موسوعة الآداب الشرعية

سابِعَ عشرَ: احترامُ القُرآنِ وتَعظيمُه


يجبُ تعظيمُ القرآنِ وتنزيهُه وصيانتُه.
الدَّليلُ على ذلك مِن الإجماعِ:
نُقِل الإجماعُ على ذلك [1767] قال النَّوويُّ: (أجمَعَ المُسلِمونَ على وُجوبِ تَعظيمِ القُرآنِ العَزيزِ على الإطلاقِ، وتَنزيهِه وصيانَتِه). ((التبيان في آداب حملة القرآن)) (ص: 164). .
فائدةٌ:
قال النَّوويُّ: (مِمَّا يُعتَنى به ويَتَأكَّدُ الأمرُ به: احتِرامُ القُرآنِ مِن أُمورٍ قد يَتَساهَلُ فيها بَعضُ الغافِلينَ القارِئينَ المُجتَمِعينَ.
فمِن ذلك: اجتِنابُ الضَّحِكِ واللَّغَطِ والحَديثِ في خِلال القِراءةِ إلَّا كَلامًا يُضطَرُّ إليه، وليَمتَثِلْ قَولَ اللهِ تعالى: وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ [الأعراف: 204] .
وعنِ ابنِ عُمَرَ رَضيَ اللهُ عنهما: أنَّه كان إذا قَرَأ القُرآنَ لا يَتَكَلَّمُ حَتَّى يَفرُغَ مِنه [1768] أخرجه البخاري (4526). .
ومِن ذلك: العَبَثُ باليَدِ وغَيرِها؛ فإنَّه يُناجي رَبَّه سُبحانَه وتعالى، فلا يَعبَثْ بَينَ يَدَيه.
ومِن ذلك: النَّظَرُ إلى ما يُلهي ويُبَدِّدُ الذِّهنَ.
وأقبَحُ مِن هذا كُلِّه: النَّظَرُ إلى ما لا يَجوزُ النَّظَرُ إليه...
وعَلى الحاضِرينَ مَجلِسَ القِراءةِ إذا رَأوا شَيئًا مِن هذه المُنكَراتِ المَذكورةِ أو غَيرِها أن يَنهَوا عنه حَسَبَ الإمكانِ؛ باليَدِ لمَن قَدَرَ، وباللِّسانِ لمَن عَجَزَ عنِ اليَدِ وقدَرَ على اللِّسانِ، وإلَّا فليُنكِرْ بقَلبِه، واللهُ أعلَمُ) [1769] يُنظر: ((التبيان)) (ص: 92-96). .

انظر أيضا: