رابعَ عشرَ: صِلتُهم بالمالِ وبَذلُه لهم إذا احتاجوا
تُستَحَبُّ صِلةُ الإخوانِ والأصحابِ بالمالِ، ومواساتُهم إذا احتاجوا، وإيثارُهم على النَّفسِ.
الدَّليلُ على ذلك مِن الكتابِ والسُّنَّةِ والآثارِ:أ- مِنَ الكِتابِقال تعالى:
وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [الحشر: 9] .
وقولُه:
وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ أي: ومِن أوصافِ الأنصارِ التي فاقوا بها غيرَهم، وتميَّزوا بها على مَن سِواهم: الإيثارُ، وهو أكملُ أنواعِ الجودِ، وهو الإيثارُ بمحابِّ النّفسِ مِن الأموالِ وغيرِها، وبذلُها للغيرِ معَ الحاجةِ إليها، بلْ معَ الضَّرورةِ والخَصاصةِ، وهذا لا يكونُ إلَّا مِن خُلُقٍ زكيٍّ، ومحبةٍ لله تعالى مقدَّمةٍ على محبَّةِ شهواتِ النَّفسِ ولذَّاتِها، ومِن ذلك قصةُ الأنصاريِّ الذي نزَلت الآيةُ بسببِه
[1787] عن أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه: ((أنَّ رَجُلًا أتى النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فبَعَث إلى نسائِه فقُلْنَ: ما مَعَنا إلَّا الماءُ! فقال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: مَن يَضُمُّ أو يُضيفُ هذا؟ فقال رجُلٌ مِن الأنصارِ: أنا، فانطلَقَ به إلى امرأتِه، فقال: أكرِمي ضَيفَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقالت: ما عِندَنا إلَّا قوتُ صِبياني، فقال: هَيِّئِي طعامَكِ، وأَصْبِحي سِراجَكِ، ونَوِّمي صِبيانَكِ إذا أرادوا عَشاءً، فهَيَّأَت طَعامَها، وأصبَحَت سِراجَها، ونوَّمَت صِبيانَها، ثمَّ قامت كأنَّها تُصلِحُ سِراجَها فأطفَأَتْه! فجعَلَا يُرِيانِه أنَّهما يأكُلانِ، فباتا طاوِيَينِ! فلمَّا أصبَحَ غَدَا إلى رَسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقال: ضَحِكَ اللهُ اللَّيلةَ، أو عَجِبَ مِن فِعالِكما! فأنزَلَ اللهُ: وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)) رواه البخاريُّ (3798) واللَّفظُ له، ومسلمٌ (2054). ، حينَ آثَر ضيفَه بطعامِه وطعامِ أهلِه وأولادِه وباتوا جِياعًا
[1788] يُنظر: ((تفسير السعدي)) (ص: 850). .
ب- مِنَ السُّنَّةِ1- عن أبي إدريسَ الخَولانيِّ، قال: دَخَلتُ مَسجِدَ دِمَشقَ فإذا فتًى شابٌّ برَّاقُ الثَّنايا، وإذا النَّاسُ مَعَه إذا اختَلفوا في شيءٍ أسنَدوا إليه، وصَدَروا عن قَولِه، فسَألتُ عَنه، فقيل: هذا مُعاذُ بنُ جَبَلٍ! فلمَّا كان الغَدُ هَجَّرتُ فوجَدتُه قَد سَبَقَني بالتَّهجيرِ، ووجَدتُه يُصَلِّي، قال: فانتَظَرتُه حتَّى قَضى صَلاتَه، ثُمَّ جِئتُه مِن قِبَلِ وَجهِه، فسَلَّمتُ عليه، ثُمَّ قُلتُ: واللهِ إنِّي لأحِبُّك للَّهِ، فقال: آللهِ؟ فقُلتُ: آللهِ! فقال: آللهِ؟ فقُلت: آللهِ! فقال: آللهِ؟ فقُلتُ: آللهِ! قال: فأخَذَ بحَبوةِ رِدائي فجَبَذني إليه، وقال: أبشِرْ؛ فإنِّي سَمِعتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَقولُ:
((قال اللهُ تَبارَك وتعالى: وجَبَت مَحَبَّتي للمُتَحابِّينَ فيَّ، والمُتَجالِسينَ فيَّ، والمُتَزاوِرينَ فيَّ، والمُتَباذِلينَ فيَّ)) [1789] أخرجه أحمد (22030) واللفظ له، ومالك (2/953). صحَّحه ابن حبان في ((صحيحه)) (575)، والحاكم على شرط الشيخين في ((المستدرك)) (7314)، والنووي في ((رياض الصالحين)) (182). .
قال ابنُ قُرْقُولٍ: (قَولُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن رَبِّه عَزَّ وجَلَّ: "والمُتَباذِلينَ فيَّ" هو مِنَ البَذلِ، وهو العَطاءُ عن غيرِ عِوَضٍ، قيل: مَعناه بَذلُ الرَّجُلِ لصاحِبِه مالَه إذا احتاجَ إليه بحَقِّ أخوَّةِ الإسلامِ، وقيل: بَذلُه مالَه في سَبيلِ اللهِ، والأوَّلُ أظهَرُ للَفظِ المُفاعَلةِ، ولِما سَبَقَ مِن ذِكرِ التَّحابُبِ)
[1790] ((مطالع الأنوار)) (1/ 464). .
2- عن أبي موسى رَضِيَ اللهُ عنه، قال: قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم:
((إنَّ الأشعَريِّينَ إذا أرمَلوا في الغَزوِ أو قَلَّ طَعامُ عِيالِهم بالمَدينةِ، جَمَعوا ما كان عِندَهم في ثَوبٍ واحِدٍ، ثُمَّ اقتَسَموه بينَهم في إناءٍ واحِدٍ بالسَّويَّةِ؛ فهم مِنِّي وأنا مِنهم!)) [1791] أخرجه البخاري (2486)، ومسلم (2500). .
قال ابنُ الجَوزيِّ: (أرمَلوا: قَلَّت أزوادُهم، فمَدَحَهم بالإيثارِ والمواساةِ، وأضافهم إليه؛ لأنَّه غايةُ الكرَمِ، فقال: «هم مِنِّي» يَعني: بأفعالِهم وإن لم يَكونوا مِن أقارِبه؛ قال الشَّاعِرُ:
وقُلتُ: أخي قالوا: أخٌ ذو قَرابةٍ
فقُلتُ لهم: إنَّ الشُّكولَ
[1792] الشُّكولُ: جَمعُ الشَّكلِ، وهو المِثلُ، ويُجمَعُ أيضًا على أشكالٍ، يُقالُ: هذا على شَكلِ هذا، أي: على مِثلِ هذا، وفُلانٌ شَكلُ فُلانٍ، أي: مِثلُه في حالاتِه، وهذا أشكَلُ بكَذا، أي: أشبَهُ. يُنظر: ((العين)) للخليل (5/ 295)، ((الصحاح)) للجوهري (5/ 1736). أقارِبُ
نَسيبي في رَأيي وعَزمي ومَذهَبي
وإن خالفَتْنا في الأمورِ المناسِبُ)
[1793] ((كشف المشكل)) (1/ 412). وقال أبو العَبَّاسِ القُرطُبيُّ: (هذا الحَديثُ يَدُلُّ على أنَّ الغالِبَ على الأشعَريِّينَ الإيثارُ والمواساةُ عِندَ الحاجةِ... فثَبَتَ لهم بشَهادةِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّهم عُلماءُ عامِلونَ كُرَماءُ مُؤثِرونَ. ثُمَّ إنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم شَرَّفهم بإضافتِهم إليه، ثُمَّ زادَ في التَّشريفِ بأن أضاف نَفسَه إليهم). ((المفهم)) (6/ 452). وقال ابنُ حَجَرٍ: (قَولُه: "إذا أرمَلوا"، أي: فَنِي زادُهم، وأصلُه مِنَ الرَّملِ، كأنَّهم لَصِقوا بالرَّملِ مِنَ القِلَّةِ كما قيل في ذَا مَتْرَبَةٍ [البلد: 16] . قَولُه: "فهم مِنِّي وأنا مِنهم"، أي: هم مُتَّصِلونَ بي، وتُسَمَّى "مِن" هذه الاتِّصاليَّةَ... وقيل: المُرادُ فَعَلوا فِعلي في هذه المواساةِ. وقال النَّوويُّ: مَعناه المُبالغةُ في اتِّحادِ طَريقِهما واتِّفاقِهما في طاعةِ اللهِ تعالى. وفي الحَديثِ فضيلةٌ عَظيمةٌ للأشعَريِّينَ قَبيلةِ أبي موسى، وتَحديثُ الرَّجُلِ بمَناقِبِه، وجَوازُ هِبةِ المَجهولِ، وفَضيلةُ الإيثارِ والمواساةِ، واستِحبابُ خَلطِ الزَّادِ في السَّفَرِ وفي الإقامةِ أيضًا). ((فتح الباري)) لابن (5/ 130). .
3- عن أنَسٍ رَضِيَ اللهُ عنه، قال:
((قَدِمَ عَبدُ الرَّحمَنِ بنُ عَوفٍ المَدينةَ فآخى النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بينَه وبينَ سَعدِ بنِ الرَّبيعِ الأنصاريِّ، وكان سَعدٌ ذا غِنًى، فقال لعَبدِ الرَّحمَنِ: أقاسِمُك مالي نِصفَينِ وأزَوِّجُك، قال: بارَك اللهُ لك في أهلِك ومالِك، دُلُّوني على السُّوقِ)) [1794] أخرجه البخاري (2049). .
وفي رِوايةِ إبراهيمَ بنِ سَعدٍ، عن أبيه، عن جَدِّه، قال:
((لمَّا قَدِموا المَدينةَ آخى رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بينَ عَبدِ الرَّحمَنِ بنِ عَوفٍ وسَعدِ بنِ الرَّبيعِ، قال لعَبدِ الرَّحمَنِ: إنِّي أكثَرُ الأنصارِ مالًا، فأقسِمُ مالي نِصفَينِ، ولي امرَأتانِ فانظُرْ أعجَبَهما إليك فسَمِّها لي أُطَلِّقْها، فإذا انقَضَت عِدَّتُها فتَزَوَّجْها، قال: بارَك اللهُ لك في أهلِك ومالِك، أينَ سوقُكُم؟ فدَلُّوه على سوقِ بَني قَيْنُقاعَ، فما انقَلبَ إلَّا ومَعَه فَضلٌ مِن أقِطٍ [1795] الأقِطُ: شيءٌ يُعمَلُ مِنَ اللَّبَنِ ويُجَفَّفُ. يُنظر: ((كشف المشكل)) لابن الجوزي (3/ 581). وسَمنٍ، ثُمَّ تابَعَ الغُدوَّ، ثُمَّ جاءَ يَومًا وبه أثَرُ صُفرةٍ، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: مَهْيَمْ [1796] مَهْيَمْ: أي: ما أمرُك؟ وما هذا الذي أرى بك، ونَحوُ هذا مِنَ الكَلامِ. يُنظر: ((غريب الحديث)) لأبي عبيد (1/ 414). وقال الخَطَّابيُّ: (مَهْيَمْ: يُقالُ إنَّها كَلِمةٌ يَمانيَةٌ تَقَعُ بها المَسألةُ عن حالِ الإنسانِ وشَأنِه، كَأنَّه يَقولُ حينَ استَنكَرَ الصُّفرةَ التي رَآها عليه: ما شَأنُك؟). ((أعلام الحديث)) (2/ 994). ؟! قال: تَزَوَّجتُ، قال: كم سُقتَ إليها؟ قال: نَواةٌ مِن ذَهَبٍ)) [1797] أخرجها البخاري (3780). .
ج- مِنَ الآثارِلمَّا حَضَرَت سَعيدَ بنَ العاصِ الوفاةُ قال: (يا بَنيَّ، لا يَفقِدنَّ إخواني مِنِّي عِندَكُم غيرَ وَجهي، أجرُوا عليهم ما كُنتُ أُجري، واصنَعوا بهم ما كُنتُ أصنَعُ، ولا تُلجِئوهم للطَّلَبِ؛ فإنَّ الرَّجُلَ إذا طَلبَ الحاجةَ اضطَرَبَت أركانُه وارتَعَدَت فرائِصُه وكَلَّ لِسانُه ونَزا الدَّمُ في وَجهِه! اكفوهم مُؤنةَ الطَّلَبِ بالعَطيَّةِ قَبلَ المَسألةِ؛ فإنِّي لا أجِدُ لوَجهِ الرَّجُلِ يَأتي يَتَمَلمَلُ على فِراشِه رَآكُم مَوضِعًا لحاجَتِه فعَدا بها عليكُم، لا أرى قَضاءَ حاجَتِه عِوَضًا مِن بَذلِ وَجهِه! فبادِروهم بقَضاءِ حَوائِجِهم قَبلَ أن يَسبِقوكُم إليها بالمَسألةِ)
[1798] رواه ابن أبي الدنيا في ((الإخوان)) (186)، ومن طريقه ابنُ الجوزي في ((البر والصلة)) (446). .
من أخبارِ السَّلَفِ في صلةِ إخوانِهم بالمالِ:1- عَنِ الحَسَنِ بنِ كَثيرٍ، قال: (شَكوتُ إلى مُحَمَّدِ بنِ عليٍّ الحاجةَ وجَفاءَ إخواني، فقال: بئسَ الأخُ أخٌ يَرعاك غَنيًّا، ويَقطَعُك فقيرًا! ثُمَّ أمَر غُلامَه فأخرَجَ كيسًا فيه سَبعُمِائةِ دِرهَمٍ، فقال: استَنفِقْ هذه فإذا نَفِدَت فأعلِمْني)
[1799] رواه ابن أبي الدنيا في ((مكارم الأخلاق)) (293). .
2- عن خُزَيمةَ أبي مُحَمَّدٍ العابدِ، قال: (أتى جَعفرٌ الأحمَرُ يَحيى بنَ سَلَمةَ بنِ كُهَيلٍ يَستَقرِضُ مِنه ثَلاثينَ دينارًا، فقال: يا أخي لمَ أرَدتَ أن تُذِلَّ نَفسَك بمَجيئِك إليَّ، ألا كتَبتَ إليَّ برُقعةٍ حتَّى أبعَثَ بها إليك؟ فلمَّا حَضَرَ جَعفَرٌ قيل ليَحيى: حَلِّلْه مِنها، قال: ما دَفعتُها إليه وأنا أريدُ أن آخُذَها منه)
[1800] رواه ابن أبي الدنيا في ((اصطناع المعروف)) (169)، و((قضاء الحوائج)) (109). .
3- عن عُمَرَ بنِ عَبدِ العَزيزِ، قال: (مَن وصَل أخاه بنَصيحةٍ له في دينِه، ونَظَر له في صَلاحِ دُنياه، فقَد أحسَنَ صِلتَه وأدَّى واجِبَ حَقِّه.
وقال أيضًا: ما أعطيتُ أحَدًا مالًا إلَّا وأنا أستَقِلُّه، وإنِّي لأستَحيي مِنَ اللهِ أن أسألَه الجَنَّةَ لأخٍ مِن إخواني وأبخَلَ عليه بالدُّنيا! فإذا كان يَومُ القيامةِ قيل لي: لو كانتِ الجَنَّةُ بيَدِك ما بَخِلتَ)
[1801] رواه ابن قدامة في ((المتحابين في الله)) (112). ورواه ابن عساكر في ((تاريخ دمشق)) (41/ 385) عن عليِّ بنِ الحُسينِ، قال: (إنِّي لأستَحي مِنَ اللهِ عَزَّ وجَلَّ أن أرى الأخَ مِن إخواني فأسألَ اللَّهَ له الجَنَّةَ وأبخَلَ عليه بالدُّنيا! فإذا كان يَومُ القيامةِ قيل لي: لو كانتِ الجَنَّةُ بيَدِك لكنتَ بها أبخَلَ وأبخَلَ وأبخَلَ). .
4- عن عَبَّادِ بنِ الوليدِ القُرَشيِّ، قال: (كان عَمرُو بنُ عُبَيدٍ يَصِلُ إخوانَه بالدَّنانيرِ والدَّراهمِ، حتَّى رُبَّما نَزَعَ ثَوبَه فيَدفعُه إلى بَعضِهم، ويَقولُ: ما أعدِلُ ببِرِّكُم شَيئًا)
[1802] رواه ابن أبي الدنيا في ((مكارم الأخلاق)) (309). .
5- عن جَميلِ بنِ مُرَّةَ، قال: (مَسَّتْنا حاجةٌ شَديدةٌ، فكان مُوَرِّقٌ العِجليُّ يَأتينا بالصُّرَّةِ، فيَقولُ: أمسِكوا لي هذه عِندَكُم، ثُمَّ يَمضي غيرَ بَعيدٍ، فيَقولُ: إنِ احتَجتُم إليها فأنفِقوها)
[1803] رواه ابن أبي الدنيا في ((مكارم الأخلاق)) (296). .
