الموسوعة التاريخية


العام الهجري : 1397 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1977
تفاصيل الحدث:

كانت جيبوتي (الصُّومال الفرنسي) تحت الاحتلال الفَرَنْسي الذي سامها سوءَ العذاب، ثم بعد الحرب العالمية الثانية جرى التَّصويت على دستور ديغول الخاصِّ بالمستعمرات الفرنسية، وتدخلت فرنسا بالاستفتاء لصالح قَبول الدُّستور، فأصبحت جيبوتي ضمن المجموعة الفرنسيَّة، وفي منتصف عام 1378هـ قامت مظاهراتٌ تطالب بالاستقلال الكُلِّي وتندِّد بالاستفتاء الذي لم يكن حرًّا، وجرى إضراب عامٌّ للعمال، ولكنْ قُمِع بالبطش وبقي أمرُ البلاد تحت النفوذ الفرنسي، وأُعيد تسمية المنطقة من الصومال الفرنسي إلى المنطقة الفرنسية عفر وعيسى (وهما اسما قبيلتينِ فيها)، ثم تمَّ الاتفاق أخيرًا على إجراء استفتاء شَعْبي على الاستقلال، وفي الوقت نفسه تجري انتخاباتٌ لمجموعة من النُّوَّاب في جمادى الأولى 1379هـ / أيار 1977م، وأن الاستقلال يجب أن يتبع ذلك، وبعد شهر اتَّفقت الأحزاب جميعُها على أن يضمَّها حزب واحد يحمل اسمَ التجمُّع الشَّعبي من أجل الاستقلال، وجرى الاستفتاءُ الذي أظهر التأييد التامَّ للاستقلال، وانتُخِب حسن جوليد أبتدون رئيسًا للجمهورية، وأصبحت جيبوتي مستقلة بدءًا من 11 رجب / 27 حزيران.

العام الهجري : 1397 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1977
تفاصيل الحدث:

أعلن الرئيس المِصْري محمد أنور السادات في 28 ذي القعدة 1397هـ / 9 نوفمبر 1977م أمام مجلس الأُمَّة أنه على استعداد للذَّهاب إلى جنيف؛ للمُفاوضة مع إسرائيل، بل يُمكِن أن يذهب إلى الكنيست ومُناقشة اليهود، وكان هذا نوعًا من جسِّ نَبْض الشعب ورؤية ردِّ الفعل الذي نتج عنه فعلًا استقالة عددٍ من الوزراء، منهم وزير الخارجية، ورئيس مجلس الوزراء نفسه، وتمَّ تعيين بطرس غالي بدلًا عنه، وقام الرئيس السادات بزيارة مُفاجئة لسوريا لإقناع الرئيس حافظ الأسد واستمالته، ولكنه لم يوفَّق في ذلك، ثم قام فعلًا بالسَّفَر إلى القُدس في 8 ذي الحجة 1397هـ / 19 تشرين الثاني؛ ليُباحث اليهود في مسألة السلام، وأثار كل الفئات عليه داخليًّا وخارجيًّا، حتى إن مقرَّ جامعة الدول العربية تحوَّل إلى تونس بعد أن كان بالقاهرة، وكذلك غيرها من المنظَّمات والمؤتمرات العربية والإسلامية، وأُوقِفت عُضوية مِصر في جامعة الدول العربية، واستمَرَّ الموقف ضدَّه إلى أن اغتيل في 1401هـ.

العام الهجري : 1397 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1977
تفاصيل الحدث:

تأسَّست الجبهة القوميَّةُ للصمود والتصدِّي ردًّا على زيارة الرئيس المصري أنور السادات للقدس، وبدء المفاوضات المصريةِ؛ لعقدِ صُلح مُنفردٍ مع إسرائيل. وقد ضمَّت الجبهةُ ليبيا وسوريا والجزائر ومُنظمةَ التحرير الفلسطينية واليمنَ الجنوبي.

العام الهجري : 1398 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1978
تفاصيل الحدث:

اعترفتِ الحكومةُ البلجيكية بالدين الإسلاميِّ كأحد الأديان الرئيسيةِ في البلاد. وكان هذا الاعترافُ هو الأولَ من نوعه في أوروبا، وفي عام 1998م وبعدَ حوالي ربعِ قرنٍ على هذا الاعترافِ حقَّق المسلمون نجاحًا آخر عندما خاضوا انتخاباتٍ على مُستوى الأقلِّية لاختيار هيئةٍ موحَّدةٍ تمثِّلهم لدى الحكومةِ، وتكون بمثابة المحاور الرسميِّ للسلطات البلجيكية في شؤون المسلمين.

العام الهجري : 1398 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1978
تفاصيل الحدث:

ترأَّس محمد داود أفغانستان بانقلابٍ في 1393 هـ/ 1973م ضدَّ الشاه محمد ظاهر (وهو ابنُ عمِّ الشاه) وكانت ميولُ محمد داود للروس الذين أرادوا منه أن يخنقَ الدعوات الإسلامية في البلاد، ومن ثَم تستطيع الشيوعيةُ أن تنتشرَ فيها، وهذا ما حصل فعلًا في البدايةِ، ولكن لما رأى أن كفَّةَ الشيوعيِّين بدأت ترجحُ وأحسَّ من نفسه بالتبعية لها أرادَ أن يرجعَ عمَّا هو عليه، فبدأ بالتودُّد للدول الإسلامية، كالسعوديةِ وباكستانَ وليبيا، وألقى أيضًا القبضَ على كثير من الزعماءِ الشيوعيين، ومنهم محمد تراقي، وحفيظ الله أمين، وبابرك كارمل، ولكن هذا لم يُعجبِ الشيوعيِّين، وقبل أن يتابع ضرباتِه حدثَ الانقلابُ في 22 جمادى الأولى 1398هـ / 29 نيسان بقيادة "محمد غلاب زي" أحد قادةِ جناح خلق (حزب شيوعي) والعميدِ الشيوعيِّ عبد القادر، ضد الرئيس محمد داود وأُلقيَ القبض عليه وسلَّموا السلطة إلى زعيم حزب خلق: نور محمد تراقي، واحتفظ لنفسه برئاسة الحكومة، وجعل بابرك كارمل نائبه، وفي اليوم الأول من الانقلاب قُتِل أكثر من 15 ألفَ نفس، وقُتِل الرئيس محمد داود وأبناؤه وباقي أفراد أسرته، هذا بالإضافة لقتلِه المئات من القادة الإسلاميِّين وعشرات الألوف من العامة غير الذين أودعهم غياهبَ السجون مع التفنُّن بألون العذابِ المرير، وعُرِفت هذه الحركة بثورة ساور، أي: ثَوْرة نيسان.

العام الهجري : 1398 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1978
تفاصيل الحدث:

هو السردارُ محمد داود ابن عمِّ الملك محمد ظاهر شاه، وزوج شقيقتِه، ضابط في الجيش الأفغانيِّ، درس في مدينة كابول، وأتمَّ دراستَه العسكريةَ في فرنسا، عُيِّن عام 1350هـ أيام محمد نادر خان حاكمًا على مقاطعة قندهار، وبعدَ خمس سنواتٍ عُيِّن قائدًا لقوات المنطقة الوسطى، ومديرًا للكلية الحربيةِ، وعُهد إليه برئاسة الوزارة عام 1373هـ فاحتفظ لنفسِه بحقيبتي وزارتي الداخلية والدفاع إضافة إلى رئاسة الحكومة، فحكم البلادَ مدَّة عشر سنواتٍ، ولما عُرف بميوله تجاه الروس وأطماعه بالحكم نُحِّيَ عن رئاسةِ الحكومة عام 1383هـ، ثم قاد الانقلابَ في 17 /6 / 1393هـ 17 /7 / 1973م بدعم من الشيوعيِّين الأفغان الذين جاءتهم الأوامرُ من موسكو بدعم محمد داود، ونجح الانقلاب. كان هدفُ محمد داود من الانقلاب الوصولَ للسلطة والمحافظة عليها؛ لذلك تقرَّب من روسيا وعمِلَ على خنق الدعوة الإسلامية لإرضائها، بينما روسيا لم تكن ترى داود سوى مرحلة -لأنَّه لم يكن شيوعيًّا- لتضعَ الشيوعية يدها على أفغانستان بعد أن يقضيَ على الدعوة الإسلاميةِ، وفي ربيع الأول 1397هـ أعلن تشكيل حكومةٍ مدنية ونهاية الحكم العسكريِّ، فأخذ السُّخط يتزايد عليه خاصَّة من أفراد القوات المسلحةِ، ولما أحسَّ داود بترجُّح كفَّة الشيوعيين خاصَّةً مع وجود 350 خبيرًا من الخبراء الروس الذين جلبهم إلى أفغانستانَ لدعم حكومتِه، بدأ بتصفية الشيوعيِّين والتقرُّب للدول الإسلامية، وفي 19 جمادى الأولى اغتُيل أحد زعماء حزب برشام الشيوعيِّ بتدبير من حزب محمد تراقي الشيوعي، واتُّهم محمد داود بالتآمر على قتلِه، فوقع انقلاب شيوعيٌّ في 22 جمادى الأول 1398هـ على داود، فأُودع السجن مع أفراد أسرتِه واغتُيل في يوم الانقلاب 15 ألفًا، وسلَّم الشيوعيون الرئاسة لأنور محمد تراقي زعيمِ حزب الشعبِ الشيوعيِّ, فأمر محمد تراقي بإخراج محمد داود من السجن، فقُتِل محمد داود وباقي أفراد أُسرته.

العام الهجري : 1398 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1978
تفاصيل الحدث:

كان أولُ رئيس موريتانيٍّ بعد الاستقلالِ هو مختار ولد داده الذي لم يُبقِ على أي حزبٍ إلا الحزب الحاكم، وبقِيَ رجالُ حزبه يتحكَّمون في البلاد، وازداد الجفافُ والخلافُ على الصحراء المغربيةِ، والحالة الاقتصاديةُ تتأخَّر وتتدهور، وتضايق الناس، وأربكت قضيَّة الصحراء وضعَ البلاد، وانتقل التذمُّر إلى العسكريِّين، فقامت حركةٌ هدفُها تحقيقُ السلام بإخراج البلادِ من حرب الصحراءِ، وتقويم الوضع الاقتصاديِّ، وقادها عددٌ من الضباطِ العسكريِّين، وتمَّت الحركةُ بنجاح تامٍّ في 5 شعبان 1398هـ / 10 تموز، وحلَّت اللجنة العسكريةُ للتصحيحِ الوطنيِّ حزبَ الشعب الجمهوري الموريتاني الحزب الحاكم، واختارتِ العقيدَ ولد مصطفى ولد محمد السالك رئيسًا للجمهوريةِ.

العام الهجري : 1398 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 1978
تفاصيل الحدث:

بعد أن تولَّى محمد أنور السادات رئاسةَ مصرَ خلفًا لجمال عبد الناصر أعلن سيرَه على نفس الخُطى، إلا أنه بدأ بالميل إلى أمريكا؛ ففتح البابَ كاملًا للأمريكانِ. فاجأ الساداتُ العالمَ أجمعَ العربي والإسلاميَّ بزيارته للقدس، نجم عنها توقيع معاهدةَ السلام المصرية الإسرائيلية (كامب ديفيد) في الولايات المتحدةِ؛ وقَّع المعاهدةَ من الجانب الإسرائيليِّ رئيسُ الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيغن، ومن الجانب المصريِّ الرئيسُ المصري أنور السادات، وُقِّعت المعاهدة بعد 12 يومًا من المفاوضات في مُنتجع كامب ديفيد الرئاسيِّ في ولاية ميريلاند القريبِ من عاصمة الولايات المتحدةِ واشنطن؛ حيثُ كانتِ المفاوضاتُ والتوقيع على الاتفاقيةِ تحت إشراف الرئيس الأمريكيِّ كارتر. تُمثل اتفاقية كامب ديفيد تحولًا تاريخيًّا في مجرى الصراع العربيِّ الإسرائيليِّ والقضية الفلسطينية؛ فقد اعترف الساداتُ في هذه الاتفاقية بشرعيةِ الوجود اليهوديِّ في المنطقة، وبحقِّهم في الأمنِ والسلامِ، وإقامة علاقات حُسن جوارٍ وتعاون معه، وأخرج مصر من حلَبة الصراع مع إسرائيلَ دون أن يقابلَ ذلك أيَّ كسب سياسيٍّ وغيره لمصر سوى الجلاء عن سيناءَ بعد إقامة قوى أمريكية في معظم أنحائها، وقد قوبل هذا الاتفاقُ بموجة عارمةٍ من السُّخط العربي والإسلامي، وفي 26 مارس / آذار 1979م بعدَ خمسة أيام من تصديق معاهدة السلام المصريةِ الإسرائيلية عُلِّقَت عضوية مصر في الجامعةِ العربية، ونُقِل مقرُّها من القاهرة إلى تونس.

العام الهجري : 1398 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 1978
تفاصيل الحدث:

أعلنت جبهةُ الصمود والتصدِّي التي تتكوَّن من سوريا والعراق وليبيا واليمنِ الجنوبيِّ والجزائر ومُنظمةِ التحرير الفلسطينية في قمَّتِها الثالثة في دمشقَ رفضَها لاتفاقية كامب ديفيد؛ معاهدة السلام المنفردةِ من قِبَل مصر مع إسرائيلَ التي وقَّعها الساداتُ مع إسرائيل في 17/ 9/ 1978م. دون مراعاةِ مصر للإجماع العربي والمتبِّني في حينِه اللاءات الثلاثة: (لا صُلح، لا اعتراف، لا تفاوض) مع العدو الصهيونيِّ قبل أن يعودَ الحقُّ لأصحابه، والتي اعتمدت في قمَّة الخرطوم في أغسطس 1967م بعد نكسةِ حزيران 67، وقد عرفت تلك القمة "بقمة اللاءات الثلاثة".

العام الهجري : 1398 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1978
تفاصيل الحدث:

انتهت ولايةُ الرئيسِ المالديفي إبراهيم ناصر وجرتِ الانتخابات، ولكن دون أن يرشِّح الرئيسُ إبراهيم ناصر نفسَه، واختار المجلس وزيرَ المواصلاتِ مأمون عبد القيوم لمنصب الرئاسةِ، فتسلَّم مهمَّته.

العام الهجري : 1398 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1978
تفاصيل الحدث:

عُقد مؤتمر القمَّةِ العربية التاسعُ (قمة بغداد) بناءً على طلبِ العراق على إثرِ توقيع مصر اتفاقية كامب ديفيد للسلام مع إسرائيلَ؛ حيثُ وقَّع أنور السادات معاهدةَ السلام من جانب واحدٍ مع إسرائيلَ، فقرَّر المؤتمر أنَّ الاتفاقاتِ التي وقَّعتْها الحكومةُ المصرية في كامب ديفيد أضرَّت بحقوق الشعبِ الفلسطيني، وتم حثُّ الحكومة المصريةِ على عدم التصديقِ على الاتفاقياتِ، والأهمُّ من ذلك أن الجامعةَ جمَّدت علاقاتِها مع حكومة مصرَ، وشاركت في القمَّةِ عشرُ دول عربية ومنظمةُ التحريرِ :الفلسطينية، ولم يصدُرْ عن المؤتمر بيان ختاميٌّ، وأما أهمُّ قراراتِه فهي:
- عدمُ موافقة المؤتمرِ على اتفاقياتِ كامب ديفيد.
- توحيدُ الجهودِ العربية من أجل معالجةِ الخلل الاستراتيجيِّ العربي.
- دعوةُ مصر إلى العودةِ عنِ اتفاقيات كامب ديفيد.
- حظرُ عقد صُلحٍ منفرد مع إسرائيلَ.
- دعمُ الجبهة الشمالية والشرقية ومنظمة التحرير الفلسطينية ماديًّا.
- نقلُ مقرِّ الجامعة العربيةِ إلى تونس وتعليقُ عضوية مصر.
- تطبيقُ قوانين المقاطعةِ على الشركات والأفراد المتعاملين في مصر مع إسرائيلَ، والتمييز بين الحكومةِ والشعب في مصر.
- إلغاءُ القراراتِ التي اتخذها مجلسُ الجامعة العربية بمُقاطعةِ اليمنِ.

العام الهجري : 1399 العام الميلادي : 1978
تفاصيل الحدث:

كانت رئاسةُ الرئيس الموريتانيِّ ولد مصطفى بن ولد محمد السالك صوريةً، ولا تصرُّفَ له، بينما المتصرِّف الفعليُّ هو المقدم أحمد بوسيف الذي تُوفِّي في رجب عام 1399هـ فحلَّ محله المقدم محمد خونا ولد هيداله، والذي أصبح بدورِه هو المتصرِّفُ الفعليُّ والرئيس ما يزال بلا سلطةٍ إلى أن قام المقدم محمد خونا بعزلِ ولد مصطفى عن رئاسةِ الجمهوريةِ، وتسلَّم مكانه ورفع رتبتَه إلى لِواء.

العام الهجري : 1399 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1978
تفاصيل الحدث:

هو محمد إبراهيم بوخروبة، المعروفُ باسم هواري بومدين زعيم أمازيغي رئيسُ الجزائر. وهو ابنُ فلاحٍ بسيطٍ من عائلة كبيرةِ العددِ ومتواضعة الحال تَنتمي إلى عرش بني فوغال التي نزحت من ولاية جيجل عندَ بداية الاحتلال الفرنسيِّ، وُلد سنة 1932في دوَّار بني عدي (العرعرة) على بُعد بضعةِ كيلومترات غرب قرية "قالمة" من قرى الشرقِ الجزائريِّ، وتعلَّم بها وبقسنطينةَ، والتحقَ في تلك الحِقبة بجامع الزيتونةِ الذي كان يقصِدُه العديدُ من الطلبة الجزائريين، وهو من أبرزِ رجالاتِ السياسةِ بالجزائر في النصف الثاني من القرن العشرين، أصبحَ أحدَ رموز حركة عدم الانحيازِ، ولعِبَ دورًا هامًّا على الساحةِ الإفريقية والعربية، وكان أول رئيسٍ من العالم الثالث تحدَّث في الأمم المتحدة عن نظام دوليٍّ جديدٍ، وقد رفض هواري بومدين خدمة العلَمِ الفرنسيِّ وفرَّ إلى تونس سنة 1949م. ومن تونسَ انتقل إلى القاهرةِ سنة 1950م حيث التحق بجامع الأزهر ودرس فيه وتفوَّق في دراسته. تولَّى بومدين الحكم في الجزائرِ بعد انقلابٍ عسكريٍّ من 19 يونيو 1965م إلى غاية ديسمبر 1978م. فتميَّزت فترة حكمِه بالازدهارِ في الجانب الزراعي، كما قام بتأميمِ المحروقاتِ الجزائرية (البترول)، وأقام أيضًا قواعدَ صناعيةً كبرى ما زالت تعمل إلى حد الساعةِ. وكان في أول الأمرِ رئيسًا لمجلس التصحيح الثوريِّ، تم انتخابه رئيسًا للجمهوريةِ الجزائريةِ عام 1975. مات بعد أن أصيب بمرض عضال في صباح الأربعاء 27 ديسمبر.

العام الهجري : 1399 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1978
تفاصيل الحدث:

بعد اغتيالِ رئيسِ أفغانستان مُحمد داود وعائلتِه ومعظم مساعديه في مذبحةٍ جماعيَّةٍ بشعةٍ في انقلاب شيوعيٍّ حكم البلادَ أولُ شيوعيٍّ هو نور محمد تراقي مؤسِّس حزب الشعب الشيوعيِّ، وحرص الاتحادُ السوفيتيُّ فورًا على دعم تراقي؛ من أجل إقامة نظامٍ ماركسيٍّ؛ ولذلك أبرمت موسكو بعد قرابة ثمانيةِ أشهرٍ من الانقلاب الشيوعيِّ الدمويِّ معاهدةَ صداقة ثنائية بين البلدينِ في 4 محرم / 5 ديسمبر تمتدُّ لعشرين عامًا، وتعهَّدت موسكو من خلال الزعيم السوفيتيِّ ليونيد بريجنيف بزيادة مُساعداتها الاقتصادية والعسكرية لأفغانستانَ، وقد استُخدِمت هذه المعاهدة فيما بعد لتبريرِ الغزوِ السوفيتيِّ لأفغانستان.

العام الهجري : 1399 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1978
تفاصيل الحدث:

هو القارئُ المشهورُ مصطفى محمد المرسى إسماعيل. من روَّاد التلاوة والترتيل للقرآن الكريمِ وكان يطلق عليه (كروان المقرئين)، ولد عام 1905 في محافظة الغربية بمصرَ في قرية ميت غزال، وقرَّر جدُّه إلحاقه بكُتَّاب القرية بمجرَّد أن بلغ الخامسة من عمرِه، واستطاع أن يتمَّ حفظ القرآن الكريم كاملًا وهو في سنِّ الثانية عشرة، درس بعدها القراءاتِ القرآنيةَ حتى أجادها وهو في السابعة عشرة من عمره، وسافر بعدها إلى طنطا للالتحاقِ بمعهد الأحمدي الأزهري. يُعدُّ الشيخ مصطفى من أبرز شيوخِ التلاوة في مصر والعالم الإسلاميِّ. أتقن المقامات وقرأ القرآن بأكثر من 19 مقامًا بفروعها، وقد عُرف عنه أنه صاحب نَفَس طويل في القراءة التجويديةِ. كان عضوًا في رابطة تضامُن المقرئين التي كان يرأسها الشيخ محمد الصيفي. كان أولَ قارئ يُسجَّل في الإذاعة المصريةِ دون أن يُمتَحَن فيها، ولما سمع الملكُ فاروقُ تلاوتَه طلب على الفور من مساعده بأن يأتيَ به ليصبحَ قارئ الديوان الملكيِّ خلال شهر رمضانَ، وبالفعل نزلَ الشيخُ ضيفًا على الاستراحة الملكيةِ بفندق شبرد لمدة سبعة أعوامٍ كاملةٍ. واصطحبَه الساداتُ معه في رحلته الشهيرة إلى مدينة القدس عام 1977، وهناك قام بالخطابةِ وإمامةِ صلاة الجمعة في المسجدِ الأقصى. كانت فرنسا، إنجلترا، أمريكا، أستراليا، وبيروت: محطَّات من رحلاتِ الشيخ إلى الخارج، والتي لم تتوقَّف إلا بوفاتِه. أصيب الشيخ بجلطةٍ في دماغه نُقل على إثرها إلى المستشفى بالإسكندريةِ وهو في غيبوبة تامَّةٍ ظلَّ بها عدَّة أيام إلى أن تُوفِّي صباح يوم الثلاثاء 26 ديسمبر، وأُقيمت له جنازة رسميَّة يوم الخميس 28 ديسمبر، ودُفن في مسجده الملحق بداره في قرية ميت غزال بالسنطةِ بمحافظة الغربيةِ.

العام الهجري : 1399 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1979
تفاصيل الحدث:

عمِلَ الشاهُ ما سماه الثورة البيضاء والتي هدفُها إخضاعُ رجال الدينِ وأخْذ جزءٍ من ممتلكاتهم أيضًا، وكان الخمينيُّ قد سُجِن بسبب ردِّه على الشاه يوم رفَضَ تعدُّد الزوجات، ثم نُفيَ إلى تركيا، ثم إلى العراق، وعاش في النجف، ثم أُجبر على السفر من العراقِ، ورفضت الكويتُ استقباله فسافر إلى فرنسا، ومع ذلك كانت خُطبه وكلماتُه وحماسه يُنقَل إلى إيران فتحدُث بسببها أعمالُ شغب ومظاهرات، وحدثت عدَّة أعمال عنفٍ في عددٍ من المدن ووقعت الصِّدامات مع الشرطةِ، وكان يسقطُ الكثير من القتلى أثناءَ هذه الصداماتِ، وكلُّ هذه الأمور كانت مقدِّمةً للثورة، ثم أعلن الخمينيُّ من مكان إقامتِه في باريس في 9 ذي القعدة 1398هـ / 10 تشرين الأول 1978م أن الحكومةَ الإيرانيَّةَ قد دعته ليكفَّ عن نشاطه السياسيِّ، مما ألهب المظاهرات في اليوم التالي حتى اقترح حاكمُ طهران العسكري على الشاهِ تدميرَ مدينة قم كلِّها، وأما الخمينيُّ فاجتمعَ في باريس مع قادة المعارضةِ في سبيل التنسيقِ للحركةِ، وفي اليوم التالي لعاشوراء يوم حداد الرافضةِ تدفَّق مليونا متظاهرٍ يلبسون لباسَ الحداد، وهم يهتفون: الله أكبر، وكان الجيشُ على استعداد لأي عملٍ من المتظاهرين، ثم دعا الخمينيُّ الشعبَ إلى الجهادِ، واشتعلت نار الثورةِ وتحوَّلت من مظاهراتٍ إلى ثورة معارضةٍ تطالب بإسقاطِ النظامِ، وبدأ الشاه يسترضي الشعبَ حتى خرج في التلفازِ وقال: إنه سيعمَلُ ما يأمر به الشعبُ، وفي 7 صفر / 7 كانون الثاني 1979م صرَّح حسن منتظري بعد عودته من لقاءِ الخمينيِّ رفضه أية حكومة طالما بقِيَ الشاه، ولن تقبل سوى سقوطِ الشاهِ لإقامة جمهوريةٍ إسلاميةٍ، وذلك أن الشاهَ قد أعلن أنه يريد السفرَ خارجَ البلاد وترْك مجلس وصاية نيابةَ عنه، فغادرَ الشاه إيران في 7 صفر 1399هـ / 7 يناير إلى القاهرةِ، وأعلن الخمينيُّ أنه سيعودُ للبلاد وأنه لا يريد أن يكونَ رئيسًا عليها، ثم وصل الخمينيُّ إلى طهران في 4 ربيع الأول / شباط، وكان في استقبالِه في المطارِ ستَّةُ ملايين شخصٍ، وأحاطت هذه الجموعُ بالرجل ذي 80 عامًا، فاستقلَّ طائرة هليكوبتر ليُكمِلَ رحلته فوق رؤوس البشرِ الذين احتشدوا لاستقبالِه، ومع قدومه ذابتِ الدولةُ وسلطتُها وحكومتُها أمام شخصيتِه، وانضمَّت بعض وحدات الجيش إلى المتظاهرين، وأُعلِنَ أنَّ رحيلَ الشاه نهاية المطافِ؛ فالأهمُّ هو إنهاء التسلُّط الأجنبيِّ، ونقَلَ التلفاز وقائع وصولِه، وأعلن الخمينيُّ عدم شرعية الحكومةِ شهبور بختيار، وعين مهدي بازركان رئيسًا للوزراء، وأعلنت حكومة بختيار رئيس وزراء الشاه منع التجوُّل، لكنَّ الخمينيَّ ردَّ عليه بإعلان العصيان المدني، وكتب ورقةً نُقلت صورتُها على شاشة التلفازِ الذي استولى عليه أنصارُه، فيها: "تحدَّوا حظرَ التجول" فتدفَّق الشعب إلى الشارع، وتصاعدتْ حدَّة المواجهات، واستولى المتظاهرون على كميات كبيرةٍ من أسلحةِ الجيش، فجاء القائد الأعلى للقواتِ المسلَّحة الجنرال قرباغي إلى الخمينيِّ وأعلن استسلامَه وحيادَ الجيش في المواجهات التي تحدُث في المدن بين مؤيِّدي النظامين، وعادت القواتُ العسكريةُ إلى مواقِعها، وأعلن الخمينيُّ قيامَ الجمهورية الإسلاميَّة الإيرانية، وفرَّ شهبور بختيار إلى فرنسا؛ حيث اغتالَه هناك الحرسُ الثوريُّ الإيراني في 6 أغسطس عام 1991م. استمرَّت الثورة سنة كاملةً ذهب ضحيَّتها 76.311 قتيلًا وعشرات الآلافِ من الجرحى، ورفعت الثورةُ الإسلامية في إيرانَ الشعاراتِ التي يمكن أن يسيرَ الشعبُ وراءها ويقبلها؛ وذلك لكسبِ التأييد، فطرحت العملَ بالإسلام دون إعلان الانتسابِ الشيعيِّ المرفوض في العالم الإسلاميِّ، كما أعلنوا معاداةَ الدول الصليبيَّة وخاصَّة أمريكا، وأعلنوا التأييدَ للقضية الفلسطينيةِ وأنها ستعملُ على تخليص أرضِ الشام ممن دنَّسها، وصرَّح الخمينيُّ أنه سيقطع علاقاتِه مع إسرائيلَ، ثم بدا للعالم الإسلامي النوايا عندما أظهر الخميني والقادة معه العقيدةَ الرافضية فخَفَّ التأييد العالمي الإسلامي بل انعدم في أكثرها.

العام الهجري : 1399 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1979
تفاصيل الحدث:

لما تُوفِّي هواري بو مدين في أواخر عام 1398هـ في مدينةِ الجزائرِ اجتمع المجلسُ العسكريُّ وكتم الوفاةَ حتى اتفق أعضاؤه على تسليمِ أحدِهم الرئاسةَ، ووقع الاختيارُ على الشاذلي بن جديد.

العام الهجري : 1399 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1979
تفاصيل الحدث:

تُعدُّ مُعاهدةُ السلامِ بين مصرَ وإسرائيلَ عام 1979 أوَّلَ خَرْقٍ عربيٍّ للموقف العربيِّ مِن إسرائيل؛ حيث تعهَّدت الدَّولتانِ بمُوجِب هذه المعاهدةِ على إنهاءِ حالة الحرْبِ وإقامة عَلاقاتٍ وُديَّةٍ بينهما؛ تَمْهيدًا للتسويةِ التي تقومُ على مَبدأ (الأرض مُقابِل السلام)؛ فتَنسحِبُ إسرائيلُ مِن سيناء التي احتلَّتْها عام 1967، مُقابلَ اعترافِ مِصرَ بإسرائيلَ، وتنصُّ المعاهدةُ على: (أنَّ حُكومتي جُمهورية مصرَ العربية ودَولة إسرائيلَ، اقتِناعًا منهما بالضرورةِ الماسَّةِ لإقامةِ سلامٍ عادلٍ وشاملٍ ودائمٍ في الشرْق الأوسَطِ، وَفقًا لقرارَيْ مجلس الأمن 242 و338، إذ تُؤكِّدانِ من جديدٍ الْتزامَهما "بإطار السلامِ في الشرق الأوسط المتَّفَق عليه في كامَب دِيفيد" المؤرَّخ في 17 سبتمبر (أيلول) 1978، وإذ تُلاحظانِ أنَّ الإطارَ المشار إليه إنما قُصِدَ به أن يكونَ أساسًا للسلامِ ليس بين مصرَ وإسرائيلَ فحسْبُ، بل أيضًا بيْن إسرائيلَ وأيِّ مِن جِيرانها العرَبِ -كلٌّ فيما يَخُصُّه على مَبدأ (الأرض مُقابِل السلامِ)- ممن يكونُ على استعدادٍ للتفاوُضِ من أجْلِ السلامِ معها على هذا الأساسِ؛ ورغبةً منهما في إنهاء حالةِ الحرْب بينهما، وإقامةِ سلامٍ تَستطيع فيه كلُّ دولةٍ في المنطقة أن تعيشَ في أمْنٍ، واقتناعًا منهما بأنَّ عقْدَ معاهدةِ سلامٍ بين مصرَ وإسرائيلَ يُعدُّ خُطوةً مُهمَّةً في طريق السلامِ الشاملِ في المنطقةِ، والتوصُّلِ إلى تَسويةٍ للنِّزاع العربي الإسرائيليِّ بكافَّة نَواحيه، وإذ تَدْعوان الأطرافَ العربيةَ الأخرى في النِّزاع إلى الاشتراكِ في عملية السلامِ مع إسرائيلَ، على أساسِ مَبادئ إطار السلامِ المشارِ إليها آنفًا، واسْتِرشادًا بها، وإذ تَرْغبان أيضًا في إنماءِ العَلاقات الوُدِّية والتعاوُن بينهما وَفقًا لِميثاقِ الأُمَم المتحدةِ، ومَبادئ القانون الدوليِّ التي تَحكُم العَلاقات الدولية في وقْتِ السِّلمِ).
وكان الموقِّعون عن الجانبِ المصري: محمَّد أنور السادات رئيسُ جمهورية مصرَ العربية. وعن الجانبِ الإسرائيليِّ: مناحيم بيغن رئيسُ الوزراء الإسرائيليُّ. وشهِدَ التوقيعَ: جيمي كارتر رئيسُ الولايات المتحدة الأميركية.
تاريخُ التوقيعِ: 26 مارس (آذار) 1979- 27 ربيع الثاني 1399هـ.

العام الهجري : 1399 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1979
تفاصيل الحدث:

هو الرئيس ذو الفقَّار علي بوتو بن شاهنواز سياسيٌّ باكستانيٌّ شِيعيٌّ، تقلَّب في مناصبَ عديدةٍ حتى أصبح رئيسًا لباكستان. وُلِد بوتو في 5 كانون الثاني في بَلْدة لاركانا في مقاطعة السِّنْد، والده شاهنواز من مُلَّاك الأراضي في المنطقة ومن أعْيانها، عُرِف والدُهُ بمقارعته للاستِعْمار البريطاني وبمُطالبتِهِ بإنشاء دَوْلة باكستان. وأُمُّه خورشيد هُندوسيَّة الأصل، تشيَّعت قبل الزَّواج بها. درس تعليمَه الأوَّلي في المدرسة العليا لكاتدرائية بُومباي، ثم في جامعتَيْ كاليفورنيا وبيركلي في الولايات المتحدة، وتابع دراستَه في القانون في جامعة أوكسفورد في بريطانيا. وَرِث بوتو مكانةَ أبيه عند وفاته 1949م، وتزوَّج للمرة الثانية من إيرانيَّةٍ سنة 1950م بعد زواجِهِ الأول من ابنةِ عمِّه، ورُزِق من زواجه الثاني بأربعةِ أطفالٍ، كانت بناظير الثانيةَ فيهم. مارس بوتو المُحاماة في بريطانيا، كما حاضَرَ في جامعة ساوثمبتون في جنوب إنجلترا قبل عَودتِهِ إلى كراتشي 1953م؛ حيث تابع مُزاولةَ المُحاماة إلى أن انتقل لعددٍ من الوظائف، كان آخِرَها أن صار عضوَ وَفدِ بلادِهِ إلى الأُمَم المتحدة 1957م. دخَلَ بوتو الحياةَ السياسيةَ عندما اختاره الجنرال أيُّوب خان (سني) رئيسُ الجمهورية وزيرًا للإشراف على تطوير مصادر الطاقة الطبيعيَّة والمَحْروقات 1958م. ترَكَ ذو الفقار علي بوتو الحكومةَ عام 1966م بعد أن تفاقمتِ الخلافاتُ بينه وبين الرئيس محمد أيُّوب خان بشأن اتفاقيَّة طشقند وأسَّس عام 1967م حزبَ الشَّعْب الباكستاني، واختُير أمينًا عامًّا له، وتولَّى رئاسةَ باكستان بعد هزيمة باكستان في حَرْبها أمام الهِنْد التي كان من أبرَزِ نتائجها انفصالُ باكستان الشرقية، وقيام دولة بنغلاديش، ولم يستطِعْ الرئيس أغا محمد يحيى خان (شيعي) تحمُّل تَبِعات الهزيمة؛ فقَدَّم استقالتَهُ سنة 1973م؛ ليتولَّى الحُكم من بعده ذو الفقَّار علي بوتو. كان بوتو يُؤمِن بالاشتراكية الإسلاميَّة تارةً، والاشتراكيَّة الديمقراطيَّة تارةً أخرى. وارتدى لباسًا يُشبه الزِّيَّ الذي كان يرتديه القادة الاشتراكيُّون في الصين. ظلَّ بوتو رئيسًا لباكستان إلى أن قاد الجنرال ضياء الحق انقلابًا عسكريًّا ضدَّه في ٥ يوليو ١٩٧٧، وألقى القبضَ عليه وأودَعَهُ السجنَ، وفى ٤ أبريل ١٩٧٩ نُفِّذ فيه حكمُ القتل.

العام الهجري : 1399 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1979
تفاصيل الحدث:

تسلَّم حِزبُ البَعْث السلطةَ في العراق منذ عام 1388هـ / 1968م، وكان صدَّام حسين التكريتيُّ من المُقرَّبين لأمين الحِزْب أحمد حسن البكر حتى وصَلَ صدَّام إلى مَنصِب الأمين القُطْري لحِزْب البَعْث العربي الاشتراكي، واستطاع أن يُزيحَ من أمامه كلَّ مَن يرى أنهم سيعيقون طُموحَه فأزاح حردان عبد الغفار التكريتيَّ، ثم صالح مهدي، ثم عدنان الحَمْداني، وغيرَهم من القيادة القُطْرية، ومن مَجلِس قيادة الثَّوْرة، ومن الوِزارة، ولم يَبْقَ أمامه سوى الرئيس أحمد البكر الذي بقي صُورةً، وكان صدام حسين هو المُتصَرِّف، وقرَّبَ إليه أيضًا مَن يراهم عونًا له مثل عزت الدوري الذي عُرِف بعزت إبراهيم، وطه ياسين رَمَضان الجزراوي، وطارق حنَّا، ونعيم حداد، وسَعْدون حمادي, وسَعْدون شاكر، وآخرين. ثم في 21 شعبان من عام 1399هـ / 16 تموز 1979م ضرب آخِرَ عَقَبةٍ أمامه، وهو الرئيسُ أحمد حسن البكر بالتَّنحية والإحالة على التقاعُدِ، وشَكَّل مَجلِسَ قيادةِ الثَّوْرة من جديدٍ، فتسلَّمَ رئاستَهُ، وأزاح منه خمسةَ أعضاءٍ، ونصَّبَ نفسَه رئيسًا للجُمهورية، وتسلَّمَ رئاسةَ الحُكومةِ، ورئاسةَ مجلس الثَّوْرة، وبعد تولِّي صدَّام حسين الرئاسةَ حذف من اسمه التكريتيُّ.