موسوعة الآداب الشرعية

ثاني عشرَ: الدُّعاءُ للزَّوجَينِ


يُستحَبُّ الدُّعاءُ للزوجينِ.
الدَّليلُ على ذلك مِنَ السُّنَّةِ:
1- عن أبي هُرَيرةَ رَضيَ اللهُ عنه، ((أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان إذا رَفَّأ [1256] الرِّفاءُ: الالتِئامُ والاتِّفاقُ، ثمَّ استُعير للدُّعاءِ للمُتزوِّج، والمعنى: أنَّه إذا أراد الدعاءَ للمتزوِّجِ دعا له بالبركةِ. يُنظر: ((غريب الحديث)) للخطابي (1/296)، ((الغريبين)) للهروي (3/758)، ((لسان العرب)) لابن منظور (1/87)، ((شرح المشكاة)) للطيبي (6/1906). الإنسانَ إذا تَزَوَّجَ، قال: بارَكَ اللهُ لَك، وبارَكَ عليك، وجَمَعَ بَينَكُما في خَيرٍ)) [1257] أخرجه أبو داود (2130) واللفظ له، والترمذي (1091)، وأحمد (8957). ابن حبان في ((صحيحه)) (4052)، والحاكم على شرط مسلم في ((المستدرك)) (2783)، وابن دقيق العيد في ((الاقتراح)) (111)، وابن الملقن في ((البدر المنير)) (7/534). صحَّحه ابن حبان في ((صحيحه)) (4052)، والحاكم على شرط مسلم في ((المستدرك)) (2783)، وابن دقيق العيد في ((الاقتراح)) (111)، وابن الملقن في ((البدر المنير)) (7/534)، وقال الترمذي: حسن صحيح. .
2- عن أنَسٍ رَضيَ اللهُ عنه ((أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم رَأى على عَبدِ الرَّحمَنِ بنِ عَوفٍ أثَرَ صُفرةٍ، قال: ما هذا؟ قال: إنِّي تَزَوَّجتُ امرَأةً على وزنِ نَواةٍ مِن ذَهَبٍ! قال: بارَكَ اللهُ لَك، أولِمْ ولَو بشاةٍ)) [1258] أخرجه البخاري (5155) واللفظ له، ومسلم (1427). .
3- عَنِ ابنِ بُرَيدةَ، عن أبيه رَضيَ اللهُ عنه: ((أنَّ نَفرًا مِنَ الأنصارِ قالوا لعَليٍّ: عِندَك فاطِمةُ، فدَخَلَ على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فسَلَّمَ عليه، فقال: ما حاجةُ ابنِ أبي طالِبٍ؟ قال: ذَكَرتُ فاطِمةَ بنتَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، قال: مَرحَبًا وأهلًا، لَم يَزِدْه عليها، فخَرَجَ إلى الرَّهطِ مِنَ الأنصارِ يَنتَظِرونَه، فقالوا: ما وراءَك؟ قال: ما أدري! غَيرَ أنَّه قال لي: مَرحَبًا وأهلًا، قالوا: يَكفيك مِن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إحداهما، قد أعطاك الأهلَ وأعطاك الرُّحبَ! فلَمَّا كان بَعدَ ذلك بَعدَما زَوَّجَه قال: يا عَليُّ، إنَّه لا بُدَّ للعُرسِ مِن وليمةٍ. قال سَعدٌ: عِندي كَبشٌ، وجَمع له رَهطٌ مِنَ الأنصارِ آصُعًا مِن ذُرةٍ، فلَمَّا كان لَيلةُ البِناءِ قال: يا عَليُّ، لا تُحدِثْ شَيئًا حَتَّى تَلقاني، فدَعا النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بماءٍ فتَوضَّأ مِنه، ثُمَّ أفرَغَه على عليٍّ فقال: اللَّهُمَّ بارِكْ فيهما، وبارِكْ عليهما، وبارِكْ لَهما في شِبلِهما)) [1259] أخرجه أحمد (23035) مختصرًا، والنسائي في ((السنن الكبرى)) (10088) واللفظ له، والطبراني (2/20) (1153) باختلاف يسير. حسَّن إسنادَه ابنُ حجر في ((مختصر زوائد البزار)) (2/346)، وشعيب الأرناؤوط في تخريج ((شرح مشكل الآثار)) (5947). .
4- عن عائِشةَ رَضيَ اللهُ عنها، قالت: ((تزَوَّجَني النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فأتَتني أُمِّي فأدخَلَتني الدَّارَ، فإذا نِسوةٌ مِنَ الأنصارِ في البَيتِ، فقُلنَ: على الخَيرِ والبَرَكةِ، وعَلى خَيرِ طائِرٍ)) [1260] أخرجه البخاري (5156) واللفظ له، ومسلم (1422). .
قال النَّوويُّ: (الطَّائِرُ: الحَظُّ، يُطلَقُ على الحَظِّ مِنَ الخَيرِ والشَّرِّ، والمُرادُ هنا: على أفضَلِ حَظٍّ وبَرَكةٍ، وفيه استِحبابُ الدُّعاءِ بالخَيرِ والبَرَكةِ لكُلِّ واحِدٍ مِنَ الزَّوجَينِ) [1261] ((شرح مسلم)) (9/ 207، 208). .

انظر أيضا: