ارتكب الثوار اليونانيون مذبحة كبيرة ضد الأتراك في مدينة تريبوليجة، وذلك في الرابع والعشرين من شهر ذي الحجة من هذه السنة، وقد راح ضحية تلك المذبحة 8 آلاف مدني (غير عسكري)، وقد حدث ذلك في أثناء الثورة اليونانية ضد الدولة العثمانية.
ضعُفت الدولة الصفوية وتنازل الشاه حسين عن السلطة لمير محمد أمير بلاد أفغانستان، فأسرع الصدر الأعظم إبراهيم باشا واحتل بلاد أرمينيا وبلاد الكرج وأسرع قيصر روسيا بطرس الأكبر واحتلَّ بلاد داغستان وساحل بحر الخزر الغربية، واصطدمت الجيوشُ العثمانية والروسية، وكادت الحرب أن تقع بين الطرفين لولا وساطةُ فرنسا بناءً على طلب من روسيا التي وجَدت نفسها عاجزة عن القتال، فبقي كل فريق في المناطق التي دخلها دون معارضةِ الفريق الآخر.
كان كركين خان قد تقدم بجيشه إلى أفغانستان وأخضعهم تحت نفوذه، ثم إنَّهم استغاثوا من ظُلمِه بملك الصفويين، ولكن كركين كان قد سبقهم وأعلمه أنهم عبارة عن عصاة، ثم برز أويس الذي كان يحكم قندهار فأرسله كركين إلى الشاه الصفوي على أنه زعيم العصاة، لكنه حظِيَ بالقرب من الشاه وفكَّر في الاستقلال، لكنه رأى أن يتريَّث وخاصة أن الدولة الصفوية أخذت في الهَرَم والضعف، ثم رجع إلى بلاده ليكون رقيبًا على كركين، وأراد كركين أن يذِلَّه بتزوجه من ابنته فدبَّر له مكيدة وقتله، ثم بدأ بقتل الفرس الموجودين في قندهار وانسلخت أفغانستان عن إيران، ثم فكَّروا بضم إيران لهم، وكان قد استصدر فتاوى بحل قتال الشيعة الروافض، ولما رأى الشاه الصفوي أنه لا بدَّ من القتال صدع بالأمر، لكنه لقيَ ما لم يكن في حسابه، فكُسِر في الموقعة التي جرت بينهما، ثم عاود الكَرَّة بجيش بقيادة خسرو خان ابن أخي كركين المقتول، ولكنهم هُزِموا كسَلَفِهم بعد أن استطاعوا الوصولَ إلى قندهار وحصارها، وقتلوا خسرو أيضًا، ثم أرسل الشاه جيشًا ثالثًا فأصيب كما أصيب سابقاه، واستقل الأفغان، ثم تولى محمود ابن أويس بعد موته، فأرسل الشاه جيشًا ليُخضِعَه، لكنه أيضًا هُزم أمام الأفغان، ثم قدم محمود ابن أويس بجيشِه عن طريق الصحراء فوصل إلى كرمان وحاصرها، لكنه اضطر للعودة لمجيء القوات المغيثة، ثم عاد مرة أخرى ووصل الخبر إلى إيران وفزع الناسُ حتى خرج الشاه من المدينة، وقَبْل وصول جيش محمود إلى أصفهان عرض عليه الشاه المصالحة والمال لكنه أبى وحاصر أصفهان، ثم هجمت جيوشُ الشاه عليهم بعد أن انقسموا فرقتين، فاستطاع الأفغان دحْرَ الجيش الأول واستولوا على مَدافِعِه واستعملوها ضد الجيش، ففُتِحت المدينة بعد القتال الشديد، وأصبحت في يد محمود ووقعت العاصمة بيده، واستسلم الشاه واعتلى محمودٌ على عرش إيران، وانتهت دولة الصفويين.
لَمَّا رأى بطرس الأكبر قيصر روسيا أن الدولة الصفوية بدأت تضعُف، قام باحتلال بلاد داغستان وسواحل بحر الخزر (قزوين) الغربية، وقام الصفويون بالرد وكادت الحرب أن تستمر لولا تواسط فرنسا بناء على طلب روسيا، فتم الصلح بين الدولتين، ولكِنْ على أن يبقى مع كل طرف ما أخذه.
هو الشيخُ الإمام العلَّامة المحقِّق المدقِّق نور الدين أبو الحسن بن عبد الهادي السندي، من فقهاء الأحناف المشهورين. ولِدَ ببته قرية من بلاد السند ونشأ بها ثم ارتحل إلى تستر، وأخذ بها عن جملة من الشيوخ، كالسيد محمد البرزنجي، والملا إبراهيم الكوراني، وغيرهما، ودرَّس بالحرم الشريف النبوي، واشتهر بالفضل والذكاء والصلاح. استوطن المدينةَ المنورة، برع في علم الحديث، وألَّف مؤلفات نافعة من الحواشي، منها: حاشية على كل من سنن أبي داود والنسائي وابن ماجه، وعلى مسند أحمد، وعلى صحيحي البخاري ومسلم، وعلى البيضاوي، وغيرها من المؤلفات التي سارت بها الركبان، وكان شيخًا جليلًا عالِمًا عاملًا ورعًا زاهدًا، ماهرًا محققًا بالحديث والتفسير والفقه والأصول والمعاني والمنطق والعربية، وغيرها، أخذ عنه جملةٍ من الشيوخ، منهم: الشيخ محمد حياة السندي وغيره. كانت وفاته بالمدينة المنورة ثاني عشري شوال، وكان لوفاته مشهد عظيم حضره جمٌّ غفير من الناس حتى النساء، وغُلِّقت الدكاكين، وحمل الولاة نعشَه إلى المسجد النبوي الشريف، وصلِّي عليه به، ودُفِن بالبقيع، وكُثَر البكاءُ والأسفُ عليه.
هو الملك أبو النصر إسماعيل بن محمد بن علي المراكشي، الملك الثاني لدولة العلويين في مراكش. ولد سنة 1057 بتافيلات التي تقع جنوب شرقي المغرب. كانت الدولة العلوية في عهده أزهى أيامها، وقد نقل عاصمته من مراكش إلى مكناسة، توفِّي بعد أن أمضى في الحكم سبعة وخمسين عامًا، وخلفه ابنُه أحمد.
توالى أبناء مانع المريدي وأحفادُه على حُكم إمارة الدرعية والقرى التي حولها، ولم يتجاوزوها إلى أن آلت الإمارة إلى الأمير محمد بن سعود بن محمد بن مقرن بن مرخان هذه السنة, والذي تمَّت في عهده سنة 1157هـ المعاهدة التاريخية بينه وبين الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب. ومنها بدأت دولةُ الدرعية بالتوسُّعِ والحركة، حيث آزروا الشيخ محمد بن عبدالوهاب على تبليغ الدعوة، وانتشرت حتى ضَمَّت كل بلاد العارض عدا الرياض وأغلب منطقة الخرج والحائر والوشم والمحمل وسدير.
لما ضعُف الصفويون استولى العثمانيون على كثيرٍ مِن مناطقهم، ثم ما لبث الصفويون أن هبُّوا وقاتلوا العثمانيين، ولكنهم هُزموا وفقدوا تبريز وهمدان وعددًا من القلاع، ثم جرى الصلح, ومات الشاه، وبقي الشاه طهماسب فطلب من العثمانيين أن يتخلَّوا عما أخذوه فلم يقبلوا فغزاهم، ولم تكن عند الخليفة حرارة القتال، فثار الانكشارية عليه وقتلوا الصدر الأعظم وأمير البحر، ثم امتد أذاهم وعصيانهم إلى الخليفة.
بعد فتح العثمانيين عدة مدن وقلاع إيرانية، أهمها مدائن همدان وأريوان وتبريز؛ وذلك نتيجة لتسلط الفوضى داخل إيران، وتنازع كل من الشاه أشرف الذي قتل مير محمد أمير أفغانستان، والشاه طهماسب ملك ساسان. انتهت هذه الحرب بالصلح مع الشاه أشرف في 25 صفر سنة 1140هـ
هو الملك أحمد الذهبي بن إسماعيل بن محمد بن علي: ملك العَلويين الحسنيين في المغرب الأقصى، وعُرف بالذهبي لبسط يده بالعطاء، وبعد توليته قتَل كثيرًا من عمال أبيه وأركان دولته, وكان ضعيف الإرادة، يستشير عبيدَه في أغلب شؤونه، فتسلَّطوا على الناس حتى ضجَّ أهل فاس وثاروا على السلطان سنة 1140 فنقَضوا بيعته، وتبِعَهم أهل مكناسة فقبضوا عليه، وبايعوا أخاه عبد الملك بن إسماعيل. قام عبد الملك بنفي أخيه أحمد إلى سجلماسة، ولكن العبيدَ أتباع أحمد انقضُّوا على عبد الملك ففرَّ إلى فاس، وأُعيد إلى الحكم وجُدِّدت له البيعة، فقَبَض على أخيه ثم قتله، ولم يلبث بعده أكثر من ثلاثة أيام حتى توفِّي هو أيضًا، وتولى الأمر بعده أخوه عبد الله بن إسماعيل.
كان عددٌ قليل من العثمانيين قد نادى بالإصلاح للوصول إلى الوسائل التي حققت بها أوروبا قوَّتها خاصة في التنظيم العسكري والأسلحة الحديثة, وكان الداماد إبراهيم باشا الذي تولى الصدارة العظمى في عهد السلطان أحمد الثالث هو أول مسؤول عثماني يعترف بأهمية التعرف على الإصلاحات الأوربية؛ لذا فإنه أقام اتصالاتٍ منتظمةً بالسفراء الأوربيين المقيمين بالآستانة، وأرسل السفراءَ العثمانيين إلى العواصم الأوروبية، وبخاصة فيينا وباريس للمرة الأولى, وكانت مهمة هؤلاء السفراء لا تقتصر على توقيع الاتفاقات التجارية والدبلوماسية الخاصة بالمعاهدات التي سبق توقيعها، بل إنه طلب منهم تزويد الدولة بمعلومات عن الدبلوماسية الأوروبية وقوة أوربا العسكرية. وكان معنى ذلك فتح ثغرة في الستار الحديدي العثماني والاعتراف بالأمر الواقع الخاص بأنه لم يعُد بإمكان العثمانيين تجاهل التطورات الداخلية التي كانت تحدُث في أوروبا. وقد بدأ التأثر بأوروبا في مجال بناء القصور والإسراف والبذخ اللذين شارك فيهما السلطان أحمد ذاته بنصيب كبير؛ مما جعل الأغنياء وعلية القوم يسعون الى اقتباس العادات الأوروبية الخاصة بالأثاث وتزيين الدور وبناء القصور وإنشاء الحدائق، حتى بدا ظهور تقليد الغرب في شهواتهم وإسرافهم للعِيان
ثار الانكشارية على السلطان أحمد الثالث لعدم ميله إلى الحربِ مع الدولة الصفوية ورغبته في الصلح معهم، فقتلوا الصدرَ الأعظم والمفتي وأمير البحر، حتى امتد أذاهم وعصيانهم وعزلوا الخليفة أحمد الثالث بن مصطفى الثاني بعد أن دام في الخلافة سبعة وعشرين سنة وأحد عشر شهرًا، وبقي معزولًا حتى توفي عام 1149هـ، وقام الانكشارية بتولية ابن أخيه محمود الأول بن مصطفى الثاني.
هو الشاعر عبد الغني بن إسماعيل النابلسي الشاعر المتصوف، وهو عالم بالأدب والتاريخ، ولد سنة 1050 بدمشق ونشأ بها، ثم رحل إلى بغداد، ثم تنقل بين سوريا وفلسطين ومصر ولبنان، ثم عاد واستقر في دمشق وبها توفي، له مصنفات عديدة، أشهرها: (تعطير الأنام في تعبير المنام)، وله (الحقيقة والمجاز في الرحلة إلى بلاد الشام ومصر والحجاز)، وله (التحفة النابلسية في الرحلة الطرابلسية)، وله (كنز الحقائق المبين في أحاديث سيد المرسلين)، وغيرها من الكتب.