موسوعة أصول الفقه

الفرعُ التَّاسِعَ عَشَرَ: الاختِلافُ في أفهامِ المُجتَهِدينَ


إنَّ المُجتَهِدينَ ليسوا على دَرَجةٍ واحِدةٍ مِنَ الفهمِ والإدراكِ، وبسَبَبِ هذا التَّفاوُتِ يَقَعُ اختِلافُهم في فَهمِ النُّصوصِ والمُرادِ منها [385] يُنظَر: ((أسباب اختلاف الفقهاء)) للصاعدي (ص: 85). .
وعلى ذلك اختَلَفوا في المُرادِ بقَولِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((يَؤُمُّ القَومَ أقرَؤُهم لكِتابِ اللهِ)) [386] أخرجه مسلم (673) من حديث أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه. . فهَلِ المُرادُ بالأقرَأِ الأفقَهُ، أوِ الأكثَرُ استظهارًا لكِتابِ اللهِ؟ والسَّبَبُ في هذا الاختِلافِ هو اختِلافُهم في فهمِ هذا الحَديثِ؛ فمِنهم مَن حَمَلَه على ظاهرِه بأنَّه الأقرَأُ لكِتابِ اللهِ، كالحَنَفيَّةِ [387] يُنظَر: ((البحر الرائق)) لابن نجيم (1/ 368). ، والحَنابِلةِ [388] يُنظَر: ((كشاف القناع)) للبهوتي (3/ 184). . ومِنهم مَن فَهِم مِنَ الأقرَأِ هَاهنا مَعنى الأفقَهِ، كالمالِكيَّةِ [389] يُنظَر: ((منح الجليل)) لعليش (1/ 383). والشَّافِعيَّةِ [390] يُنظَر: ((نهاية المحتاج)) للرملي (2/ 180)، ((حاشية البجيرمي على شرح المنهج)) (1/ 312). ، وقال بأنَّ الحاجةَ إلى الفِقهِ في الإمامةِ أمَسُّ مِنَ الحاجةِ إلى القِراءةِ [391] يُنظَر: ((الحاوي الكبير)) للماوردي (2/ 352)، ((المفهم)) للقرطبي (2/ 297)، ((أسباب اختلاف الفقهاء)) للصاعدي (ص: 85). .

انظر أيضا: