تاسعًا: الوسائِلُ المُعينةُ على الإصلاحِ
1- أن يعلَمَ أنَّ اللهَ سبحانَه حثَّ على الإصلاحِ، وأمَر به، وأثنى على المُصلِحينَ، فيحرِصَ أن يكونَ منهم.
2- انتِشارُ الوَعيِ الدِّينيِّ، واستِفاضتُه بَينَ النَّاسِ؛ ممَّا يُدرِكُ معَه النَّاسُ فَضيلةَ الإصلاحِ.
3-أن يتخلَّصَ مِن هوى نَفسِه ورغباتِها، ويجعَلَ هواه تابِعًا لِما أراده اللهُ منه، وهذه قاعِدةٌ أساسيَّةٌ في الإصلاحِ.
4- أن يُجاهِدَ كُلَّ ما يقطَعُ عليه طريقَ الإصلاحِ بمُغالَبتِه.
5- أن يعلَمَ أنَّ تَركَ الفسادِ والإفسادِ مُؤذِنٌ بالعُقوبةِ في الدُّنيا والآخِرةِ، فيسعى في إتيانِ ما يُجنِّبُه العُقوبةَ.
6- أن يعلَمَ أنَّ اللهَ سبحانَه لا يُضِيعُ أجرَ المُصلِحينَ.
7-أن يعلَمَ أنَّ اللهَ سبحانَه لا يُهلِكُ أمَّةً أهلُها مُصلِحونَ.
8- أن يعلَمَ أنَّ النَّاسَ بحاجةٍ إلى الرِّفقِ واللِّينِ وتَركِ الانفِعالِ والعُنفِ؛ ليَقبَلوا دعاوى المُصلِحينَ، فيحرِصَ على التَّحلِّي بتلك الصِّفاتِ.
9- أن يعلَمَ أنَّ الإصلاحَ بَينَ المُتخاصِمينَ مِن أفضَلِ القُرُباتِ والأعمالِ الصَّالِحةِ.
10- أن يجعَلَ الإخلاصَ وابتغاءَ وَجهِ اللهِ سبحانَه وحدَه مَقصَدَه في الإصلاحِ، لا طَلبَ السُّمعةِ ولا محبَّةَ المَحمَدةِ مِن النَّاسِ.
11- أن يحرِصَ المُصلِحُ على الإلمامِ التَّامِّ بجوانِبِ الموضوعِ الذي يعمَلُ على إصلاحِه
[384] يُنظر: ((تفسير الرازي)) (21/545)، ((فتاوى عبد الحليم محمود)) (ص: 1329)، ((تفسير السعدي)) (ص: 307)، ((الأخلاق الفاضلة قواعد ومنطلقات لاكتسابها)) لعبد الله الرحيلي (ص: 45)، ((موسوعة الأخلاق)) للخراز (ص: 61، 102). .
12- كثرةُ الدُّعاءِ؛ سَواءٌ بصلاحِ النَّفسِ، وصلاحِ النَّاسِ، وزوالِ ما بَينَهم مِن مُنازَعاتٍ وخِلافاتٍ وشِقاقٍ.
قال سُلَيمانُ عليه السَّلامُ:
رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ [النمل: 19] .
وقال إبراهيمُ عليه السَّلامُ:
رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ [الشعراء: 83] .
وقال يوسُفُ عليه السَّلامُ:
رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَوَاتِ والْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ [يوسف: 101] .
وقال تعالى:
حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي [الأحقاف: 15] .
وكان مِن دُعاءِ عُمرَ في القُنوتِ: اللَّهمَّ اغفِرْ لنا، وللمُؤمِنينَ والمُؤمِناتِ، والمُسلِمينَ والمُسلِماتِ، وألِّفْ بَينَ قُلوبِهم، وأصلِحْ ذاتَ بَينِهم
[385] يُنظر ((المصنف)) لعبد الرزاق ( 4968)، ((السنن الكبرى)) للبيهقي (3143). .
13- نَشرُ معاهِدِ العِلمِ والقرآنِ فـ (مِن الأعمالِ العريقةِ في الخيرِ إنشاءُ المعاهِدِ لتحفيظِ القرآنِ وتعليمِ العِلمِ، فإذا اتَّجه الخيِّرونَ إلى إنشاءِ هذه المعاهِدِ فإنَّ ذلك يكونُ دليلًا على الأخذِ بأسبابِ الإصلاحِ المُثمِرةِ، وأحِبُّ أن أقولَ للعامِلينَ على الإصلاحِ: إنَّ مِن وسائِلِ الإصلاحِ الأخلاقيِّ الحاسِمةِ أن ينتشِرَ الوَعيُ الدِّينيُّ في استِفاضةٍ، ولن يتأتَّى ذلك إلَّا إذا أكثَرْنا مِن المعاهِدِ الدِّينيَّةِ)
[386] ((فتاوي عبد الحليم محمود)) (ص: 1329). .