مُشكِلُ الإعرابِ:
قَولُه تعالى: أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ
قَولُه: مَا يَتَذَكَّرُ في (ما) هنا وجهانِ؛ أحدُهما: أنَّها نَكِرةٌ مَوصوفةٌ في محلِّ نَصبٍ مَفعولٌ مُطلَقٌ، أي: أوَلم نُعَمِّرْكم تَعميرًا يَتذكَّرُ فيه مَن تذكَّرَ؟ أو في محلِّ نصبٍ على الظَّرفيَّةِ، أي: أوَلم نُعمِّرْكم زَمانًا يَتذكَّرُ فيه مَن تذكَّرَ؟ والثَّاني: أن تكونَ (ما) موصولةً في محلِّ نَصبٍ نائبًا عن المصدرِ صِفةً لِمفعولٍ مُطلقٍ مَحذوفٍ، أي: أوَلم نُعمِّرْكم التَّعميرَ الَّذي يَتذكَّرُ فيه مَن تذكَّرَ؟ ولا يجوزُ في (ما) أن تكونَ مَصدريَّةً ظرفيَّةً؛ لأنَّ الضَّميرَ في (فيه) يمنَعُ مِن ذلك؛ لِعَودِه على (ما)، و (ما) المصدريَّةُ حَرفٌ لا يعودُ عليها ضميرٌ، وكذلك لا يَصِحُّ جَعْلُ (ما) نافيةً لا لفظًا ولا مَعنًى [648] يُنظر: ((التبيان في إعراب القرآن)) للعكبري (2/1076)، ((أمالي ابن الحاجب)) (1/207)، ((الدر المصون)) للسمين الحلبي (9/236)، ((تفسير أبي السعود)) (7/154)، ((تفسير الألوسي)) (11/373). .