موسوعة الآداب الشرعية

تمهيدٌ في أهميَّةِ مُراعاةِ كلٍّ من الزَّوجينِ ما للآخرِ مِن حقوقٍ


امتَنَّ اللهُ عزَّ وجَلَّ على العِبادِ بأن جَعَل لهم من أنفُسِهم أزواجًا ليَسكُنوا إليها، وجَعَل ذلك من آياتِه، فقال سُبحانَه: وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ [النحل: 72] ، وقال عزَّ وجَلَّ: وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ [الروم: 21] .
ولكي تطيبَ الحياةُ بَينَ الزَّوجَينِ وتدومَ المودَّةُ والأُلفةُ لا بدَّ أن يراعيَ كلٌّ منهما ما عليه من واجباتٍ فيُؤَدِّيَها، وما للآخَرِ من حقوقٍ فيَبذُلَها طيِّبةً بها نفسُه، وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ [البقرة: 228] ، وأن يتحَلَّى بالكَرَمِ والسَّماحةِ والتَّغافُلِ الواقعِ في حقِّه ما أمكَنه، وأن ينأى عن مُكَدِّراتِ الحياةِ الزَّوجيَّةِ ومُنَغِّصاتِها.
وثمَّةَ آدابٌ بَينَ الزَّوجَينِ ينبغي مراعاتُها، ويَقبُحُ إهمالُها وتجاهُلُها، فكم من بيوتٍ هُدِمَت وعلاقاتٍ قُطِعَت كان أساسُ الهَدمِ والخَرابِ فيها إغفالَ أدَبٍ ظَنَّه أحدُ الزَّوجين هيِّنًا غيرَ ذي قيمةٍ بدعاوى وظنونٍ لا تقومُ على ساقٍ!

انظر أيضا: