موسوعة الآداب الشرعية

 سابعًا: الصِّدقُ في الرُّؤيا


يَجِبُ الصِّدقُ في الإخبارِ عنِ الرُّؤى، ويَحُرُمُ أن يَقولَ: رَأيتُ كَذا وكَذا، وهو لم يَرَ.
الدَّليلُ على ذلك مِنَ السُّنَّةِ:
1- عن ابنِ عُمَرَ رضِيَ اللهُ عنهما: أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((مِن أفرى الفِرى [178] أفرى: أفعَلُ تَفضيلٍ، أي: أعظَمُ الكَذباتِ، والفِرى: جَمعُ فِريةٍ، وهيَ الكَذبةُ العَظيمةُ التي يُتَعَجَّبُ مِنها. يُنظر: ((شرح صحيح البخاري)) لابن بطال (9/ 556)، ((فتح الباري)) لابن حجر (12/ 430). أن يُرِيَ عَينَيه ما لم تَرَ)) [179] أخرجه البخاري (7043). .
قال ابنُ الجَوزيِّ: (الفِرى جَمعُ فِريةٍ، والفِريةُ: الكَذِبُ. وأشَدُّ الكَذِبِ إخبارُ الرَّجُلِ بأنَّه رَأى في المَنامِ ما لم يَرَه... وإنَّما اشتَدَّ الأمرُ في كَذِبِ مَن يَكذِبُ في مَنامِه؛ لأنَّ المَنامَ جُزءٌ مِنَ الوَحيِ، فكَأنَّه يُخبرُ أنَّ اللَّهَ تعالى ألقى إليه ما لم يُلقِه) [180] ((كشف المشكل)) (2/ 589، 590). ويُنظر: ((شرح صحيح البخاري)) لابن بطال (9/ 554). وقال ابنُ هُبَيرةَ: (في هذا الحَديثِ مِنَ الفِقهِ: أنَّ الذي يَكذِبُ في مَنامِه يَكذِبُ لنَفسِه، فيَكونُ قد بالغَ في الكَذِبِ حتَّى كَذَب لنَفسِه، ونَفسُه تَعلمُ أنَّه كاذِبٌ). ((الإفصاح عن معاني الصحاح)) (4/ 243). .
2- عن ابنِ عبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهما، عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، قال: ((مَن تحلَّمَ [181] أي قال: إنَّه رَأى في النَّومِ ما لم يَرَه. يُقالُ: حَلَم -بالفتحِ- إذا رَأى، وتَحلَّمَ: إذا ادَّعى الرُّؤيا كاذِبًا. يُنظر: ((النهاية)) لابن الأثير (1/ 434). بحُلمٍ لم يَرَه كُلِّف أن يَعقِدَ بَينَ شَعِيرَتَينِ، ولن يَفعَلَ، ومَنِ استَمَعَ إلى حَديثِ قَومٍ وهم له كارِهونَ، أو يَفِرُّونَ مِنه، صُبَّ في أُذُنِه الآنُكُ [182] الآنُكُ: الرَّصاصُ المُذابُ. يُنظر: ((شرح صحيح البخاري)) لابن بطال (9/ 556). يَومَ القيامةِ، ومَن صَوَّر صورةً عُذِّبَ، وكُلِّفَ أن يَنفُخَ فيها، وليسَ بنافِخٍ)) [183] أخرجه البخاري (7042) واللفظُ له، ومسلم (2110). .

انظر أيضا: