عُقِدَ هذا المؤتمرُ في مكَّة المكرَّمة في المملكةِ العربية السُّعوديةِ من 19-22 ربيع الأول 1401 هـ، الموافِق 25-28 يناير 1981م، وقد تغيَّب عن المؤتمر كلٌّ مِن جُمهورية إيرانَ الإسلامية، والجَماهيرية العربية اللِّيبية الشَّعبية الاشتراكية، وقد صدَرَ عنه بلاغُ مكَّةَ المشهورُ الذي أصْدَره المشارِكون، وصدَر أيضًا عنه قراراتٌ كثيرةٌ جدًّا؛ سياسيةٌ، وثقافيةٌ، واقتصاديةٌ، تمَسُّ العالَمَ الإسلاميَّ، كما صادَقَ المؤتمرُ أيضًا على الالتزامِ بتَحرير القُدس العربية؛ لِتَكون عاصمةً للدَّولة الفِلَسطينية، وقرَّر استعمالَ جميعِ القُدرات الاقتصاديةِ والمواردِ الطَّبيعية للدولِ الإسلامية؛ مِن أجْل إضْعاف الاقتصاد الإسرائيليِّ، وإيقافِ ما تحصُل عليه إسرائيلُ من دعْمٍ ماليٍّ، واقتصاديٍّ، وسياسيٍّ، وقرَّر المؤتمر دَعْمَ الحكومةِ اللُّبنانية في جميع المجالاتِ الدوليةِ؛ وذلك لِمُمارسةِ أقصى الضُّغوط على العَدُو الإسرائيلي؛ مِن أجْل وَقف عُدوانه على جَنوب لُبنانَ، وأعرَبَ المؤتمرُ عن قَلَقِه الشديدِ إزاءَ استمرار التدخُّل السُّوفيتي المسلَّح في أفغانستانَ، وجدَّد المطالبةَ بانسحابِ جميع القواتِ الأجنبيةِ عن أرضِ أفغانستانَ. وأكَّد المؤتمرُ على أهمِّية التعايشِ بين الدولِ الإسلامية الأعضاءِ على أساسِ العدْل، والمُساواة، والاحترامِ المتبادَلِ، والالتزامِ بعدَم التدخُّل في الشؤونِ الداخليةِ. واتَّفق مُلوك وأُمراءُ ورؤساءُ الدولِ الإسلامية على إعلانِ الجهاد المقدَّسِ؛ لإنقاذ القُدسِ الشريفِ ونُصرةِ الشَّعب الفِلَسطيني، وتَحقيقِ الانسحابِ مِن الأراضي العربية المحتلَّة، وجدَّد المؤتمرُ مُساندته لحكومةِ جُزر القمَرِ وشَعْبِها في النَّضال الذي يَخوضانِه من أجْل عَودة مايوت إلى مَجموع التُّراب الوطني لجُزُرِ القمَرِ. ووافَق المؤتمرُ على إنشاء مَحكمةِ عدْلٍ إسلاميةٍ، وإنشاءِ مجمعِ يُسمَّى (مجمع الفِقه الإسلامي)، يكون أعضاؤه مِن الفُقهاء والعلماءِ والمفكِّرين في شتَّى مَجالات المعرفةِ؛ مِن فِقهيةٍ، وثقافيةٍ، وعِلْمية، واقتصاديةٍ مِن أنحاءِ العالم الإسلاميِّ لدِراسة مُشكلات الحياةِ المعاصرةِ والاجتهادِ فيها اجتهادًا أصيلًا فاعلًا، بهدَفِ تَقديم الحُلول النابعة من التُّراث الإسلاميِّ والمنفتحةِ على تَطوُّرِ الفِكْرِ الإسلامي لتلك المُشكلاتِ.
اغتِيلَ الرئيسُ ضياء الرحمن في مُحاولة انقلابٍ عَسكري، يُعتقَدُ أنَّ قائده الفريق محمد عبد المنصور، وهو قائدُ إحدى الوحداتِ العسكريةِ، وذلك في 27 رجب 1401هـ / 30 أيار 1981م، وتولى الرِّئاسةَ القاضي عبدُ الستار محمد صايم؛ الرئيسُ السابق الذي خُلِعَ عام 1397هـ، وقد كان نائبًا للرئيسِ ضِياء الرحمن.
أُقْصِي الرئيس أبو الحسن بني صدر مِن قيادة القواتِ المسلَّحة، وأُغلِقَت جَريدتُه، وقامت المظاهراتُ عليه، فاختَفى عن الأنظارِ، فدَعاه الخُميني للظُّهور وإعلانِ تَوبته، ولكنه لم يَستجِبْ، فصدَرَ أمْرٌ بمنْعِه من السفرِ خارجَ البلاد، وفي 19 شعبان 1401هـ / 21 حزيران 1981م قرَّر المجلِسُ النِّيابي عدَمَ صلاحيتِه لرئاسة الدَّولةِ، وتَشكَّلَ مجلسٌ رئاسيٌّ من ثلاثةِ أعضاء، لكن حدَث انفجارٌ في مقرِّ حِزب الجمهورية قُتِل أحدُ هؤلاء الثلاثةِ، ثم في رمضان / تموز جرَت الانتخاباتُ الرئاسية، وفاز بالرِّئاسةِ محمد علي رجائي الذي كان رئيسَ الحكومة، وتمكَّن أبو الحسن بني صدر من الهرَبِ إلى فرنسا، وأخَذ مِن هناك يُعارِض الحكمَ القائم، وسُمِّيَ بالرئيسِ المؤقَّتِ.
ضرَبَت إسرائيلُ المفاعِلَ النَّووي الذي أقامته فَرنسا على بُعْد عشرةِ أميالٍ ونصف الميل جنوب شَرق بغدادَ، واشتَرَكت في العمليةِ 8 طائرات (فالكون - ف16) مُقاتِلة وقاذِفة، في بطْنِ كلٍّ منها 900 كيلو جرام قنابل ثَقيلة، مُوجَّهة بأشعَّة اللِّيزر، تُغطِّيها 8 طائراتٍ أُخرى (إيجل - ف15) مُزَّودة بصواريخ جو - جو، مِن طُراز «سبارو» و«سسايدوندر»، وبها خزاناتُ وَقودٍ إضافية، وأجهزةُ تَشويشٍ إلكتُرونية.. وقد عبَرت الطائراتُ خليجَ العقبةِ على عُلُوٍّ منخفضٍ.. وبعْدَ 1200 ميل قطعَتْها الطائراتُ بسُرعةِ 600 عقدةٍ، وصلَت إلى الهدفِ في الساعة السادسةِ و25 دقيقة بالتوقيتِ المحلِّي.. وفي ذلك التوقيتِ ارتفَعَت مَجموعةُ القاذفاتِ لِتُفْرِغَ ما في أحشائها مِن قنابلَ فوق قُبة المفاعل النَّووي الضخمةِ التي تقَعُ في ضاحية «التوثية» القريبة مِن بغدادَ، والتي تَحوطُها تِلالٌ صغيرةٌ وأشجارُ نَخيلٍ مُثمرةٌ.. استغرَقَت العمليةُ 3 دقائقَ، ثم انسحَبَت بعدها الطائراتُ بزاويةٍ تجعَلُها تَتلافى صواريخَ سام السُّوفيتية.. وتريَّثَت الطائراتُ قليلًا لِتَلتقِطَ صورًا جويةً للذِّكرى والعِبرةِ.. وقد أصدَرَت إسرائيلُ بيانًا أكَّدت فيه نَجاح التدميرِ بلا خسائرَ بشريةٍ من الجانبينِ.. ويُذكَر أن يومَ تنفيذَ العملية كان يومَ إجازةِ الخُبراء الأجانبِ، وعددُهم مائةُ خَبيرٍ.
قُتِلَ رئيسُ جمهورية إيرانَ الإسلامية محمد علي رجائي بعد شهرينِ مِن تَسلُّمه المنصبَ، وقُتِلَ معه في حادثِ انفجارِ قُنبلة رئيسُ الحكومة، ثم جَرَت الانتخاباتُ في ذي الحجة / تشرين الأول، وفاز بها علي خامنئي (أحد المقرَّبين من الخُميني ومِن مؤسِّسي حزب الجمهورية)، وأقسَمَ اليمينَ الدُّستورية بعد عُطلةِ عيدِ الأضحى مباشرةً.
خفَّضت تُركيا حَجمَ تَمثيلِها الدُّبلوماسي مع إسرائيلَ؛ وذلك احتجاجًا منها على قرارِ الكِنيست القاضي بضَمِّ القُدس الشرقيةِ، واعتبار القُدس عاصمةً لإسرائيلَ. وطالَبَت الحكومةُ الإسرائيليةُ باتِّخاذ إجراءٍ مُماثل في سِفارتها بأنقرةَ.
