موسوعة الآداب الشرعية

تمهيدٌ في أهميَّةِ المجالسِ وتنظيمِ الإسلامِ لها


إنَّ الإنسانَ اجتِماعيٌّ بطَبعِه لا مَفَرَّ له من مخالَطةِ النَّاسِ والاجتماعِ بهم؛ لذا فلا ينفَكُّ النَّاسُ عن مجالِسَ تجمَعُهم يجلِسُ فيها المرءُ إلى أقارِبِه أو أصحابِه وإخوانِه أو جيرانِه وغيرِهم، يتبادَلُ معهم الحديثَ في شتَّى الأمورِ.
ولم يمنَعِ الإسلامُ من هذه المجالِسِ؛ فقد جرت بها عادةُ النَّاسِ، لكن وَضَع لها الضَّوابِطَ وبَيَّن الآدابَ التي ينبغي مراعاتُها لأصحابِ هذه المجالسِ؛ فالصَّحابةُ كانت لهم مجالِسُ، ففي الحديثِ قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((إيَّاكُم والجُلوسَ على الطُّرُقاتِ، فقالوا: ما لنا بُدٌّ، إنَّما هي مَجالِسُنا نَتَحَدَّثُ فيها! قال: فإذا أبيتُم إلَّا المَجالِسَ فأعطُوا الطَّريقَ حَقَّها...)) الحديث [1048] أخرجه البخاري (2465)، ومسلم (2121) من حديث أبي سعيد الخدري. ، فلم يمنَعْهم النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم من مجالِسِهم، ولكن وَضَع لهم الضَّوابِطَ في هذا الحديثِ وغَيرِه من الأحاديثِ التي تُبَيِّنُ آدابَ هذه المجالِسِ.
وفيما يلي بيانُ أهَمِّ هذه الآدابِ: 

انظر أيضا: