موسوعة الآداب الشرعية

تَمهيدٌ في أنَّ الاقتداءَ بالرَّسولِ صلَّى الله عليه وسلَّم هو مفتاحُ السَّعادةِ


قال الغَزاليُّ: (اعلَمْ أنَّ مِفتاحَ السَّعادةِ اتِّباعُ السُّنَّةِ والاقتِداءُ برَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في جَميعِ مَصادِرِه ومَوارِدِه، وحَرَكاتِه وسَكَناتِه، حتَّى في هَيئةِ أكلِه وقيامِه ونَومِه وكَلامِه. لستُ أقولُ ذلك في آدابِه في العِباداتِ فقَط؛ لأنَّه لا وَجهَ لإهمالِ السُّنَنِ الوارِدة فيها، بَل ذلك في جَميعِ أُمورِ العاداتِ. فبذلك يَحصُلُ الاتِّباعُ المُطلَقُ؛ قال اللهُ سُبحانَه: قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ [آل عمران: 31] ، وقال تعالى: وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا [الحَشر: 7] ... فلا يَنبَغي أن تَتَساهَلَ في أمثالِ ذلك فتَقولَ: هذا مِمَّا يَتَعَلَّقُ بالعاداتِ، فلا مَعنى للاتِّباعِ فيه؛ لأنَّ ذلك يُغلِقُ عليك بابًا عَظيمًا مِن أبوابِ السَّعادةِ) [1] ((الأربعين)) (ص: 55، 56). .

انظر أيضا: