موسوعة الآداب الشرعية

سابعًا: الأذانُ على مكانٍ مُرتفِعٍ


يُستحَبُّ أن يكونَ موضِعُ الأذانِ موضعًا مرتفعًا [222] وذلك باتِّفاقِ المذاهبِ الفقهيَّةِ الأربعةِ. يُنظر: ((الدر المختار للحصكفي وحاشية ابن عابدين)) (1/384)، ((الشرح الكبير للدردير وحاشية الدسوقي)) (1/ 196)، ((المجموع)) للنووي (3/105)، ((شرح منتهى الإرادات)) للبهوتي (1/135). ، وحُكِيَ الإجماعُ على ذلك [223] قال النَّوويُّ: ((يُستحَبُّ أن يؤذِّنَ على موضعٍ عالٍ مِن مَنارةٍ أو غيرِها، وهذا لا خِلافَ فيه)). ((المجموع)) (3/105). وفي الوَقتِ الحاضِرِ وُجِدَت مُكَبِّراتُ الصَّوتِ التي توضَعُ في أماكِنَ مُرتَفِعةٍ ويَنتَقِلُ صَوتُ المُؤَذِّنِ مِن خِلالها إلى الأماكِنِ المُحيطةِ بالمَسجِدِ ولا مَحذورَ فيها شَرعًا؛ لأنَّها وسيلةٌ لأمرٍ مَطلوبٍ شَرعيٍّ، وللوسائِلِ أحكامُ المَقاصِدِ. .
الدَّليلُ على ذلك مِنَ السُّنَّةِ:
1- عن عبدِ اللهِ بنِ عُمرَ رَضِيَ اللهُ عنهما، قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((إنَّ بِلالًا يؤذِّنُ بلَيلٍ؛ فكُلُوا واشرَبوا حتَّى يؤذِّنَ ابنُ أمِّ مَكتومٍ)). قال: ولم يكُنْ بيْنَهما إلَّا أن يَنزِلَ هذا، ويَرقَى هذا [224] أخرجه البخاري (622)، ومسلم (1092). .
وَجْهُ الدَّلالَةِ:
في ذِكْرِ الارتقاءِ والنُّزولِ دَلالةٌ على كَونِهما يُؤذِّنانِ مِن مكانٍ عالٍ.
2- عن امرأة من بني النجار قالت: كان بيتي من أطول بيت حول المسجد فكان بلال يؤذن عليه الفجر [225] أخرجه أبو داود (519) والبيهقي في ((السنن الكبرى)) (2019). حسنه ابن القطان في ((بيان الوهم والإيهام)) (5/336)، والألباني في ((إرواء الغليل)) (229)، وحسن إسناده ابن حجر في ((فتح الباري)) (2/122). .
وأمَّا التَّعليلُ: فلأنَّ الأذانَ على مكانٍ مرتفعٍ فيه زيادةُ إعلامٍ [226] ((مغني المحتاج)) للشربيني (1/137). .

انظر أيضا: