موسوعة أصول الفقه

المَطلَبُ السَّابِعُ: أسبابُ العُدولِ إلى المَجازِ


العُدولُ عنِ الحَقيقةِ إلى المَجازِ له أسبابٌ، مِن أهَمِّها [332] يُنظر: ((الإبهاج)) لابن السبكي ووالده (3/813)، ((نهاية السول)) للإسنوي (ص: 135)، ((البحر المحيط)) للزركشي (3/56)، ((الغيث الهامع)) لأبي زرعة العراقي (ص: 175)، ((الفوائد السنية)) للبرماوي (2/857). :
1- التَّعظيمُ، مِثلُ قَولِهم: (سَلامُ اللَّهِ على المَجلِسِ العالي)، فيَعدِلُ عنِ اللَّقَبِ الصَّريحِ إلى المَجازِ؛ تَعظيمًا لحالِ المُخاطَبِ.
2- التَّنَزُّهُ عن ذِكرِ الحَقيقةِ، كما يُعَبِّرونَ عن قَضاءِ الوَطَرِ مِنَ النِّساءِ بالوَطءِ، وكما يُعَبِّرونَ عن ذِكرِ ما يَخرُجُ مِنَ الإنسانِ مِنَ العَذِرةِ بالغائِطِ.
3- المُبالَغةُ في بَيانِ العِبارةِ على الإيجازِ، كقَولِ اللهِ تعالى: وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا [مريم: 4] .
4- تَفهيمُ المَعقولِ في صورةِ المَحسوسِ؛ لتَلطيفِ الكَلامِ وزيادةِ الإيضاحِ، ويُسَمَّى استِعارةً تَخَيُّليَّةً، مِثلُ قَولِ اللهِ تعالى: وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ [الإسراء: 24] .
5- زيادةُ بَيانِ حالِ المَذكورِ، مِثلُ: رَأيتُ أسَدًا؛ فإنَّه أبلَغُ في الدَّلالةِ على الشَّجاعةِ لمَن حَكَمتَ عليه في قَولِك: رَأيتُ إنسانًا كالأسَدِ شَجاعَةً.
6- تَلطيفُ الكَلامِ، وإكسابُه حَلاوةً؛ فمَثَلًا قَولُ اللهِ تعالى: وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا [الأحزاب: 46] ، فلَوِ استُعمِلَتِ الحَقائِقُ في هذه المَواضِعِ لَم تُعطِ ما أعطى المَجازُ مِنَ البَلاغةِ.

انظر أيضا: