موسوعة الآداب الشرعية

عِشرونَ: عَدَمُ الإسرافِ في الأكلِ والشُّربِ


مِن أدَبِ الطَّعامِ: تَركُ الإسرافِ فيه.
الدَّليلُ على ذلك مِنَ الكِتابِ والسُّنَّةِ والآثارِ:
أ- مِنَ الكِتابِ:
1- قال تعالى: وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ [الأعراف: 31] .
قال مُحَمَّد رَشيد رِضا: (مِنِ اعتِداءِ حُدودِ اللهِ في الأكلِ والشَّرابِ الإسرافُ فيها، فإنَّه قال: وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ [الأعراف: 31] ، فمَن جَعَل شَهوةَ بَطنِه أكبَرَ هَمِّه فهو مِنَ المُسرِفينَ، ومَن بالغَ في الشِّبَعِ وعَرَّضَ مَعِدَتَه وأمعاءَه للتُّخَمِ فهو مِنَ المُسرِفينَ، ومَن أنفقَ في ذلك أكثَرَ مِن طاقَتِه، وعَرَّض نَفسَه لذُلِّ الدَّينِ، أو أكَل أموالَ النَّاسِ بالباطِلِ، فهو مِنَ المُسرِفينَ، وما كان المُسرِفُ مِنَ المُتَّقينَ) [1511] ((تفسير القرآن الحكيم)) (7/ 25). .
2- قال تعالى: وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا * إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا [الإسراء: 26-27] .
ب- مِنَ السُّنَّةِ:
عن عبدِ اللهِ بنِ عَمرِو بنِ العاصِ رَضِيَ اللهُ عنهما، أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((كُلوا وتصَدَّقوا والْبَسوا في غيرِ إسرافٍ ولا مَخِيلةٍ)) [1512] أخرجه الترمذي (2819)، والنسائي (2559) واللفظ له، وابن ماجه (3605). صحَّحه الصنعاني في ((سبل السلام)) (4/272)، والألباني في ((صحيح سنن الترمذي)) (2819)، وحسَّنه الترمذي، وابن حجر في ((الأمالي المطلقة)) (32)، وصحَّح إسنادَه الحاكم في ((المستدرك)) (7390). .
ج- من الآثارِ:
قال ابنُ عبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهما: (كُلْ ما شِئتَ والبَسْ ما شِئتَ ما أخطَأَتك اثنَتانِ: سَرَفٌ، أو مَخِيلةٌ) [1513] أخرجه البخاري معلقًا بصيغة الجزم قبل حديث (5783) واللفظ له، وأخرجه موصولًا ابن أبي شيبة (25375)، وأبو نعيم في ((تاريخ أصبهان)) (2/274). صححه إسناده الألباني في ((هداية الرواة)) (4306). .

انظر أيضا: