعترِفَ الدولةُ بهذا الدِّينِ، في حين كان هذا العدَدُ سابقًا 20 ألفًا، وبذلك لا بدَّ أنْ يبلُغَ عدَدُ المسلمين المسجَّلينَ في سلوفاكيا 50 ألفًا؛ ليكونَ الإسلامُ دِينًا رسميًّا، وليتمكَّنَ المسلمون من بِناءِ المساجدِ، عِلمًا أنَّ الإسلامَ هو أحدُ أديانِ الأقلِّيَّاتِ في سلوفاكيا، ووَفقًا للمؤسَّسةِ الإسلاميةِ في سلوفاكيا فإنَّ أربعةً من أصلِ خمسةِ آلافِ شخصٍ من السلوفاكيِّين في عامِ 2011م يعتنقون الإسلامَ، ويعيشُ مُعظَمُهم في العاصمةِ براتيسلافا، ويتكوَّنُ الجزءُ الأكبرُ منهم من الألبانِ والبوسنيِّين ومن العربِ أيضًا. وسلوفاكيا هي الدولةُ الوحيدةُ في الاتحادِ الأوروبيِّ التي لا يوجَدُ على أراضيها أيُّ مَسجدٍ، وقد رُفِضَت طَلَباتٌ عِدَّةٌ لبناءِ مساجدَ.