موسوعة الآداب الشرعية

تاسعًا: دَعوَتُهم بأحَبِّ الأسماءِ إليهم


مِنَ الأدَبِ مَعَ الأخِ والصَّاحِبِ: دَعوَتُه بأحَبِّ الأسماءِ والألقابِ إليه في غَيبَتِه وحُضورِه، وتَركُ ما يَكرَهُ منها [1734] يُنظر: ((معاني القرآن وإعرابه)) للزجاج (5/ 36). .
الدَّليلُ على ذلك مِن الكتابِ والآثارِ:
أ- مِنَ الكِتابِ
قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ [الحجرات: 11] .
قولُ اللهِ تعالى: وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ فيه تَحريمُ المُنابَزةِ بالألقابِ، وهي الوصْفُ بلقَبٍ يَكرَهُه الشَّخصُ [1735] يُنظر: ((الإكليل)) للسيوطي (ص: 242). . يَعني: أنَّه يَنبَغي للمُؤمِنِ أن يُخاطِبَ أخاه بأحَبِّ الأسماءِ إليه [1736] يُنظر: ((تفسير السمرقندي)) (3/ 327). .
ب- مِنَ الآثارِ
1- عن عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: (يُصفي لك وُدَّ أخيك ثَلاثٌ: أن تَبدَأَه بالسَّلامِ، وأن تَدعوَه بأحَبِّ أسمائِه إليه، وأن تُوسِّعَ له في المَجلِسِ، وكفى بالمَرءِ عِيًّا أن يَجِدَ على النَّاسِ فيما يَأتي، وأن يَبدوَ له فيهم ما يَخفى عليه مِن نَفسِه، وأن يُؤذيَه في المَجلِسِ بما لا يَعنيه) [1737] أخرجه ابن وهب في ((الجامع)) (222). .
2- عن عَبدِ اللهِ بنِ مَسعودٍ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: (مِمَّا يُصفي لك وُدَّ أخيك: أن تُسَلِّمَ عليه إذا لقيتَه، وتَدعوَه بأحَبِّ الأسماءِ إليه، وتُوسِّعَ له المَجلِسَ إليك) [1738] أخرجه ابن وهب في ((الجامع)) (216). .

انظر أيضا: