رابعًا: إماطةُ الأذى عنِ الطَّريقِ
مِن آدابِ الطَّريقِ: إزالةُ كُلِّ ما يُؤذي النَّاسَ وتنحيتُه عن طُرُقِهم.
الدَّليلُ على ذلك مِنَ السُّنَّةِ:1- عن أبي بَرزةَ الأسلَميِّ رَضِيَ اللهُ عنه، قال:
((قُلتُ: يا نَبيَّ اللهِ، عَلِّمْني شَيئًا أنتَفِعَ به، قال: اعزِلِ الأذى عن طَريقِ المُسلِمينَ)) [776] أخرجه مسلم (2618). .
وفي رِوايةٍ: أنَّ أبا بَرزةَ رَضِيَ اللهُ عنه قال:
((قَلتُ لرَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: يا رَسولَ اللهِ، إنِّي لا أدري لعَسى أن تَمضيَ وأبقى بَعدَك؛ فزَوِّدْني شَيئًا يَنفَعُني اللَّهُ به...)) الحَديثَ
[777] أخرجها مسلم (2618). .
2- عن أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه، أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال:
((الإيمانُ بِضعٌ وسَبعونَ -أو بِضعٌ وسِتُّونَ- شُعبةً، فأفضَلُها قَولُ لا إلهَ إلَّا اللهُ، وأدناها إماطةُ الأذى [778] الأذى: كُلُّ شَيءٍ يُؤذي النَّاسَ في طُرُقِهم. والإماطةُ: الإزالةُ وتَنحيَتُه مِنَ الطَّريقِ. يُنظر: ((جامع الأصول)) لابن الأثير (9/ 437). عن الطَّريقِ، والحياءُ شُعبةٌ مِنَ الإيمانِ)) [779] أخرجه البخاري (9) مختصرًا، ومسلم (35) واللفظ له. .
3- عن أبي ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عنه، عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، قال:
((عُرِضَت عليَّ أعمالُ أُمَّتي حَسَنُها وسَيِّئُها، فوجَدتُ في مَحاسِنِ أعمالِها الأذى يُماطُ عنِ الطَّريقِ، ووجَدتُ في مَساوي أعمالِها النُّخاعةَ تَكونُ في المَسجِدِ، لا تُدفَنُ)) [780] أخرجه مسلم (553). .
4- عن أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم:
((كُلُّ سُلامى [781] أي: كُلُّ عَظمٍ ومَفصِلٍ يُعتَمَدُ عليه في الحَركةِ، ويَقَعُ به القَبضُ والبَسطُ، وأصلُ السُّلامى: عَظمٌ صغيرٌ يكونُ في فِرسِنِ البَعيرِ، ويُجمَعُ على السُّلامَياتِ. يُنظر: ((غريب الحديث)) للقاسم بن سلام (5/ 421)، ((أعلام الحديث)) للخطابي (2/ 1392)، ((معالم السنن)) للخطابي (1/ 278) و (4/ 156). مِنَ النَّاسِ عليه صَدَقةٌ كُلَّ يَومٍ تَطلُعُ فيه الشَّمسُ؛ يَعدِلُ بَينَ الاثنَينِ صَدَقةٌ، ويُعينُ الرَّجُلَ على دابَّتِه فيَحمِلُ عليها أو يَرفعُ عليها مَتاعَه صَدَقةٌ، والكَلِمةُ الطَّيِّبةُ صَدَقةٌ، وكُلُّ خُطوةٍ يَخطوها إلى الصَّلاةِ صَدَقةٌ، ويُميطُ الأذى عنِ الطَّريقِ صَدَقةٌ)) [782] أخرجه البخاري (2989)، ومسلم (1009) واللفظ له. .
5- عن أبي ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عنه، عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، قال:
((يُصبحُ على كُلِّ سُلامى منِ ابنِ آدَمَ صَدَقةٌ؛ تَسليمُه على مَن لقيَ صَدَقةٌ، وأمرُه بالمَعروفِ صَدَقةٌ، ونَهيُه عنِ المُنكَرِ صَدَقةٌ، وإماطتُه الأذى عنِ الطَّريقِ صَدَقةٌ، وبُضْعُه أهلَه [783] بُضْعُه أهلَه: أي: مُباشَرتُه. والبُضعُ: النِّكاحُ. يُنظر: ((النهاية)) (1/ 133)، ((جامع الأصول)) (9/ 437) كلاهما لابن الأثير. صَدَقةٌ، ويُجزِئُ مِن ذلك كُلِّه رَكعَتانِ مِنَ الضُّحى)) [784] أخرجه أبو داود (1285). صحَّحه الألباني في ((صحيح سنن أبي داود)) (1285)، وصحَّح إسنادَه شعيب الأرناؤوط في تخريج ((سنن أبي داود)) (1285). وأصلُه في صحيح مسلم (720) دونَ إماطةِ الأذى، ولفظُه: عن أبي ذَرٍّ عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه قال: ((يُصبِحُ على كُلِّ سُلامى مِن أحَدِكُم صَدَقةٌ؛ فكُلُّ تَسبيحةٍ صَدَقةٌ، وكُلُّ تَحميدةٍ صَدَقةٌ، وكُلُّ تَهليلةٍ صَدَقةٌ، وكُلُّ تَكبيرةٍ صَدَقةٌ، وأمرٌ بالمَعروفِ صَدَقةٌ، ونَهيٌ عنِ المُنكَرِ صَدَقةٌ، ويُجزِئُ مِن ذلك رَكعَتانِ يَركَعُهما مِنَ الضُّحى)). .
وفي رِوايةٍ أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال لأبي ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عنه:
((على كُلِّ نَفسٍ في كُلِّ يَومٍ طَلعَت فيه الشَّمسُ صَدَقةٌ مِنه على نَفسِه. قال أبو ذَرٍّ: يا رَسولَ اللهِ، مِن أينَ أتَصَدَّقُ وليسَ لنا أموالٌ؟ قال: لأنَّ مِن أبوابِ الصَّدَقةِ التَّكبيرَ، وسُبحانَ اللَّهِ، والحَمدُ للَّهِ، ولا إلهَ إلَّا اللَّهُ، وأستَغفِرُ اللَّهَ، وتَأمُرُ بالمَعروفِ، وتَنهى عنِ المُنكَرِ، وتَعزِلُ الشَّوكةَ عن طَريقِ النَّاسِ والعَظمَ والحَجَرَ، وتَهدي الأعمى، وتُسمِعُ الأصَمَّ والأبكَمَ حتَّى يَفقَهَ، وتَدُلُّ المُستَدِلَّ على حاجةٍ له قد عَلِمتَ مَكانَها، وتَسعى بشِدَّةِ ساقَيك إلى اللَّهفانِ المُستَغيثِ، وتَرفعُ بشِدَّة ذِراعَيك مَعَ الضَّعيفِ، كُلُّ ذلك مِن أبوابِ الصَّدَقةِ مِنك على نَفسِك، ولك في جِماعِك زَوجَتَك أجرٌ. قال أبو ذَرٍّ: كَيف يَكونُ لي أجرٌ في شَهوتي؟! فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أرَأيتَ لو كان لك ولدٌ فأدرَكَ ورَجَوتَ خَيرَه فماتَ، أكُنتَ تحتَسِبُ به؟ قال: نَعَم. قال: فأنتَ خَلَقتَه؟ قال: بَل اللَّهُ خَلقَه. قال: فأنتَ هَدَيتَه؟ قال: بَل اللَّهُ هداه. قال: فأنتَ تَرزُقُه؟ قال: بَل اللَّهُ كان يَرزُقُه. قال: كذلك فضَعْه في حَلالِه وجَنِّبْه حَرامَه، فإن شاءَ اللهُ أحياه، وإن شاءَ أماتَه، ولك أجرٌ)) [785] أخرجها أحمد (21484) واللفظ له، والنسائي في ((السنن الكبرى)) (8978)، وابن حبان (4192). صحَّحها ابن حبان، والألباني في ((صحيح الجامع)) (4038)، وصحَّح إسنادَها شعيب الأرناؤوط في تخريج ((مسند أحمد)) (21484). .
6- عن بُرَيدةَ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: سَمِعتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَقولُ:
((في الإنسانِ ثَلاثُمِائةٍ وسِتُّونَ مَفصِلًا، فعليه أن يَتَصَدَّقَ عن كُلِّ مَفصِلٍ مِنه بصَدَقةٍ. قالوا: ومَن يُطيقُ ذلك يا نَبيَّ اللهِ؟! قال: النُّخاعةُ في المَسجِدِ تَدفِنُها، والشَّيءُ تُنَحِّيه عنِ الطَّريقِ، فإن لم تَجِدْ فرَكَعَتا الضُّحى تُجزِئُك)) [786] أخرجه أبو داود (5242) واللفظ له، وأحمد (22998). صحَّحه ابن حبان في ((صحيحه)) (1642)، وابن حجر في ((نتائج الأفكار)) (1/74)، والألباني في ((صحيح سنن أبي داود)) (5242)، وشعيب الأرناؤوط في تخريج ((سنن أبي داود)) (5242). .
7- عن عائِشةَ رَضِيَ اللهُ عنها، أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال:
((إنَّه خُلِق كُلُّ إنسانٍ مِن بَني آدَمَ على سِتِّينَ وثَلاثِمائةِ مَفصِلٍ، فمَن كَبَّرَ اللهَ، وحَمِدَ اللَّهَ، وهَلَّل اللَّهَ، وسَبَّحَ اللَّهَ، واستَغفرَ اللَّهَ، وعَزَل حَجَرًا عن طَريقِ النَّاسِ، أو شَوكةً أو عَظمًا عن طَريقِ النَّاسِ، وأمرَ بمَعروفٍ أو نَهى عن مُنكَرِ، عَدَدَ تلك السِّتِّينَ والثَّلاثِمائةِ السُّلامى؛ فإنَّه يَمشي يَومَئِذٍ وقد زَحزَحَ نَفسَه عنِ النَّارِ)) [787] أخرجه مسلم (1007). .
8- عن ابنِ عبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهما، مَرفوعًا:
((في ابنِ آدَمَ سِتُّونَ وثَلاثُمِائةِ سُلامى -أو عَظمٍ، أو مَفصِلٍ- على كُلِّ واحِدٍ في كُلِّ يَومٍ صَدَقةٌ؛ كُلُّ كَلمةٍ طَيِّبةٍ صَدَقةٌ، وعَونُ الرَّجُلِ أخاه صَدَقةٌ، والشَّربةُ مِنَ الماءِ يَسقيها صَدَقةٌ، وإماطةُ الأذى عنِ الطَّريقِ صَدَقةٌ)) [788] أخرجه البخاري في ((الأدب المفرد)) (422) واللفظ له، والطبراني (11/55) (11027). صحَّحه الألباني في ((صحيح الجامع)) (42). .
9- عن أبي هرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه، أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال:
((بَينَما رَجُلٌ يَمشي بطَريقٍ وجَدَ غُصنَ شَوكٍ على الطَّريقِ فأخَّرَه، فشَكَرَ اللَّهُ له فغَفرَ له)) [789] أخرجه البخاري (652)، ومسلم (1914). .
وفي رِوايةٍ:
((مَرَّ رَجُلٌ بغُصنِ شَجَرةٍ على ظَهرِ طَريقٍ، فقال: واللهِ لأُنَحِّيَنَّ هذا عنِ المُسلمينَ لا يُؤذيهم، فأُدخِلَ الجَنَّةَ)) [790] أخرجها مسلم (1914). .
وفي رِوايةٍ أُخرى أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال:
((لقد رَأيتُ رَجُلًا يَتَقَلَّبُ في الجَنَّةِ؛ في شَجَرةٍ قَطَعها مِن ظَهرِ الطَّريقِ، كانت تُؤذي النَّاسَ)) [791] أخرجها مسلم (1914). .
وفي رِوايةٍ:
((إن شَجَرةً كانت تُؤذي المُسلمينَ، فجاءَ رَجُلٌ فقَطَعَها، فدَخَل الجَنَّةَ)) [792] أخرجها مسلم (1914). .
وفي رِوايةٍ:
((نَزع رَجُلٌ لم يَعمَلْ خَيرًا قَطُّ غُصنَ شَوكٍ عنِ الطَّريقِ؛ إمَّا كان في شَجَرةٍ فقَطَعَه وألقاه، وإمَّا كان مَوضوعًا فأماطَه؛ فشَكَرَ اللَّهُ له بها، فأدخَلَه الجَنَّةَ)) [793] أخرجها أبو داود (5245) واللفظ له، وابن حبان (540)، والطبراني في ((المعجم الأوسط)) (3133). صحَّحها ابن حبان، والألباني في ((صحيح سنن أبي داود)) (5245)، وقوَّى إسنادَها شعيب الأرناؤوط في تخريج ((سنن أبي داود)) (5245). .
فوائِدُ:1- قال اليافِعيُّ: (إزالةُ الأذى عنِ الطَّريقِ مِنَ الرَّحمةِ والشَّفَقةِ على المارِّينَ مِنَ النَّاسِ والدَّوابِّ؛ فيه قَولُ اللهِ تعالى:
وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ [البقرة: 272] .
وأمَرَ تعالى بالمُعاونةِ على الخَيرِ مِن إزالةِ الأذى وغَيرِه مِن وُجوهِ الخَيرِ، بقَولِه تعالى:
وَتَعَاوَنُوا عَلَى البِرِّ وَالتَّقْوَى [المائدة: 2] ، وإزالةُ الأذى عنِ الطَّريقِ مِنَ البِرِّ الذي يُحِبُّه اللهُ، وهو مِنَ الإيمانِ؛ لِما ثَبَتَ في الصَّحيحِ عنه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه قال: «الإيمانُ بِضعٌ وسَبعونَ شُعبةً، أفضَلُها قَولُ لا إلهَ إلَّا اللَّهُ، وأدناها إماطةُ الأذى عنِ الطَّريقِ»
[794] أخرجه مسلم (35) باختلافٍ يسيرٍ، ولفظُه: عن أبي هرَيرةَ قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((الإيمانُ بِضعٌ وسَبعونَ -أو بِضعٌ وسِتُّونَ- شُعبةً، فأفضَلُها قَولُ لا إلهَ إلَّا اللهُ، وأدناها إماطةُ الأذى عنِ الطَّريقِ، والحَياءُ شُعبةٌ مِنَ الإيمانِ)). ...
والأذى: كُلُّ ما يُؤذي مِن حَجَرٍ أو شَوكٍ، أو شَجَرٍ أو عَظمٍ، أو طينٍ أو قَذَرٍ أو بَولٍ، أو غَيرِ ذلك مِمَّا يَتَأذَّى به النَّاسُ في طَريقِهم.
فالبِشارةُ العَظيمةُ لمَن يُزيلُه إمَّا بنَفسِه أو بمالِه أو بجاهِه أو بإشارَتِه أو بمُساعَدتِه.
والوَيلُ واللَّعنةُ لِمَن يَطرَحُ الأذى في الطَّريقِ... للذي يُقذِّرُ في مَوارِدِ الماءِ مِن نَهرٍ أو بئرٍ أو نَحوِه، أو على طَريقِ النَّاسِ، أو في مَكانٍ يَستَظِلُّونَ فيه مِن حائِطٍ أو شَجَرٍ أو بئرٍ أو نَحوِ ذلك، فمَن قَذَّر هذه الأماكِنَ أو طَرح فيها أذًى استَحَقَّ اللَّعنةَ، ويَدخُلُ في قَولِ اللهِ تعالى:
وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا [الأحزاب: 58] .
قال العُلَماءُ: حتَّى قِشرُ البِطِّيخِ إذا رَماه على الطَّريقِ، ورَشَّ الماءَ الكَثيرَ وصَبَّه على الطَّريقِ ونَحوِ ذلك مِمَّا يَنزَلِقُ: هو أيضًا مِنَ الأذى الذي يُلعَنُ فاعِلُه، ويَستَحِقُّ الثَّوابَ مَن أزاله)
[795] ((الترغيب والترهيب)) (ص: 136-138). .
2- مِن كَفِّ الأذى وإماطتِه كذلك: الاحتياطُ في حَملِ ما يُؤذي لئَلَّا يَتَضَرَّرَ به أحَدٌ.
فعن أبي موسى الأشعَريِّ رَضِيَ اللهُ عنه، عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال:
((مَن مَرَّ في شَيءٍ مِن مَساجِدِنا أو أسواقِنا بنَبلٍ، فليَأخُذْ على نِصالِها [796] النِّصالُ: جَمعُ نَصلٍ، والنَّصلُ: حَديدةُ السَّهمِ. يُنظر: ((كشف المشكل)) لابن الجوزي (1/ 404). ، لا يَعقِرْ بكَفِّه مُسلِمًا)) [797] أخرجه البخاري (452) واللفظ له، ومسلم (2615). .
وعن جابِرِ بنِ عبدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عنهما
((أنَّ رَجُلًا مَرَّ بأسهُمٍ في المَسجِدِ قد أبدى نُصولَها، فأمَر أن يَأخُذَ بنُصولِها؛ كَي لا يَخدِشَ مُسلِمًا)) [798] أخرجه البخاري (451) بنحوه، ومسلم (2614) واللفظ له. .
وفي رِوايةٍ:
((إذا مَرَّ أحَدُكُم في مَجلسٍ أو سوقٍ، وبيَدِه نَبلٌ، فليَأخُذْ بنِصالِها، ثُمَّ ليَأخُذْ بنِصالِها، ثُمَّ ليَأخُذْ بنِصالِها)) [799] أخرجها البخاري (452) بنحوه، ومسلم (2615) واللَّفظُ له من حديثِ أبي موسى الأشعَريِّ رَضِيَ اللهُ عنه. .
قال ابنُ المُلقِّنِ: (في الحَديثِ تَأكيدُ حُرمةِ المُسلمِ لئَلَّا يُرَوَّعُ بها أو يُؤذى؛ لأنَّ المَسجِدَ مَورِدُ الخَلقِ، ولا سيَّما أوقاتِ الصَّلواتِ، وهذا مِن كَريمِ خُلُقِه ورَأفتِه بالمُؤمِنينَ، والمُرادُ به التَّعظيمُ لقَليلِ الدَّمِ وكَثيرِه بَينَ المُسلِمينَ)
[800] ((التوضيح)) (5/ 550). .