الموسوعة التاريخية


العام الهجري : 1201 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1786
تفاصيل الحدث:

بعد قَبولِ الإمام عبد العزيز سعدونَ بنَ عريعر في الدرعية، سار ثويني بن عبد الله شيخ المنتفق ومعه العساكرُ العظيمة من المنتفق وأهل الهجر وجميع أهل الزبير وعربان شمر وطي ومعه من العَدَد والعُدَّة ما يفوق الحصرَ، يريد غزوَ القصيم، فوصل التنومة وهي من قرى القصيم ونازلها بجموعِه وحاصَرَها وضربها بالمدافِعِ، لكِنَّه لم يتمكن من دخولهِا إلا بمكيدةٍ عن طريق عثمان آل حمد من أهل الزلفي، فدخلها عليهم خديعةً، ثم أخذ التنومة عنوةً واستأصل أهلَها قتلًا ونهبًا, ثم ارتحل منها وقصد بُريدة ونزل بها وحصل بينه وبين أهلِها شيءٌ من القتال وأثناء الحصارِ بلغه أنَّه وقع في أوطانه اختلافٌ وخلل، فاضطر أن يرجِعَ إلى بلده, وكان عبد المحسن بن سرداح رئيسُ بني خالد قد خرج بعربانِه من بني خالد يريدُ القصيم نصرةً لثويني، فلما بلغ الدهناءَ بلَغَه رجوعُ ثويني فرجع من حيث جاء وتفَرَّقت كَلِمتُهم ولم يتمَّ لهم ما أرادوا.

العام الهجري : 1202 العام الميلادي : 1787
تفاصيل الحدث:

لما تحقَّق سليمان باشا صاحب بغداد ما أحدثَه ثويني شيخ المنتفق في البصرة مِن تولِّي حكمِها بعد  طَردِ متسَلِّمها، سار بعساكره إلى البصرة، فالتقى مع ثويني الذي جمع عُربانَ المنتفق وأهل الزبير بالقرب من سوق الشيوخ خارجَ البصرة، فاقتتلوا قتالًا شديدًا انهزم فيه ثويني هزيمةً شنيعةً فَرَّ على إثرها بمن بقي معه من جنوده إلى الجهراء، ثم رحل إلى الصمان ديار بني خالد، وتولى حمود بن ثامر رئاسةَ المنتفق، وعَيَّن سليمان باشا أغا مصطفى على البصرة.

العام الهجري : 1202 العام الميلادي : 1787
تفاصيل الحدث:

أمر الشيخُ محمد بن عبد الوهاب جميعَ أهل نجدٍ أن يبايعوا الأميرَ سعود بن عبد العزيز بعد أبيه، وذلك بإذن الإمام عبد العزيز، فبايعه أهلُ نجد جميعًا.

العام الهجري : 1202 العام الميلادي : 1787
تفاصيل الحدث:

بعد أن بايع ربيع بن زيد وأخوه بدن الشيخَ محمدًا والإمام عبد العزيز عام 1199, وعادا إلى الوادي بدأا بالدعوة للتوحيد ونبْذِ مظاهر الشرك والبدع، فنفر منهما أهلُ الوادي ودخلا معهم في حربٍ طويلة استعان فيها أهل الوادي بصاحبِ نجران المكرمي ليقضوا على ربيع بن زيد وأتباعه ودعوته، لكِنْ دون جدوى, وقد حصل ربيعٌ على مالٍ وسلاح من الإمام عبد العزيز في حربِه لِقَومِه حتى تمكَّن من أهل الوادي، فأرسلوا إلى ربيع يطلبونَ منه أن يبايعوه على الدِّينِ والسَّمع والطاعة، ثم وفد بهم إلى الشيخِ  محمد والإمام عبد العزيز ليبايعوهما على السمع والطاعة والالتزام بشرائع الدين, فأكرمهم الأميرُ غايةَ الإكرام وطلبوا معلِّمًا لهم يعلِّمُهم التوحيدَ، فأرسل معهم الشيخُ عبدَ الله بن فاضل, بعد ستة أشهُرٍ نقض الرجبان والوداعون العهد فأرسل عبد العزيز لهم سليمان بن عفيصان فدهمهم في بلادِهم، فطلبوا الأمانَ والقدوم على عبد العزيز، فقَدِموا عليه في الدرعية، فبايعوه وشرط عليهم ألفي ريال نكالًا وألفَ بندقٍ فسلَّموها له.

العام الهجري : 1202 العام الميلادي : 1787
تفاصيل الحدث:

غزا سُليمان بن عفيصان إلى جهة الشرق، فأغار على أهل قطر فأصاب كثيرًا مِن آل أبي رميح وأخذ منهم كثيرًا من الخيل والغنم والسلاح, ثم سار إلى الأحساءِ, فأغار على الجشة إحدى قرى الأحساء، فأصاب منهم رجالًا.

العام الهجري : 1202 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1788
تفاصيل الحدث:

هو الشَّريفُ سرورُ بنُ مساعد بن سعيد بن سعد بن زيد بن محسن بن حسين بن حسن بن أبي نُمي، الذي طار صيتُه في الآفاقِ وبلغ من المجدِ والسعيِ في أعمال الخيرِ وتأمين السُّبُل ما لم يبلُغْ إليه أحدٌ من آبائه، ولقد كانت أحاديثُ الوافدين للحجِّ إلى بيت الله الحرام تخبِرُ عنه بأخبار تسُرُّ القلوبَ وتشَنِّف الأسماعَ وترَوِّح الطباعَ، وكان عظيمَ السَّطوة شديدَ الصَّولة قامعًا للفساد راعيًا لمصالح العباد، كثيرَ الغزو لمَرَدة الأعراب الذين يتخطَّفون الناس في الطرقات، وتوفي في يوم 18 ربيع الثاني، وعمره 35 سنة، ومدَّة ولايته 15 سنة وخمسة أشهر وثمانية أيَّام، وصُلِّي عليه عند الكعبة ودُفن بالمعلَّاة. وقام مقامَه بعد وفاته أخوه عبد المعين، ثمَّ رغِبَ عن الأمرِ لأخيه غالب بعد أيامٍ يسيرةٍ مِن ولايته.

العام الهجري : 1202 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1788
تفاصيل الحدث:

أعلن الإمبراطورُ النمساوي جوزيف الثاني الحربَ على الدولة العثمانية؛ وذلك تأييدًا منه لحليفتِه روسيا التي كانت تحارب العثمانيين منذ 5 أشهر حول جزيرة القرم.

العام الهجري : 1202 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1788
تفاصيل الحدث:

انتصر الجيشُ العثماني بقيادة السلطانِ عبد الحميد الأول على الجيشِ النمساوي الذي يقودُه الإمبراطور جوزيف الثاني، وذلك في معركة "شبش" داخِلَ حدود النمسا. قامت مجموعةٌ مِن كشَّافة الجيش النمساوي بالتقَدُّم؛ لاستطلاعِ موقِفِ الجيش العثماني. وفي طريقِهم وجدوا تجمُّعًا للغجرِ حيث يباعُ الخمرُ، فجَلَسوا وسَكِروا حتي الثمالة. بعد قليلٍ جاءت مجموعةٌ مِن المشاة النمساويين للانضمامِ للمجموعةِ الأولى فرفَضوا انضمامَهم لهم واتَّخذوا وضعَ الدِّفاعِ, ثمَّ عمَّت حالةٌ من الفوضى وصلت إلى المعسكَرِ، وحدث قتالٌ بينهم. كلُّ طرفٍ منهم يظُنُّ أنَّ الطرفَ الآخِرَ هم الأتراكُ، فوقعت حربٌ شديدةٌ بينهم، قُتِلَ منهم أعدادٌ كبيرة، قيل بلغ عددُ القتلى 10 آلاف قتيل, فلما وصل الجيشُ العثماني بقيادة السلطان عبد الحميد الأوَّلِ ومعه الصدرُ الأعظمُ قوجا يوسف باشا تمكَّنَ مِن أسرِ 50 ألفَ نمساوي في هذه المعركةِ التي تعتبر أكبَرَ انتصارٍ حَقَّقه السلطانُ في عهدِه، والذي توفِّيَ بالسكتة القلبية في طريقِ عودتِه قبل وصولِه إسطنبول.

العام الهجري : 1203 العام الميلادي : 1788
تفاصيل الحدث:

على الرغمِ من اعتراف الدولة العثمانية بضم القرم لروسيا سنة 1186 إلَّا أنَّ قصْدَ روسيا ومساعديها انتشابُ القِتالِ؛ ليحظى كل منهم بأمنيتِه؛ لذلك عَمِلوا على إثارة خاطر الدولة العثمانية وإيقاعِها في الحربِ، فأخذوا في تحصين ميناء سباستوبول وأقاموا ترسانةً عظيمةً في ميناء كرزن، وأنشؤوا عمارةً بحرية من الطراز الأول في البحرِ الأسود وأرسلوا جواسيسَهم إلى بلاد اليونان وولايتي الفلاخ من البغدان؛ لتهييجِ النصارى على الدولةِ العثمانية، ثم توصَّلت كاترين الثانية إلى إدخال هرقل ملك الكرج تحت حمايتِها مُقدمةً لفتحِ بلادِه نهائيًّا وأخيرًا في سنة 1787م. ساحت كاترين في البلاد الجنوبية وبلاد القرم بأبَّهةٍ واحتفالٍ زائد، وأقام لها القائِدُ بوتمكين أقواسَ نصرٍ كُتِب عليها طريقُ بيزنطة، فعَلِمت الدولةُ العثمانية من كلِّ هذه الأحوالِ أنَّها تقصِدُ محاربتَها ثانيًا، وتأكَّد لها هذا العزمُ لَمَّا تقابلت كاترين في سياحتِها هذه مع ملك بولونيا وإمبراطور النمسا؛ ولذلك أرادت الدولةُ العثمانية هي المبادرةَ بإعلان الحربِ قبلَ تمامِ استعدادِ أعدائِها؛ ولإيجادِ سَبَبٍ له أرسلت بلاغًا إلى سفير روسيا بالأستانة المسيو جولغا كوف في صيف سنة 1787م تطلب منه تسليمَ موروكرداتو حاكِمِ الفلاخ الذي كان عصى الدولة والتجأ إلى روسيا، والتنازلَ عن حماية بلاد الكرج بما أنَّها تحت سيادة الدولةِ، وعزْلَ بعضِ قناصِلِها المهيِّجين للأهالي، وقبولَ قناصِلَ للدولة في موانئ البحر الأسود، وأن يكون لها الحَقُّ في تفتيش مراكِبِ روسيا التجارية التي تمرُّ مِن بوغاز الأستانة للتحقيقِ مِن أنَّها لا تحمِلُ سِلاحًا أو ذخائِرَ حربية, فرفض السفيرُ هذه الطلباتِ إلَّا بإذن دولته، فأعلن الباب العالي الحربَ عليها فورًا، وسجن سفيرَها في أغسطس سنة 1787م, ولما كان الجنرال بوتمكين لم يتِمَّ معداتِ الحربِ وقعَ في حيص بيص، وكتب إلى كاترين يخبرُها بعدمِ صلاحية البقاء في القرمِ ناصِحًا لها بإخلائِها في أقربِ وقتٍ، لا سيما وأنَّ مَلِكَ السويد جوستاف الثالث أراد انتهازَ هذه الفرصة لاسترجاعِ ما فقدَتْه دولتُه من المقاطعات والبلادِ التي أخذَتْها منها روسيا، لكِنْ لم تَثنِ هذه الحوادِثُ هِمَّةَ هذه الإمبراطورة التي أعانتها الأيامُ، بل كتبت للجنرال بوتمكين بعدمِ انتظار العثمانيين، والسيرِ بكلِّ شجاعةٍ وإقدامٍ على مدينتي بندر وأوزي، فصدع بأمرِها وسار نحو أوزي فحاصرها مدةً، ثم دخلها عَنوةً في 30 ربيع الآخر سنة 1203 هـ 19 نوفمبر سنة 1788م وفي هذه الاثناء كانت النمسا أعلنت الحرب على الدولة العثمانية مساعدة لروسيا، وحاول إمبراطورها يوسف الثاني الاستيلاءَ على مدينة بلغراد، فعاد بالخيبة إلى مدينة تمسوار؛ حيث اقتفى أثرَه الجيشُ العثماني وانتصر عليه نصرًا مُبينًا؛ ولذلك ترك الإمبراطور قيادةَ جيوشِه إلى القائد لودن.

العام الهجري : 1203 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1788
تفاصيل الحدث:

احتلَّ الجيشُ الروسي قلعة "أوزي" في أوكرانيا، أهَمَّ القلاعِ العثمانية على البحر الأسود، وارتكب الروسُ فيها مجزرةً رهيبةً راح ضحيَّتَها 25 ألف تركي مِن الرجال والنساء والأطفال، بعد أن قاموا بتعذيبِهم بشِدَّةٍ, وكان لخبرِ سقوطِ أوزي بيَدِ الروس وذبحِ أهلِها المدنيين بالسيفِ أكبَرُ الأثَرِ على السلطان عبد الحميد الأول؛ حيث أُصيب على إثر الخبَرِ بنزيفٍ في المخِّ توفِّيَ بعده.

العام الهجري : 1203 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1789
تفاصيل الحدث:

هو السلطانُ العثماني عبد الحميد الأول بن أحمد الثالث بن محمد الرابع بن إبراهيم الأول بن أحمد الأول بن محمد الثالث، ولِدَ سنة 1137هـ تولى الحكمَ عام 1187هـ/1773م بعد وفاة أخيه مصطفى الثالث، وكان محجوزًا في قصرِه مدَّةَ حكم أخيه مصطفى الثالث، استطاعت روسيا في عهدِه أن تحقِّقَ نصرًا على العثمانيين في معاهدة كيتشوك كاينارجي، وطلب الصدرُ الأعظمُ الصلحَ والمفاوضة، وتمَّ ذلك في مدينة قاينارجة في بلغاريا على البحر الأسود عام 1187هـ. في هذه الظروفِ الحَرِجة توفِّي السلطان عبد الحميد الأول، ووهنت عزيمةُ الجند ودخل اليأسُ قلوبَهم، واستغَلَّ الأعداء ما حدث وتضافرت جهودُهم لإضعافِ العثمانيين، وتمكَّنوا من النصر؛ ففي 31 تموز و22 أيلول عام 1789م استولى الروس على مدينة بندر الحصينة واحتلُّوا معظم الفلاخ والبغدان وبسارابيا، ودخل النمساويون بلغراد وبلاد الصرب التي رُدَّت بعد ذلك للعثمانيين بمقتضى معاهدة زشتوي. توفِّيَ السلطان عبد الحميد الأول متأثرًا بنزيفٍ في المخِّ بعد سماعه خبرَ سقوطِ قلعة أوزي بيد الروسِ وذبح أهلها بطريقةٍ بشعة، دام في الحُكمِ خمسة عشر عامًا وعدة أشهر، وتولى بعده ابنُ أخيه سليم الثالث بن مصطفى الثالث، ويعتبرُ هذا السلطانُ هو أولَ سلاطين عصر الانحطاط، ثمَّ استمَرَّت السلطنةُ في سلالة السلطان عبد الحميد الأول إلى نهايةِ الدولة.

العام الهجري : 1203 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 1789
تفاصيل الحدث:

منحت الدولة العثمانية مبلغ مليار آقجه (العملة العثمانية) للسويد طبقًا لمعاهدة "بيقوز"؛ وذلك نظيرًا للدور الذي لعبته السويد في تثبيتِ قسمٍ مِن الجيش الروسي على الحدودِ مع السويد إبَّان الحرب العثمانية - الروسية.

العام الهجري : 1203 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1789
تفاصيل الحدث:

انتصر الوزيرُ والقائد العثماني "كمانكش مصطفى باشا" بقوَّاته البالغة 30000 جندي على جيش الاتحاد الروسي الألماني في معركة "فوشكاني" الواقعة قربَ فرع للطونة بين الأفلاقِ والبغدان

العام الهجري : 1204 العام الميلادي : 1789
تفاصيل الحدث:

تولَّى السلطانُ سليم الثالث وما زالت الحربُ دائرةً بين الدولة العثمانية والروس، فأعطى السلطانُ وقتَه وجهده لقتالهم، غيرَ أنَّ جنده قد ضَعُفَت همَّتهم، في المقابِلِ اتحدت الجيوش الروسية والنمساوية ضِدَّ الدولة العثمانية، فتمكَّنت روسيا من الاستيلاء على الأفلاق والبغدان وبساربيا، كما استطاعت النمسا احتلالَ بلاد الصرب ودخلت بلغراد أيضًا، غيرَ أن هذا الاتفاق الروسي النمساوي لم يدُمْ طويلًا؛ إذ انصرف إمبراطور النمسا ليوبولد الثاني الذي خلَّف جوزيف الثاني إلى الثورة الفرنسية، وما حدث من نتائج من قَتلِ الملك لويس السادس عشر ملك فرنسا، فخاف مَلِكُ النمسا أن تمتَدَّ الثورة إلى بلاده، فحرص على مصالحة الدولة العثمانية؛ ونتيجةً لذلك أعيدَ للدولة العثمانية بلادُ الصرب وبلغراد.

العام الهجري : 1204 العام الميلادي : 1789
تفاصيل الحدث:

نزل على حريملاء بَردٌ في الشتاء على غير العادة، فقتَلَ ما وقع عليه من البهائمِ والطيور، وخسف السطوحَ والأواني حتى النحاسَ، وأهلك الأشجارَ وكسَّرها، وأهلك جميعَ زروعِهم، فجأروا إلى الله سبحانه، فرَحِمَهم ودفع عنهم.

العام الهجري : 1204 العام الميلادي : 1789
تفاصيل الحدث:

أرسل الشريفُ غالِبُ بن مساعد شريفُ مكةَ إلى الإمام عبد العزيز بن محمد  كتابًا يطلُبُ فيه أن يرسِلَ إنسانًا عارِفًا حتى يعرِّفَه بحقيقة ما يدعو إليه وما هم عليه, فأرسل إليه القاضي عبد العزيز بن عبد الله الحصين، وكتب معه الشيخ محمد بن عبد الوهاب كتابًا ورد فيه: "بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد بن عبد الوهاب إلى العلماء الأعلام في بلد الله الحرام، نصر الله بهم دينَ سيِّد الأنام، وعليه أفضل الصلاة والسلام، وتابعي الأئمة الأعلام، سلامٌ عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد.. جرى علينا من الفتنةِ ما بلغكم وبلغ غيَركم، وسبَبُه هدم بنيان في أرضِنا على قبور الصالحين، ومع هذا نهيناهم عن دعوةِ الصالحين وأمَرْناهم بإخلاص الدعاء لله, فلمَّا أظهَرْنا هذه المسألةَ مع ما ذكَرْنا من هدمِ البنيانِ على القبورِ، كبُرَ على العامة, وعاضَدَهم بعضُ من يدعي العلم؛ لأسباب لا تخفى على مثلكم، أعظمُها اتِّباع الهوى مع أسباب أخرى, فأشاعوا عنا أنَّا نسُبُّ الصالحين، وأنا لسنا على جادَّة العلماء, ورفعوا الأمرَ إلى المشرق والمغرب فأشاعوا عنَّا أشياء يُستحيا مِن ذِكرِها, وإنا أخبرناكم بما نحن عليه بسبَبِ أنَّ مِثلَكم ما يروج عليه الكذب، فنحن وله الحمد متَّبعون لا مبتدعون، وعلى مذهب الإمام أحمد,.. وفي ولاية الشريف أحمد بن سعيد وصل إليكم الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الحصين، وأشرفتُم على ما عندنا بعد ما أحضروا كتُبَ الحنابلة التي عندنا عمدة، كالتحفة والنهاية عند الشافعية, فلما طلب منا الشريفُ غالب أعزَّه الله ونصره، امتثلنا وهو إليكم واصل، فإن كانت المسألة إجماعًا فلا كلام، وإن كانت مسألةً اجتهادية فمعلومكم أنَّه لا إنكارَ في مسائل الاجتهادِ، فمن عَمِلَ بمذهبه في محلِّ ولايتِه لا يُنكَرُ عليه, وأنا أُشهد الله وملائكتَه وأُشهِدُكم أنِّي متَّبِعٌ لأهل العلم، والسلام عيكم ورحمة الله وبركاته" فقدم عبد العزيز الحصين مكَّةَ فأكرمه الشريف غالب، واجتمع به مراتٍ، وعرض عليه رسالة الشيخ، فعرف ما بها من الحقِّ فأذعن وأقر بذلك، وطلب من عبد العزيز حضورَ العلماء للمناظرة في التوحيدِ، فأبوا وقالوا: هؤلاء يريدون أن يقطعوا جوايزك.. التي من أجدادِك ويملكون بلادَك، فارتعش قلبه وطار.

العام الهجري : 1204 العام الميلادي : 1789
تفاصيل الحدث:

جرت موقعةُ غريميل (وهو جبل صغير تحته ماء، قربَ الأحساء) حيث التقت قواتُ الدرعية بقيادةِ الأمير سعود بن عبد العزيز، مع قواتِ بني خالد بقيادةِ عبد المحسن بن سرداح وابن أخته دويحس بن عريعر، وبعد نزال استمَرَّ ثلاثة أيام، انهزم جيش بني خالد وهرب عبد المحسن إلى المنتفق، وغَنِمَ جيشُ سعود غنائِمَ كثيرة، واستعمل الأمير سعود زيدَ بن عريعر أميرًا على بني خالد.

العام الهجري : 1204 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1790
تفاصيل الحدث:

هو الملك محمد الثالث بن عبد الله بن إسماعيل ملك العلويين في المغرب الأقصى، وكانت عاصمتُه مراكش، ولد بمكناس سنة 1134. تولى الحكم سنة1171 في ظروف صعبة بعد اضطراباتٍ، وقد تميَّزَ بالعقل والرزانة وبُعدِ النظر، اجتهَدَ في المحافظة على بلادِه ووَحدتِها وتأمينِ الشواطئ المغربية من العدوان الأوروبي، وحرَّر مازاغان من يد البرتغاليين، وانتصر على الجيش الفرنسي في معركة العرائش سنة1179, وكان أول حاكمٍ يعترف باستقلالِ وسيادة الولايات المتحدة الأمريكية, ورفَضَ ربطَ علاقات دبلوماسية مع روسيا؛ بسبب محاربتها للدولة العثمانية، وبعث بالعديدِ مِن السفراء لاسترجاعِ المخطوطات العربية من إسبانيا, وداخليًّا كان دائمَ التنقُّل بين جهات مملكته الواسعة؛ ليطمئِنَّ على أحوال البلاد, وشَهِدَ عهدُه أوجَ الازدهار السياسي والعسكري والاقتصادي والثقافي للمغرب الأقصى. تمرد وثار عليه عدةَ مراتٍ ابنُه وولي عهده يزيد، فنفاه في مشرق البلاد. توفِّيَ محمد الثالث في طريقِه إلى ابن عمه الذي خرج عن طاعتِه، فلما توفِّيَ تنازع أبناؤه الأربعة على خلافتِه، وهم هشام، ويزيد، وسليمان، ومَسلمة، حتى تمكَّن يزيد الأول أن يَخلُف أباه في الحُكم.

العام الهجري : 1205 العام الميلادي : 1790
تفاصيل الحدث:

سيَّرَ شريف مكة الشريف غالبُ عساكِرَه بقيادة أخيه عبد العزيز إلى أعالي نجد لمحاربة أهلِها في قوة هائلة في العددِ والعُدَّة، نحو عشرة آلاف، ومعهم 20 مدفعًا وأمَرَهم أن يقصدوا الدرعية ومنازلَتَها فضلًا عن غيرِها من بلدانِ نجدٍ التابعة للدرعية, فلمَّا رأى أعداءُ الدعوة في نجدٍ هذه القوة أيقَنوا بنهاية دولة الدرعية ودعوة الشيخِ، خاصَّةً أنها جاءت من شريفِ مكَّةَ؛ ولذلك نقض عددٌ من العربان وأهالي بعض بلدان نجدٍ بيعَتَهم وعهدَهم مع الشيخ والأمير، وراسل الشريف عبد العزيز أناسًا من أهل بلدان نجدٍ، منهم حسين الدويش رئيس مطير وعربانه، وكثير من قحطان، فأقبلت تلك العساكِرُ والجنود  معهم كثيرٌ مِن بوادي الحجاز وعربان شمر ومطير وغيرهم، وامتلأ منهم السهلُ والجبَلُ، وصار في قلوبِ المسلمين منهم وجَلٌ, فنزلوا على قصر بسَّام في السر وحاصروه أيامًا وضربوه بالمدافِعِ ولم ينالوا منه شيئًا، على الرغم أنَّ عدد من فيه لا يتجاوز30 رجلًا، وبناء القصر كان ضعيفًا! فرحل عنه الشريفُ عبد العزيز مع جموعِه ونزل في أرض السر أربعة أشهر، ثم عزم على العودة إلى قصر بسام، وحلَفَ ألا يدَعَه حتى يهدِمَه ويقتُلَ من فيه، فعمل السلالم ودهموا بها الجدرانَ فلم يحصلوا على طائلٍ, وقُتِلَ من قومِه عِدَّة رجال. كان الإمامُ عبد العزيز لما أقبلت تلك الجموعُ استنفَرَ أهالي بلدان نجد التابعين له مع ابنه الأمير سعود، فنزل سعود رمحين النفود بالقربِ مِن بلدة أشيقر، وأقام فيها يخيفُ جنود الشريف، وهذه الواقعة هي أوَّلُ لقاء عسكري بين أشرافِ الحجازِ والدرعية، كان المبادِرُ بالقتال فيها هو شريفَ مكةَ.

العام الهجري : 1205 العام الميلادي : 1790
تفاصيل الحدث:

هو الإمامُ الفاضلُ العلَّامة، الفقيهُ المحَدِّث اللُّغوي النحوي الأصولي: محمد بن محمد بن عبد الرزاق الحسيني، الملقب بمرتضى الزبيدي، أصلُه من واسط العراقِ، ولد بالهند سنة 1145, ونشأ في زَبيد، وتوفِّي في مصر، كان عالِمًا بالأدب والأنساب والحديثِ، قرأ على الشيخ عبد الرحمن العيدروس مختصر السعد بمكة، ولازمه ملازمةً كليةً وألبسه الخرقةَ وأجازه بمروياته ومسموعاته، وهو الذي شوَّقه إلى دخولِ مِصرَ بما وصفه له من علمائِها وأمرائها وأدبائِها وما فيها من المشاهِدِ الكرام، فاشتاقت نفسُه لرؤياها، ثمَّ ورد الزبيديُّ إلى مصر في تاسع صفر سنة 1169، وسكن بخان الصاغة، وفي مصر شرع في شرحِ القاموس حتى أتمَّه في عدة سنين في نحو أربعة عشر مجلَّدًا، وسمَّاه تاج العروس، ولَمَّا أكمله أولم وليمةً حافلةً جمع فيها طلاب العلم وأشياخ الوقت بغيط المعدية، وذلك في سنة 1181، وأطلعهم عليه واغتَبَطوا به وشَهِدوا بفضله وسَعةِ اطلاعه ورسوخِه في علم اللغة، وكتَبوا عليه تقاريظهم نظمًا ونثرًا، وله مصنَّفات عديدة، منها: إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين، وعقود الجواهر المنيفة في الفقه الحنفي، ولقط اللآلئ المتناثرة في الأحاديث المتواترة، وغيرها من المصنفات.