موسوعة الآداب الشرعية

سادسًا: إرشادُ المتعَلِّمين ونُصحُهم


يَنبَغي للمُعَلِّمِ أن يَبذُلَ النَّصيحةَ للمُتَعَلِّمِ، ويُرشِدَه إلى ما يَنفَعُه.
الدَّليلُ على ذلك مِنَ السُّنَّةِ:
1- عن تَميمٍ الدَّاريِّ رَضِيَ اللهُ عنه، أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، قال: ((الدِّينُ النَّصيحةُ، قُلنا: لمَن؟ قال: للهِ ولكِتابِه ولرَسولِه ولأئِمَّةِ المُسلمينَ وعامَّتِهم)) [2401] أخرجه مسلم (55). .
قال النَّوويُّ: (مِنَ النَّصيحةِ للهِ تعالى ولكِتابِه إكرامُ قارِئِه وطالِبِه، وإرشادُه إلى مَصلحَتِه، والرِّفقُ به ومُساعَدَتُه على طَلبِه بما أمكَنَ، وتَأليفُ قَلبِ الطَّالِبِ، وأن يَكونَ سَمحًا بتَعليمِه في رِفقٍ مُتَلطِّفًا به ومُحَرِّضًا له على التَّعَلُّمِ.
ويَنبَغي أن يُذَكِّرَه فضيلةَ ذلك ليَكونَ سَبَبًا في نَشاطِه وزيادةً في رَغبَتِه، ويُزَهِّدَه في الدُّنيا ويَصرِفَه عنِ الرُّكونِ إليها والاغتِرارِ بها، ويَذكُرَ له أنَّ الاشتِغالَ بالقُرآنِ وسائِرِ العُلومِ الشَّرعيَّةِ هو طَريقُ العارِفينَ وعِبادِ اللهِ الصَّالحينَ، وأنَّ ذلك رُتبةُ الأنبياءِ عليهمُ الصَّلاةُ والسَّلامُ) [2402] ((التبيان في آداب حملة القرآن)) (ص: 39، 40). .
2- عن أبي هرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه، أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((حَقُّ المُسلمِ على المُسلمِ سِتٌّ، قيل: ما هنَّ يا رَسولَ اللهِ؟ قال: إذا لقيتَه فسَلِّمْ عليه، وإذا دَعاك فأجِبْه، وإذا استَنصَحَك فانصَحْ له...)) الحَديث [2403] أخرجه مسلم (2162). .
3- عن جَريرٍ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: ((بايَعتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على إقامِ الصَّلاةِ، وإيتاءِ الزَّكاةِ، والنُّصحِ لكُلِّ مُسلمٍ)) [2404] أخرجه البخاري (57)، ومسلم (56). .

انظر أيضا: