المَطلَب الثَّالثُ: الاستهزاءُ بالعُلَماءِ والصَّالحين
الواجِبُ تجاهَ العُلَماءِ والصَّالحين هو محبَّتُهم وموَدَّتُهم، وتوقيرُهم وإجلالُهم، كما جاءت به الشَّريعةُ، دونَ غُلُوٍّ وإفراطٍ، ولا شَكَّ أنَّ الاستهزاءَ بالعُلَماءِ أو الصَّالحين يُضادُّ مَحبَّتَهم وإجلالَهم، فالاستهزاءُ بهم يعني السُّخْريةَ بهم والاستخفافَ بهم.
قال
الألوسي: (الاستهزاءُ: الاستِخفافُ والسُّخْريةُ،... وذكر حُجَّةُ الإسلامِ
الغَزالي أنَّ الاستهزاءَ: الاستِحقارُ والاستِهانةُ، والتنبيهُ علـى العُيوبِ والنَّقائصِ على وَجهٍ يُضحَكُ منه، وقد يكونُ ذلك بالمحاكاةِ في الفِعلِ والقَولِ، وبالإشارةِ والإيماءِ،... وأصلُ هذه المادَّةُ الخِفَّةُ، يقال: ناقَتُه تهزَأُ به، أي: تُسرِعُ وتَخِفُّ)
[2776] يُنظر: ((تفسير الألوسي)) (1/ 160). .
وقد أخبر اللهُ في كِتابِه أنَّ الاستهزاءَ بأهلِ العِلمِ والصَّلاحِ مِن صِفاتِ الكافرينَ، وخَصلةٌ من خِصالِ المُنافِقين.
قال اللهُ تعالى:
زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ اتَّقَوا فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ [البقرة: 212] .
قال
الشَّوكاني: (قَوله:
وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا هذه الجُملةُ في محَلِّ نَصبٍ على الحالِ، أي: والحالُ أنَّ أولئك الكُفَّارَ يَسخَرونَ من الذين آمَنوا؛ لكَونهِم فُقَراءَ لا حَظَّ لهم من الدُّنيا كحَظِّ رُؤَساءِ الكُفرِ وأساطينِ الضَّلالِ؛ وذلك لأنَّ عَرَضَ الدُّنيا عندهم هو الأمرُ الذي يكونُ من ناله سعيدًا رابِحًا، ومن حُرِمَه شَقِيًّا خاسِرًا.
وقد كان غالِبُ المؤمنين إذ ذاك فُقَراءَ؛ لاشتغالِهم بالعبادةِ وأمْرِ الآخرةِ، وعَدَمِ التفاتِهم إلى الدُّنيا وزينَتِها)
[2777] يُنظر: ((تفسير الشوكاني)) (1/ 244). .
وقال اللهُ سُبحانَه:
وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ قَالَ اخْسَؤُوا فِيهَا وَلا تُكَلِّمُونِ إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ [المؤمنون:103، 111].
قال
السَّعديُّ: (هذا القَولُ -نسألُه تعالى العافيةَ- أعظَمُ قَولٍ على الإطلاقِ يَسمَعُه المجرِمون في التَّخييبِ والتَّوبيخِ، والذُّلِّ والخَسارِ، والتَّأييسِ مِن كُلِّ خيرٍ، والبُشرى بكُلِّ شَرٍّ، وهذا الكلامُ والغَضَبُ مِن الرَّبِّ الرَّحيمِ أشَدُّ عليهم وأبلَغُ في نكايتِهم من عذابِ الجحيمِ، ثمَّ ذَكَر الحالَ التي أوصَلَتْهم إلى العذابِ، وقطَعَت عنهم الرَّحمةَ، فقال:
إنَّه كَانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ فجَمَعوا بين الإيمانِ المقتَضِي لأعمالِه الصَّالحةِ، والدُّعاءِ لرَبِّهم بالمغفرةِ والرَّحمةِ، و
التوَسُّلِ إليه برُبوبيَّتِه ومِنَّتِه عليهم بالإيمانِ، والإخبارِ بسَعةِ رَحمتِه، وعُمومِ إحسانِه، وفي ضِمْنِه ما يدُلُّ على خُضوعِهم وخُشوعِهم، وانكِسارِهم لرَبِّهم، وخَوفِهم ورَجائِهم.
فهؤلاء ساداتُ النَّاسِ وفُضَلاؤُهم
فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ أيُّها الكَفَرةُ الأنذالُ ناقِصُو العُقولِ والأحلامِ
سُخْرِيًّا تَهْزؤون بهم وتحتَقِرونَهم، حتى اشتغَلْتُم بذلك السَّفَهِ
حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ وهذا الذي أوجَبَ لهم نسيانَ الذِّكرِ اشتِغالُهم بالاستِهزاءِ بهم، كما أنَّ نسيانَهم للِّذكرِ يَحثُّهم على الاستهزاءِ، فكُلٌّ من الأمرينِ يَمُدُّ الآخَرَ، فهل فوقَ هذه الجَراءةِ جَراءةٌ؟!)
[2778] يُنظر: ((تفسير السعدي)) (ص: 560). .
وقال اللهُ عزَّ وجَلَّ:
إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ * وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ * وَإِذَا انقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ انقَلَبُوا فَكِهِينَ * وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلاء لَضَالُّونَ * وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ * فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ * عَلَى الأَرَائِكِ يَنظُرُونَ * هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ [المطففين: 29- 36].
قال
ابنُ جريرٍ: (يقول تعالى ذِكْرُه: إنَّ الذين اكتسَبوا المآثمَ فكَفَروا باللهِ في الدُّنيا، كانوا فيها من الذين أقَرُّوا بوحدانيَّة اللهِ وصَدَّقوا به يضحَكون؛ استهزاءً منهم بهم... يقولُ تعالى ذِكْرُه: وكان هؤلاء الذين أجرَموا إذا مَرَّ الذين آمنوا بهم يتغامَزون، يقولُ: كان بعضُهم يغمِزُ بعضًا بالمؤمِنِ؛ استهزاءً به وسُخْريةً!)
[2779] يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (24/ 225). .
وقال اللهُ تعالى في شأنِ المُنافِقين:
وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ * اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ [البقرة:14- 15] .
قال
الشوكاني: (أفاد قَولُهم: إنَّما نحن مُستَهزِئون رَدَّهم للإسلامِ ودَفْعَهم للحَقِّ، وكأنَّه جوابُ سُؤالٍ مُقَدَّرٍ ناشِئٍ من قَولِهم: إنَّا معكم، أي: إذا كنتُم معنا فما بالُكم إذا لَقِيتُم المُسلِمين وافَقْتُموهم؟ فقالوا: إنَّما نحن مُستهزِئون بهم في تلك الموافَقةِ، ولم تكُنْ بواطِنُنا موافِقةً لهم ولا مائِلةً إليهم، فرَدَّ الله ذلك عليهم بقَولِه: اللهُ يَستهزئُ بهم، أي: يُنزِلُ بهم الهوانَ والحقارةَ وينتَقِمُ منهم ويستَخِفُّ بهم انتِصافًا منهم لعبادِه المؤمنين)
[2780] يُنظر: ((تفسير الشوكاني)) (1/ 52). .
وقال اللهُ سُبحانَه:
الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ [التوبة: 79] .
قال
ابنُ كثيرٍ: (هذه أيضًا من صفاتِ المُنافِقين: لا يَسلَمُ أحدٌ مِن عَيْبِهم ولَمْزِهم في جميعِ الأحوالِ، حتى ولا المتصَدِّقون يَسلَمونَ منهم، إن جاء أحدٌ منهم بمالٍ جزيلٍ قالوا: هذا مُراءٍ، وإن جاء بشيءٍ يسيرٍ قالوا: إنَّ اللهَ لغَنيٌّ عن صَدَقةِ هذا)
[2781] يُنظر: ((تفسير ابن كثير)) (4/ 184). .
والاستهزاءُ بالعُلَماءِ والصَّالحينَ على نَوعَينِ:النَّوع الأوَّلُ: الاستهزاءُ بأشخاصِهمكمَن يَستَهزِئُ بأوصافِهم الخَلْقِيَّةِ أو الخُلُقِيَّةِ.
وهذا مُحَرَّمٌ؛ لقَولِه تعالى:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ [الحجرات: 11] .
قال
ابنُ كثيرٍ: (ينهى تعالى عن السُّخْريةِ بالنَّاسِ، وهو احتقارُهم والاستهزاءُ بهم، كما ثبت في الصَّحيحِ عن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه قال:
((الكِبرُ بَطَرُ الحَقِّ، وغَمْصُ النَّاسِ )) [2782] أخرجه الترمذي (1999)، والطحاوي في ((شرح مشكل الآثار)) (5558)، وابن حبان (5466) من حَديثِ عبد الله بن مسعود رضي الله عنه. صَحَّحه ابن حبان، والألباني في ((صحيح سنن الترمذي)) (1999)، وصَحَّح إسنادَه على شرط مسلم شعيبٌ الأرناؤوط في تخريج ((مشكل الآثار)) (5558) ويُروى:
((وغَمْطُ النَّاسِ)) [2783] أخرجه مسلم (91) من حَديثِ عبد الله بن مسعود رضي الله عنه. . والمرادُ من ذلك احتقارُهم واستصغارُهم، وهذا حرامٌ؛ فإنَّه قد يكونُ المحتقَرُ أعظَمَ قَدْرًا عند الله تعالى، وأحَبَّ إليه من السَّاخِرِ منه المحتَقِرِ له)
[2784] يُنظر: ((تفسير ابن كثير)) (7/ 376). .
النَّوعُ الثَّاني: الاستهزاءُ بهم لِما لَدَيهم من العِلْمِ الشَّرعيِّ أو اتِّباعِ السُّنَّةِ والالتزامِ بالدِّينِفهذا كُفرٌ؛ لأنَّه استِهزاءٌ بدِينِ اللهِ تعالى.
قال
ابن حجر الهيتمي معَقِّبًا على ما قاله بعضُ عُلَماءِ الأحنافِ عند ذِكْرِه لنواقِضِ الإيمانِ: (أو قال: «العِلمُ الذي يتعَلَّمونه أساطيرُ وحِكاياتٌ أو هَذَيانٌ أو هَباءٌ أو تزويرٌ»، أو قال: «أيشٍ مجلِسُ الوَعظِ أو العِلمِ... أو وَعَظ على سبيلِ الاستهزاءِ، أو ضَحِكَ على وَعظِ العِلمِ،...».
ما ذُكِرَ في: أيشٍ مجلِسُ الوَعظِ.. إلخ، إنَّما يتَّجِهُ إن أراد الاستهزاءَ، وكذا إن أُطلِقَ، على احتمالٍ قويٍّ فيه؛ لظهورِ هذا اللَّفظِ في الاستخفافِ بمجلِسِ الوَعظِ أو العِلمِ... وما ذَكَره في الوَعظِ استهزاءً إنَّما يتَّجِهُ إن أراد الاستهزاءَ بالواعِظِ وكذا بالوَعظِ من حيثُ هو وَعظٌ، أما لو أراد الاستهزاءَ بالواعِظِ أو بكَلِماتِه لا من حيثُ كَونُه واعظًا، فلا يتَّجِهُ الكُفرُ حينَئذٍ، وكذا يقالُ في الضَّحِكِ على الواعِظِ)
[2785] يُنظر: ((الإعلام بقواطع الإسلام)) (ص: 151) .
ولَمَّا كان الاستهزاءُ بالعُلَماءِ والصَّالحين محتَمِلًا للضَّربَينِ المذكورينِ آنفًا، صار محلًّا للخِلافِ
[2786] يُنظر: ((روضة الطالبين)) للنووي (10/67)، ((الإعلام بقواطع الإسلام)) للهيتمي (ص: 150-156). ، وبهذا التفريقِ بينهما يزولُ الإشكالُ، ويرتفِعُ الخِلافُ.
وأمَّا وَجهُ كونِ هذا الاستهزاءِ يناقِضُ الإيمانَ، فلجُملةِ أسبابٍ؛ منها:1- أنَّ اللهَ عَزَّ وجَلَّ جعل الاستهزاءَ بالمؤمنين استهزاءً باللهِ تعالى وآياتِه ورَسولِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم
[2787] يُنظر: ((فتاوى اللجنة الدائمة - المجموعة الأولى)) (2/ 25). .
قال اللهُ تعالى:
قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُم [التوبة: 65، 66].
عن
عبدِ اللهِ بنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنهما قال:
((قال رجلٌ في غزوةِ تَبُوك في مجلسٍ: ما رَأَينا مِثلَ قُرَّائِنا هؤلاءِ أرغَبَ بُطونًا [2788] أي: أوسع بطونًا. يُنظر: ((الفائق في غريب الحديث)) للزمخشري (2/69). ، ولا أكذَبَ ألسُنًا، ولا أجبَنَ عند اللقاءِ، فقال رجلٌ في المجلس: كَذَبْتَ، ولكِنَّك منافِقٌ، لأخبِرَنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فبلغ ذلك النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ونزل القُرآن. قال عبدُ اللهِ بنُ عُمَر: فأنا رأيتُه مُتعَلِّقًا بحَقَبِ [2789] الحَقَبُ: حَبلٌ يُشَدُّ به رَحْلُ البعيرِ إلى بَطْنِه. يُنظر: ((المجموع المغيث)) للمديني (1/469). ناقةِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، تَنكُبُه الحجارةُ، وهو يقولُ: يا رسولَ اللهِ إنَّما كُنَّا نخوضُ ونلعَبُ، ورسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ: قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُم)) [2790] أخرجه الطبري في ((التفسير)) (16912)، وابن أبي حاتم في ((التفسير)) (10515) من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما. قال العقيلي في ((الضعفاء الكبير)) (1/94): إسناده فيه مقال. .
قال عبدُ الرَّحمنِ بنُ حَسَن آل الشَّيخ: (فيه بيانُ أنَّ الإنسانَ قد يَكفُرُ بكَلِمةٍ يتكَلَّمُ بها، أو عَمَلٍ يعمَلُ به،... ومن هذا البابِ الاستهزاءُ بالعِلمِ وأهْلِه، وعَدَمُ احترامِهم لأجْلِه)
[2791] يُنظر: ((قرة عيون الموحدين)) (ص: 218). .
وسُئِل حمد بن عتيق عن معنى قولِ الفُقَهاءِ: من قال: يا فُقَيِّهُ -بالتصغيرِ- يَكفُرُ، فكان من جوابِه: (اعلَمْ أنَّ العُلَماءَ قد أجمعوا على أنَّ من استهزأ باللهِ أو رَسولِه، أو كِتابِه أو دينِه؛ فهو كافِرٌ، وكذا إذا أتى بقَولٍ أو فِعلٍ صريحٍ في الاستهزاءِ، واستدَلُّوا بقَولِه تعالى:
وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ [التوبة:65- 66]. وسَبَبُ النُّزولِ مَشهورٌ، وأمَّا قَولُ القائِلِ: فُقَيِّهٌ، أو عُوَيلِمٌ، أو مُطَيْويعٌ، ونحو ذلك، فإذا كان قَصْدُ القائِلِ الهَزْلَ أو الاستهزاءَ بالفِقهِ أو العِلمِ أو الطَّاعةِ، فهذا كُفرٌ أيضًا يَنقُلُ عن المِلَّةِ، فيُستَتابُ، فإن تاب وإلَّا قُتِل مُرتَدًّا)
[2792] يُنظر: ((الدرر السنية)) (10/ 428). .
وقال عبدُ الرَّحمنِ بنُ قاسمٍ: (قَولُه تعالى:
أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ أي: فليس لكم عُذرٌ؛ لأنَّ هذا لا يدخُلُه الخَوضُ واللَّعِبُ، وإنَّما تُحتَرَمُ هذه الأشياءُ وتَعظُمُ ويُخشَعُ عِندَها؛ إيمانًا باللهِ ورَسولِه، وتعظيمًا لآياته، وتصديقًا وتوقيرًا، والخائِضُ واللَّاعِبُ متنَقِّصٌ لها، ومن هذا البابِ الاستهزاءُ بالعِلمِ وأهلِه، وعَدَمُ احترامِهم، أو الوقيعةُ فيهم لأجْلِه)
[2793] يُنظر: ((حاشية ابن قاسم على كتاب التوحيد)) (ص: 323). .
وجاء في فتوى اللَّجنةِ الدَّائِمةُ: (سَبُّ الدِّينِ والاستهزاءُ بشَيءٍ من القُرآنِ والسُّنَّةِ، والاستهزاءُ بالمتمَسِّكِ بهما نظرًا لِما تمسَّك به؛ كإعفاءِ اللِّحيةِ، وتحَجُّبِ المُسلِمة- هذا كُفرٌ إذا صدَرَ من مُكَلَّفٍ، وينبغي أن يُبَيَّنَ له أنَّ هذا كُفرٌ، فإن أصَرَّ بعد العِلمِ فهو كافِرٌ؛ قال اللهُ تعالى:
قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ [التوبة: 65- 66] )
[2794] يُنظر: ((فتاوى اللجنة الدائمة - المجموعة الأولى)) (1/ 387). .
2- ذَكَر اللهُ عَزَّ وجَلَّ أنَّ الاستهزاءَ والسُّخْريةَ بالمؤمنين سَبَبٌ في دُخولِ نارِ جهنَّمَ، وعَدَمِ الخُروجِ منها.
فعندما ينادي أهلُ النَّار قائلينَ:
رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ [المؤمنون: 107] ، يقولُ اللهُ تعالى جوابًا عنهم:
قَالَ اخْسَؤُوا فِيهَا وَلا تُكَلِّمُونِ * إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ * فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ [المؤمنون: 108– 110].
قال أبو السعود: (وقَولُه تعالى: «إنَّهُ» تعليلٌ لِما قَبْلَه من الزَّجرِ عن الدُّعاءِ، أي: أنَّ الشَّأنَ...
كَانَ فَرِيقٌ مِّنْ عِبَادِي وهم المؤمنون...
يَقُولُونَ في الدُّنيا
رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا أي: اسْكُتوا عن الدُّعاءِ بقَولِكم: رَبَّنا...إلخ؛ لأنَّكم كنتم تَستَهزِئون بالدَّاعين بقَولِهم: رَبَّنا آمَنَّا... إلخ، وتتشاغلون باستهزائِهم
حَتَّى أَنسَوْكُمْ أي: الاستهزاءُ بهم
ذِكْرِي من فَرطِ اشتِغالِكم باستهزائِهم
وَكُنتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ، وذلك غايةُ الاستهزاءِ)
[2795] يُنظر: ((تفسير أبي السعود)) (6/ 152). وقال
الألوسي: (قيل: التعليلُ على معنى: إنَّما خسَأْناكم كالكَلْبِ ولم نحتَفِلْكم إذ دعَوتُم؛ لأنَّكم استهزَأْتُم غايةَ الاستهزاءِ بأوليائي حين دَعَوا، واستمَرَّ ذلك منكم حتى نَسِيتُم ذِكْري بالكُلِّيَّةِ، ولم تخافوا عقابي؛ فهذا جزاؤُكم.
وقيل: خلاصةُ معنى الآية: إنَّه كان فريقٌ من عبادي يدعون، فتشاغَلْتُم بهم ساخرين، واستمَرَّ تشاغُلُكم باستـهزائِهم إلى أن جَرَّكم ذلك إلى تَرْكِ ذِكري في أوليائي فلم تخافوني في الاستهزاءِ بهم... وفيه تسَخُّطٌ عظيمٌ لفِعْلِهم ذلك، ودلالةٌ على اختصاصٍ بالِغٍ لأولئك العبادِ المسخورِ منهم، كما نَبَّه عليه أوَّلًا في قَولِه تعالى:
مِّنْ عِبَادِي، وختَمَه بقَولِه تعالى:
إِنِّي جَزَيْتُهُمُ إلى قَولِه تعالى:
هُمُ الْفَائِزُونَ)
[2796] يُنظر: ((تفسير الألوسي)) (9/ 267). .
وقال
الشِّنقيطيُّ: (قد تقَرَّر في الأصولِ في مَسلَكِ الإيماءِ والتَّنبيهِ أنَّ «إنَّ» المكسورةَ المشدَّدةَ من حروفِ التعليلِ، كقولك: عاقِبْه إنَّه مُسيءٌ، أي: لأجلِ إساءتِه، وقَولُه في هذه الآيةِ:
إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْ عِبَادِي يدُلُّ فيه لفظُ إنَّ المكسورةِ المشَدَّدةِ على أنَّ الأسبابَ التي أدخَلَتْهم النَّارُ هو استهزاؤُهم، وسُخريتُهم من الفريقِ المؤمِنِ الذي يقولُ:
رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ، فالكُفَّارُ يَسخَرونَ من ضُعَفاءِ المؤمنين في الدُّنيا حتى يُنسِيَهم ذلك ذِكرَ اللهِ، والإيمانَ به، فيَدخُلون بذلك النَّارَ،... وحتى في قَولِه:
حَتَّى أَنسَوْكُمْ ذِكْرِي حرفُ غايةٍ لاتخاذِهم إيَّاهم سِخْرِيًّا، أي: لم يزالوا كذلك حتى أنساهم ذلك ذِكرَ اللهِ والإيمانَ به، فكان مأواهم النَّارُ. والعِياذُ باللهِ)
[2797] يُنظر: ((أضواء البيان)) (5/ 360). .
3- أنَّ الاستهزاءَ بالعُلَماءِ والصَّالحينَ لأجْلِ ما هم عليه من العِلمِ الشَّرعيِّ، واتِّباعِهم للقُرآنِ الكريمِ والسُّنَّةِ النبَوِيَّةِ الصَّحيحةِ: هو في حقيقتِه استِهزاءٌ بآياتِ اللهِ تعالى، وسُخْريةٌ بشرائِعِ دينِ اللهِ عزَّ وجَلَّ، ولا شَكَّ أنَّ هذا الاستهزاءَ كُفـٌر يناقِضُ الإيمانَ.
قال اللهُ تعالى:
وَإِذَا عَلِمَ مِنْ آيَاتِنَا شَيْئًا اتَّخَذَهَا هُزُوًا أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ [الجاثية: 9]، ولم يجئْ إعدادُ العذابِ المُهينِ إلَّا في حَقِّ الكُفَّارِ
[2798] يُنظر: ((الصارم المسلول)) لابن تيمية (2/ 109). .
قال
ابنُ جريرٍ: (يقولُ تعالى ذِكْرُه:
وَإِذَا عَلِمَ هذا الأفَّاكُ الأثيمُ
مِنْ آياتِ اللهِ
شَيْئًا اتَّخَذَها هُزُوًا يقول: اتَّخذ تلك الآياتِ التي عَلِمَها هُزُوًا، يسخَرُ منها، وذلك كفِعلِ أبي جَهلٍ حين نزلت
إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ طَعَامُ الْأَثِيمِ [الدخان: 44] إذ دعا بتَمرٍ وزُبدٍ فقال: تزَقَّموا مِن هذا، ما يَعِدُكم مُحمَّدٌ إلَّا شَهدًا، وما أشبَهَ ذلك من أفعالِهم)
[2799] يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (21/ 76). .
وقال
ابنُ حزمٍ: (صَحَّ بالنَّصِّ أنَّ كُلَّ مَن استهزأ باللهِ تعالى، أو بمَلَكٍ من الملائكةِ، أو بنبيٍّ من الأنبياءِ عليهم السَّلام، أو بآيـٍة من القُرآنِ، أو بفريضةٍ مِن فرائِضِ الدِّينِ -فهي كُلُّها آياتُ اللهِ تعالى- بعد بُلوغِ الحُجَّةِ إليه؛ فهو كافِرٌ)
[2800] يُنظر: ((الفصل)) (3/ 142). .
وقال
القُرطبيُّ عند تفسيرِه لقَولِه تعالى:
فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا.. الآية: (
حَتَّى أَنسَوْكُمْ ذِكْرِي أي: حتى اشتغَلْتُم بالاستهزاءِ بهم عند ذِكْري
وَكُنتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ استهزاءً بهم، وأضاف الإنساءَ إلى المؤمنين؛ لأنَّهم كانوا سببًا لاشتغالِهم عن ذِكْرِه، وتعدَّى شُؤمُ استهزائِهم بالمؤمنين إلى استيلاءِ الكُفرِ على قُلوبِهم،... ويُستفادُ من هذا: التحذيرُ من السُّخريةِ والاستهزاءِ بالضُّعَفاءِ والمساكينِ، والاحتقارِ لهم، والإزراءِ عليهم، والاشتغالِ بهم فيما لا يعني، وأنَّ ذلك مُبعِدٌ من اللهِ عزَّ وجَلَّ)
[2801] يُنظر: ((تفسير القرطبي)) (12/155). .
جاء في (الفتاوى البَزازيَّة): (الاستِخفافُ بالعُلَماءِ لكَونِهم عُلَماءَ استِخفافٌ بالعِلمِ، والعِلمُ صِفةُ اللهِ تعالى منَحَه فضلًا على خيارِ عِبادِه، لِيَدُلُّوا خَلْقَه على شريعتِه نيابةً عن رُسُلِه، فاستخفافُه بهذا يُعلَمُ أنَّه إلى من يعودُ)
[2802] يُنظر: ((الفتاوى البزازية)) (6/336). .
وقال ابنُ نجيم: (الاستهزاءُ بالعِلمِ والعُلَماءِ كُفرٌ)
[2803] يُنظر: ((الأشباه والنظائر)) (ص: 160). .
وسُئِل
ابنُ باز: ما حُكمُ من يستهزئُ بالمؤمنين المتمَسِّكين بالسُّنَّة؟ وخاصَّةً موضوعَ اللِّحيةِ، ويقول أيضًا: أولئك الذين يرفَعون الثَّوبَ إلى الكعبينِ؟
فأجاب: (الاستهزاءُ من أقبَحِ الكبائِرِ، ومن أقبَحِ الشُّرورِ، لا يجوزُ الاستهزاءُ بالمُسلِم فيما فعله من الشَّرعِ، وإذا استهزأ بالدِّينِ قَصْدُه أنَّ هذا الشَّرعَ ليس بشَيءٍ، أو أنَّه هَزِئَ بنوعٍ من العِباداتِ، صار كافِرًا، نعوذُ باللهِ؛ يقولُ اللهُ جَلَّ وعلا:
قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ [التوبة: 65، 66]، فالاستهزاءُ بالصَّلاةِ أو باللِّحَى أو غيِر المُسبِلين، أو بالصِّيامِ أو بالحَجِّ، يكونُ كُفرًا رِدَّةً عن الإسلامِ، إذا كان قَصْدُه الاستهزاءَ بالشَّرعِ.
أمَّا إذا كان قَصْدُه الإنسانَ نَفْسَه، وليس قَصْدُه اللِّحْيةَ، بل استهزأ بمِشْيَتِه أو سوءِ تصَرُّفِه، هذا لا يجوزُ، لكن لا يكونُ كُفرًا، أمَّا إذا كان قَصْدُه استنكارَ اللِّحْيةِ، واستقباحِ عَمَلِه، أو استقباحِ مَنعِ الإسبالِ؛ فهذا كُفرٌ، يعني استهزاءً بالشَّرعِ. فالواجِبُ الحَذَرُ من هذا الأمرِ العظيمِ، يعني: خطير، يجِبُ الحَذَرُ منه، فلا يجوزُ الاستهزاءُ بشَيءٍ من الشَّرعِ؛ لا باللِّحَى، ولا بمَنعِ الإسبالِ، ولا بالصَّلاةِ، ولا بالصَّومِ، ولا بغيرِ ذلك، يجِبُ على المؤمِنِ أن يخضَعَ لشَرعِ اللهِ، وأن يؤمِنَ به، وأن يُعَظِّمَه، وألَّا يستهزئَ به. نسألُ اللهَ العافيةَ)
[2804]يُنظر: ((فتاوى نور على الدرب)) (4/172). .
وسُئِل
ابنُ عُثيمين عن حُكمِ من يسخَرُ بالملتَزِمين بدينِ اللهِ ويَستهزِئُ بهم؟
فأجاب: (هؤلاء الذين يَسخَرون بالمُلتَزِمين بدينِ اللهِ المنَفِّذين لأوامِرِ اللهِ، فيهم نوعُ نِفاقٍ، فإنَّ اللهَ قال عن المُنافِقين:
الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ [التوبة: 79] ، ثمَّ إن كانوا يَستَهزِئون بهم مِن أجْلِ ما هم عليه من الشَّرعِ، فإنَّ استهزاءَهم بهم استهزاءٌ بالشَّريعةِ، والاستِهزاءُ بالشَّريعةِ كُفرٌ، أمَّا إذا كانوا يَستَهزِئون بهم يَعْنون أشخاصَهم وزِيَّهم، بقَطْعِ النَّظَرِ عمَّا هم عليه من اتِّباعِ السُّنَّةِ؛ فإنَّهم لا يَكفُـرون بذلك؛ لأنَّ الإنسانَ قد يَستَهزِئُ بالشَّخصِ نَفْسِه بقَطْعِ النَّظَرِ عن عَمَلِه وفِعْلِه، لكِنَّهم على خَطَرٍ عظيمٍ)
[2805] يُنظر: ((مجموع فتاوى ابن عثيمين)) (2/ 158). .