موسوعة أصول الفقه

المَطلَبُ الثَّالثُ: تَطبيقاتٌ فِقهيَّةٌ


1- الجَعالةُ:
وهيَ عَقدٌ يَلتَزِمُ فيه أحَدُ طَرَفيه (وهو الجاعِلُ) بتَقديمِ عِوَضٍ مَعلومٍ (وهو الجُعْلُ) لمَن يُحَقِّقُ نَتيجةً مُعَيَّنةً [2411] مِثالُها: أن يَقولَ: مَن يَجِدْ هاتِفي المَفقودَ فله خَمسُمِائةِ ريالٍ، ومَن حَصَل في الامتِحانِ على الدَّرَجةِ النِّهائيَّةِ فله حاسوبٌ. في زَمَنٍ مَعلومٍ أو مَجهولٍ [2412] يُنظر: ((فقه المعاملات المالية)) إعداد القسم العلمي بمؤسسة الدرر السنية (2/305). .
والجَعالةُ جائِزةٌ عِندَ جُمهورِ العُلماءِ مِنَ المالكيَّةِ [2413] يُنظر: ((التوضيح)) لخليل (7/236)، ((بلغة السالك)) للخلوتي (4/79). ، والشَّافِعيَّةِ [2414] يُنظر: ((الحاوي الكبير)) للماوردي (8/31)، ((البيان)) للعمراني (7/407). ، والحَنابلةِ [2415] يُنظر: ((المغني)) لابن قدامة (6/93)، ((شرح منتهى الإرادات)) للبهوتي (2/372). ، واستَدَلُّوا على ذلك بقَولِ اللهِ تعالى: وَلِمَنْ جَاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ [يوسف: 72] ، أي: لمَن دَلَّ على سارِقِ صُواعِ المَلِكِ جائِزةٌ مُعَيَّنةٌ، وهيَ حِمْلُ بَعيرٍ، وهذا جُعْلٌ، فدَلَّتِ الآيةُ على جَوازِ الجَعالةِ، وشَرعُ مَن قَبلَنا شَرعٌ لنا ما لم يكنْ في شَرعِنا ما يُخالِفُه [2416] يُنظر: ((التهذيب)) للبغوي (4/564)، ((البيان في مذهب الإمام الشافعي)) للعمراني (7/407)، ((فقه المعاملات المالية)) إعداد القسم العلمي بمؤسسة الدرر السنية (2/307). .
2- المُهايَأةُ:
وهيَ قِسمةُ المَنافِعِ [2417] يُنظر: ((بدائع الصنائع)) للكاساني (7/31)، ((الهداية)) للمرغيناني (4/335). ، سَواءٌ كانتِ المُهايَأةُ في الأعيانِ، مِثلُ أن يَتَهايَأَ اثنانِ في دارٍ واحِدةٍ، على أن يَأخُذَ كُلُّ واحِدٍ مِنهما جزءًا مِنها يَسكُنُها، أو مُهايَأةً في الزَّمانِ بأن يَأخُذَ كُلُّ واحِدٍ مِنهما الدَّارَ فترةً مُعَيَّنةً يَسكُنُها، أو يَتَهايَأُ اثنانِ على دابَّةٍ، فكُلُّ واحِدٍ مِنهما يَركَبُها مُدَّةً، وقدِ اتَّفقَ الفُقَهاءُ مِنَ الحَنَفيَّةِ [2418] يُنظر: ((المبسوط)) للسرخسي (20/170)، ((الهداية)) للمرغيناني (4/334). ، والمالكيَّةِ [2419] يُنظر: ((التاج والإكليل)) للغرناطي (7/405)، ((منح الجليل)) لعليش (7/249). ، والشَّافِعيَّةِ [2420] يُنظر: ((نهاية المطلب)) لإمام الحرمين (18/566)، ((البيان في مذهب الإمام الشافعي)) للعمراني (13/146). ، والحَنابِلةِ [2421] يُنظر: ((المغني)) لابن قدامة (5/435)، ((الإنصاف)) للمرداوي (11/340). ، على جَوازِ المُهايَأةِ، واستَدَلُّوا على ذلك بقَولِ اللهِ تعالى حِكايةً عن نَبيِّ اللهِ صالِحٍ عليه السَّلامُ: لَهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ [الشعراء: 155] ؛ حَيثُ دَلَّتِ الآيةُ على جَوازِ قَسمِ الشِّربِ بالأيَّامِ؛ لأنَّ اللَّهَ تعالى أخبَرَ عن نَبيِّه صالِحٍ بذلك ولم يُعقِبْه بالنَّسخِ [2422] يُنظر: ((أصول السرخسي)) (2/ 99)، ((المبسوط)) للسرخسي (20/170)، ((الاختيار)) لابن مودود (2/79). ، وشِرْبٌ أي: حَظٌّ ونَصيبٌ مِنَ الماءِ [2423] يُنظر: ((تفسير البغوي)) (3/ 476). .
3- القِصاصُ بَينَ الرَّجُلِ والمَرأةِ:
حَيثُ ذَهَبَ جُمهورُ الفُقَهاءِ [2424] يُنظر: ((الأم)) للشافعي (6/26)، ((النوادر والزيادات)) لابن أبي زيد (13/541)، ((الحاوي الكبير)) للماوردي (12/8)، ((بداية المجتهد)) لابن رشد (4/183)، ((المبدع)) لبرهان الدين ابن مفلح (7/215)، ((اللباب)) للميداني (3/144). إلى أنَّ الرَّجُلَ يُقتَلُ بالمَرأةِ، واستَدَلُّوا على ذلك بعُمومِ قَولِ اللهِ تعالى: وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ [المائدة: 45] [2425] يُنظر: ((أصول السرخسي)) (2/ 99)، ((التمهيد)) للكلوذاني (2/ 411). .
4- تَضمينُ أربابِ المَواشي ما أفسَدَت باللَّيلِ دونَ النَّهارِ:
وذلك لقَولِ اللهِ تعالى: وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ [الأنبياء: 78] ، والنَّفشُ لا يَكونُ إلَّا في اللَّيلِ [2426] يُنظر: ((الإكليل)) للسيوطي (ص: 180)، ((المهذب)) لعبد الكريم النملة (3/ 979). ويُنظر أيضًا: ((أحكام القرآن)) لابن الفرس (3/288)، ((أحكام القرآن)) لابن العربي (3/264). .
ومِمَّن ذَهَبَ إلى ذلك: المالِكيَّةُ [2427] يُنظر: ((البيان والتحصيل)) (9/211)، ((المقدمات الممهدات)) كلاهما لابن رشد (3/42)، ((الذخيرة)) للقرافي (12/268). ، والشَّافِعيَّةُ [2428] يُنظر: ((الحاوي الكبير)) للماوردي (13/466)، ((النجم الوهاج)) للدميري (9/278). ، وعِندَ الحَنابِلةِ يَضمَنُ إفسادَ الزَّرعِ إن كان ليلًا، ولا يَضمَنُ غَيرَ الزَّرعِ ما لم تَكُنْ يَدُه عليها [2429] يُنظر: ((المغني)) لابن قدامة (9/189)، ((الشرح الكبير)) لشمس الدين ابن قدامة (5/455). .
إلى غَيرِ ذلك مِنَ الفُروعِ الفِقهيَّةِ التي دَوَّنَها العُلَماءُ [2430] يُنظر: ((أصول السرخسي)) (2/99)، ((التمهيد)) للكلوذاني (2/411)، ((الواضح)) لابن عقيل (4/173)، ((تخريج الفروع على الأصول)) للزنجاني (ص: 370)، ((شرح تنقيح الفصول)) للقرافي (ص: 298)، ((البحر المحيط)) للزركشي (8/44). .

انظر أيضا: