المَعنَى الإجماليُّ:
يُخبِرُ تعالى أنَّ له وحده جميعَ ما في السَّموات، وجميع ما في الأرض، ولقد عهِدَ سبحانه إلى أهل الكُتب السَّابقة، وإلى المسلمين أن يتَّقوه؛ بالتزامِ أوامِرِه، واجتنابِ نواهيه، وإن يكفُروا فإنَّ الله غنيٌّ عنهم، ولن يضرُّوا اللهَ سبحانه بذلك؛ وإنَّما يضرُّون أنفسَهم؛ فاللهُ عزَّ وجلَّ له جميعُ ما في السَّموات والأرضِ، وهو الغنيُّ الحميدُ.
وللهِ ما في السَّمواتِ والأرض، وكفى به قائمًا بتدبيرِ شؤونِ خَلْقِه، إنْ يشَأْ جلَّ وعلا أنْ يُذهِبَ كلَّ النَّاس بإهلاكِهم إذا ما عصَوْه، ويأتيَ بآخرينَ أكثرَ طاعةً له، وكان سبحانه وتعالى على كلِّ شيء قادرًا.
ثمَّ حرَّض اللهُ تعالى النَّاس على أنْ يجعلوا مَقصَدَهم الأعظمَ: الفوزَ بنعيم الآخرة، مبيِّنًا أنَّ مَن كان يُريد ثواب الدُّنيا- كمن يُريد بجهاده الغنيمةَ والمنافع الدُّنيويَّة- فعند اللهِ ثوابُ الدُّنيا والآخرة، فلماذا قصَر الطَّلب على المنافعِ الدُّنيويَّة مع أنَّ ثوابَ الآخرة خيرٌ وأبقى؟! وكان الله سميعًا لكلِّ ما يجهَرُ به النَّاس ويُسرُّونه، بصيرًا بأحوالهم الظَّاهرة والخفيَّة، وسيُجازيهم بما يستحقُّونه من ثوابٍ أو عقابٍ.