موسوعة الآداب الشرعية

ثامِنًا: سُؤالُ اللهِ الرِّزقَ


يُسَنُّ أن يَسألَ العَبدُ رَبَّه أن يَرزُقَه.
الدَّليلُ على ذلك مِنَ الكِتابِ والسُّنَّةِ:
أ-من الكتابِ:
1-قال تعالى: وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ [النساء: 32] .
2-قال تعالى: فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ [العنكبوت: 17] .
2- قال موسَى عليه السَّلامُ فيما يحكيه الله عنه: رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ [القصص: 24] .
ب- مِنَ السُّنَّةِ:
1-عن مُصعَبِ بنِ سَعدٍ، عن أبيه رَضِيَ اللهُ عنه، قال: ((جاءَ أعرابيٌّ إلى رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقال: عَلِّمْني كَلامًا أقولُه، قال: قُلْ: لا إلهَ إلَّا اللَّهُ وَحدَه لا شَريكَ له، اللَّهُ أكبَرُ كَبيرًا، والحَمدُ للهِ كَثيرًا، سُبحانَ اللَّهِ رَبِّ العالَمينَ، لا حَولَ ولا قوَّةَ إلَّا باللهِ العَزيزِ الحَكيمِ. قال: فهؤلاءِ لرَبِّي، فما لي؟ قال: قُل: اللهُمَّ اغفِرْ لي، وارحَمْني، واهدِني، وارزُقْني)) [2213] أخرجه مسلم (2696). .
2- عن أبي مالكٍ الأشجَعيِّ، عن أبيه رَضِيَ اللهُ عنه، قال: ((كان رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُعَلِّمُ مَن أسلَمَ يَقولُ: اللهُمَّ اغفِرْ لي، وارحَمْني، واهدِني، وارزُقني)) [2214] أخرجه مسلم (2697). .
وفي رِوايةٍ: ((كان الرَّجُلُ إذا أسلمَ عَلَّمَه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم الصَّلاةَ، ثُمَّ أمَرَه أن يَدعوَ بهؤلاء الكَلِماتِ: اللهُمَّ اغفِرْ لي، وارحَمْني، واهدِني، وعافِني، وارزُقْني)) [2215] أخرجها مسلم (2697). .
وفي رِوايةٍ عن أبي مالكٍ، عن أبيه: ((أنَّه سَمِعَ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأتاه رَجُلٌ، فقال: يا رَسولَ اللهِ، كَيف أقولُ حينَ أسألُ رَبِّي؟ قال: قُل: اللهُمَّ اغفِرْ لي، وارحَمْني، وعافِني، وارزُقْني، ويَجمَعُ أصابِعَه إلَّا الإبهامَ؛ فإنَّ هَؤُلاءِ تَجمَعُ لك دُنياك وآخِرَتَك)) [2216] أخرجها مسلم (2697). .
3- عن عبدِ اللهِ بنِ مَسعودٍ رَضِيَ اللهُ عنه، عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، أنَّه كان يَقولُ: ((اللهُمَّ إنِّي أسألُك الهدى والتُّقى، والعَفافَ والغِنى)) [2217] أخرجه مسلم (2721). .
4-عن سُهَيلٍ، قال: ((كان أبو صالِحٍ يَأمُرُنا إذا أرادَ أحَدُنا أن يَنامَ أن يَضطَجِعَ على شِقِّه الأيمَنِ، ثُمَّ يَقولُ: اللهُمَّ رَبَّ السَّماواتِ ورَبَّ الأرضِ ورَبَّ العَرشِ العَظيمِ، رَبَّنا ورَبَّ كُلِّ شَيءٍ، فالِقَ الحَبِّ والنَّوى، ومُنزِلَ التَّوراةِ والإنجيلِ والفُرقانِ، أعوذُ بك مِن شَرِّ كُلِّ شَيءٍ أنتَ آخِذٌ بناصيَتِه، اللهُمَّ أنتَ الأوَّلُ فليسَ قَبلَك شَيءٌ، وأنتَ الآخِرُ فليسَ بَعدَك شَيءٌ، وأنتَ الظَّاهرُ فليسَ فوقَك شَيءٌ، وأنتَ الباطِنُ فليسَ دونَك شَيءٌ، اقضِ عنَّا الدَّينَ، وأغنِنا مِنَ الفقرِ، وكان يَروي ذلك عن أبي هرَيرةَ، عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم)) [2218] أخرجه مسلم (2713). .
5-عن عاصِمِ بنِ حميدٍ، قال: سَألتُ عائِشةَ رَضِيَ اللهُ عنها: ((بأيِّ شَيءٍ كان يَفتَتِحُ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قيامَ اللَّيلِ، فقالت: لقد سَألْتَني عن شَيءٍ ما سَألني عنه أحَدٌ قَبلَك: كان إذا قامَ كَبَّرَ عَشرًا، وحَمِد اللَّهَ عَشرًا، وسَبَّحَ عَشرًا، وهَلَّل عَشرًا، واستَغفرَ عَشرًا، وقال: اللهُمَّ اغفِرْ لي واهدِني وارزُقْني وعافِني. ويَتَعَوَّذُ مِن ضِيقِ المقامِ يَومَ القيامةِ)) [2219] أخرجه أبو داود (766) واللفظ له، والنسائي (5535)، وابن ماجه (1356). صححه ابن حبان في ((صحيحه)) (2602)، والألباني في ((صحيح سنن أبي داود)) (766)، وحسنه ابن حجر كما في ((الفتوحات الربانية)) لابن علان (4/307). .
6- عن أبي ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عنه، عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فيما رَوى عنِ اللهِ تَبارَكَ وتعالى أنَّه قال: ((يا عِبادي، إنِّي حَرَّمتُ الظُّلمَ على نَفسي، وجَعلتُه بَينَكم مُحَرَّمًا؛ فلا تَظالَموا، يا عِبادي كُلُّكُم ضالٌّ إلَّا مَن هَدَيتُه، فاستَهدوني أهدِكُم، يا عِبادي كُلُّكُم جائِعٌ إلَّا مَن أطعَمتُه، فاستَطعِموني أُطعِمْكُم، يا عِبادي كُلُّكُم عارٍ إلَّا مَن كَسَوتُه، فاستَكسوني أكسُكُم، يا عِبادي إنَّكُم تُخطِئونَ باللَّيلِ والنَّهارِ، وأنا أغفِرُ الذُّنوبَ جَميعًا، فاستَغفِروني أغفِرْ لَكُم، يا عِبادي إنَّكُم لَن تَبلُغوا ضَرِّي فتَضُرُّوني ولَن تَبلُغوا نَفعي فتَنفَعوني، يا عِبادي لو أنَّ أوَّلَكُم وآخِرَكُم وإنسَكم وجِنَّكم كانوا على أتقى قَلبِ رَجُلٍ واحِدٍ مِنكُم، ما زادَ ذلك في مُلكي شَيئًا، يا عِبادي لو أنَّ أوَّلَكُم وآخِرَكُم وإنسَكم وجِنَّكم كانوا على أفجَرِ قَلبِ رَجُلٍ واحِدٍ، ما نَقَصَ ذلك مِن مُلكي شَيئًا، يا عِبادي لو أنَّ أوَّلَكُم وآخِرَكُم وإنسَكم وجِنَّكم قاموا في صَعيدٍ واحِدٍ فسَألوني فأعطَيتُ كُلَّ إنسانٍ مَسألَتَه، ما نَقَصَ ذلك مِمَّا عِندي إلَّا كما يَنقُصُ المِخْيَطُ إذا أُدخِلَ البَحرَ، يا عِبادي إنَّما هيَ أعمالُكُم أُحصيها لَكُم، ثُمَّ أوفِّيكُم إيَّاها، فمَن وجَدَ خَيرًا فليَحمَدِ اللَّهَ، ومِن وَجَد غَيرَ ذلك فلا يَلومَنَّ إلَّا نَفسَه)) [2220] أخرجه مسلم (2577). .

انظر أيضا: