موسوعة الآداب الشرعية

سادسًا: الرِّضا بقَضاءِ اللهِ


يَنبَغي للمُستَخيرِ أن يَرضى بقَضاءِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ بَعدَ الاستِخارةِ، وإذا صَرَف عنه الأمرَ ألَّا يَتَأثَّرَ بالصَّرفِ [2452] يُنظر: ((الإفصاح عن معاني الصحاح)) لابن هبيرة (8/ 331)، ((بهجة النفوس)) لابن أبي جمرة (2/ 90). .
الدَّليلُ على ذلك مِنَ السُّنَّةِ:
عن جابِرِ بنِ عَبدِ اللهِ رَضيَ اللهُ عنهما، قال: ((كان رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُعَلِّمُنا الاستِخارةَ كما يُعَلِّمُنا السُّورةَ مِنَ القُرآنِ، يقولُ: إذا هَمَّ أحَدُكم بالأمرِ فليركَعْ رَكعَتَينِ مِن غَيرِ الفريضةِ، ثُمَّ ليقُلِ: اللَّهمَّ إنِّي أستخيرُك بعِلمِك، وأستقدِرُك بقُدرَتِك، وأسألُك مِن فضلِك العَظيمِ؛ فإنَّك تَقدِرُ ولا أقدِرُ، وتَعلَمُ ولا أعلمُ، وأنت عَلَّامُ الغُيوبِ، اللَّهمَّ إن كُنتَ تَعلمُ أنَّ هذا الأمرَ خَيرٌ لي في ديني ومَعاشي وعاقِبةِ أمري -أو قال: عاجِلِ أمري وآجِلِه- فاقدُرْه لي ويَسِّرْه لي، ثُمَّ بارِكْ لي فيه، وإنْ كُنتَ تَعلمُ أنَّ هذا الأمرَ شَرٌّ لي في ديني ومَعاشي وعاقِبةِ أمري -أو قال: في عاجِلِ أمري وآجِلِه- فاصرِفْه عنِّي واصرِفْني عنه، واقدُرْ لي الخَيرَ حَيثُ كان، ثُمَّ أرضِني)) [2453] أخرجه البخاري (1162). .
قوله: ((ثمَّ أرضِني)) أي: اجعَلْني راضيًا به؛ لأنَّه إذا قَدَّرَ له الخَيرَ ولَم يَرضَ به كان مُنَكَّدَ العَيشِ آثِمًا بعَدَمِ رِضاه بما قدَّرَه اللهُ له، مَعَ كَونِه خَيرًا له [2454] يُنظر: ((إرشاد الساري)) للقسطلاني (2/ 333). .

انظر أيضا: