موسوعة الآداب الشرعية

ثامنًا: عَدَمُ خُلوِّ المَجلِسِ مِن ذِكرِ اللهِ والصَّلاةِ على رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم


ينبغي ألَّا يَخلوَ المَجلِسُ مِن ذِكرٍ للهِ وصَلاةٍ على رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم.
الدَّليلُ على ذلك مِنَ السُّنَّةِ:
1- عن أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه، عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((ما جَلسَ قَومٌ مَجلسًا لم يَذكُروا اللَّهَ فيه، ولم يُصَلُّوا على نَبيِّهم إلَّا كان عليهم تِرةً [1086] قال البَغويُّ: (أصلُ التِّرةِ: النَّقصُ، قال اللهُ سُبحانَه وتعالى: وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ [محمد: 35] أي: لن يَنقُصَكُم، ومَعناها هاهنا: التَّبِعةُ، يُقالُ: وتَرتُ الرَّجُلَ تِرةً، على وَزنِ وَعَدتُه عِدَةً). ((شرح السنة)) (5/ 28). ، فإن شاءَ عَذَّبَهم، وإن شاءَ غَفرَ لهم)) [1087] أخرجه الترمذي (3380) واللَّفظُ له، وأحمد (10277). صَحَّحه ابن حبان في ((صحيحه)) (853)، والحاكم على شرط البخاري في ((المستدرك)) (2017)، وابن العربي في ((عارضة الأحوذي)) (7/9)، وقال الترمذي: حسن صحيح. .
وفي رِوايةٍ: ((مَن قَعَدَ مَقعَدًا لم يَذكُرِ اللَّهَ فيه كانت عليه مِنَ اللهِ تِرةٌ، ومَنِ اضطَجَعَ مَضجَعًا لا يَذكُرُ اللَّهَ فيه كانت عليه مِنَ اللهِ تِرةٌ)) [1088] أخرجها أبو داود (4856) واللفظ له، والنسائي في ((السنن الكبرى)) (10237)، والبيهقي في ((شعب الإيمان)) (545). صَحَّحها الألباني في ((صحيح سنن أبي داود)) (4856)، وشعيب الأرناؤوط في تخريج ((سنن أبي داود)) (4856)، وحسَّنها ابنُ حجر كما في ((الفتوحات الربانية)) لابن علان (3/172). .
وفي رِوايةٍ أُخرى: ((ما اجتَمَعَ قَومٌ فتَفَرَّقوا عن غَيرِ ذِكرِ اللهِ، إلَّا كَأنَّما تَفرَّقوا عن جيفةِ حِمارٍ، وكان ذلك المَجلِسُ عليهم حَسرةً)) [1089] أخرجها أبو داود (4855) واللفظ له، وأحمد (9052). صَحَّحها ابنُ دقيق العيد في ((الاقتراح)) (118)، والألباني في ((صحيح سنن أبي داود)) (4855)، وشعيب الأرناؤوط في تخريج ((سنن أبي داود)) (4855). .
2- عن عبدِ اللهِ بنِ عُمَرَ رضِيَ اللهُ عنهما، قال: ((إن كُنَّا لنَعُدُّ لرَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في المَجلِسِ الواحِدِ مِائةَ مَرَّةٍ: رَبِّ اغفِرْ لي، وتُبْ عليَّ، إنَّك أنتَ التَّوَّابُ الرَّحيمُ)) [1090] أخرجه أبو داود (1516) واللفظ له، والترمذي (3434)، وابن ماجه (3814). صَحَّحه ابن حبان في ((صحيحه)) (927)، والألباني في ((صحيح سنن أبي داود)) (1516)، والوادعي على شرط الشيخين في ((الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين)) (742)، وقال الترمذي: حَسَنٌ صَحيحٌ غريبٌ. .
3- عن ابنِ عُمَرَ رضِيَ اللهُ عنهما، قال: ((قَلَّما كان رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَقومُ مِن مَجلسٍ حتَّى يَدعو بهؤلاء الدَّعَواتِ لأصحابِه: اللهُمَّ اقسِمْ لنا مِن خَشيَتِك ما يَحولُ بَينَنا وبَينَ مَعاصيك، ومِن طاعَتِك ما تُبَلِّغُنا به جَنَّتَك، ومِنَ اليَقينِ ما تُهَوِّنُ به علينا مُصيباتِ الدُّنيا، ومَتِّعْنا بأسماعِنا وأبصارِنا وقوَّتِنا ما أحيَيتَنا، واجعَلْه الوارِثَ مِنَّا، واجعَلْ ثَأرَنا على مَن ظَلَمنا، وانصُرْنا على مَن عادانا، ولا تَجعَلْ مُصيبَتَنا في دينِنا، ولا تَجعَلِ الدُّنيا أكبَرَ هَمِّنا ولا مَبلَغَ عِلمِنا، ولا تُسَلِّطْ علينا مَن لا يَرحَمُنا)) [1091] أخرجه من طرقٍ: الترمذي (3502) واللفظُ له، والنسائي في ((السنن الكبرى)) (10234)، والطبراني في ((المعجم الصغير)) (866). حسَّنه الشوكاني في ((تحفة الذاكرين)) (482)، والألباني في ((صحيح سنن الترمذي)) (3502)، وشعيب الأرناؤوط في تخريج ((سير أعلام النبلاء)) (18/435) وقد ذهب إلى تصحيحِه الحاكمُ على شرطِ البخاريِّ في ((المستدرك)) (1934). .

انظر أيضا: