موسوعة الآداب الشرعية

ثالثًا: تَركُ الجِدالِ بالباطِلِ


يَحرُمُ على المَدعوِّ أن يُجادِلَ بالباطِلِ.
الدَّليلُ على ذلك مِن الكِتابِ والسُّنَّةِ:
أ- مِنَ الكِتابِ
1- قال تعالى: وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ [الكهف: 56] .
2- قال تعالى: وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ [غافر: 5] .
قولُه تَعالَى: لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ، أيْ: لِيُبْطِلوه ويُزِيلوه به [2338] يُنظر: ((أضواء البيان)) للشنقيطي (3/ 307). .
ب- مِنَ السُّنَّةِ
عن عائِشةَ رَضِيَ اللهُ عنها، عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، قال: ((إنَّ أبغَضَ الرِّجالِ إلى اللَّهِ الألَدُّ الخَصِمُ)) [2339] أخرجه البخاري (2457)، ومسلم (2668). .
قال الخَطَّابيُّ: (الألَدُّ: ذو اللِّدادِ والجِدالِ. يُقالُ: رَجُلٌ ألَدُّ، وقَومٌ لُدٌّ، ويُقالُ: إنَّه مَأخوذٌ مِن لَديدَيِ الوادي، وهما جانِباه، كَأَنَّه إذا مُنِعَ مِن جانِبٍ جاءَ مِن جانِبٍ آخَرَ.
والخَصمُ: المولَعُ بالخُصومةِ، الماهِرُ فيها. ومِنه قَولُه عَزَّ وجَلَّ: وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْمًا لُدًّا [مريم: 97] ، وقال: بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ [الزخرف: 58] ) [2340] ((أعلام الحديث)) (2/ 1221). .
(وقد ذَمَّه اللَّهُ تعالى لمُدافعَتِه مِنَ الحَقِّ ما يَعلَمُه وتَشهَدُ به نَفسُه؛ قال اللهُ تعالى: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ [البقرة: 204] ) [2341] ((شرح صحيح البخاري)) لابن بطال (6/ 582). .

انظر أيضا: