المَبْحَثُ الثَّاني: العِصمةُ مِنَ الكبائِرِ والصَّغائِرِ
اتَّفَق العُلَماءُ على أنَّ الأنبياء معصومون من الكبائِرِ، واختلفوا في وقوعِ الصَّغائِرِ منهم.
قال عياض: (لا خلافَ في عصمةِ الأنبياءِ مِن الكبائِرِ)
[888] يُنظر: ((الشفا)) (2/171). .
وقال
القُرطُبيُّ: (اختلف العُلَماءُ في هذا البابِ: هل وقع من الأنبياءِ صَلواتُ اللهِ عليهم أجمعين صغائِرُ من الذُّنوبِ يؤاخَذون بها ويُعاتَبون عليها أم لا، بعد اتِّفاقِهم على أنَّهم معصومون من الكبائِرِ ومن كُلِّ رذيلةٍ فيها شَينٌ ونَقصٌ إجماعًا)
[889] يُنظر: ((تفسير القرطبي)) (1/308). .
وقال
ابنُ تَيمِيَّةَ: (القَولُ بأنَّ الأنبياءَ معصومون من الكبائرِ دون الصَّغائِرِ هو قَولُ أكثَرِ عُلَماءِ الإسلامِ، وجميعِ الطَّوائِفِ، حتى إنَّه قَولُ أكثَرِ أهلِ الكلامِ، كما ذكر
أبو الحسَنِ الآمديُّ أنَّ هذا قَولُ أكثَرِ
الأشعريَّة، وهو أيضًا قولُ أكثَرِ أهلِ التفسيرِ والحديثِ والفُقَهاءِ، بل لم يُنقَلْ عن السَّلَفِ والأئمَّةِ والصَّحابةِ والتابعين وتابعيهم إلَّا ما يوافِقُ هذا القَولَ)
[890] يُنظر: ((مجموع الفتاوى)) (4/319). .
وقال أيضًا: (هم متَّفِقون على أنَّهم لا يُقَرُّون على خطأٍ في الدِّينِ أصلًا ولا على فُسوقٍ ولا كَذِبٍ، ففي الجملةِ كُلُّ ما يقدَحُ في نبُوَّتِهم وتبليغِهم عن اللهِ فهم متَّفِقون على تنزيهِهم عنه. وعامَّةُ الجمهورِ الذين يجَوِّزون عليهم الصَّغائرَ يقولون: إنهم معصومون من الإقرارِ عليها، فلا يَصدرُ عنهم ما يَضُرُّهم)
[891] يُنظر: ((منهاج السنة النبوية)) (1/472). .
وقال
الذهبيُّ: (قد يقَعُ منهم الذَّنبُ ولا يُقَرُّون عليه ولا يُقَرُّون على خطأٍ ولا فِسقٍ أصلًا، فهم منَزَّهون عن كُلِّ ما يقدَحُ في نبُوَّتِهم، وعامَّةُ الجمهورِ الذين يجَوِّزون عليهم الصَّغائِرَ يقولون: إنهم معصومون من الإقرارِ عليها)
[892] يُنظر: ((المنتقى من منهاج الاعتدال)) (ص: 50). .
وقال
ابنُ حَجَرٍ: (الأنبياءُ معصومون من الكبائِرِ بالإجماعِ، واختُلِفَ في جوازِ وقوعِ الصَّغائِرِ)
[893] يُنظر: ((فتح الباري)) (8/69). .
وقال
الشَّوكانيُّ: (ذهب الأكثَرُ من أهلِ العِلْمِ إلى عصمةِ الأنبياءِ بعد النُّبُوَّةِ مِنَ الكبائِرِ، وقد حكى القاضي أبو بكرٍ إجماعَ المُسلِمين على ذلك. وكذا حكاه ابنُ الحاجِبِ وغيرُه من متأخِّري الأصوليِّين، وكذا حكوا الإجماعَ على عِصْمَتِهم بعد النُّبُوَّةِ مِمَّا يُزري بمناصِبِهم، كرذائِلِ الأخلاقِ والدَّناءاتِ وسائِرِ ما يُنفِّرُ عنهم، وهي التي يُقالُ لها صغائِرُ الخِسَّةِ، كسَرِقةِ لُقمةٍ، والتطفيفِ بحَبَّةٍ)
[894] يُنظر: ((إرشاد الفحول)) (1/98). .
وقد استدلَّ جمهورُ العُلَماءِ على وُقوعِ الصَّغائِرِ مِن الأنبياءِ عليهم السَّلام بعدَّة أدِلَّة؛ منها:
1- وقوعُ آدَمَ عليه السَّلامُ في معصيةِ أكْلِه من الشَّجَرةِ التي نهاه اللهُ تعالى عن الأكلِ منها.
قال اللهُ تعالى:
وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى * فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى * إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى * وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى * فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَى * فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى [طه: 116-121] .
2- دعاءُ نوحٍ ربَّه في ابنِه الكافِرِ.
قال اللهُ عَزَّ وجَلَّ:
وَنَادَى نُوحٌ رَّبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ [هود: 45] .
فلامه ربُّه على مقالتِه تلك، وأعلمه أنَّه ليس من أهْلِه
قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ [هود: 46] فاستغفر ربَّه من ذَنْبِه، وتاب وأناب
قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُن مِّنَ الْخَاسِرِينَ [هود: 47] .
3- داود عليه السَّلامُ أذنب ذنبًا
[895] قال ابن كثير: (قد ذكر كثيرٌ من المفسِّرين من السَّلَفِ والخَلَفِ هاهنا قِصَصًا وأخبارًا أكثَرُها إسرائيليَّاتٌ، ومنها ما هو مكذوبٌ لا محالةَ، تركْنا إيرادَها في كتابِنا قصدًا؛ اكتفاءً واقتصارًا على مجرَّدِ تلاوةِ القِصَّةِ من القرآنِ العظيمِ، واللهُ يهدي من يشاءُ إلى صراطٍ مستقيمٍ) ((البداية والنهاية)) (2/309). فأسرع إلى التوبةِ، فغفر اللهُ له ذَنْبَه
فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ [ص: 24-25] .
4- معاتبةُ اللهِ تعالى لنبيِّه مُحَمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في أمورٍ؛ منها:
- تحريمُ النَّبِيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم العَسَلَ أو
مارِيَةَ القِبطيَّةَ على نَفْسِه
[896] يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (23/89)، ((تفسير ابن الجوزي)) (4/304). .
قال اللهُ تعالى:
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ [التحريم: 1] .
- معاتبةُ اللهِ تعالى له لعُبوسِه في وَجهِ ابنِ أمِّ مكتومٍ رَضِيَ اللهُ عنه، وانشغالِه عنه بطواغيتِ الكُفْرِ يدعوهم إلى اللهِ
[897] يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (24/102)، ((تفسير ابن الجوزي)) (4/399). .
قال اللهُ سُبحانَه:
عَبَسَ وَتَوَلَّى أَن جَاءهُ الْأَعْمَى وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ الذِّكْرَى [عبس: 1-4] .
وينبغي أن يُعلَمَ في هذا المقامِ عِدَّةُ أمورٍ:
1- أنَّ اللهَ تعالى يُنَبِّهُ رُسُلَه وأنبياءَه عليهم السَّلامُ على ما وقع منهم من مخالفاتٍ ويُوَفِّقُهم إلى المبادرةِ بالتوبةِ منها، من غيرِ تأخيرٍ.
2- أنَّ الذُّنوبَ لا تنافي الكَمالَ، فلا تكونُ نقصًا إن تاب التائِبُ منها، فإنَّ التوبةَ تَغفِرُ الحَوبةَ، ولا يتوجَّهُ إلى صاحبِها اللومُ، بل إنَّ العبدَ في كثيرٍ من الأحيانِ يَكونُ بعد توبتِه من معصيتِه خيرًا منه قبل وقوعِ المعصيةِ، وذلك لِما يَكونُ في قَلْبِه من النَّدَمِ والخوفِ والخشيةِ من اللهِ تعالى، ولِما يَجهَدُ به نَفْسَه من الاستغفارِ والدُّعاءِ، ولِما يقوم به من صالحِ الأعمالِ يرجو بذلك أن تمحوَ الصَّالحاتُ السَّيئاتِ، وقد قال بعضُ السَّلَفِ: (لو لم تكن التوبةُ أحبَّ الأشياءِ إليه لَمَا ابتلى بالذَّنبِ أكرَمَ الخَلقِ عليه)
[898] يُنظر: ((مجموع الفتاوى)) لابن تيمية (10/294). .
قال اللهُ تعالى:
إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ [البقرة: 222] .
وقال اللهُ سُبحانَه مُبَيِّنًا ثوابَ التائبين:
إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ [الفَرْقان: 70] .
وعن
أنسٍ رَضِيَ اللهُ عنه أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه سلم قال:
((لَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ حِينَ يَتُوبُ إِلَيْهِ مِن أَحَدِكُمْ كانَ علَى رَاحِلَتِهِ بِأَرْضٍ فَلاةٍ، فَانْفَلَتَتْ منه وَعَلَيْهَا طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ، فأيِسَ منها، فأتَى شَجَرَةً، فَاضْطَجَعَ في ظِلِّهَا قدْ أَيِسَ مِن رَاحِلَتِهِ، فَبيْنَا هو كَذلكَ إِذَا هو بِهَا قَائِمَةً عِنْدَهُ، فأخَذَ بِخِطَامِهَا، ثُمَّ قالَ مِن شِدَّةِ الفَرَحِ: اللَّهُمَّ أَنْتَ عَبْدِي وَأَنَا رَبُّكَ، أَخْطَأَ مِن شِدَّةِ الفَرَحِ!)) [899] أخرجه البخاري (6309) مختصرًا باختلافٍ يسيرٍ، ومسلم (2747) واللَّفظُ له. .
وعن
ابنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنهما قال:
((سَمِعْتُ رَسولَ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ: إنَّ اللَّهَ يُدْنِي المُؤْمِنَ فَيَضَعُ عليه كَنَفَهُ ويَسْتُرُهُ، فيَقولُ: أتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا، أتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا؟ فيَقولُ: نَعَمْ أيْ رَبِّ، حتَّى إذَا قَرَّرَهُ بذُنُوبِهِ، ورَأَى في نَفْسِهِ أنَّه هَلَكَ، قالَ: سَتَرْتُهَا عَلَيْكَ في الدُّنْيَا، وأَنَا أغْفِرُهَا لكَ اليَومَ، فيُعْطَى كِتابَ حَسَنَاتِهِ )) [900] رواه البخاري (2441) واللَّفظُ له، ومسلم (2768). .
قال
ابنُ تَيمِيَّةَ: (الأنبياءُ صَلَواتُ اللهِ وسلامُه عليهم معصومون من الإقرارِ على الذنوبِ كِبارِها وصغارِها، وهم بما أخبر اللهُ به عنهم من التوبةِ يرفَعُ دَرَجاتِهم ويُعَظِّمُ حَسَناتِهم؛ فإنَّ اللهَ يحبُّ التَّوَّابين ويحِبُّ المتطَهِّرين، وليست التوبةُ نقصًا، بل هي من أفضَلِ الكمالاتِ، وهي واجبةٌ على جميعِ الخَلقِ)
[901] يُنظر: ((مجموع الفتاوى)) (15/51). .
وقال في موضِعٍ آخرَ: (وَلَيْسَ أحدٌ مَعْصُومًا عَن أَن يفعَلَ مَا هُوَ ذَنْبٌ، لَكِنَّ الْأَنْبِيَاءَ معصومون من الإقرارِ على الذُّنُوبِ، فيُتأسَّى بأفعالهم الَّتِي أُقِرُّوا عَلَيْهَا؛ لِأَنَّ الْإِقْرَارَ عَلَيْهَا يَقْتَضِي أَنَّهَا لَيست ذَنبًا، وَأما غيرُ الْأَنْبِيَاءِ فَلَا، فَكيف بِمن يَكونُ فَعَل فِعلًا ثمَّ تَركَه)
[902] يُنظر: ((الاستقامة)) (1/ 401). .
3- أنَّه لم يقَعْ من نَبيٍّ ذنبٌ إلَّا وسارع إلى التوبةِ والاستغفارِ منه.
والقُرآنُ الكريمُ لم يذكُرْ ذنوبَ الأنبياءِ إلَّا مقرونةً بالتوبةِ والاستغفارِ.
فآدَمُ وزَوجُه عَصَيَا فبادرا إلى التوبةِ قائِلَينِ:
ربَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ [الأعراف: 23] .
وداودُ ما كاد يشعُرُ بخطيئتِه حتى خرَّ راكعًا مستغفِرًا. قال اللهُ تعالى:
فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ [ص: 24] .
فالأنبياءُ لا يُقَرُّون على الذَّنبِ، ولا يؤخِّرون التوبةَ، فاللهُ عصمهم من ذلك، وهم بعد التوبةِ أكمَلُ منهم قَبْلَها
[903] يُنظر: ((الرسل والرسالات)) لعمر الأشقر (ص: 107). .
قال
ابنُ تَيمِيَّةَ: (إنَّ الذَّمَّ والعِقابَ الذي يلحَقُ أهلَ الذُّنوبِ لا يلحَقُ التائِبَ منه شيءٌ أصلًا؛ لكِنْ إن قدَّم التوبةَ لم يلحَقْه شيءٌ، وإن أخَّر التوبةَ فقد يلحَقُه ما بين الذُّنوبِ والتوبةِ مِنَ الذَّمِّ والعقابِ ما يناسِبُ حالَه. والأنبياءُ صَلواتُ اللهِ عليهم وسلامُه كانوا لا يؤخِّرون التوبةَ، بل يسارِعون إليها ويُسابِقون إليها؛ لا يُؤَخِّرون ولا يُصِرُّون على الذَّنبِ، بل هم معصومون من ذلك)
[904] يُنظر: ((مجموع الفتاوى)) (10/309). .
وهذه الصَّغائِرُ التي تقَعُ من الأنبياءِ لا يجوزُ أن تُتَّخَذَ سَبيلًا للطَّعنِ فيهم، والإزراءِ عليهم؛ فهي أمورٌ صغيرةٌ ومعدودةٌ غفرها اللهُ لهم، وتجاوز عنها، وطهَّرهم منها، فحَقُّ الأنبياءِ عليهم السَّلامُ المحبَّةُ والتكريمُ والتوقيرُ، وعلى المُسلِمِ أن يأخُذَ العبرةَ والعِظةَ لنَفسِه من ذلك، فإذا كان الرُّسُلُ الكِرامُ الذين اختارهم اللهُ واصطفاهم عاتبهم اللهُ ولامهم على أمورٍ كهذه، فيَجِبُ إذًا أن يَكونَ العبدُ على حَذَرٍ وتخوُّفٍ مِن الذُّنوبِ والمعاصي، وأن يتأسَّى بالرُّسُلِ والأنبياءِ في المسارعةِ إلى التوبةِ إلى اللهِ، وكثرةِ استِغفارِه
[905] يُنظر: ((الرسل والرسالات)) لعمر الأشقر (ص: 112). .