الموسوعة التاريخية


العام الهجري : 1116 العام الميلادي : 1704
تفاصيل الحدث:

جهز إبراهيم الشريف باي تونس مراكب صغارًا للغزو في سبيل الله، فغَنِمت إحداها غنيمةً بها ثلاثون نصرانيًّا وعدة صناديق بها أموال جزيلة، فدخلوا طرابلس فأحضرها خليل باي الجزائر بين يديه واغتصب منها أحد عشر نصرانيًّا واحتاط على الأموال بأسرها، فلم يُبقِ منها ولم يذرْ، واغتصب عدة صناديق بها آلات حرب وطردهم، فلما علم بذلك إبراهيم الشريف ورأى تجرؤَ خليل جمع جموعه ونصب ديوانًا في شأن تعدي خليل، فكان اتفاق الديوان على المدافعة والذب عن المال، فتجهز إبراهيم الشريف للخروج على طرابلس لمقاتلة خليل باي، فقدم قهواجي عثمان من الجزائر يحرضه على النهوض لطرابلس، وأرسل عساكر الجزائر مركبين لإبراهيم الشريف يطلبون منه الميرة؛ لقحط بلادهم تلك السنة، فتعلل إبراهيم الشريف باشتغاله بالسفر وعدم حصول الذخيرة، وأرسل لهم مائتي قنطار بشماطا، فلما جاءهم ذلك جمعوا ديوانًا، وقال حاكمهم: ألا ترون إلى إبراهيم الشريف يعطي القمح للنصارى ويمنع المسلمين، فما يريد إلا توهين عساكر الجزائر ليتقوى عليها، فخرج إبراهيم الشريف إلى طرابلس في العشر الأواخر من جمادى الآخرة من هذه السنة، فالتقى الجمعان في الثاني عشر من شعبان, فلم تكن إلا ساعة وانهزم خليل باي وأُخِذ منه مِدفَعا نحاس وثماني رايات وبغلان محملان مالًا، ومات من قوم خليل أزيد من ألف نفس وأُسر منه مثلُها، وفر خليل هاربًا فتبعته خيول إبراهيم الشريف فتنكر ودخل المدينة خائفًا من قومه حيث أوردهم هذه الموارد وما فعل بأهاليهم، ومكث إبراهيم محاصرًا لهم فضايق البلد أشدَّ مضايقة فطلبوا العفوَ وبذلوا المال، فأبى وامتنع، فتجدَّدت الحرب بين الفريقين ولم يزل متماديًا حتى قام الطاعون في المحلة ومات منها خلق كثير وفرَّ عنه العرب.

العام الهجري : 1117 العام الميلادي : 1705
تفاصيل الحدث:

هو إبراهيم الشريف أحد بايات وولاة تونس من الأسرة المرادية، تولى الحكم من عام 1702 حتى 1705 وهي الفترة المتأزمة التي تلت نهاية حكم المراديين وبداية حكم الحسينيين على يد حسين بن علي. كان أمير جند البايات المراديين بتونس وآغا الصبايحية. قتل مراد باي الثالث عام 1702م بأمر من العثمانيين كما قضى على كافة أبناء وأحفاد حمودة باشا، منهيًا بذلك فترة حكم المراديين بتونس. عيَّنه جند الصبايحية بايا، ثم عُيِّن باشا من قبل السلطان العثماني، ثم صار دايا، فشغل بذلك كافة المناصب على رأس الإيالة التونسية، ولكنه فشل في استعادة النظام نظرًا لأعمال الشغب والاضطرابات التي قامت منذ رحيل آخر البايات المراديين. عُزل إبراهيم الشريف من الحكم ثم أُسِر بعد هجوم جزائري على تونس, بعد أن حكم تونس ثلاث سنوات باسم العثمانيين، ومات بعد إطلاقه من الأسر خلال هذه السنة.

العام الهجري : 1117 العام الميلادي : 1705
تفاصيل الحدث:

بعد عزل باي تونس إبراهيم الشريف اجتمع أهل الحل والعقد من العلماء وأكابر العسكر بتونس، فنصبوا ديوانًا لتولية من يصلح للقيام بأمر الخلق، فلم يجدوا أصلح من حسين باي بن علي الحسيني، فجددوا بيعته وأبقوه على ما هو عليه من ولايته؛ لِما يعلمون من شفقته وعطفه وحسن عهده وسلامة صدره من المكر والحقد والغدر، ولِما جبله الله عليه من اللين والرفق وحسن التدبير والسياسة، ففرح الخلقُ عامة من أهل تونس وأوطانها وعجمها وعربها وبلدانها بتوليته، وسُقِط في يد أهل الفساد ما كانوا يتمنون، وازداد أهل الخير فرحًا به؛ لِما كانوا منه يرتقبون، وكان عفيف البطن من المسكرات، والفرج من الفواحش والمنكرات، فاستقامت أحواله وانتظمت آماله، وسَعِدت رعيته بسعده، ودافع عنهم بجِدِّه وجهده، وبتوليه انتهى عهد المراديين في تونس، وبدأ عهد البايات الحسينيين، والذي استمر إلى عهد الاستعمار الحديث وتمكين الحبيب أبي رقيبة من رئاسة تونس.

العام الهجري : 1118 العام الميلادي : 1706
تفاصيل الحدث:

هو المقرئ الفقيه المالكي الأشعري الصوفي: أبو الحسن علي بن محمد النوري الصفاقسي، صاحب كتاب "غيث النفع في القراءات السبع" ولد بصفاقس سنة 1053 ونشأ بها، ورحل إلى تونس فأخذ عن أهلها، ثم رحل إلى مصر فكمل بها علومه، ثم عاد إلى مسقط رأسه وانقطع لبثِّ العلم والإرشاد. كان يأكل من كسبه فيتَّجِر ويشتغل بالقماش يتعيش منه طلبًا للحلال وتوكُّلًا على الله، ولا يأخذ عن تعليمه شيئًا. كان الشيخ النوري يدعو إلى جهاد قراصنة مالطة -فرسان القديس يوحنا- فعندما صار الناس يشكون بصفاقس من عدوانهم على سواحلهم، ينهبون السفن الراسية ويخطفون الغافلين الآمنين من البحارة، ومن يقدرون على الوصول إليه من الناس، دعا إلى الجهاد في سبيل الله تعالى، وتشاور مع أهل الفضلِ من أهل صفاقس في إنشاء سفن لهذا الغرض، فوافقه أكثرُ الناس على ذلك، وقام بجمع المال لإنشاء السفن، وأنفق هو من ماله الشيء الكثير، وأصدر فتوى بوجوب الجهاد لرد هذا العدوان، واعتبره واجبًا عينيًّا على كل مكلَّف. وقام بتنظيم شؤون المجاهدين بنفسه, وجعل لهم مقدَّمًا يأتمرون بأمره ويصلِّي بهم إمامًا, وهو تلميذه الشيخ أبو عبد الله قوبعة، فانقطع اعتداء الكفار وغنم المجاهدون منهم خيرًا كثيرًا، ويعتبر النوري هو الجد الأكبر ومؤسس عائلة النوري بصفاقس ومِن عَقِبه الشيخ محمود النوري الصفاقسي التونسي المصري.

العام الهجري : 1118 العام الميلادي : 1706
تفاصيل الحدث:

هو العلامة الأديب المحدِّث الخطيب النوازلي المسنِد أبو الوليد عبد الملك بن محمد التاجموعتي، قاضي سجلماسة، كان خطيباً حاد اللسان عالِمًا بالحديث عارفًا بالمخاطبات السلطانية، ينظِم الشعر، له فهرسة نسبها له تلميذه الشيخ المسناوي في إجازته لابن عاشر الحافي السلوي، وحج وجاور هناك سنوات، ودرَّس وألف بالحرمين الشريفين، وأجازه الحافظ البابلي والزرقاتي والخرشي وعمر الفكروني السوسي. كان إمامًا محدِّثًا، وكان له وجاهة عند السلطان في الهيبة وتوقير يناسِبُ منصب العلم، يصدع له بالحق في مَواطنه. له من التصانيف في السنَّة وعلومها رسالة في العلم النبوي سماها "ملاك الطلب في جواب أستاذ حلب".

العام الهجري : 1119 العام الميلادي : 1707
تفاصيل الحدث:

اشترك عتوب الزبارة (آل خليفة) في قطر مع عتوب الكويت (أُسرة الصباح) في الحرب ضد عرب بني كعب، وهي من القبائل العربية القاطنة في الشاطئ الفارسي للخليج العربي. وكانت العلاقة بين آل خليفة وأسرة الصباح تقوم على أساس الصداقة والتعاون، وبخاصة في المجالات العسكرية والتجارية.

العام الهجري : 1120 العام الميلادي : 1708
تفاصيل الحدث:

نجح الأتراك في استعادة مدينة وهران من أيدي النصارى الأسبان الذين أخذوها سنة 1114هـ فنكبوا أهلها، فكانوا ما بين أسير وقتيل إلى أن أعادها الله عز وجل للإسلام والمسلمين على يد الأتراك هذه السنة.

العام الهجري : 1121 العام الميلادي : 1709
تفاصيل الحدث:

كان موسى بن ربيعة بن وطبان بن ربيعة بن مرخان بن إبراهيم أميرًا للدرعية إلى أن خلعه أهلُ الدرعية، فتوجَّه إلى العيينة وتولى الإمارة مكانَه ابنُ عمه سعود الأول بن محمد بن مقرن بن مرخان بن إبراهيم الذي يلتقي مع موسى في جدهما مرخان بن إبراهيم.

العام الهجري : 1122 العام الميلادي : 1710
تفاصيل الحدث:

هو الفقيه العلامة الإمام محدث الديار المصرية أبو عبد الله محمد بن عبد الباقي بن يوسف الأزهري، المالكي الناسك النحرير الشهير بالزرقاني نسبة إلى زرقان من قرى المنوفية، المصري الأزهري خاتِمة الحفاظ والمحدِّثين. ولد سنة 1055. كان شغوفًا بالعلم والعلماء منذ صِغَر سنه. أخذ عن والده وعن النور علي الشبراملسي. له مصنفات منها: شرح الزرقاني على موطأ الإمام مالك، ومختصر المقاصد الحسنة في بيان الأحاديث المشتهرة على الألسنة، والأسئلة المحيرة حول الدنيا والآخرة، وغيرها.

العام الهجري : 1123 العام الميلادي : 1711
تفاصيل الحدث:

لَمَّا دخلت الدَّولةُ العُثمانيةُ في عِدَّةِ حُروبٍ في آنٍ واحدٍ مع الروسِ واليونانيِّين والبلغار والرومان والأرمن واليوغسلاف، أصبحت عاجزةً عن حمايةِ ولاياتِها وفَرْضِ النظامِ والتحَكُّمِ في الولاةِ الذين صاروا يَنصِبون ويَعزِلون حسَبَ نزواتِ الجُندِ في جوٍّ مشحون بالمؤامراتِ والعُنفِ. وفي كثيرٍ مِن الأحيان لم يبقَ الوالي في منصِبِه أكثَرَ مِن عام واحد، حتى إنه في الفترة ما بين سنة (1672 م-1711 م) تولى الحُكمَ أربعة وعشرون واليًا في ليبيا! ولقد مرَّت ليبيا بأوقاتٍ عصيبة عانى الليبيُّون فيها الويلاتِ نتيجةً لاضطراب الأمنِ وعدم الاستقرار، وفي هذه السَّنةِ قاد أحمد القره مانلي ثورةً شعبيةً أطاحت بالوالي العثماني، وكان أحمدُ هذا ضابطًا في الجيش العثماني، فقَرَّر تخليصَ ليبيا من الحكَّامِ الفاسدين ووضْعَ حدٍّ للفوضى، ولَمَّا كان شعب ليبيا قد ضاق ذَرعًا بالحُكمِ الصارمِ المستَبِدِّ، فقد رحَّب بأحمد القره مانلي الذي تعهَّد بحُكمٍ أفضَلَ، وقد وافق السلطانُ على تعيينه باشا على ليبيا، ومنحه قدرًا كبيرًا مِن الحُكمِ الذاتي، ولكِنَّ القره مانليين كانوا يعتبرون حتى الشؤون الخارجيَّة من اختصاصاتِهم.

العام الهجري : 1123 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1711
تفاصيل الحدث:

بعد أن تولى بلطجي محمد باشا الصدارة العظمى أعلن الحرب ضد روسيا وقاد الجيوش، فتمكن من حصار القيصر ومعه خليلته كاترينا الأولى، ومعه قرابة 200 ألف جندي، ولكن كاترينا التي قامت بإغراء الصدر الأعظم بالمال استطاعت أن تفكَّ الحصار، فنجا القيصرُ ومن معه من الإبادة أو الأسر، ووقعت معاهدة (فلكزن) في جمادى الآخرة من هذا العام بين الطرفين, تعهد فيها القيصر بعدم التدخل في شؤون القوزاق والتخلي عن ميناء آزوف.

العام الهجري : 1125 العام الميلادي : 1713
تفاصيل الحدث:

بعد توقيع المعاهدة فلكزن سنة 1123هـ بين الروس والعثمانيين والتي كانت السبب في عزل الصدر الأعظم بلطجي محمد باشا بجهود خان القرم ودعم ملك السويد، ونفيه إلى جزيرة لمنوس في بحر إيجة، وتولي يوسف باشا المنصب؛ قام بعقد معاهدةٍ جديدة مع روسيا تنصُّ على هدنة بين الطرفين مدتها خمس وعشرون سنة، غير أن الحرب كادت تتجدَّد لإخلال القيصر بالشروط، فرأت هولندا وإنجلترا أن مصلحتها إيقاف الحرب؛ ولذلك تدخلتا، ووُقِّعت معاهدة أدرنة في هذه السنة, وتنازلت فيها روسيا عن كل ما استولت عليه من سواحل البحر الأسود، ولكنها تخلت في الوقت نفسه عما كانت تدفعه إلى حكام القرم.

العام الهجري : 1125 العام الميلادي : 1713
تفاصيل الحدث:

أصبح أحمد القرة مانلي الداي والباشا معًا في ليبيا لصالح العثمانيين، وأسس الأسرة القرة مانلي التي حكمت طرابلس وفزان أكثر من مائة سنة، فقضى أحمد القرة مانلي مدعومًا من الانكشارية والسكان المحليين على مقاومة كبار الضباط والموظفين الأتراك؛ إذ دعاهم إلى الاجتماع وذبح ثلاثمائة شخص منهم، وفشلت الحملة العسكرية التي وُجِّهت ضده من قِبَل الدولة العثمانية.

العام الهجري : 1126 العام الميلادي : 1714
تفاصيل الحدث:

انتصر العثمانيون على البنادقة وأخذوا منهم ما بقي بأيديهم من جزيرة كريت وبعض الجزر الأخرى، فاستنجد البنادقة بالنمسا التي ارتاحت من الحروب بينها وبين فرنسا، فطلب إمبراطور النمسا من الدولة العثمانية إرجاعَ ما أُخذ من البنادقة إليهم، فرفضت الدولة العثمانية وقامت الحرب من جديد بين الطرفين وانتصرت النمسا وقُتِل الصدر الأعظم علي باشا.

العام الهجري : 1128 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1716
تفاصيل الحدث:

تمكَّن القائد الألماني الشهير " أوجين" من هزيمة الجيش العثماني في معركة بترفارادين، وكان سبب هزيمة العثمانيين هو تشتُّت الجيش العثماني بعد مقتل قائده الوزير تورك أحمد بك حاكم الأناضول.

العام الهجري : 1128 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1716
تفاصيل الحدث:

تمكَّن الأمير الألماني أوجين من الاستيلاء على قلعة "تامشوار" التي كانت خاضعة للعثمانيين، وهي مدينة مجرية، وتسببت سيطرة الألمان على هذه القلعة في انقطاع صلة العثمانيين بالمجر.

العام الهجري : 1129 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1717
تفاصيل الحدث:

سيطر الأمير الألماني أوجين على مدينة بلغراد من الدولة العثمانية بعد 42 يومًا من الحصار، وقد سقط من العثمانيين 20 ألفًا قُتِلوا أثناء محاولة فك الحصار عن المدينة، ودام الاحتلالُ الألماني لبلغراد 22 عامًا.

العام الهجري : 1130 العام الميلادي : 1717
تفاصيل الحدث:

بعد أن انتصرت النمسا على العثمانيين وجاء الصدر الأعظم الجديد خليل باشا الذي جاء مددًا للعثمانيين، فهُزم أيضًا أمام النمسا وسقطت بلغراد عام 1129هـ ثم جرى الصلح، ووقعت معاهدة بساروفتس بجهود إنكلترا، فأخذت بموجبها النمسا مدينة بلغراد وأكثر بلاد الصرب وجزءًا من الأفلاق، ولكن تبقى سواحل دالماسيا للبندقية، وترجع بلاد المورة للعثمانيين.

العام الهجري : 1130 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1718
تفاصيل الحدث:

بدأت مساعي الصلح بين الدولة العثمانية وكل من النمسا والبندقية بعد (12) يومًا من صدارة إبراهيم باشا- أي من بدء توليه رئاسة الوزراء- وانتهت هذه المساعي بتوقيع معاهدة وصلح "بساروفيتش" في 22 شعبان من هذه السنة، وقد تكونت هذه المعاهدة من (20) مادة خاصة بالنمسا، و(26) مادة خاصة بالبندقية، وقد أنهت حالة الحرب مع البندقية، والتي استمرت ثلاث سنوات وسبعة أشهر، ومع النمسا التي استمرت سنتين وشهرين، وتقضي هذه المعاهدة بإعادة المورة إلى الدولة العثمانية لقاء تنازلها عن مقاطعة تمسوار وبلجراد وصربيا الشمالية وبلاد الفلاخ، وأن تبقى جمهورية البندقية محتلة ثغور شاطئ دلماسيا، وأن يستعيد رجال الدين الكاثوليك مزاياهم القديمة في الدولة العثمانية!

العام الهجري : 1133 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1720
تفاصيل الحدث:

طلبت روسيا من الدولة العثمانية تعديل معاهدة بساروفيتش، وذلك بما يتيح لتجَّارها المرور من أراضي الدولة العثمانية وبيع سِلَعِهم فيها، وأن يتوجَّه الحجاج الروس إلى بيت المقدس وغيره من الأماكن والأديرة المقدسة بدون دفعِ خراج أو رسوم أثناء إقامتهم أو على جوازات سفرهم. وأضيف إلى هذه المعاهدة شرط آخر ذو أهمية سياسية كبيرة؛ حيث تعهدت الدولة العثمانية وروسيا بموجِبه بمنع زيادة نفوذ الملك المنتخب ببولونيا على نفوذ الإشراف، وعدم تمكينه من جعْل منصبه وراثيًّا في عائلته، ومنْع وصول هذين الأمرين بكل الوسائل الممكنة، بما فيها الحرب. وقصد الإمبراطور الروسي بطرس الأكبر بهذا الشرط إيجاد النفور والعداوة بين البولونيين والعثمانيين؛ حتى لا يتشكَّلَ حِلفٌ بين مجاوريه الأقوياء (السويد وبولونيا والدولة العثمانية) فيقوموا بمحاربته، وهذا يعني إضعاف مجاوريه الواحد بعد الآخر؛ لتزيد قوة روسيا بازدياد ضعف جيرانها الأقوياء، وقد نجح فيما يتعلق بالسويد، ثم شرع في تنفيذ خطته ضد بولونيا والدولة العثمانية، ووضع الإمبراطور الروسي بهذه المعاهد أولَ حجر في مشروعه لإضعاف بولونيا مع الدولة العثمانية.