موسوعة الآداب الشرعية

عاشرًا: تَجَنُّبُ الغِشِّ والخِداعِ


يَجِبُ أن يَتَجَنَّبَ الغِشَّ والخِداعَ بأنواعِه كافَّةً [2256] يُنظر: ((جوامع الآداب)) للقاسمي (ص: 184). ومِن ذلك أنَّه لا يَجوزُ للطَّبيبِ أن يَصِفَ للمَريضِ دَواءً ليس بحاجةٍ إليه في إزالةِ عِلَّتِه، أو غيرُه أنفَعُ له مِنه؛ للتَّرَبُّحِ مِن شَرِكاتِ الأدويةِ وغيرِها. .
الدَّليلُ على ذلك مِن الكتابِ والسُّنَّةِ:
أ- مِنَ الكِتابِ
قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ [النساء: 29] .
ب- مِنَ السُّنَّةِ
1- عن أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((لا تَحاسَدوا ولا تَناجَشوا، ولا تَباغَضوا ولا تَدابَروا، ولا يَبِعْ بَعضُكُم على بَيعِ بَعضٍ، وكونوا عِبادَ اللهِ إخوانًا، المُسلِمُ أخو المُسلمِ، لا يَظلِمُه ولا يَخذُلُه، ولا يَحقِرُه، التَّقوى هاهنا -ويُشيرُ إلى صَدرِه ثَلاثَ مَرَّاتٍ- بحَسْبِ امرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أن يَحقِرَ أخاه المُسلِمَ، كُلُّ المُسلمِ على المُسلمِ حَرامٌ: دَمُه، ومالُه، وعِرضُه)) [2257] أخرجه مسلم (2564). .
2- عن عَبدِ اللَّهِ بنِ مَسعودٍ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((مَن غَشَّنا فليس مِنَّا، والمَكرُ والخِداعُ في النَّارِ)) [2258] أخرجه ابنُ حبان (5559)، والطبراني (10/169) (10234)، وأبو نعيم في ((حلية الأولياء)) (4/189). صححه بمجموع طرقه الألباني في ((سلسلة الأحاديث الصحيحة)) (1058) .
3- عن أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه، أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((مَن حَمَل علينا السِّلاحَ فليس مِنَّا، ومَن غَشَّنا فليس مِنَّا)) [2259] أخرجه مسلم (101). .
4- عن أبي بَكرةَ رَضِيَ اللهُ عنه، عَنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه قال: ((إنَّ الزَّمانَ قَدِ استدار كهَيئتِه يومَ خَلَقَ السَّمواتِ والأرضَ، السَّنةُ اثنا عَشرَ شهرًا، منها أربعةٌ حُرمٌ: ثلاثةٌ مُتوالِياتٌ: ذو القَعدةِ، وذو الحِجَّةِ، والمُحرَّمُ، ورَجبُ مُضَرَ، الذي بَينَ جُمادى وشَعبانَ، أيُّ شهرٍ هذا؟ قُلْنا: اللهُ ورسولُه أعلَمُ، فسكَت حتَّى ظنَنَّا أنَّه سيُسمِّيه بغَيرِ اسمِه، قال: أليس ذا الحِجَّةِ؟ قُلْنا: بلى، قال: فأيُّ بلدٍ هذا؟. قُلْنا: اللهُ ورسولُه أعلَمُ، فسكَت حتَّى ظنَنَّا أنَّه سيُسمِّيه بغَيرِ اسمِه، قال: أليس البَلدةَ؟، قُلْنا: بلى، قال: فأيُّ يومٍ هذا؟ قُلْنا: اللهُ ورسولُه أعلَمُ، فسكَت حتَّى ظنَنَّا أنَّه سيُسمِّيه بغَيرِ اسمِه، قال: أليس يومَ النَّحرِ؟ قُلْنا: بلى يا رسولَ اللهِ، قال: فإنَّ دِماءَكم وأموالَكم وأعراضَكم حَرامٌ عليكم كحُرمةِ يومِكم هذا، في بلدِكم هذا، في شهرِكم هذا، وستلقَونَ ربَّكم فيسألُكم عن أعمالِكم، ألا فلا تَرجِعُنَّ بَعدي كفَّارًا -أو ضُلَّالًا- يضرِبُ بعضُكم رِقابَ بعضٍ، ألا ليُبلِّغِ الشَّاهِدُ الغائِبَ، فلعلَّ بعضَ مَن يُبلَّغُه أن يكونَ أوعى له مِن بعضِ مَن سمِعه)) [2260] أخرجه البخاري (4406)، ومسلم (1679) واللفظ له. .
5- عن جابِرِ بنِ عَبدِ اللَّهِ رَضِيَ اللهُ عنهما، أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم خَطَبَ النَّاسَ وقال: ((إنَّ دِماءَكُم وأموالكُم حَرامٌ عليكُم كحُرمةِ يَومِكُم هذا، في شَهرِكُم هذا، في بَلدِكُم هذا)) [2261] أخرجه مسلم (1218). .
6- عن أبي صِرمةَ صاحِبِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، عَنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه قال: ((مَن ضارَّ أضَرَّ اللَّهُ به، ومَن شاقَّ شاقَّ اللَّهُ عليه)) [2262] أخرجه أبو داود (3635) واللفظ له، والترمذي (1940)، وابن ماجه (2342). حَسَّنه ابنُ تيميَّة في ((بيان الدليل)) (608)، والألباني في ((صحيح سنن أبي داود)) (3635) .

انظر أيضا: