هو القائد العثماني الكهل الفذ داماد ملك إبراهيم باشا، كان اسمه شيطان إبراهيم باشا، استبدل به السلطان محمد الرابع ملك إبراهيم باشا بعد انتصار القوات العثمانية في معركة كرز إلياس على الألمان، وعينه قائدًا بدل بكري مصطفى باشا, وبعد سقوط أويفار بيد الألمان أصدر رئيس الوزراء العثماني قرة إبراهيم باشا أمرًا بقتل داماد ملك إبراهيم باشا متَّهِمًا إياه بالمسؤولية عن سقوطها, وقيل إن السبب الحقيقي في قتله أن الصدر قرة إبراهيم كان يخشى أن يحتل ملك إبراهيم مكانه الذي فقده بعد قتله لمنافسه ملك إبراهيم باشا بخمسة عشر يومًا, وقيل بسبب رفضه القيام بحملات خارجية.
تمكن الجيش الألماني الضخم وحلفاؤه من الأوربيين من السيطرة على قلعة ومدينة "بودين" في بودابست، بعد دفاع عثماني مجيد، سقط خلاله آلاف القتلى من العثمانيين، وكان العثمانيون قد فتحوها قبل 160 عامًا إبَّان حكم سليمان القانوني، وكان سقوطها من أكبر المصائب العثمانية.
كان العثمانيون قد حاصروا فيينا وكادوا يفتحونها لولا أن الصليبيين تحالفوا بفعل نداءات البابا لهم، فقاموا بالتكالب على الدولة العثمانية كلٌّ من طرف، فوصلت القوات من كل مكان من بولونيا وبافاريا الألمان إلى فيينا لفك الحصار، ثم بعد فك الحصار عقد البابا حلفًا مع الروس والألمان والبولنديين والبنادقة على طرد العثمانيين من المجر، فقامت كل دولة بالهجوم على الدولة العثمانية من طرق؛ لتشتيت قواها، فاستطاع الألمان أن يستعيدوا منها بودا بست في هذا العام.
لما تتالت الهزائم على العثمانيين وحدثت الفوضى بسبب ذلك، اتفق العلماء والوزير على عزل السلطان محمد الرابع بن إبراهيم الأول، فتم ذلك في هذا العام بعد أن أمضى في الحكم أربعين سنة وخمسة أشهر، أعاد خلال مدة حكمه هيبة الدولة وقوتها، كما أعاد عمليات الفتح في أوربا، وتولى قيادة جيوش الدولة, ويعتبر هو آخر القادة الفاتحين في التاريخ الإسلامي، وتمت تولية أخيه سليمان الثاني في الثاني من محرم الذي كان يزيد عمره على أربع وأربعين عامًا.
تمكن الجنرال المجري كارفا من الاستيلاء على مركز إيالة أكري من العثمانيين، وبذلك خرج شمال المجر من الحكم العثماني. وقد كان بالمدينة التي فتحها العثمانيون قبل 91 عامًا من تاريخ سقوطها حوالي 41 مسجدًا هُدِّمت جميعًا إلا مأذنة واحدة ما زالت باقية حتى الآن، وتحول جامعها الكبير إلى كنيسة القديس ليوبولد!!
سقطت قلعة بلغراد في أيدي الألمان، بعد تسع وعشرين يومًا من حصار الجيش العثماني بداخلها، وتم تحويل مائة مسجد في المدينة إلى كنائس، بعد ذبح المسلمين الموجودين فيها. وكانت بلجراد مدينة إسلاميَّة لعدة قرون من حيث العمران وحركة العلم ورفع راية الجهاد, ثم تحوَّلت بعد سقوطها بسنوات إلى محاربة المسلمين، الذين حوَّلوها إلى إحدى أعظم مدن أوربا حضارة. وقت أنْ كانت أوربا تعيش في ظلمات الجهل والتخلُّف، وقد صارت اليوم مدينة نصرانية في ظل الحرب الشَّرسة التي تعرَّض لها الإسلام والمسلمون في هذه الأرض!
انتهز الأعداء الفوضى التي جرت بعد تولي السلطان الجديد سليمان الثاني حيث تمرد الجند وقتلوا الصدر الأعظم سياوس باشا وسَبَوا نساءه، فتقدم الأعداء في أملاك الدولة العثمانية, فأخذت النمسا كثيرًا من المواقع والمدن، ومنها بلغراد، كما أخذت البندقية سواحل دالماسيا (السواحل الشرقية لبحر الأدرياتيك) وبعض المواطن في بلاد اليونان وتوالت الهزائم.
بعد أن تتالت الهزائم على الدولة العثمانية بفترة الصدر الأعظم مصطفى باشا، تم عزله وتولية مصطفى بن محمد كوبريلي مكانه، فكان كأبيه وأخيه من قبل، فسمح للنصارى في إستانبول ببناء ما تهدم من كنائسهم، وأحسن إليهم وعاقب بأشد العقاب كل من عرض لهم في إقامة شعائر دينهم، حتى استمال جميع نصارى الدولة، وكانت نتيجة معاملة النصارى الأرثوذكس بالعدل أن ثار أهالي مورة الأورام على البنادقة الكاثوليك، وطردوا جيشها من بلادهم بسبب اضطهادهم وإجبارهم على المذهب الكاثوليكي، ودخلوا في حماية الدولة العثمانية مختارين طائعين؛ لعدم تعرضها لديانتهم مطلقًا، ثم اتجه مصطفى كوبريلي نحو النمسا، فاستعاد بعض المواقع التي أُخذت مثل بلغراد، كما أخضع القائد القرمي سليم كراي ثوارَ الصرب، وفي الوقت نفسه أعاد تيكلي المجري إقليم ترانسلفانيا إلى الدولة العثمانية، وبهذا استعاد العثمانيون شيئًا من هيبتهم.
رفع القائد البندقي الشهير موروسيني حصاره عن جزيرة "آغري بوز" الخاضعة للحكم العثماني بعد 106 يومًا من الحصار والقتال الشرس، وقُتل خلال ذلك 23 ألفًا من البنادقة، وقد أطلق البنادقة على القلعة 182 ألف طلقة مدفعية، لكن القلعة ظلت صامدة