موسوعة الآداب الشرعية

حادي عشرَ: المُواساةُ والسَّعيُ في تَنفيسِ الكُرُباتِ


يَنبَغي للجارِ أن يواسيَ جارَه، وأن يَسعى في مَصالحِه، وتَفريجِ كُرُباتِه.
الدَّليلُ على ذلك مِنَ السُّنَّةِ:
1- عن أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((مَن نفَّس عن مُسلِمٍ كُربةً مِن كُرَبِ الدُّنيا نفَّس اللهُ عنه كُربةً مِن كُرَبِ يومِ القيامةِ، ومَن يسَّر على مُعسِرٍ في الدُّنيا يسَّر اللهُ عليه في الدُّنيا والآخِرةِ، ومَن ستَر على مُسلِمٍ في الدُّنيا ستَره اللهُ في الدُّنيا والآخِرةِ، واللهُ في عَونِ العبدِ ما كان العبدُ في عونِ أخيه...)) [2067] أخرجه مسلم (2699). .
2- عن عَبدِ اللَّهِ بنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنهما، أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((المُسلِمُ أخو المُسلِمِ؛ لا يَظلِمُه ولا يُسلِمُه، ومَن كان في حاجةِ أخيه كان اللَّهُ في حاجَتِه، ومَن فرَّجَ عن مُسلمٍ كُربةً فرَّجَ اللهُ عَنه كُربةً مِن كُرُباتِ يَومِ القيامةِ، ومَن سَتَرَ مُسلِمًا سَترَه اللَّهُ يَومَ القيامةِ)) [2068] أخرجه البخاري (2442) واللَّفظ له، ومسلم (2580). .
3- عن أبي موسى رَضِيَ اللهُ عنه، عَنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((إنَّ المُؤمِنَ للمُؤمِنِ كالبُنيانِ يَشُدُّ بَعضُه بَعضًا، وشَبَّك أصابعَه)) [2069] أخرجه البخاري (481) واللَّفظ له، ومسلم (2585). .
قال العِزَّ بنُ عَبدِ السَّلامِ: (هذا أمرٌ بصيغةِ الإخبارِ، مَعناه: ليُنْزِلَنَّ المُؤمِنُ نَفسَه في الشَّدِّ مِن أخيه في النَّوائِبِ بمَنزِلةِ البُنيانِ الذي يَدعَمُ بَعضُه بَعضًا، فلا يَتَماسَكُ بَعضُه إلَّا ببَعضٍ. وفيه أمرٌ بالمُساعَدةِ والمُعاضَدةِ مِنَ الطَّرَفينِ) [2070] ((شجرة المعارف)) (ص: 191). .
فائِدةٌ:
كان الرَّجُلُ فيما مَضى إذا أرادَ شَينَ جارِه أو صاحِبِه طَلبَ حاجَتَه إلى غيرِه [2071] يُنظر: ((عُيون الأخبارِ)) لابن قتيبة (1/ 413)، ((الجليس الصالح)) للمعافى بن زكريا (ص: 36، 37). .

انظر أيضا: