المعنى الإجمالي:
يُخبِرُ تعالى أنَّه إذا ما أنزَلَ سُورةً مِن القُرآنِ على نبيِّه مُحمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فمِنَ المُنافِقينَ مَن يَقول لِغَيرِه؛ احتقارًا لِمَا أنزَلَ اللهُ: أيُّكم زادَتْه هذه السُّورةُ إيمانًا، ويبَيِّنُ تعالى أنَّ المُؤمِنينَ زادَتْهم السُّورةُ إيمانًا إلى إيمانِهم، وهم يَستَبشِرونَ، وأمَّا الذين في قُلوبِهم شَكٌّ ونِفاقٌ، فزادَتْهم كُفرًا وشَكًّا إلى كُفرِهم وشَكِّهم، وماتوا وهم كافِرونَ.
أَوَلا يرى المُنافِقونَ أنَّهم يُختَبَرونَ في كلِّ عامٍ مرَّةً أو مرَّتينِ، ثم لا يتوبونَ، ولا هم يتَّعِظونَ؟!
ويُخبِرُ تعالى أنَّه إذا أَنزَلَ سورةً من القُرآنِ، فيها فَضْحُ أسرارِ المُنافِقينَ، نظر بعضُهم إلى بعضٍ، وقالوا: هل يَراكم أحَدٌ ينقُلُ كَلامَكم إلى محمَّدٍ، فيَطَّلِع على أسرارِنا؟! ثم انصَرَفوا عن الإيمانِ والعمَلِ بما سَمِعوا في السُّورةِ، ولم يَهتَدُوا مع إخبارِ القُرآنِ بأسرارِهم، صرَفَ اللهُ قُلوبَهم؛ بسببِ أنَّهم قومٌ لا يَفهَمونَ.