موسوعة الآداب الشرعية

ثالثَ عشرَ: عَدَمُ ذَبحِ بَهيمةٍ والأُخرى تَنظُرُ إليها


يُكرَهُ أن تُذبَحَ البَهيمةُ، والأُخرى تَنظُرُ إليها.
الدَّليلُ على ذلك مِنَ السُّنَّةِ:
عن شَدَّادِ بنِ أوسٍ رَضِيَ اللهُ عنه قال: ثِنْتانِ حَفِظْتُهما عن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؛ قال: ((إنَّ اللهَ كَتَب الإحسانَ على كُلِّ شيءٍ، فإذا قتَلْتُم فأحسِنوا القِتْلةَ، وإذا ذبَحتُم فأحسِنوا الذَّبحَ، ولْيُحِدَّ أحَدُكم شَفْرَتَه، فلْيُرِحْ ذَبيحتَه)) [2688] أخرجه مسلم (1955). .
وَجهُ الدَّلالةِ:
 قَولُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((كَتَبَ الإحسانَ))، وقَولُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((ليُرِحْ ذَبيحَتَه)) يَشمَلُ إحدادَ السِّكِّينِ، وتَعجيلَ إمرارِها، وغَيرَ ذلك مِن عَدَمِ ذَبحِ واحِدةٍ والأُخرى تَنظُرُ إليها؛ لِما فيه مِن إيلامِ التي تَنظُرُ [2689] يُنظر: ((شرح مسلم)) للنووي (13/107)، ((فيض القدير)) للمناوي (2/ 246)، ((نيل الأوطار)) للشوكاني (8/162). .
وأمَّا التَّعليلُ: فلأنَّها تَعرِفُ رَبَّها سُبحانَه وتعالى، وتُسَبِّحُ بحَمدِه، وتَعرِفُ المَوتَ؛ ولهذا تَهرُبُ، فإذا كانت تَعرِفُ ذلك وهو يَذبَحُ أُختَها عِندَها كان فيه زيادةُ ألَمٍ غَيرِ مُحتاجٍ إليه [2690] يُنظر: ((البناية)) للعيني (11/562)، ((الشرح الممتع)) لابن عثيمين (15/93). .

انظر أيضا: