موسوعة الآداب الشرعية

ثامنًا: الإكثارُ مِن الطَّاعاتِ وعملِ البرِّ


حَرِيٌّ بالصَّائِم أن يكون دَيدنَه الاشتغالُ بالطَّاعاتِ؛ كقراءةِ القُرآنِ الكريمِ، وكثرةِ الذِّكرِ، والدُّعاءِ، والإحسانِ إلى الآخَرينَ، وغيرِ ذلك [1318] قال ابن القيم: (كان مِن هَديِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في شَهرِ رَمَضانَ الإكثارُ مِن أنواعِ العِباداتِ، فكان جِبريلُ يُدارِسُه القُرآنَ في رَمَضانَ، وكان إذا لقيَه جِبريلُ أجوَدَ بالخَيرِ مِنَ الرِّيحِ المُرسَلةِ، وكان أجوَدَ النَّاسِ، وأجوَدَ ما يَكونُ في رَمَضانَ، يُكثِرُ فيه مِنَ الصَّدَقةِ والإحسانِ وتِلاوةِ القُرآنِ والصَّلاةِ والذِّكرِ والاعتِكافِ. وكان يَخُصُّ رَمَضانَ مِنَ العِبادةِ بما لا يَخُصُّ غَيرَه به مِنَ الشُّهورِ، حتَّى إنَّه كان ليواصِلُ فيه أحيانًا ليوفِّرَ ساعاتِ لَيلِه ونَهارِه على العِبادةِ، وكان يَنهى أصحابَه عنِ الوِصالِ، فيَقولونَ له: إنَّك تواصِلُ! فيَقولُ: «لستُ كهَيئَتِكُم؛ إنِّي أبيتُ -وفي رِواية: إنِّي أظَلُّ- عِندَ رَبِّي يُطعِمُني ويَسقيني» [البخاري (1963) باختلافٍ يسيرٍ]) ((زاد المعاد)) (2/30). .
الدَّليلُ على ذلك مِن الكتابِ والسُّنَّةِ:
أ- مِن الكتابِ
قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [البقرة: 183].
فالصيامُ مِن أكبرِ أسبابِ التَّقوى، والطاعاتُ مِن خصالِ التَّقوى [1319] ينظر: ((تفسير السعدي)) (ص: 86). .
ب- مِن السُّنَّةِ
1- عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: ((كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أجْوَدَ النَّاسِ، وكانَ أجْوَدُ ما يَكونُ في رَمَضانَ حِينَ يَلْقاهُ - جِبْرِيلُ، وكانَ يَلْقاهُ في كُلِّ لَيْلَةٍ مِن رَمَضانَ فيُدارِسُهُ القُرْآنَ، فَلَرَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أجْوَدُ بالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ)) [1320] أخرجه البخاري (6). .
وفي روايةٍ: ((كانَ رسولُ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ أَجْوَدَ النَّاسِ بالخَيْرِ، وكانَ أَجْوَدَ ما يَكونُ في شَهرِ رَمَضانَ، إنَّ جِبْريلَ عليه السَّلامُ كان يَلْقاهُ في كُلِّ سَنَةٍ في رَمَضانَ حتَّى يَنْسَلِخَ، فيَعْرِضُ عليه رسولُ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ القُرآنَ، فإذا لَقِيَه جِبْريلُ كان رسولُ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ أَجْوَدَ بالخَيرِ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلةِ)) [1321] أخرجها مسلم (2308). .

انظر أيضا: