يعتبر حصار قلعة كاندية المنيعة في جزيرة كريت أطول حصار في التاريخ، كان العثمانيون قد قضوا سنة 1055 ثلاثة أشهر لفرض الحصار على مدينة كاندية، بقطع إمدادات المياه، وتعطيل الممرات البحرية البندقية إلى المدينة، وقاموا بقصف المدينة دون تأثير يذكر. البنادقة بدورهم حاصروا الدردنيل لمنع وصول الإمدادات العثمانية لجزيرة تكريت, وتلقَّت جمهورية البندقية المزيدَ من المساعدات من الدول الأوروبية الغربية الأخرى خلال مدة الحصار التي تجاوزت ثلاثًا وعشرين سنة قتل خلالها 8 آلاف جندي من البنادقة, وفي هذا العام تمكن القائد العثماني رئيس الوزراء فاضل أحمد باشا من رفع الحصار عن القلعة بعد أن قَبِلت البندقية بتسليم المدينة وخروج قواتها منها بدون أسلحة أو ذخيرة.
هو العلَّامةُ الفقيهُ الشيخ أبو محمد سليمان بن علي بن محمد بن أحمد بن راشد بن بريد بن مشرف الوهيبي الحنظلي التميمي، جَدُّ الإمام المجدِّد محمد بن عبد الوهاب, وعالمُ الدِّيار النجدية في عصره ومُفتيها. قيل إنه وُلد في بلدة أشيقر ونشأ فيها وقرأ على علمائها, واشتهر بالورع والتواضع وغمط النفس, والعدل في أقضيته، وكان قويًّا في الحق، لا تأخذه في الله لومة لائم، وبعد أن برز وبرع في العلم واشتهر، طَلَبَه أهالي روضة سدير؛ ليكون قاضيًا لديهم، فأجابهم، وانتقل من مسقط رأسه أشيقر إلى روضة سدير، وأخذ في تعليم الناس، والقضاء بينهم، فحُمِدَت سيرته، وانتفع به أهلُها كثيرًا. ثم انتقل بعد ذلك إلى العُيينة، حيث تولى القضاء فيها، وحُمِدَت سيرته فيها أيضًا, وصنف المنسك المشهور به، وكان عليه اعتماد الحنابلة في المناسك. وله فتاوى تبلغ مجلدًا ضخمًا.
وقعت الدولة العثمانية معاهدة من 18 مادة تم بمقتضاها انتقال قلعة "كاندية" الحصينة في جزيرة كريت إلى الدولة العثمانية، إضافة إلى 1100 مدفع كانوا في القلعة، وأن تحصل تركيا على كامل جزيرة كريت، وبذلك تنتهي الحرب العثمانية مع البندقية التي استمرت 24 عامًا.
كان النظامُ في الدولة العثمانية في هذه الولايات التابعة لها أن يكون هناك والٍ عثماني هو الباشا، يحكم تلك الولايةَ ويكون تحته أعوانٌ ويكون التصرفُ للباشا، ثم تغيَّرَ الوضع فأصبح نظامُ الباي، وذلك أن الرجل الذي يكون واليًا ممثلًا للخليفة في هذه الولاية هو الباي (بيلرباي) وليس شرطًا أن يكون عثمانيًّا، ويساعده ديوانٌ استشاريٌّ مؤلَّفٌ من عسكريين يمثِّلون الفِرَق العسكرية في الولاية، ويلقَّبُ كل منهم بالداي، إضافة إلى موظف الشؤون الماليَّة. وقد طبق هذا النظام من قبل في تونس عام 1017 هـ.
هو الملك أبو العز الرشيد بن محمد بن علي الحسني أول ملوك شرفاء مراكش من العلويين، وكان قد قاتل أخاه محمدًا الذي كان قد تسلم بعد وفاة أبيهما عام 1069هـ وكانت قاعدتهم سجلماسة، فلما أصبح الأمر للرشيد نقل العاصمة إلى مراكش؛ ولهذا عُدَّ هو أولَ ملوك العلويين في مراكش وتولى أخوه إسماعيل الملك خلفًا له.
حاولت فرنسا التقرب من الدولة العثمانية، وتجديد الامتيازات، غيرَ أن الصدر الأعظم رفض ذلك، ثم حاولت فرنسا التهديدَ؛ حيث أرسل "لويس الرابع عشر" ملك فرنسا السفيرَ الفرنسي مع أسطول حربي، وهذا ما زاد الصدر الأعظم إلا ثباتًا، وقال: إن الامتيازات كانت منحة، وليست معاهدة واجبة التنفيذ, فتراجعت فرنسا أمام تلك الإرادة الحديدية واستعملت سياسة اللين والخضوع للدولة العثمانية، حتى جددت لها المعاهدات القديمة وأعادت لها امتياز حماية البيت المقدس عام 1084هـ.
رغب القوزاق في التبعية إلى الدولة العثمانية فأعلنوا ذلك، وكانوا يقيمون في أوكرانيا والمناطق التي تقع إلى الشرق منها، وهذا ما أغضب بولونيا فأغارت على أوكرانيا التي طلبت النجدة من العثمانيين، وسار الخليفة محمد الرابع بنفسه على رأس جيش انتصر على البولونيين الذين طلبوا الصلح، فعقد ولم يمضِ على الحرب أكثر من شهر واحد، وقد اعترفت بولونيا فيه بأن أوكرانيا للقوزاق وأن إقليم بووليا في غرب أوكرانيا للدولة العثمانية، وفوق هذا الاعتراف تدفع بولونيا جزية قدرها مائتين وعشرين ألف بندقي ذهبًا، فتضايق الشعب البولوني من هذه المعاهدة التي عرفت باسم بوزاكس، فأعلن رفضه لها وسار القائد البولوني سوبيسكي بجيوش جرارة وقاتل العثمانيين، واستمرت المعارك سِجالًا بين الطرفين، ثم عادت المفاوضات فعُقد الصلح بين الطرفين وتنازل فيه ملك بولونيا إلى العثمانيين عما تنازل له سلفه باستثناء بعض المواقع.
استطاع القائد العثماني قبلان مصطفى باشا أن يفتح منطقة بودوليا، ويؤسِّس فيها إيالة "كامانيجة"، وكانت هذه المنطقة تابعة لبولونيا، لكنها تقع الآن في جمهورية أوكرانيا. وقد استمرت السيطرة العثمانية عليها حتى نوفمبر 1180م.
أعلنت الدول الأوربية الحربَ على الدولة العثمانية، واستمرَّت هذه الحرب حتى عام 1686م، وعُرفت هذه السنوات في التاريخ العثماني بسنوات المصيبة, وكان هدف هذه الحملات هو إخراج المسلمين الأتراك من أوربا إلى آسيا, وأطلق البابا على هذه الحرب "الحملة الصليبية الـ14 ضد الأتراك".
عقد السلطان محمد الرابع معاهدة جدَّد فيها الامتيازات التجارية الممنوحة لدولة إنكلترا وأضيف إليها بنود أخرى، وأطلق عليها اسم المعاهدة النهائية للامتيازات بين الإمبراطورية العثمانية وإنكلترا، وتُمثل هذه المعاهدة المرحلة الثانية في تاريخ الامتيازات في نَيل التاجر البريطاني حريةَ التجارة داخل البلاد العثمانية والتمتع بما يكفي حماية نفسه وماله.
هو الصدر الأعظم زاده فاضل أحمد باشا ابن الصدر الأعظم محمد علي باشا كوبريلي رئيس الوزراء، وأحد رجالات الدولة العثمانية الكبار في القرن الحادي عشر الهجري، وأصغر من تولى رئاسة الوزراء في تاريخ الدولة العثمانية. توفي عن إحدى وأربعين سنة قضى منها خمس عشرة سنة في منصب الصدارة العظمى بكل أمانة وصدق سائرًا في ذلك على خطة والده محمد علي باشا, وتقلد منصب الصدارة بعده زوج أخته قرة مصطفى باشا، ولم يكن كفؤًا للسير في الطريق الذي رسمه كوبريلي الكبير وولده، بل اتبع مصلحته الذاتية وباع المناصب العالية والمعاهدات والامتيازات المجحفة بالدولة حالًا ومستقبلًا بدراهم معدودة.
هو الشيخ المحدث محمد بن علي بن محمد الحصني، المعروف بعلاء الدين الحصكفي، الكثير الحفظ والمرويات، مفتي الحنفية في دمشق. مولدُه في دمشق سنة 1025. كان فاضلًا عالي الهمة، عاكفًا على التدريس والإفادة. من كتبه الدر المختار في شرح تنوير الأبصار في فقه الحنفية، وإفاضة الأنوار على أصول المنار في الفقه، والدر المنتقى شرح ملتقى الأبحر في الفقه، وشرح قطر الندى في النحو، وله تعليق على صحيح البخاري في مجلد. توفي في دمشق عن 63 سنة.
هو الشيخ أبو الفلاح عبد الحي بن أحمد بن العماد العكبري، مؤرخ وفقيه حنبلي وعالم بالأدب، ولد في دمشق سنة 1032 ونشأ بها، وقرأ القرآن الكريم على بعض الشيوخ، وطلب العلم مشمِّرًا عن ساعد الجد والاجتهاد، فأخذ عن أعلام الأشياخ، وأجلُّهم الشيخ أيوب الخلْوَتي الصوفي. وتلقى الفقهَ قراءة وأخذًا عن ابن فقيه فُصَّة مفتي الحنابلة بالشام في عصره، ثم رحل إلى القاهرة وأقام بها مدة طويلة، فأخذ العلم عن أشياخها. ثم عاد إلى دمشق ولزم الإفادة والتدريس، وانتفع به كثيرٌ من أبناء عصره، وتوفي بمكة حاجًّا، من مصنفاته شذرات الذهب في أخبار من ذهب، وله معطية الأمان من حنث الأيمان، وغيرها من الكتب.