وُلِدَ عام 1902 بإمارةِ عَجمان، وتولَّى الحُكمَ في سنةِ 1928م، وهو الحاكمُ التاسعُ للإمارةِ، ويُعتبَر مؤسِّسَ إمارةِ عَجمانَ الحديثةِ، وقد قام بإنشاءِ شُرطة عَجمانَ عام 1967م، وشارَكَ في اجتماعاتِ تكوينِ الاتِّحاد، وقد وقَّع على الدُّستور المؤقَّت يوم 2 ديسمبر 1971م، وأصبحت عَجمانُ جُزءًا مِن دولة الإماراتِ العربية المتحِدة، وأصبَح عضوًا إلى المجلسِ الأعلى للاتِّحاد. تُوفِّي رحمه الله صباحَ يوم الأحد الموافِق 6 سبتمبر 1981م إثْرَ مَرضٍ عُضال، وخلَفَه في الحُكم ابنُه الشيخ حميد بن راشد النعيميُّ.
في يومِ الاحتفال بذِكرى حرْب رمضانِ، وفي يوم 8 ذي الحجة 1401هـ / 6 تشرين الأول 1981م، وبيْنما كان الرئيسُ أنور السادات على مَنصَّة الشرَفِ يَرتدي البِزَّة العسكريةَ، وحولَه أعوانُه، وتمرُّ أمامَه أرتالُ الجُند في العرْض العسكريِّ؛ تقدَّم مِن بيْنِهم الضابطُ خالد الإسلامبولي وأطلَقَ عليه النارَ فأرداه قَتيلًا، فكانت مدَّةُ رئاستِه تَزيدُ على أحد عشَرَ عامًا. وتولَّى رئاسةَ الجمهورية مؤقَّتًا رئيسُ مجلِس الأمَّة صوفي أبو طالب حسَبَ الدُّستورِ، ثم أصدَرَ في اليوم التالي قرارَ تَعيين محمد حسني مبارك نائبًا لِرَئيس الجمهوريةِ، وانقضَت إجازةُ عِيد الأضحى وتسلَّم بعدها محمد حسني مبارك مُهمةَ رئاسةِ الجمهوريةِ.
كان الدِّفاعُ عن العراق -والتي كانت في حالةِ حربٍ مع إيرانَ- موضعَ اتِّفاق أعضاءِ مجلس التعاوُن الخليجيِّ. وكانت سياسةُ الكويت التي استنَدَت لاتِّفاقيات مُبرَمةٍ في 1972، 1978، والتي نظَّمت تِجارة الترانزيت، والإمدادَ العسكريَّ مِن موانئِ "الشعيبة" و"الشويخ" الكويتيينِ إلى البصرةِ؛ تَعكِسُ دعمًا للعراقِ، وقد أدَّى هذ إلى ردِّ فِعلٍ عسكري إيرانيٍّ؛ ففي 10/ 8/ 1981 اعترَضَت البحريةُ الإيرانية عند مدخَل مَضيق هُرمز السفينةَ التجاريةَ (إل. أس. كت) وهي في طَريقِها إلى الكويتِ ثم إلى العراقِ، وسحبَتْها إلى مِيناء بندر عباس. ونتيجةً لاستمرارِ فاعلية موانئِ الكويت في إرسالِ حُمولات إستراتيجيةٍ للعراق، قامت المقاتلاتُ الإيرانية بقصْفِ آبار البترولِ الكويتيةِ في 16/ 10/ 1981.
خرَقَت إسرائيلُ وقفَ إطلاقِ النار مع لُبنانَ الذي أبرَمَتْه في يوليو/ تموز بضغْطٍ أمريكيٍّ، وقامت القواتُ الإسرائيليةُ بغَزْوِ لُبنان في عمليةٍ أُطلِقَ عليها اسمُ (سلام الجَليلِ)، قالت إسرائيلُ: إنها تَهدِفُ لِقَطْعِ الطريقِ أمام صواريخ المقاومةِ الفلسطينية بجَنوب لُبنان. وفي 10/6/1982م وصَل الإسرائيليونُ إلى ضواحي بَيروت، واحتلُّوا ضواحي قصْرِ بعبدا يوم 12/6، وفي يوليو / تموز 1982م أحكمَتْ إسرائيلُ حِصارها لِبَيروتَ الغربية، الذي نتَج عنه كوارثُ إنسانيةٌ؛ حيث تعرَّضت لقصْفٍ إسرائيليٍّ أرضيٍّ، وجويٍّ، وبحريٍّ مُستمِرٍّ، كما تعرَّضت لقصْفٍ بالقنابل العُنقودية والقنابل الفُسفورية وقنابل النابَلم. ولم تَنْتَهِ مأساةُ بَيروت إلا يوم 19 أغسطس / آب 1982م بعد أنْ نجَح المبعوثُ الأمريكي فيليب حبيب في تَمرير خُطته القاضيةِ بإجلاء الفِلَسطينيين خارجَ لُبنان تحت غِطاء دَوليٍّ (فرنسي - إيطالي - أميركي). وفي نفْس اليومِ الذي قُتِلَ فيه الرئيسُ اللُّبنانيُّ بشير الجميل -أي: 14 سبتمبر 1982م- دخلَت القواتُ الإسرائيلية مِن جديدٍ بيروتَ الغربية مُطوِّقة مُخيم (صبرا وشاتيلا ) فيما بيْن 16-18 سبتمبر. وفي سنةِ 1985م انسحَب الجيشُ الإسرائيلي من بيروتَ مُحتلًّا الشريطَ الحُدودي بجَنوب لُبنان الذي استمر لمدة 22 سنةً.
هو مَشروعٌ يمثِّل التصوُّرَ السُّوفيتي لِتَسوية النِّزاع بين الفِلَسطينين واليهودِ، طرَحَه الرئيس يليونيد بريجينيف في 25 سبتمبر 1982، ولا يَختلِف عن مَشروع السلام العربيِّ كثيرًا، مع التركيزِ على حقِّ الشَّعب الفِلَسطيني في تَقرير مَصيره، وإقامةِ دولةٍ مُستقِلة في الضفةِ الغربيةِ وقِطاع غَزة، بما فيها القدسُ، وعلى إنهاء الحربِ وإحلالِ السلام بين الدُّول العربيةِ وإسرائيلَ، وعلى إيجادِ ضَماناتٍ دولية للتَّسوية، وقد رحَّبت به منظَّمةُ التحريرِ الفلسطينية، وأيَّده المجلسُ الوطني الفِلَسطيني السادس عشر عام 1983م.
شاركَتْ فيه جميعُ الدول العربيةِ باستثناء مِصرَ، وكانت أقصَر قِمةٍ عربية؛ فلم تَستغرِقْ أكثرَ مِن خمْسِ ساعاتٍ، رفَضَت خلالها سُوريَةُ ودُولُ جَبْهة المواجهةِ ما طُرح مِن أجْلِ حلِّ أزمة الشرق الأوسط، وأعلنت القِمةُ تَعليقَ أعمالِها على أن تُستأنَفَ في وقتٍ لاحقٍ.
أقرَّ الكنيستُ الإسرائيلي قانونَ تطبيقِ القانونِ الإسرائيلي على الجولانِ المحتلِّ، واعتبارِ سُكَّانه مواطنينَ إسرائيليِّينَ، وسُمِّي القانونُ آنذاكَ بـ(قانون الجولان)، الذي رفضَتْه الأُمَم المتحِدة، واعتبرتْه قانونًا غيرَ شرعيٍّ، وأصدَرَت قرارًا برقم (497) وتاريخ 17/12/1981، والذي يُدِين تطبيقَ القوانينِ الإسرائيلية على الجولانِ المحتلِّ، وعليه يُعتبَر القرارُ الإسرائيلي لاغيًا كأنْ لم يكُنْ.
أُعلِنَ في شوال 1401هـ / آب 1982م عن خُطة لاتِّحادٍ بين السِّنغال وغامبيا، وإقامةِ دَولة منهما أُطلِقَ عليها سنغامبيا، وظهَر الاتِّحادُ فِعليًّا في 7 ربيع الثاني 1402هـ / شباط 1982م، وعُقِدَ أولُ مجلسٍ لِمُناقشة سُبل التعاوُن بين البلدينِ مِن الناحيةِ السياسية والاقتصاديةِ ووَحدةِ النقْدِ، لكن كانت غامبيا ما تَزال مُتردِّدةً مِن تَحقيق الوَحدة فِعليًّا، وفي مُحرم 1410هـ / آب 1989م أعلَنَ رئيسُ السِّنغال عبده ضيوف عن توقُّف كلِّ عمليات الاتِّحاد؛ نظرًا لِتَخاذُلِ غامبيا عن الاندماجِ الفِعلي مع السنغال سياسيًّا واقتصاديًّا، ثم لم يَلبَثْ أنْ حُلَّ الاتِّحاد في صفر 1410هـ / أيلول 1989م.
في بنغلادش قام رئيسُ هيئةِ أركان الجيشِ الفريق حسين محمد إرشاد في 29 جمادى الأولى 1402هـ / 24 آذار 1982م، بانقلابٍ (أبيض)، مُدَّعيًا أنَّ الفسادَ السياسيَّ وسُوء الإدارة الاقتصاديةِ أصبَحَ غيرَ مُحتمَلٍ، فأطاح بالرئيسِ عبد الستار محمد صايم، وتولَّى هو حُكْمَ الدولةِ، ولقَّب نفْسَه الرئيسَ الإداريَّ لقانون الأحكامِ العُرْفية، وفي 7 ربيع الأول 1404هـ / 11 ديسمبر 1083م أعلَنَ تنصيبَ نفْسِه رئيسًا.
وُلِدَ في بطرة؛ قَريةٍ مِن قُرى مُحافظة الدَّقَهلية الخميس الموافِق (13 جمادى الآخرة سنة 1335 هـ = 5 إبريل 1917م)، وتُوفِّي عام 1996م، تلقَّى تعليمَه الأوليَّ في قَريتِه، فحفِظَ القرآنَ الكريم، وتعلَّم مبادئَ القِراءة والكتابةِ، ثم الْتحقَ بالمعهدِ الأحمديِّ بطنطا، وأنهى المرحلةَ الابتدائيةَ به، وانتقَل إلى المرحلة الثانويةِ، واستكْمَلها في القاهرةِ في مَعهدها الدِّيني بالدَّرَّاسة، وبعدَ اجتيازِه لها التحَقَ بكُلية الشريعةِ، وتخرَّج فيها سَنة (1363هـ = 1944م)، حاصلًا على الشَّهادة العالميةِ، ثم نالَ تخصُّصَ القضاءِ بعدَ عامينِ مِن الدراسةِ، وكان الأزهرُ يُعطي لمَن يحصُل على العالمية في الشريعةِ أنْ يَتخصَّص في القضاءِ لمدةِ عامينِ، ويُمنَحُ الطالبُ بعدها شَهادةُ العالميةِ مع إجازةِ القضاء. عمِلَ جاد الحق بعد التخرُّجِ في المحاكمِ الشرعيةِ في سنة (1366هـ = 1946م)، ثم عُيِّن أمينًا للفتوى بدارِ الإفتاء المصرية في سنة (1373هـ = 1953م)، ثم عاد إلى المحاكمِ الشرعية قاضيًا في سنة (1374هـ = 1954م)، ثم انتقَلَ إلى المحاكم المَدَنية سنة (1376هـ = 1956م) بعد إلغاءِ القضاء الشرعيِّ، وظلَّ يَعمَل بالقضاءِ، ويترقَّى في مناصِبه حتى عُيِّن مُستشارًا بمحاكمِ الاستئنافِ في سنة (1396هـ = 1976م)، وعُيِّن الشيخُ جاد الحق مُفتيًا للديارِ المصرية في (رمضان 1398هـ = أغسطس 1978م). وعُيِّن وزيرًا للأوقافِ في (ربيع الأول 1402هـ = يناير 1982م)، وظلَّ به شهورًا قليلةً، اختِيرَ بعدها شيخًا للجامع الأزهر في (13 جمادى الأولى 1402هـ = 17 مارس 1982م).
تعرَّض المسجدُ الأقصى المبارك لاعتداءٍ آثمٍ؛ حيث قام أحدُ الجنودِ الإسرائيليينَ -واسمه هاري غولدمان- باقتحامِ المسجد الأقصى وإطلاقِ النار بشكْلٍ عَشوائي على مَن في الحرمِ، ممَّا أدَّى إلى مَقتلِ مواطنين وجرْحِ أكثرَ مِن سِتِّين آخرينَ. وأثار هذا الحادثُ سخطَ المواطنين، وأدَّى إلى اضطراباتٍ عنيفةٍ في الضفة الغربية وغَزة، وردودَ فِعلٍ عالمية غاضبة ضِدَّ الاحتلال.
قطعَت السُّعودية وقطَر ولِيبيا والإماراتُ عَلاقاتِها الدُّبلوماسيةَ مع دولةِ زائير (الكونغو الديمقراطية)؛ وذلك بعد أنْ أعادت زائير عَلاقاتِها مع إسرائيلَ في أيار 1982، وكانت إسرائيلُ -فضْلًا عن ذلك- قد نجحَتْ في ربط زائير بمعاهدةٍ عسكريةٍ تنصُّ على قيام إسرائيلَ بإعادة بِناء الجيش الزائيري، وإيفادِ مُستشارين عسْكريِّين إلى زائير؛ لِتَدريب سِلاح البحريةِ.