وعن جَعفَرِ بنِ سُليمانَ، قال: حدَّثنا بعضُ أصحابِنا قال: (كان مُوَرِّقٌ يتَّجِرُ فيُصيبُ المالَ، فلا تأتي عليه جمُعةٌ وعنده منه شيءٌ؛ يلقى الأخَ فيُعطيه أربعَمائةٍ، خمسَمائةٍ، ثلاثَمائةٍ، فيقولُ: ضَعْها عندك حتى نحتاجَ إليها، ثمَّ يلقاه بعد ذلك فيقولُ: شأنُك بها! ويقولُ الآخَرُ: لا حاجةَ لنا فيها، فيقولُ: أمَا واللهِ ما نحن بآخِذيها أبَدًا، شأنُك بها!)
[1804] رواه ابن سعد في ((الطبقات الكبير)) (9/ 214)، وأحمد في ((الزهد)) (1824). .
6- عَنِ الصَّلتِ بنِ بسِطامٍ التَّيميِّ، عن أبيه قال: (كان حمَّادُ بنُ أبي سُلَيمانَ يزورُني ويقيمُ عندي سائِرَ نهارِه، ولا يَطعَمُ شيئًا، فإذا أراد أن ينصَرِفَ قال: انظُرِ الذي تحتَ الوِسادةِ فمُرْهم ينتَفِعون به. قال: فأجِدُ الدَّراهِمَ الكثيرةَ)
[1805] رواه ابن أبي الدنيا في ((مكارم الأخلاق)) (298). .
7- عن قُتَيبةَ بنِ سَعيدٍ، قال: (كان اللَّيثُ بنُ سَعدٍ يَستَغِلُّ عِشرينَ ألفَ دينارٍ في كُلِّ سَنةٍ، وقال: ما وجَبَت عليَّ زَكاةٌ قَطُّ! وأعطى ابنَ لهيعةٍ ألفَ دينارٍ، وأعطى مالِكَ بنَ أنَسٍ ألفَ دينارٍ، وأعطى مَنصورَ بنَ عَمَّارٍ ألفَ دينارٍ، وجاريةً تَسوى ثَلاثَمائةِ دينارٍ.
قال: وجاءَتِ امرَأةٌ إلى اللَّيثِ، فقالت: يا أبا الحارِثِ، إنَّ ابنًا لي عليلٌ، واشتَهى عَسَلًا، فقال: يا غُلامُ أعطِها مِرْطًا مِن عَسَلٍ! والمِرطُ عِشرونَ ومِائةُ رِطلٍ)
[1806] رواه الخطيب في ((تاريخ بغداد)) (14/ 530). .
8- عن أبي ثَورٍ، قال: (كان الشَّافِعيُّ مِن أجوَدِ النَّاسِ وأسمَحِهم كفًّا، كان يَشتَري الجاريةَ الصَّناعَ التي تَطبُخُ وتَعمَلُ الحَلوى... ثُمَّ يَأتينا فيَقولُ لنا: تَشَهَّوا ما أحبَبتُم، فقَدِ اشتَريتُ جاريةً تُحسِنُ أن تَعمَلَ ما تُريدونَ، فيَقولُ لها بَعضُ أصحابِنا: اعمَلي لنا كذا وكذا، فكُنَّا نَأمُرُها بما نُريدُ، وهو مَسرورٌ بذلك)
[1807] رواه أبو نعيم في ((حلية الأولياء)) (9/ 133). .
9- عن سَلامِ بنِ النَّجاشيِّ، قال: (لقيَ الحَسَنُ بنُ أبي الحَسَنِ البَصريُّ بَعضَ إخوانِه، فلمَّا أرادَ أن يُفارِقَه خَلَع عِمامَتَه وألبَسَها إيَّاه، وقال: إذا أتيتَ أهلَك فبِعْها واستَنفِقْ ثَمَنَها)
[1808] رواه ابن أبي الدنيا في ((مكارم الأخلاق)) (301). .
10- عنِ ابنِ شَوذَبٍ، قال: (كان أبانُ بنُ أبي عيَّاشٍ يَدعو إخوانَه فيَصنَعُ لهمُ الطَّعامَ ويُجيزُهم بالدَّراهمِ)
[1809] رواه ابن أبي الدنيا في ((مكارم الأخلاق)) (305). .