موسوعة الآداب الشرعية

حادي عشرَ: أكلُ اللُّقمةِ السَّاقِطةِ


يُستَحَبُّ تَناوُلُ اللُّقمةِ إذا سَقَطَت، ولا يَدعْها للشَّيطانِ.
الدَّليلُ على ذلك مِنَ السُّنَّةِ:
1- عن أنَسٍ رَضِيَ اللهُ عنه: ((أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ إذا طَعِمَ طَعامًا لَعِقَ أصابِعَه الثَّلاثَ، وقال: وإذا سَقَطَت لُقمةُ أحَدِكم فلْيُمِطْ [1444] ماطَ الرَّجُلُ الأذى يَميطُه مَيطًا وأماطَه: دَفعَه ونَحَّاه. يُنظر: ((جمهرة اللغة)) لابن دريد (2/ 928)، ((المخصص)) لابن سيده (4/ 353). عنها الأَذى ولْيَأكُلْها، ولا يَدَعْها للشَّيطانِ)) [1445] أخرجه مسلم (2034) مُطَوَّلًا. .
2- عن جابرِ بنِ عَبدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عنهما، قال: قال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ((إذا وَقَعَتْ لُقمةُ أحَدِكم فلْيَأخُذْها، فلْيُمِطْ ما كانَ بِها مِن أذًى ولْيَأكُلْها، ولا يَدَعْها للشَّيطانِ، ولا يَمسَحْ يَدَه بالمِنْديلِ حتَّى يَلعَقَ أصابِعَه؛ فإنَّه لا يَدْري في أيِّ طَعامِه البَرَكةُ)) [1446] أخرجه مسلم (2033). .
وفي رِوايةٍ: ((إنَّ الشَّيطانَ يَحضُرُ أحَدَكُم عِندَ كُلِّ شَيءٍ مِن شَأنِه، حتَّى يَحضُرَه عِندَ طَعامِه، فإذا سَقَطَت مِن أحَدِكُمُ اللُّقمةُ فليُمِطْ ما كان بها مِن أذًى، ثُمَّ ليَأكُلْها، ولا يَدَعْها للشَّيطانِ، فإذا فرَغَ فليَلعَقْ أصابِعَه؛ فإنَّه لا يَدري في أيِّ طَعامِه تَكونُ البَرَكةُ)) [1447] أخرجها مسلم (2033). .
قال النَّوويُّ: (فيه استِحبابُ أكلِ اللُّقمةِ السَّاقِطةِ بَعدَ مَسحِ أذًى يُصيبُها، هذا إذا لم تَقَعْ على مَوضِعٍ نَجِسٍ، فإن وقَعَت على مَوضِع نَجِسٍ تَنَجَّسَت، ولا بُدَّ مِن غَسلِها إن أمكَنَ، فإن تَعذَّر أطعَمَها حَيَوانًا ولا يَترُكْها للشَّيطانِ، ومِنها إثباتُ الشَّياطينِ وأنَّهم يَأكُلونَ) [1448] ((شرح مسلم)) (13/ 204). .

انظر أيضا: