غريب الكلمات:
الْمُنَافِقُونَ: المنافِقُ هو مَن يُظهِرُ الإسلامَ ويُبطِنُ الكفرَ، قيل: سُمِّيَ بذلك؛ لأنَّه يَستُرُ كُفْرَه، فأشْبَهَ الدَّاخِلَ للنَّفقِ يَستَتِرُ فيه. وقيل: شُبِّهَ باليَرْبُوعِ الَّذي له جُحْرٌ يُقالُ له: النَّافِقاءُ، وآخَرُ يُقالُ له: القاصِعاءُ، فإذا طُلِب مِن القاصِعاءِ خرَج مِن النَّافِقاءِ، وكذلك المنافِقُ يَخرُجُ مِن الإيمانِ مِن غيرِ الوجهِ الَّذي يَدخُلُ فيه. وقيل: شُبِّه باليَربُوعِ مِن جِهةِ أنَّ اليَربُوعَ يَخرِقُ الأرضَ حتَّى إذا كاد يَبلُغُ ظاهِرَها أرَقَّ التُّرابَ، فإذا رابه رَيبٌ دفَع ذلك التُّرابَ برأسِه فخرَج، وأصلُ (نفق) هنا: يدُلُّ على إخفاءِ شَيءٍ وإغْماضِه، ويُمكِنُ أن يكونَ الأصلُ هو الخُروجَ [7] يُنظر: ((مقاييس اللغة)) لابن فارس (5/454)، ((المفردات في غريب القرآن)) للراغب (ص: 819)، ((المُعْلِم بفوائد مسلم)) للمازَري (1/295)، ((القول المفيد على كتاب التوحيد)) لابن عثيمين (2/177). .
أَيْمَانَهُمْ: أي: حَلِفَهم، واليَمينُ: القَسَمُ، وسُمِّيَ الحَلِفُ يَمينًا -وهو اسمُ اليَدِ-؛ لأنَّهم كانوا يَبْسُطونَ أيْمانَهم إذا حَلَفوا أوْ تحالَفوا، ثمَّ كثُر ذلك حتَّى سُمِّيَ الحلفُ والعهدُ نفْسُه يمينًا، وقِيل: يَمينٌ فَعيلٌ مِن اليُمنِ، وهو البَرَكةُ، سَمَّاها اللهُ تعالَى بذلك؛ لأنَّها تحفَظُ الحُقوقَ [8] يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (22/489)، ((مقاييس اللغة)) لابن فارس (6/159)، ((البسيط)) للواحدي (10/313)، ((تفسير ابن عطية)) (1/301)، ((تفسير القرطبي)) (3/102). .
جُنَّةً: أي: تَقِيَّةً وسُترةً، وأصلُ (جنن): يدُلُّ على سَترٍ [9] يُنظر: ((غريب القرآن)) للسجستاني (ص: 181)، ((مقاييس اللغة)) لابن فارس (1/421)، ((المفردات)) للراغب (ص: 203)، ((تفسير القرطبي)) (18/123)، ((تفسير ابن كثير)) (8/125). .
فَطُبِعَ: أي: خُتِمَ ورُبِطَ، أي: فلا يَعي وَعظًا، ولا يُوَفَّقُ لخَيرٍ، وأصلُه يدُلُّ على التَّغطيةِ على الشَّيءِ والاستيثاقِ منه، بألَّا يَدخُلَه شَيءٌ، ولا يَخرُجَ منه شَيءٌ [10] يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (11/617)، ((غريب القرآن)) للسجستاني (ص: 321)، ((مقاييس اللغة)) لابن فارس (3/438)، ((البسيط)) للواحدي (2/112) و (7/180)، ((المفردات)) للراغب (ص: 515)، ((النهاية)) لابن الأثير (3/112). .
لَا يَفْقَهُونَ: أي: لا يَفهمونَ، والفِقهُ هو مُطلَقُ الفَهمِ، أو: فَهْمُ الأشياءِ الدَّقيقةِ، يُقالُ: فَقِهتُ الكلامَ: إذا فَهِمْتَه حقَّ الفَهمِ، والفِقهُ: التَّوصُّلُ إلى عِلمٍ غائبٍ بعِلمٍ شاهِدٍ، فهو أخصُّ مِن العِلمِ، وأصلُ (فقه): يدُلُّ على إدراكِ الشَّيءِ، والعِلمِ به [11] يُنظر: ((غريب القرآن)) للسجستاني (ص: 505)، ((مقاييس اللغة)) لابن فارس (4/442)، ((البسيط)) للواحدي (21/469)، ((المفردات)) للراغب (ص: 642)، ((تفسير ابن عرفة)) (4/231). .