موسوعة الآداب الشرعية

ثانيًا: مَن حَلَف بغَيرِ اللهِ ناسيًا فليَقُلْ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ


الدَّليلُ على ذلك مِنَ السُّنَّةِ:
عن أبي هُرَيرةَ رَضيَ اللهُ عنه، قال: قال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((مَن حَلفَ فقال في حَلِفِه: واللَّاتِ والعُزَّى، فليَقُلْ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، [2515] قال الخَطَّابيُّ: (إنَّما أوجَبَ قَولَ "لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ" على مَن حَلَف باللَّاتِ والعُزَّى؛ شَفقًا مِنَ الكُفرِ أن يَكونَ قد لَزِمَه؛ لأنَّ اليَمينَ إنَّما تَكونُ بالمَعبودِ الذي يُعَظَّمُ، فإذا حَلَف بهما فقد ضاهى الكُفَّارَ في ذلك، وأُمِرَ أن يَتَدارَكَه بكَلمةِ التَّوحيدِ المُبَرِّئةِ مِنَ الشِّركِ). ((أعلام الحديث)) (3/ 1918). وقال ابنُ الجَوزيِّ: (ويُحتَمَلُ أن يَكونَ المُرادُ: مَن سَبَقَ لسانُه إلى الحَلِفِ باللَّاتِ لمَوضِعِ العادةَ قَبلَ الإسلامِ، فليَقُلْ: "لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ" مُستَدرِكًا بها ذلك الغَلَطَ. وهذا أبيَنُ مِن قَولِ الخَطَّابيِّ؛ لأنَّ المُسلِمَ لا يَقصِدُ اليَمينَ باللَّاتِ. وكَذلك قَولُه: "تَعالَ أقامِرْك"، جَريٌ على العادةِ قَبلَ الإسلامِ). ((كشف المشكل)) (3/ 395). ، ومَن قال لصاحِبِه: تَعالَ أقامِرْك، فليَتَصَدَّقْ)) [2516] أخرجه البخاري (4860) واللفظ له، ومسلم (1647). .
فائِدةٌ:
قال ابنُ هُبَيرةَ في قَولِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((مَن حَلَفَ فقال في حَلِفِه: واللَّاتِ والعُزَّى، فليَقُلْ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، ومَن قال لصاحِبِه: تَعالَ أقامِرْك فليَتَصَدَّقْ)):
(في هذا الحَديثِ ما يَدُلُّ على أنَّ الكَفَّاراتِ تَكونُ لَها مُناسَبةٌ بالخَطايا؛ فإنَّه لمَّا حَلَف بيَمينٍ تَتَضَمَّنُ إثباتَ آلهةٍ كانت كَفَّارَتُه نَفيَ ما حَلَف به، وإثباتَ التَّوحيدِ للهِ عَزَّ وجَلَّ، ولمَّا كانتِ الخَطيئةُ الثَّانيةُ مِن حَيثُ طَلَبُ المالِ بوَجهٍ حَرامٍ، وهو القِمارُ، كانتِ الكَفَّارةُ بإخراجِ شَيءٍ مِنَ المالِ، فكانتِ الحَسَنةُ الماليَّةُ ماحيةً أثَرَ الأُمنيَّةِ الماليَّةِ) [2517] ((الإفصاح عن معاني الصحاح)) (6/ 225). وقال ابنُ تَيميَّةَ: (ينبغي أن تكونَ الحَسَناتُ مِن جِنسِ السَّيِّئاتِ؛ فإنَّه أبلَغُ في المحوِ). ((مجموع الفتاوى)) (10/ 655). .

انظر أيضا: