الموسوعة التاريخية


العام الهجري : 1221 العام الميلادي : 1806
تفاصيل الحدث:

بعد أن حَقَّق الإمامُ سعود طلَبَ الشريف غالب في الصلحِ والمبايعة، وقع من الشريفِ ما يَريبُ منها: أنَّه أبقى في مكة عسكرًا من الترك والمغاربة وغيرهم من الحاجِّ، وذلك أنَّ باشا الحاج عبد الله العظم هو الذي رتَّبَهم بأمر من الدولة العثمانية, ومنها أنَّه حصن جُدَّة وأحاطها بالخندق ومنعَ الغرباء والسفار من جهةِ دولة الإمام سعود عن دخول جدَّة، واستوطنها الشريف أغلبَ أيامِه، وبقيت تلك العساكر عنده إلى وقتِ الحجِّ القابل, واختار الإمامُ الإعراضَ عنه إلى وقتِ الحَجِّ.

العام الهجري : 1221 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1806
تفاصيل الحدث:

 صدر فرمان من الدولة العثمانية بتثبيت محمَّد علي باشا حاكِمِ مِصرَ في ولايته على البلادِ، وذلك بعد أن أصرَّت الزعامةُ الشعبيةُ ومعها جموعُ المصريين على ذلك

العام الهجري : 1221 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 1807
تفاصيل الحدث:

قام الزعيمُ الصربي قرة يوركي باحتلالِ مدينة بلجراد، وقام فيها بذبحِ جميع المسلمين الموجودين في المدينة أثناء الثورةِ الصربية على الدولةِ العثمانية.

العام الهجري : 1221 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1807
تفاصيل الحدث:

خرج الإمامُ سعود للحَجَّة الثالثة في ذي القعدةِ، وكان قد سيَّرَ قبل خروجِه للحج في نهاية رمضان عبد الوهاب أبا نقطة برعاياه من عسير وألمع وفهاد بن سالم بن شكبان بأهل بيشة ونواحيها، وعثمان المضايفي بأهل الطائف, وأهل اليمن وأهل تهامة والحجاز وحجيلان بن حمد بشوكة أهل القصيم, ومحمد بن عبد المحسن بأهل الجبل ومن تبعه من أهل شمر وشوكة أهل الوشم, وواعدهم الإمامُ سعود المدينةَ النبوية واجتمع معهم مسعود بن مضيان وأتباعه من حرب، فاجتمع الجميع ونزلوا قرب المدينة, وكان الإمامُ سعود لَمَّا خرج من الدرعية أرسل إلى الأمراء المذكورين بمنع الحاجِّ من جهة الشام واستنبول ونواحيهما, فلما أقبل على المدينة الحاجُّ الشامي ومن تبعه وأميره عبد الله باشا العظم، أرسل إليه الأمراء أنْ لا يقدم إليهم ويرجع إلى أوطانه, وذلك أنَّ الإمام سعود خاف من غالب شريف مكة أن يحدث عليه حوادث عند دخول حاجِّ الشام وأتباعهم مكة, فرجع عبد الله العظم ومن تبعه من المدينة إلى أوطانهم, وكادت أن تقع اصطداماتٌ بين الجنود السعوديين وجنود عبد الله باشا العظم الذي لم يكُنْ في موقف عسكري يسمَحُ له بمقابلة السعوديين، وعلى إثرِ ذلك عزل السلطانُ سليم الثالث عبدَ الله باشا العظم عن منصبِه بناءً على تقاعسه عن مواجهةِ القوات السعودية ورجوعِه بالحُجَّاج, ثم رحل الأمراء وأتباعُهم من المدينة إلى مكة، فاجتمعوا بالإمام سعود فاعتَمَروا وحجُّوا على أحسَنِ حال، وبذل سعود في مكَّةَ العطاء والصدقات، وركب إليه الشريف غالب وبايعه، وأخرج سعودٌ الأتراك, وكسا الكعبةَ.

العام الهجري : 1222 العام الميلادي : 1807
تفاصيل الحدث:

في بداية حكم محمد علي لمصر دخل في مفاوضاتٍ مع الإنجليز استمرَّت أربعة أشهر أكَّدَ فيها جديَّتَه ورغبته المخلصة في الارتباطِ بهم، بل وطلب وضع نفسِه تحت حمايتهم، وهذا ما يؤكِّدُه تقرير القائد الإنجليزي فريزر قائد الحملة البريطانية على الإسكندرية، والذي تولى التفاوضَ مع محمد علي، الأمر الذي أدى- بعد اقتناعهم به- إلى تخلِّيهم عن أصدقائهم من المماليك. وقد تضمَّن التقرير الذي أعده فريزر ثم أرسلَه الى الجنرال مور في 16 أكتوبر من هذا العام أهمَّ جوانب هذه المفاوضات، وقد جاء فيه: "أرجو أن تسمحوا لي بأن أبسُطَ لكم ليكون... موضِعَ نظركم فحوى محادثة جرت بين باشا مصر والميجر جنرال شريروك والكابتن فيلوز أثناء قيامهما بمهمتهما لدى سمُوِّه. ولديَّ ما يجعلني أعتقد أن هذه المحادثة، ومن اتصالات خاصة كثيرة أخرى كانت لي معه، بأنه جادٌّ وصادقٌ فيما يقترحه. لقد أبدى محمد علي باشا والي مصر رغبته في أن يضع نفسه تحت الحماية البريطانية، ووعدناه بإبلاغ مقترحاتِه إلى الرؤساء في قيادة القوات البريطانية؛ كي يقوم هؤلاء بإبلاغها إلى الحكومة الإنجليزية للنظر فيها. ويتعهد محمد علي من جانبه بمنع الفرنسيين والأتراك أو أي جيش تابع لدولة أخرى من الدخولِ إلى الإسكندرية من طريقِ البحر وبعد الاحتفاظ بالإسكندرية كصديقٍ وحليف لبريطانيا العظمى، ولكنَّه لا مناص له من الانتظار أن تعاونَه إنجلترا بقواتها البحرية إذا وقع هجوم عليه من جهة البحر؛ لأنَّه لا يملك سفنًا حربية. ويوافق محمد علي باشا في الوقت نفسِه على تزويد كلِّ السفن البريطانية التي تقِفُ على بُعد من الاسكندرية بما قد تحتاج إليه من ماء النيل عند إعطائِها إشارةً يصير الاتفاق عليها"

العام الهجري : 1222 العام الميلادي : 1807
تفاصيل الحدث:

هو السلطانُ العثماني سليم الثالث بن مصطفى الثالث بن أحمد الثالث بن محمد الرابع بن إبراهيم الأول بن أحمد الأول بن محمد الثالث بن مراد الثالث بن سليم الثاني بن سليمان القانوني بن سليم الأول بن بايزيد الثاني بن محمد الفاتح بن مراد الثاني بن محمد الأول بن بايزيد الأول بن مراد الأول بن أورخان بن عثمان بن أرطغرل، أحدُ خلفاء الدولة العثمانية. تولى السلطةَ بعد وفاة عمه عبد الحميد الأول سنة 1203هـ وكانت المعارك الحربية مستمرةً، فأعطى وقتَه وجهده للقتال، وكان من أصحابِ الهمة العالية والمصلحين في عصرِه, وكانت البلادُ بحاجة لإصلاحات في كافة المجالات، فعيَّن أحد الشبان هو كوشك حسين باشا قبودانا عاما، الذي استفاد من خبرته واطلاعه على التحديثات الأوربية في عددٍ من المجالات والتنظيمات خاصةً في المجال العسكري، فقام بعدد من الإصلاحات، إلَّا أن هذه التحديثات كان لها ردودُ فِعلٍ سلبية جدًّا من الانكشارية الذين ثاروا على السلطان وطالبوا بإلغاء جميعِ التحديثات خاصَّةً النظام العسكري الجديد، وقد حصل الانكشارية على تأييدِ بَعضِ العلماء الذين شاركوهم في الاعتراض على هذه التحديث؛ بحُجَّة أنها تقليد للغرب الكافر, فثار الجنودُ غيرُ النظاميين وأيدَتْهم الانكشارية، فقتلوا المؤيِّدين للنظامِ العسكري الجديد، واضطر السلطانُ أن يصدِرَ أمرًا بإلغاء النظام العسكري الجديد، ولكن لم يقبل الثائرون بهذا، بل قرَّروا عَزلَ السلطان، فنودي بعزله في 21 من ربيع الثاني، وولَّوا بعده ابن عمه مصطفى الرابع بن عبد الحميد الأول, وبَقِيَ سليم معزولًا مدة عام وشهر، ثم حدثت محاولة لاستعادة السلطان سليم لحكم البلاد، ولكِنَّ رجال مصطفى الرابع قتلوا السلطانَ سليم الثالث ظنًّا منهم أن ذلك قد يخمِدُ الثورة، إلا أنَّ الثائرين اشتعلوا غضبًا، وانتهى الأمر بقتل مصطفى الرابع وتولية محمود الثاني. أمضى سليم الثالث في الحكم تسعة عشر عامًا.

العام الهجري : 1222 العام الميلادي : 1807
تفاصيل الحدث:

شَهِدت سواحِلُ الخليج العربي عملياتِ مسحٍ بريطانيةً لِموانئ اللؤلؤ في جزر البحرين والتعرف على المنطقة، وازداد في الوقت نفسِه نشاطُ القواسم البحري- أتباع دعوة الشيخ المجدد محمد بن عبد الوهاب- في تتَبُّع السفن البريطانية في المحيط الهندي، حتى وصلوا  لمسافة لا تبعُدُ عن بومباي نفسها سوى ستين ميلًا، وكان من جراء  ذلك المخطط إرسالُ الحملة البريطانية التي أبحَرت من بومباي بقيادة الجنرال كير نحو رأس الخيمة، وهناك أبدى القواسم فرسانُ البحر الشجعانُ أروعَ صور البسالة والبطولة في الدفاع عن المنطقة، ولكِنَّ البريطانيين الذين استمَرُّوا في ضرب معاقل القواسم بالمدافع لمدى ستة أيام من سفنِهم، أدى إلى تدمير القواسم وحرق سفنِهم بالكامل، فكان هذا من تمام السيطرة البريطانية على الخليجِ العربي.

العام الهجري : 1222 العام الميلادي : 1807
تفاصيل الحدث:

هو علي كيخيا باشا بغداد كان وزيرًا لسليمان باشا الكبير والي بغداد سيره سنة 1213 على رأس حملة لغزو الأحساء والقطيف، لكِنَّ حملته على الرغم من قوته الهائلة إلَّا أنها باءت بالفشلِ، ولَمَّا قُتل سليمان باشا الكبير تولى بعده علي كيخيا ولاية بغداد، ولَمَّا استقر في الملك ودان له غالبُ رعايا العراق من الحضر والبادي، وثب عليه خمسة من غلمانِه وهو في الصلاة فقتلوه, فقام كيخيا سليمان فقتَلَهم, ولم يتِمَّ لهم أمر واستقَرَّ كيخيا سليمان في ولاية بغداد حتى أتاه التقريرُ من استانبول.

العام الهجري : 1222 العام الميلادي : 1807
تفاصيل الحدث:

تمَّ تكليف محمد علي باشا من قِبَل السلطان العثماني مصطفى الرابع بمهمة القضاء على الدولة السعودية، وأرسل محمد علي باشا إلى السلطان يعتذِرُ عن هذه المهمة الصَّعبةِ بسَبَبِ الظروف الاقتصادية السيئة في مصر والناتجة عن انخفاض فيضان النيل واستيلاء المماليك على صعيدِ مِصرَ، والخشيةِ مِن أطماع الدول الأوروبية في مصرَ.

العام الهجري : 1222 العام الميلادي : 1807
تفاصيل الحدث:

اشتَدَّ الغلاء والقحط في نجد وبلغ البُرُّ أربعةُ أصوع بريال والتمرُ إحدى عشرة وزنة بريال، وأمحلت الأرض وهلكت غالبُ مواشي الحضر، فلمَّا كان وقتُ انسلاخ رمضان في وسط الشتاء أنزل الله علي نجدٍ الغيث وأحيا البلادَ وكَثُرَ العشب وعَمَّ في الحضر والبادي إلَّا أن الغلاء على حاله واشتدادِه حتى حُصِد الزرعُ.

العام الهجري : 1222 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1807
تفاصيل الحدث:

كان لفشل الإنجليز في السيطرة على مضيق الدردنيل سنة 1220 أثرُه في جعل القائد الإنجليزي يعمل لمحوِ ما فشِلَ فيه، فأرسل حملةً بقيادة فريزر إلى الإسكندرية واحتلَّها في مطلع هذا العام، وأرسل فرقة إلى ثغر رشيد لكنها هُزِمَت وأعاد الكَرَّة بعد أشهر فكان مصيرُه كالمرة السابقة، وجاء محمد علي للدفاع عنها واضطرَّ الإنجليز للرحيل عن مصرَ بعد دخولهم بستة أشهر.

العام الهجري : 1222 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1807
تفاصيل الحدث:

أقدم السلطان سليم الثالث على عَمَلِ إصلاحات داخلية من عام 1206, وأنشأ فرقةَ النظام الجديد الذي يُلغي دور الانكشارية الذين زاد شرُّهم في الفترة الأخيرة وتدَخُّلهم في كل شيء؛ مِمَّا أثار الجنود الانكشارية فقاموا بثورةٍ عُرِفت بثورة قباقجي وساندهم بعض الأعيان ضِدَّ النظام الجديد، وادَّعَوا أن الجيش  الجديد كافرٌ؛ لأنه يرتدي البنطلون لبس الأوربيين بدلًا من الشالوار اللباس التقليدي؛ مما اضطر السلطان إلى أن يلغي النظام العسكري الجديد، ولكن ذلك لم ينفع؛ فإن الثورة الانكشارية بَقِيت على حالها ولم يرضَوا إلا بخلع السلطان، وقامت نكاية بالسلطان بقتل بعض أنصار هذه القرارات الإصلاحية في ميدان آت، ومنهم الدفتردار وكتخدا الدولة، ثم عزلوا السلطانَ سليم الثالث ونصبوا مكانه ابن عمه مصطفى الرابع الذي بات ألعوبةً في يدهم، ومع أنه ألغى كلَّ الإصلاحات التي أمر بها السلطانُ سليم الثالث وألغى كل المؤسَّسات التابعة له، لكنه لم يلبث كثيرًا حتى خلع هو أيضًا.

العام الهجري : 1222 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1807
تفاصيل الحدث:

وقَّعت روسيا هدنةً مع الدولة العثمانية بسَبَبِ حُروبها مع نابليون بونابرت، إلَّا أن الحرب بين روسيا والدولة العثمانية ما لَبِثَت أن تجدَّدت عام 1809م بعد عامين من توقيع الهدنة.

العام الهجري : 1222 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1807
تفاصيل الحدث:

تم توقيع معاهدة دمنهور بين محمد علي والي مصر والإنجليز، وقد تمَّ بمقتضاها جلاءُ حملة فريزر عن مصر بعد فشلِها الذريع في تحقيقِ أغراضها وإصابتِها بهزيمةٍ فادحةٍ على يد المصريين.

العام الهجري : 1222 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1808
تفاصيل الحدث:

حجَّ الإمام سعود الحجَّةَ الرابعة بجميعِ نواحي رعاياه، حَجَّ معه أكثر من 100 ألف, ودخل مكَّةَ بجميع تلك الجموع واعتَمَروا وحَجُّوا بأحسن حال, وزار الشريفُ غالب الإمامَ سعودًا مرارا وصار معه كالشقيقِ فيزورُه أحيانًا وحده ومعه رجل أو رجلين، وأحيانًا بخيله ورجالِه, وكثيرًا ما يدخل سعود الحرم ويطوف بالبيتِ ويجلس فوقَ زمزم ومعه خواصُّه، وبَثَّ في مكة الصدقات والعطاء لأهلها وضعفائها شيئًا كثيرًا، وكسا الكعبةَ كسوةً فاخرةً، وجعل إزارَها وكسوة بابها حريرًا مطرَّزًا بالذهب والفضة، وأقام فيها نحوًا من ثمانية عشر يومًا, ثم رحل منها وقصد المدينة وأقام فيها عدة أيام ورتب مرابِطةً في ثغورِها، وأخرج مَن في القلعة من أهلِها، وجعل فيها مرابِطةً مِن أهل نجدٍ.

العام الهجري : 1223 العام الميلادي : 1808
تفاصيل الحدث:

اختلف زعماء الحركة التي أطاحت بالخليفة سليم الثالث وطُولِبَ بإعادته إلَّا أنه كان قد قُتِل، ثم نودِيَ بعزل الخليفة مصطفى الرابع بن عبد الحميد فتمَّ ذلك وحُجز في المكان الذي كان قد حُجز فيه سليم الثالث، بعد أن أمضى أربعة عشر شهرًا في الحكم، ثم أُعدِم في هذا العامِ وأقيم بعده أخوه محمود الثاني.

العام الهجري : 1223 العام الميلادي : 1808
تفاصيل الحدث:

في هذه السَّنةِ كان الغلاءُ والقحطُ في نجدٍ على حالِه في الشدَّةِ، وانتهى سعرُ البُرِّ أربعة أصوع بريال، والتمر عشر وزنات بريال، وعَمَّ الغلاء جميعَ نواحي نجد واليمن والتهايم والحجاز والأحساء, ووقع مع ذلك مرضٌ ووباءٌ مات فيه خلقٌ كثير من نواحي نجد، ودخلت السنةُ التالية والأمرُ على حالِه من الغلاءِ والمرضِ، ومات فيها والسَّنةِ التي قبلها مئاتٌ من سوادِ النَّاسِ.

العام الهجري : 1223 العام الميلادي : 1808
تفاصيل الحدث:

بعث الإمامُ سعود سَريَّةً قليلة إلى عمان لتعَلِّمَ أهلها فرائض الدين والاطلاع على أحوالهم, فلما وصلوا هناك فغذا قيسُ بن أحمد المسمى ابن الإمام رئيس سحار وجميع باطنة عمان وابن أخيه سعيد بن سلطان رئيس مسقط ومعهم من الجنود نحو عشرة آلاف رجل سائرين على النواحي التي تليهم من رعية الإمام سعود، الذين كان يرأسُهم من جهة سعود سلطانُ بن صقر بن راشد صاحِبُ رأس الخيمة، فأرسل إلى من يليه من أهل عُمان، فاجتمع عنده نحو ثلاثة آلاف رجل, فالتقى الجمعان: جمعُ قيس وجمع سلطان عند خوير بين الباطنة ورأس الخيمة، واقتتلوا قتالًا شديدًا، فانهزم جمعُ قيس هزيمةً شنيعةً وقُتِلَ قيس وهلك من قومِه خَلقٌ كثير بين القتل والغرق في البحر, ثمَّ بعد هذه الوقعة أرسل ابن قيس إلى الإمام سعود وسلطان بن صقر، وطلبَ المبايعةَ على دين الله ورسوله والسمع والطاعة، وبايع على ذلك وبذل مالًا كثيرًا وشوكةً من الحرب, وصار جميعُ عمان تحت ولاية الإمام سعود

العام الهجري : 1223 العام الميلادي : 1808
تفاصيل الحدث:

عندما وصل سعودٌ بجيوشِه إلى مشارف الشام وقراها واكتسح ما أمامه من القرى والعربان، وقبل ذلك غزا كربلاء وهدد العراق وهزم جميعَ الجيوش التي أرسلها ولاةُ الشام والعراق لمحاربته، حتى اضطرت الدولةُ العثمانية أن تطلُبَ من سعود المهادنةَ والمسابلة وتَبذُل له مقابِلَ ذلك كلَّ سنة ثلاثين ألف مثقال ذهبي، وأوفدت الدولة لهذ الغرض رجلًا يسمَّى عبد العزيز القديمي وأوفدت بعده رجلًا آخر يسمى عبد العزيز بيك، فرجع كما رجع الأول بعدم القبول وبرسالة طويلة من سعود، ومما ورد فيها: "وأما المهادنة والمسابلة على غير الإسلامِ، فهذا أمر محال بحولِ الله وقوَّتِه، وأنت تفهم أن هذا أمرٌ طلبتموه منا مرَّةً بعد مرة، أرسلتم لنا عبد العزيز القديمي ثم أرسلتم لنا عبد العزيز بيك، وطلبتم منا المهادنة والمسابلة، وبذلتم الجزيةَ على أنفُسِكم كلَّ سنة ثلاثين ألف مثقالٍ ذهبًا، فلم نقبل ذلك منكم ولم نُجِبْكم بالمهادنة، فإن قبلتم الإسلامَ فخيرتها لكم وهو مطلبنا، وإن توليتم فنقول كما قال الله تعالى: {وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [البقرة: 137] فلما أصبحت الدولةُ العثمانيةُ عاجزةً عن مهادنة الإمام سعود بن عبد العزيز بن سعود فضلًا عن محاربته، طلب عندئذ السلطان العثماني من والي مصر محمد علي باشا القيامَ بمحاربة الإمام سعود وإخراجِه من الحجاز، فتردَّد محمد علي أولًا ثم أخيرًا لبَّى طلب السلطان وسيَّرَ ابنَه طوسون سنة 1226هـ ثم خرج هو بنفسِه إلى أن سقطت الدولة السعودية سنة 1233هـ على يد إبراهيم باشا، فإنَّا لله وإنَّا إليه راجعون.

العام الهجري : 1223 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1808
تفاصيل الحدث:

سار الإمام سعود بجيوشه من جميع نواحي نجد والأحساء والجنوب وأهل وادي الدواسر وأهل بيشة ورنية والطائف والحجاز والتهايم. خرج من الدرعية وتوجَّه ناحية العراق ونازل أهلَ كربلاء فوجدهم محصِّنين بلدَهم بسور عظيم وجنودٍ جمعوها بعد غزوتِه السابقة لهم سنة 1216، فأمر سعود بوضع السلالمِ على السور ووقع رميٌ وقتال شديدٌ، فلما علم سعود بحصانة البلد وعِظَمِ سورِها رحل عنهم.