الموسوعة التاريخية


العام الهجري : 1269 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1853
تفاصيل الحدث:

وقَّع الفرنسيون معاهدةَ المقطع مع الأمير عبد القادر الجزائري، وجاءت هذه المعاهدةُ بعد هزيمتهم أمامَه تحت قيادةِ الحاكمِ الفرنسي "تيرزيل".

العام الهجري : 1270 العام الميلادي : 1853
تفاصيل الحدث:

حصل خِلافٌ بين أهل عُنيزة وأميرهم جلوي بن تركي، فأخرجوه منها ونزل بُرَيدة وكاتَبَ أخاه الإمام فيصلًا، وأخبره بالأمر، وكتب أهلُ عنيزة إلى الإمام فيصل ينتَقِدون شِدَّةَ وطأة الأمير جَلَوي عليهم، وعدم مراعاته لذوي المقامات منهم، وتكليفهم بأمورٍ ليست من مقامهم، وأنه يتعمَّدُ اضطهاد الأعيان وإذلالَهم مِمَّا لم يسَعْهم الصبر عليه، وإنهم اختاروا له العزلةَ إلى أن يأتي أمرُه بإرسال من يَخلفُه، ولكنه فارق البلاد، ونحن لم نخرُج عن الطاعة، وما زلنا بالسمع والطاعة. ولكِنَّ الإمام أرجع الرسولَ ورسالتَه لم يقرأها، وكأنَّ عبد الله الفيصل قد أخذ يتدخَّلُ في الأمور، وكان يميلُ إلى الشدة في التعامُل معهم، فصَمَّم على حربهم، فلما كان في شهر ذي الحجة من هذه السنة خرج عبد الله ومعه غزوُ الرياض، والخرج، والجنوب، والمحمل، وسدير، والوشم، فأغار على وادي عُنيزة، فخرج إليه أهلُ عنيزة وحصل بينهم قتالٌ شديدٌ قُتِلَ فيه سعد بن محمد بن سويلم، أمير ثادق، فرحل عبد الله الفيصل ونزل العوشرية. ثم رحل ونزل روضةَ العربيين، ثم ركب الأميرُ عبد الله اليحيى السليم إلى الإمام فيصل وبسَطَ له الأمر، وقال: إنَّنا لا نزال على السمعِ والطاعة ولا نحتاجُ إلى تجريد الجيوشِ وأمرُك نافذ، فرَضِيَ عنهم، وكتب لابنِه عبد الله أن يرجِعَ مع عمه جلوي إلى الرياض، فرجعوا دون أن تكون مصادمةٌ غير الأولى، وبهذا رجع آل سليم إلى إمارة بلدِهم ولم يوجِدوا هذه الحركةَ إلَّا لهذا القصد؛ لأنهم خشُوا أن يطول الأمر فتكونَ عُنيزة مركزًا لإمارة القصيم من قِبَلِ الحاكم بدلًا من بُرَيدة فتضيعَ إمارتُهم بذلك.

العام الهجري : 1270 العام الميلادي : 1853
تفاصيل الحدث:

تولَّى محمد سعيد باشا بن محمَّد علي باشا حُكمَ مِصرَ خلفًا لابن أخيه عباس الأول، وهو الرابِعُ من أسرة محمد علي باشا الذين تولَّوا الحكم. وتميَّز عَهدُه بعدد من الإجراءات الإصلاحية التي وقفت إلى جانبِ الفلاحِ المصري، وأبرَزُ أعمالِه حفرُ قناةِ السويس.

العام الهجري : 1270 العام الميلادي : 1853
تفاصيل الحدث:

بعد وفاة عيسى بن محمد السعدون سنة 1259هـ تولَّى بعده أخوه بندر فأخذ نحوًا من ثلاث سنين من ولايتِه وحكَمَهم في ابتداءٍ مِن الخلل، ثم مات ووَلِيَ بعده أخوه فهد، فلم تطُلْ مُدَّتُه، فقد مات قبل أن يتِمَّ سنة في رئاستِه, ثم مرج حكمُ المنتفق بعده، فتارةً في أولاد راشد السعدون، وتارةً في أولاد عقيل السعدون، وتارة في ولد عيسى السعدون، يتحاربون ويتقاتلون بينهم، حتى هلك منهم أممٌ؛ يأخذ الواحِدُ منهم مدة قليلة، ثم يأتيه المحارِبُ له فيُخرِجُه، فيشيخ مكانَه، ثم يذهب المُخرَجُ فيجمَعُ له قوة ويزيد الحُكَّام خراجًا، فيُظهِرون معه عسكرًا فيأتي صاحِبَه ويُخرِجُه. ودام ذلك بينهم إلى هذه السنة وأمرُهم في مروج، والثابتُ المستقِرُّ في الحكم هذا العام هم ولد راشد بن ثامر السعدون.

العام الهجري : 1270 العام الميلادي : 1853
تفاصيل الحدث:

ظلَّ الأمير عبد القادر الجزائري في سجون فرنسا يعاني من الإهانة والتضييق حتى عام 1852م، ثم استدعاه نابليون الثالث بعد تولِّيه الحكم، حيث وافق له أن يرحل إلى الشرق براتبٍ من الحكومة الفرنسية. توقَّف الجزائري في استانبول حيث السلطانُ عبد المجيد الأول، والتقى فيها بسفراءِ الدول الأجنبية، ثم استقَرَّ به المقام في دمشق منذ عام 1856م وفيها أخذَ مكانه بين الوُجَهاء والعلماء، وقام بالتدريسِ في المسجد الأموي، كما قام بالتدريس قبل ذلك في المدرسةِ الأشرفية، وفي المدرسة الحقيقية، وفي عام 1276هـ /1860 م تحرَّكت شرارة الفتنة بين المسلمين والنصارى في الشام، فكان للأمير دورٌ فعَّال في حماية أكثر من 15 ألف نصراني؛ إذ استضافهم في منازِلِه.

العام الهجري : 1270 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1853
تفاصيل الحدث:

أعلنت الدَّولةُ العثمانيةُ الحَربَ على روسيا في 1 محرَّم من هذه السنة، وأرسلت قِسمًا من أسطولها البحري إلى ميناء "سينوب" على البحر الأسود، وكان يتألَّفُ من ثلاث عشرة قطعة بحَرية بقيادة "عثمان باشا"، ثم وصلت إلى الميناء بعضُ القطع البحرية الروسية في 18 محرم من هذه السنة بقيادة "ناخيموف" قائد الأسطولِ الروسي؛ لتكشِفَ مواقع الأسطول العثماني، وتَعرِف مدى قوَّتِه، وظلَّت رابضةً خارج الميناء، محاصرةً للسفن العثمانية، وأرسل ناخيموف إلى دولتِه لإمداده بمزيدٍ مِن القطع البحرية، فلما حضرت جعَلَ أربعًا من سفُنِه الحربية خارجَ الميناء؛ لتقطع خطَّ الرجعة على السفن العثمانية إذا هي حاولت الهرَبَ. ولما توقَّع "عثمان باشا" غَدْرَ الأسطول الروسي، أمَرَ قواده وجنوده بالاستعدادِ والصبر عند القتال، على الرغم من تعهُّدِ نيقولا قيصر روسيا ووعْدِه بعدم ضرب القوات العثمانية إلَّا إذا بدأت هي بالقتال، لكِنَّ القيصر حنث في وعده؛ إذ أطلقت السفنُ الروسية النيرانَ على القطع البحرية العثمانية التي كانت قليلةَ العدد وضئيلةَ الحَجمِ إذا ما قُورِنَت بالسفن الروسية، وذلك في 28 صفر من هذا العام، وأسفرت المعركةُ عن تدمير سفن الدولة العثمانية، وقَتْل أكثر بحارتها. وقد أثار هذا العمَلُ غَضَبَ فرنسا وإنجلترا، فقررتا الدخولَ في حَربٍ ضِدَّ القيصر الروسي إلى جانب السلطان العثماني، واستمَرَّت نحو عامين، وهي الحربُ المعروفةُ بـ"حرب القرم".

العام الهجري : 1270 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1854
تفاصيل الحدث:

تعرَّض الجيشُ الروسي لهزيمةٍ قاسية في معركة جاتانا في رومانيا من الجيشِ العثماني، وبذلك فَشِلَ الروس في طردِ العثمانيين من رومانيا، والذي كان هدفًا رئيسيًّا من أهداف تلك المعركةِ.

العام الهجري : 1270 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1854
تفاصيل الحدث:

عقدت كلٌّ من الدولة العثمانية وإنجلترا وفرنسا "معاهدة استانبول"، والتي نصَّت على ألَّا تَعقِدَ أيُّ دولة منهم أي صلح منفرد مع روسيا، وأن تكوِّنَ الدولُ الثلاث جيشًا واحدًا في حرب أيٍّ منهم ضِدَّ روسيا.

العام الهجري : 1270 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1854
تفاصيل الحدث:

أعلنت كلٌّ من فرنسا وإنجلترا بصفةٍ رسمية الحربَ على روسيا؛ وذلك تنفيذًا لمعاهدة استانبول التي وقَّعَتْها الدولتان مع الدولة العثمانية، والتي تقضي بتكوينِ جيشٍ واحد من كلٍّ مِن تركيا وفرنسا وإنجلترا بهدفِ حربِ روسيا.

العام الهجري : 1270 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1854
تفاصيل الحدث:

انتصر الجيشُ العثماني بقيادة عمر باشا على الجيشِ الروسي في معركة "قالافات" في رومانيا، وطارد الجيشُ العثماني الروسَ مسافة 80 كم.

العام الهجري : 1270 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1854
تفاصيل الحدث:

بعد أن تولى محمد سعيد باشا حُكمَ مِصرَ في 14 يوليو 1854م تمكن فرديناند دي لسبس المهندس الفرنسي -الذي كان مقرَّبًا من سعيد باشا- من الحصول على فرمان عقدِ امتياز قناة السويس الأوَّل، وكان مكوَّنًا من 12 بندًا، كان من أهمها حفر قناة تصِلُ بين البحرين، ومدة الامتياز 99 عامًا من تاريخ فَتحِ القناة، واعترضت إنجلترا بشدَّةٍ على هذا المشروع خوفًا على مصالحِها في الهند. قام دي لسبس برفقة لينان دي بلفون بك وموجل بك كبيرَي مهندسِي الحكومةِ المصريةِ بزيارةِ منطقةِ برزخ السويس في 10 يناير 1855 لبيانِ جدوى حفرِ القناة، وأصدر المهندسان تقريرَهما في 20 مارس 1855 والذي أثبت سهولةَ إنشاءِ قناة تصل بين البحرين. وقام دي لسبس بتشكيلِ لجنة هندسيةٍ دوليةٍ لدراسة تقريرِ المهندسين وزاروا منطقةَ برزخ السويس وبورسعيد وصدر تقريرُهم في ديسمبر 1855م وأكَّدوا إمكانية شق القناة وأنَّه لا خوفَ مِن منسوب المياه؛ لأنَّ البحرين متساويَينِ في المنسوب، وأنه لا خوف من طمي النيل لأن بورسعيد شاطئها رملي. وفي 5 يناير 1856م صدرت وثيقتان هما عقدُ الامتياز الثاني وقانون الشركة الأساسي، وكان من أهمِّ بنودِه قيام الشركة بكافة أعمال الحَفرِ وإنشاء ترعة للمياه العذبة تتفَرَّعُ عند وصولها إلى بحيرة التمساح شمالًا لبورسعيد وجنوبًا للسويس، وأنَّ حجم العمالة المصرية أربعة أخماس العمالةِ الكلية المستخدَمة في الحفر. وفي الفترة من 5 إلى 30 نوفمبر 1858م تم الاكتتابُ في أسهم شركة قناة السويس وبلغ عددُ الأسهُم المطروحة للاكتتاب 400 ألف سهم بقيمة 500 فرنك للسَّهمِ الواحد، وتمكن دي لسبس بعدها من تأسيسِ الشركة وتكوين مجلسِ إدارتِها.

العام الهجري : 1270 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 1854
تفاصيل الحدث:

تعرَّض الجيشُ الروسي لهزيمةٍ قوية من الجيش العثماني بقيادة القائد العثماني عمر باشا، وذلك في معركة "يركوي" قربَ رومانيا، وخَسِرَ الروس في هذه المعركةِ 6 آلاف جندي.

العام الهجري : 1270 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 1854
تفاصيل الحدث:

أنزلت كلٌّ من فرنسا وإنجلترا عددًا كبيرًا من قواتهما العسكرية في شبه جزيرة القرم الواقعة حاليًّا في أوكرانيا؛ وذلك لمساندة الدولة العثمانية في حربها ضد روسيا، تنفيذًا لمعاهدة استانبول الموقَّعة في جمادى الآخرة من هذه السنة.

العام الهجري : 1270 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1854
تفاصيل الحدث:

هو الشيخُ المفسِّر أبو الثناء شهاب الدين محمود بن عبد الله الألوسي الحسيني البغدادي صاحِبُ التفسير المعجب المسمى (روح المعاني)، أحد علماء القرن 13 الهجري، وهو مفتي بغداد، وخاتِمةُ المحقِّقين من أعلام المشرق، ولِدَ ببغداد سنة 1217 وتعلم بها وتوفِّيَ فيها، جلس للتدريس وأقبل عليه الطلاب من كلِّ مكان، وترك مؤلفات كثيرة أهمها: التفسير المعروف بروح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني. قال عنه صاحب فهرس الفهارس: "خدم العِلمَ في القرن المنصرم خدمةً تُذكَر ولا تُكفَر، له من الرحلات: نشوةُ الشمول في السَّفَر إلى استامبول، وكتاب نزهة الألباب في الذهاب والإقامة والإياب، تعرَّض فيها لذكر أشياخِه وما قرأه عليهم وما أخذ منهم، وله أيضًا غرائب الاغتراب ونزهة الألباب، وله نشوة المدام في العود إلى دار السلام. في هذه الرحلات الثلاثة تفصيل رحلته إلى الأستانة ومن لقِيَ في ذهابه وإيابه من رجال العلم والأدب، لا سيما شيخ الإسلام عارف حكمت بك، وما جرى بينهما من المباحثة. وله مجلدٌ نفيس في ترجمة شيخ الإسلام بالمملكة العثمانية عارف حكمت بك "، قال عنه الزركلي: "مفسِّر، محدث، أديب، من المجدِّدين، من أهل بغداد، مولده ووفاته فيها. تقلَّد الإفتاء ببلده سنة 1248هـ، ثم عزل عنه، فانقطع للعلم. ثم سافر سنة 1262هـ إلى الموصل فالأستانة، ومرَّ بماردين وسيواس، فغاب 21 شهرًا وأكرمه السلطانُ عبد المجيد الأول. وعاد إلى بغداد يدوِّنُ رحلاته ويكمِلُ ما كان قد بدأ به من مصنَّفاتِه، فاستمَرَّ الى أن توفِّيَ".

العام الهجري : 1270 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1854
تفاصيل الحدث:

تعرَّض الجيش الروسي لهزيمةٍ كبيرة في معركة "ألما" من قواتِ فرنسا وإنجلترا والدولة العثمانية، وخَسِرَ الروس في هذه المعركة 7 آلاف قتيل.

العام الهجري : 1271 العام الميلادي : 1854
تفاصيل الحدث:

كان الفرنسيون أصحابَ الحَقِّ في حماية النصارى في بيتِ المقدِسِ، ثمَّ استطاع الروسُ الحصولَ على هذا الحَقِّ أيام نابليون بونابرت، فلمَّا رجعت الدولةُ الفرنسية وأرادت إعادةَ حَقِّها اصطدمت مع روسيا، فكانت الدَّولة العثمانية قد ألَّفت لجنةً مِن رجال الكنائِسِ على اختلافِ مذاهِبِهم فأيَّدوا فرنسا فهدَّد الروسُ بالحربِ وأرادوا إعادةَ معاهدة خونكار أسكله سي، وحاولت الاستعانةَ بإنكلترا وفرنسا اللتين رفضتا ذلك، وألغى السلطانُ عبد المجيد الأول امتيازَ الروس بحماية النصارى في الدولة العثمانية، وأعاد إلى الصدارةِ العظمى مصطفى رشيد باشا المعروف بعدائِه للروس، فقامت روسيا باحتلالِ الأفلاق والبغدان، وقامت الحرب بين الروس والعثمانيين ولكِنَّ إنكلترا وفرنسا حاولتا التوسُّطَ، ولكن لم تنفَعْ كلُّ محاولات الصلح فوقفَتَا بجانب الدولة العثمانية خوفًا على مصالحهما فعقدتا اتفاقًا لمساعدة العثمانيين ومَنْع الروس من احتلال أيِّ جزء من الأراضي العثمانية، فأوقَفوا الهجومَ الروسي في بلاد القرم عند نهر ألما، فاضطرت روسيا إلى الرجوعِ عن بعض المناطق التي احتلَّتْها لَمَّا رأت الإمداداتِ تتوالى على الدولةِ العثمانية، وعُقِدت بعدها معاهدةُ باريس.

العام الهجري : 1271 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1855
تفاصيل الحدث:

خَسِرَ الروس 20 ألف قتيل في هجومِ جَيشِ الاتفاق الفرنسي الإنجليزي العثماني على قلعة "سيفاستوبول"- الواقعة حاليًّا في أوكرانيا- وذلك في أثناء "حرب القرم" بين الدولة العثمانية وحلفائِها من جهة، وبين روسيا من جهةٍ أخرى.

العام الهجري : 1271 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1855
تفاصيل الحدث:

قامت الدولةُ العثمانية لأوَّلِ مرة في تاريخها بالاستدانة من الخارج؛ حيث حصَلَت على قرض مقداره 5 ملايين قطعة ذهبية بفائدة 5% من إنجلترا؛ وذلك لتغطية نفقات حَربِها ضِدَّ روسيا.

العام الهجري : 1272 العام الميلادي : 1855
تفاصيل الحدث:

انتقلت قيادةُ الثورة في داغستان ضِدَّ الروس إلى الشيخ الإمام شامل بن دنكاو الداغستاني، وكان قد صَحِبَ منذ صغره الشيخَ المجاهد محمد الكمراوي قائدَ الثورة الأول في رحلته العلمية، وعكف معه على العلم والعبادة، والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، حتى قامت الثورةُ المباركة وكان الإمامُ شامل الذراعَ الأيمن لمحمد الكمراوي، وقائد جيوشه وشريكه في الأمور حتى ليلة استشهاده، ثم اشترك مع القائد الثاني حمزة بك علي حتى استشهاده أيضًا، فأجمع الناسُ على تولية الشيخ الإمام شامل قيادة الثورة، ومن يومها أصبح اسمُه الإمام شامل. حمل على عاتقِه إحياءَ الدين الإسلامي ونَشْر العلم، وتطبيق الشريعة، وإقامة العدل، وتطهير المجتمع من الآثار المرذولة التي خَلَّفها الاحتلال الروسي للبلاد، وجاءت خطواتُ الإمام شامل لتحقيقِ هذا الهدف بالقضاء على المنافقين؛ حيث قام بتطهير المجتمَعِ الداغستاني من العُملاء والموالين للاحتلال الروسي، ثم ضَمَّ الشيشان مع داغستان؛ حيث لم يكن هدفُ الإمام شامل تحرير داغستان فقط من الاحتلال الروسي، بل كان يهدفُ لتطهير منطقة القوقاز بأسْرِها من الروس، واستعادة الحُكم الإسلامي عليها مرةً أخرى؛ لذلك عَمِلَ الإمامُ شامل على توسيعِ قاعدة الدولة الإسلامية، فانتقل بالثورةِ إلى الشيشان، وصار قوة كبيرة يُخشى بأسُها، وأنزلت هذه القوةُ العديدَ من الهزائمِ المدوِّية على الجيش الروسي، خاصةً في معركة ويدانو سنة 1251هـ التي قُتِل فيها ستة آلاف صليبي روسي، ولقد انضمَّ للإمام شامل مجموعةٌ من العلماء العاملين المجاهدين المخلِصين، كما انضم له الكثيرُ مِن الشيشان، وانضَمَّ له من قبائل الشركس واللاز والأبخاز وغيرهم من أهل منطقة القوقاز، وبَقُوا يقاتِلون معه.

العام الهجري : 1272 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1855
تفاصيل الحدث:

انتصر القائدُ العثماني عمر باشا على الجيشِ الروسي في معركة "أنجير"، أثناءَ الحرب الروسية العثمانية المسمَّاة "حرب القرم".