موسوعة الآداب الشرعية

رابعَ عشرَ: مَدحُ الطَّعامِ أحيانًا


يُسَنُّ مَدحُ الطَّعامِ الذي يَأكُلُه أحيانًا [1460] قال ابنُ القيِّمِ: (وكان يمدحُ الطَّعامَ أحيانًا، كقولِه لمَّا سأَل أهلَه الإدامَ فقالوا: ما عندَنا إلَّا خلٌّ، فدَعا به فجعَل يأكلُ منه ويقولُ: "نِعْمَ الأدمُ الخلُّ" [مسلم (2052)] وليس في هذا تفضيلٌ له على اللبنِ واللَّحمِ والعسَلِ والمرَقِ، وإنَّما هو مدحٌ له في تلكَ الحالِ التي حضَر فيها، ولو حضَر لحمٌ أو لبَنٌ كان أولَى بالمدحِ منه، وقال هذا جَبرًا وتَطييبًا لقلبِ مَن قدَّمه، لا تفضيلًا له على سائرِ أنواعِ الإدام). ((زاد المعاد)) (1/35). .
الدَّليلُ على ذلك مِنَ السُّنَّةِ:
عن جابِرِ بنِ عبدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عنهما ((أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم سَأل أهلَه الأُدمَ [1461] الإدامُ بالكَسرِ، والأُدمُ بالضَّمِّ: ما يُؤكَلُ مَعَ الخُبزِ، أيَّ شَيءٍ كان. يُنظر: ((النهاية)) لابن الأثير (1/ 31). ، فقالوا: ما عِندَنا إلَّا خَلٌّ، فدَعا به، فجَعَل يَأكُلُ به، ويَقولُ: نِعمَ الأُدمُ الخَلُّ، نِعمَ الأُدمُ الخَلُّ!)) [1462] أخرجه مسلم (2052). .
وفي رِوايةٍ عن طَلحةَ بنِ نافِعٍ، أنَّه سَمِعَ جابِرَ بنَ عبدِ اللَّه، يَقولُ: ((أخَذَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بيَدي ذاتَ يَومٍ إلى مَنزِلِه، فأخرج إليه فِلَقًا [1463] فِلَقٌ: جَمعُ فِلقةٍ، أي: كِسرةٍ. يُنظر: ((جامع الأصول)) لابن الأثير (7/ 471). مِن خُبزٍ، فقال: ما مِن أُدمٍ؟ فقالوا: لا إلَّا شَيءٌ مِن خَلٍّ، قال: فإنَّ الخَلَّ نِعمَ الأُدمُ)). قال جابِرٌ: فما زِلتُ أُحِبُّ الخَلَّ مُنذُ سَمِعتُها مِن نَبيِّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم. وقال طَلحةُ: ما زِلتُ أُحِبُّ الخَلَّ مُنذُ سَمِعتُها مِن جابرٍ [1464] أخرجها مسلم (2052). .

انظر أيضا: