موسوعة الآداب الشرعية

سادسًا: تَعظيمُ الرَّسولِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وتَعزيرُه وتَوقيرُه


مِنَ الأدَبِ مَعَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم تَعظيمُه وتَعزيرُه وتَوقيرُه [498] قال ابنُ تيميَّةَ: (التَّعزيرُ: اسمٌ جامِعٌ لنَصرِه وتَأييدِه، ومَنعِه مِن كُلِّ ما يُؤذيه. والتَّوقيرُ: اسمٌ جامِعٌ لكُلِّ ما فيه سَكينةٌ وطُمَأنينةٌ مِنَ الإجلالِ والإكرامِ، وأن يُعامَلَ مِنَ التَّشريفِ والتَّكريمِ والتَّعظيمِ بما يَصونُه عن كُلِّ ما يُخرِجُه عن حَدِّ الوَقارِ). ((الصارم المسلول)) (ص: 422). ، ومِن ذلك التِزامُ الأدَبِ في دُعائِه ونِدائِه [499] قال ابنُ تَيميَّةَ: (خَصَّه في المُخاطَبةِ بما يَليقُ به فقال: لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا فنهى أن يقولوا: يا محمَّدُ، أو يا أحمَدُ، أو يا أبا القاسِمِ، ولكِنْ يقولوا: يا رَسولَ اللهِ، يا نبيَّ اللهِ، وكيف لا يخاطِبونَه بذلك، واللهُ سُبحانَه أكرَمَه في مُخاطبتِه إيَّاه بما لم يُكرِمْ به أحدًا مِنَ الأنبياءِ، فلم يَدْعُه باسمِه في القُرْآنِ قَطُّ، بَل يَقولُ: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ قُمِ اللَّيْلَ يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنْذِرْ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ مع أنَّه سُبحانَه قد قال: وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الآية يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ يَا إِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاس يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِك). ((الصارم المسلول)) (ص: 422). .
الدَّليلُ على ذلك مِن الكِتابِ والآثارِ:
أ- مِن الكتابِ
1- قال تعالى: إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا [الفتح: 8-9] .
أي: أرسَلْنا مُحَمَّدًا صلَّى اللهُ عليه وسلَّم شاهدًا ومُبَشِّرًا ونَذيرًا؛ لتُؤمِنوا -أنتُم أيُّها النَّاسُ- باللهِ ورَسولِه، وتَقوموا بما يَستَلزِمُ ذلك مِن طاعَتِهما في جَميعِ الأمورِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ، أي: ولتُؤيِّدوه وتَنصُروه، وتُعَظِّموه وتُجِلُّوه [500] قال ابنُ عَطيَّةَ: (قال بَعضُ المُتَأوِّلينَ: الضَّمائِرُ في قَولِه: وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ هي كُلُّها للَّهِ تعالى. وقال الجُمهورُ: تُعَزِّروه وتوقِّروه هما للنَّبيِّ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ، وتُسَبِّحوه هي للَّهِ). ((تفسير ابن عطية)) (5/ 129). ، وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا أي: ولتُنَزِّهوا اللَّهَ عن كُلِّ عيبٍ ونَقصٍ أوَّلَ النَّهارِ وآخِرَه [501] ((التفسير المحرر)) إعداد القسم العلمي بمؤسسة الدُّرر السَّنية (34/ 54-56). ؛ فأوجَبَ تعالى تَعزيرَه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وتَوقيرَه، وألزَمَ إكرامَه وتَعظيمَه [502] ((الشفا)) لعياض (2/ 35). .
قال السَّعديُّ: (الحُقوقُ ثَلاثةٌ:
حَقٌّ للَّهِ وَحدَه، لا يَكونُ لغيرِه، وهو عِبادَتُه وحدَه لا شَريكَ له بجَميعِ أنواعِ العِباداتِ.
وحَقٌّ خاصٌّ لرَسولِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وهو التَّعزيرُ والتَّوقيرُ والقيامُ بحَقِّه اللَّائِقِ، واتِّباعُه والاقتِداءُ به.
وحَقٌّ مُشتَرَكٌ: وهو الإيمانُ باللهِ ورَسولِه، وطاعةُ اللهِ ورَسولِه، ومَحَبَّةُ اللهِ ومَحَبَّةُ رَسولِه.
وقد ذَكرَ اللهُ الحُقوقَ الثَّلاثةَ في آياتٍ كثيرةٍ مِنَ القُرآنِ؛ فأمَّا حَقُّه الخاصُّ فكُلُّ آيةٍ فيها الأمرُ بعِبادَتِه وإخلاصُ العَمَلِ له، والتَّرغيبُ في ذلك، وهذا شيءٌ لا يُحصى.
وقد جَمَعَ اللهُ ذلك في قَولِه في سورةِ الفَتحِ: لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فهذا مُشتَرَكٌ، وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ فهذا خاصٌّ بالرَّسولِ، وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا فهذا حَقٌّ للَّهِ وَحدَه) [503] ((القواعد الحسان لتفسير القرآن)) (ص: 114). .
وفي الآيةِ أنَّ حَقَّ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم هو أوجَبُ الحُقوقِ البَشَريَّةِ، وحَقُّه التَّعظيمُ والإجلالُ والتَّوقيرُ، حتَّى إنَّ اللَّهَ عَزَّ وجَلَّ جَعَل مِن أسبابِ الرِّسالةِ ومِن حِكمةِ الرِّسالةِ أن نُؤمِنَ باللهِ ورَسولِه، ونُعَزِّرَه ونوقِّرَه؛ فهذا رُكنٌ وأساسٌ وحِكمةٌ مِن حِكَمِ إرسالِ الرَّسولِ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ [504] يُنظر: ((الشرح الممتع)) لابن عثيمين (14/ 423). واحتِرامُ الرَّسولِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِنِ احتِرامِ اللَّهِ عَزَّ وجَلَّ، ومَعرِفتُه مِن مَعرِفةِ اللهِ، والأدَبُ في مُتابَعَتِه مِنَ الأدَبِ مَعَ اللهِ عَزَّ وجَلَّ. يُنظر: ((روح البيان)) لإسماعيل حقي (6/ 185). .
2-قال تعالى: وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [الأعراف: 156-157] .
قال ابنُ قُتَيبةَ: (وَعَزَّرُوهُ: عظَّموه) [505] ((غريب القرآن)) (ص: 173). .
3-قال تعالى: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُولَئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَنْ لِمَنْ شِئْتَ مِنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ * لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِوَاذًا فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ [النور: 62-63] .
أي: إنَّما المُؤمِنونَ حَقَّ الإيمانِ، الكامِلونَ في إيمانِهم: هم الذين آمَنوا باللهِ ورَسولِه ظاهِرًا وباطِنًا، إيمانًا صحيحًا صادِقًا يتضَمَّنُ القَبولَ والإذعانَ، وإذا كانوا مع الرَّسولِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على أمرٍ مُهِمٍّ يجمَعُهم -كالجِهادِ، أو التَّشاوُرِ في أمرٍ ما- لم يُفارِقوا الرَّسولَ وينصَرِفوا لحاجتِهم حتى يَطلُبوا منه الإذنَ، إنَّ الذين يَطلُبونَ منك -أيُّها النبيُّ- أن تأذَنَ لهم بالانصرافِ لِعُذرٍ أولئك الذين يُؤمِنون باللهِ ورَسولِه حقًّا، وليسوا بمُنافِقين، فإذا طلَبَ المؤمِنونَ منك -أيُّها النبيُّ- أن تأذنَ لهم بالانصِرافِ لحاجتِهم إلى قَضاءِ بَعضِ أمورِهم، فأْذَنْ لِمَن تشاءُ منهم، وامنَعْ مَن تشاءُ إن كانت المصلحةُ تَقضي بعدَمِ ذَهابِه، وادعُ اللَّهَ أن يَغفِرَ لهؤلاء المُستَأذِنينَ؛ إنَّ اللَّهَ غَفورٌ رَحيمٌ.
ثُمَّ قال تعالى: لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا أي: لا تَعتَقِدوا -أيُّها المُؤمِنونَ- أنَّ دَعوةَ الرَّسولِ لكم للاجتِماعِ غَيرُ واجِبةٍ، كما يدعو بعضُكم بعضًا؛ ولا تُنادوا الرَّسولَ بقِلَّةِ احترامٍ وتوقيرٍ، كمناداتِه باسمِه مُجَرَّدًا، أو برَفعِ الصَّوتِ مِثلَما ينادي بعضُكم بعضًا؛ فإجابةُ الرَّسولِ لازِمةٌ، والتأدُّبُ معه واجِبٌ.
قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِوَاذًا أي: إنَّ اللهَ يعلَمُ المُنافِقينَ الذين ينصَرِفونَ خُفيةً عن اجتِماعِ المُسلِمينَ، فيَخرُجونَ بلا استِئذانٍ مُستَتِرينَ؛ مخافةَ أن يراهم أحدٌ، وسيُجازيهم اللهُ على ذلك.
فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أي: فلْيحذَرِ الذين يُعرِضونَ عن أمرِ الرَّسولِ أن تُصيبَهم فِتنةٌ في الدُّنيا بأن يَزيدَهمُ اللهُ ضَلالًا وكُفرًا، أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ أي: أو يُصيبَهم عَذابٌ موجِعٌ؛ لمُخالفتِهم أمرَ الرَّسولِ [506] يُنظر: ((التفسير المحرر)) إعداد القسم العلمي بمؤسسة الدُّرر السَّنية (19/ 504-512). .
ب- مِن الآثارِ:
1- عن ابنِ شماسةَ المهريِّ، قال: حَضَرنا عَمرَو بنَ العاصِ وهو في سِياقَةِ المَوتِ، يَبَكِي طَوِيلًا، وحَوَّلَ وجهَهُ إلى الجِدارِ...، وفيه قال عمرُو بنُ العاصِ: وما كانَ أحَدٌ أحَبَّ إلَيَّ من رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ولا أجَلَّ في عَينِي منه، وما كُنتُ أُطِيقُ أن أملأَ عَينَيَّ منه إجلالًا له، ولو سُئِلتُ أن أصِفَهُ ما أطَقتُ؛ لأنِّي لَم أكُن أملأُ عَينَيَّ منه...) [507] أخرجه مسلم (121). .
2- في حَديثِ صُلحِ الحُدَيبيَةِ: (...ثمَّ إنَّ عُروةَ جَعَل يرمُقُ أصحابَ النَّبيِّ [508] أي: يَلحَظُهم كالمُسارِقِ للنَّظَرِ، أو يُتابعُ النَّظَرَ إليهم، يُقالُ: رَمَقتُ الشَّيءَ رَمقًا: أتبَعتُ النَّظَرَ إليه. يُنظر: ((إكمال المعلم)) لعياض (8/ 567)، ((مطالع الأنوار)) لابن قرقول (3/ 156)، ((كشف المشكل)) لابن الجوزي (4/ 55). صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بعينَيه، قال: فواللَّهِ ما تنَخَّم رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم نُخامةً إلَّا وقَعَت في كَفِّ رَجُلٍ منهم، فدَلَك بها وَجْهَه وجِلْدَه! وإذا أمَرَهم ابتَدَروا [509] ابتَدَروا أمْرَه: استَبَقوا إليه وأسرَعوا إلى فِعلِه. يُنظر: ((التوضيح)) لابن الملقن (17/ 60)، ((إرشاد الساري)) للقسطلاني (4/ 447). أمرَه، وإذا توضَّأ كادوا يقتَتِلون على وَضوئِه [510] الوَضوءُ، بفَتحِ الواوِ: فَضلةُ الماءِ الذي تَوضَّأ به صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، أو ما يَجتَمِعُ مِنَ القَطَراتِ وما يَسيلُ مِنَ الماءِ الذي باشَرَ أعضاءَه الشَّريفةَ عِندَ الوُضوءِ. يُنظر: ((إرشاد الساري)) للقسطلاني (4/ 447). ، وإذا تكَلَّم خَفَضوا أصواتَهم عندَه، وما يُحِدُّون إليه النَّظَرَ تعظيمًا له، فرَجَع عُروةُ إلى أصحابِه، فقال: أيْ قَومِ، واللَّهِ لقد وفَدتُ على الملوكِ، ووفَدتُ على قَيصَرَ وكِسرى والنَّجاشيِّ، واللَّهِ إنْ رأيتُ مَلِكًا قَطُّ يُعَظِّمُه أصحابُه ما يُعَظِّمُ أصحابُ محمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم محمَّدًا، واللَّهِ إنْ تنخَّمَ نُخامةً إلَّا وقَعَت في كَفِّ رجُلٍ منهم، فدَلَك بها وَجْهَه وجِلدَه، وإذا أمَرهم ابتدَروا أمرَه، وإذا توضَّأ كادوا يقتَتِلون على وَضوئِه، وإذا تكَلَّم خَفَضوا أصواتَهم عندَه، وما يُحِدُّون إليه النَّظَرَ تعظيمًا له) [511] أخرجه البخاري (2731، 2732) من حديثِ المِسوَرِ بنِ مَخرَمةَ، ومَروانَ بنِ الحَكَمِ رَضِيَ اللهُ عنهما. .

انظر أيضا: