الموسوعة التاريخية


العام الهجري : 1229 العام الميلادي : 1813
تفاصيل الحدث:

هو الأميرُ إبراهيم بن سليمان بن عفيصان أميرُ الأحساء، ومِن أبرزِ قادةِ وأمراء الدولة السعودية الأولى حقَّق عددًا من الانتصاراتِ في معاركَ مع خصومِ الدَّولةِ خاصَّةً في مناطِقِ شرقيَّ الجزيرة العربية, وقد تولَّى ابن عفيصان إمرةَ عددٍ مِن البلدان التي خضعت لحُكمِ الدولة السعودية؛ فقد تولى إمارةَ الأحساء في عهد الإمامِ عبد العزيز بن محمد بعد أن تمكَّن من فتحِها سنة  1210هـ/ 1795م، ثم أصبح إبراهيم أميرَ البحرين بعد أن أرسلَه الإمامُ عبد العزيز لمساعدة آلِ خليفة في التخلُّصِ من حُكمِ سلطان بن سعيد حاكمِ عمان، ثمَّ أميرَ قطر، ثم أمير عمان، ثمَّ أمير المدينة المنورة، ثم أخيرًا أميرًا لعنيزة إلى أن توفِّي فيها هذا العامَ

العام الهجري : 1229 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1814
تفاصيل الحدث:

هو الشيخُ عبد الله الأول بن صباح  بن جابر بن سليمان بن أحمد تولى حكم الكويت بعد أن توفِّي والده سنة 1190هـ وقد بقي في حكم الكويت 39 سنة, وبعد وفاته تولى حكمَ الكويت ابنُه جابر الأول، الذي كان في البحرين وقتَ وفاة والده، فتسلم الحكم في الكويت الشيخُ محمد السلمان جد المالك الصباح بعد مبايعةِ الكويتيين له إلى حينِ عَودةِ الشيخِ جابرٍ مِن البحرين.

العام الهجري : 1229 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1814
تفاصيل الحدث:

بعث محمد على صاحب مصر عسكرًا كثيفًا ووجَّهه إلى ناحية اليمن، لَمَّا استقر بمكة وجدة، فأرسل تلك العساكر برًّا وبحرًا، فسَيَّرَ في البحر أكثَرَ من أربعين سفينة وبندروا عند القنفذة, وكان في القنفذة عسكر من عسير نحو 500 مقاتل، فحصرهم الروم (جيش محمد علي) ورموهم بالمدافِعِ والقنابر، فلم يزالوا محاصرين لهم حتى أخرجوهم بالأمان واستولوا على القنفذة، وكان أميرُ عسير وتهامة طامي بن شعيب قد سار بجميع الشوكة من رعيته وتوجه إلى الحجاز، فلما بلغه استيلاءُ قوات محمد علي على القنفذة حَرَف جيوشه إليهم وقصدهم فيها، ومعه أكثَرُ من ثمانية آلاف مقاتل، فنازلهم فيها ووقع قتال شديدٌ، فنصر الله طامي ومن معه وقتلوا منهم رجالًا كثيرة وأخذوا المحطةَ وما فيها، ومِن خَيلِهم نحو 500، وغنموا من الركابِ ما لا يبلغه العدُّ، والمتاع والسلاح والأزواد ما لا يبلغه العدُّ، حتى قيل إنَّ الخيام التي أخذوا تزيد على 1000 خيمة، وانهزم شريدُهم في السفن؛ وذلك أنهم لما انهزموا تركوا المحطةَ وجنبوها وتوجهوا إلى السفن وركبوها، ونزلوا عن الخيلِ وتركوها فغَنِمَها أهل عسير مع رحايلهم وخيامهم ووجدوا باشتهم في الخيام فقتلوه.

العام الهجري : 1229 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1814
تفاصيل الحدث:

هو الإمامُ قائِدُ الجنودِ سعود الكبير بن عبد العزيز بن محمد بن سعود ثالثُ حُكَّام الدولة السعودية الأولى، ولد بالدرعية سنة 1165هـ وتولى الحكمَ بعد وفاة والده سنة 1218هـ يعتبر عصر سعودٍ قِمَّةَ ازدهار الحكم السعودي في الدولة السعودية الأولى؛ فقد استطاع إخضاعَ الحجاز وعمان، وبلغ حوران من الشام. يصِفُ ابن بشر الإمامَ سعودًا وعهده بقوله: "أَمِنَت البلاد وطابت قلوب العباد, وانتظمت مصالحُ المسلمين بحُسن مساعيه وانضبطت الحوادث بيُمْنِ مراعيه.., وكان متيقظًا بعيد الهمة، يسَّر الله له الهيبةَ عند الأعداء والحِشمةَ في قلوب الرعايا ما لم يره أحد في وقته, وكانت له المعرفةُ التامة في تفسير القرآن، أخذ العلم عن الشيخ محمد بن عبد الوهاب.. وله معرفةٌ بالحديث والفقه وغير ذلك، بحيث إنه إذا كتب نصيحةً لبعض رعاياه من المسلمين ظهر عليه في حُسنِ نَظمِه ومضمونِ كلامِه عدمُ قصورٍ في الاطلاع على العلوم, وقد رأيتُ العجب في المنطوق والمفهوم.. فمن وقف على مراسلاتِه ونصائحه عرفَ بلاغتَه ووفورَ عِلمِه، وإذا تكلَّم في المحافل أو مجالِسِ التذكير بهر العقولَ مِمَّن لم يكن قد سَمِعه, وخال في نفسِه أنَّه لم يسمع مثله, وعليه الهيبةُ العظيمة التي ما سَمِعْنا بمثلها في الملوك السالفة. بحيث إنَّ ملوك الأقطار لا تتجاسَرُ مراجعة كلامه ولا ترمقُه ببصَرِها إجلالًا له وإعظامًا، وهو مع ذلك في الغاية من التواضع للمساكين وذوي الحاجة، وكثيرُ المداعبة والانبساط لخواصِّه وأصحابه, وكان ذا رأيٍ باهر وعقل وافر.. وكان ثبتًا شجاعًا في الحروب محبَّبًا إليه الجهاد في صِغَرِه وكبره، بحيث إنه لم يتخلَّفْ في جميع المغازي والحِجَج، ويغزو معه العلماء من أهل الدرعية.. وإخوانه وبنو عمه كلُّ واحد من هؤلاء بدولة عظيمة من الخيل والركاب والخيام والرجال وما يتبع ذلك من رحائِلِ الأمتاع والأزواد للضيفِ وغيره, وقام في الجهاد وبذَلَ الاجتهاد، وفتحَ أكثر البلدان في أيامِ أبيه وبعد موتِه، وأُعطي السعادةَ في مغازيه, ولا أعلَمُ أنه هُزِمَت له راية، بل نُصِر بالرعب في قلوب أعدائه، فإذا سمعوا بمغزاه ومعداه هرب كلٌّ منهم وترك أباه وأخاه وماله وما حواه" وكان له مجلس علم في الدرعية بعد طلوع الشمسِ يَحضُرُه جمعٌ عظيم، بحيث لا يتخَلَّفُ إلا النادر من أهل الأعمال يجلسون حِلَقًا كُلُّ حلقة خلفها حلقةٌ، لا يحصيهم العَدُّ، فإذا اجتمع الناسُ خرج سعود من قَصرِه ويجلس بجانِبِه الشيخ عبد الله ابن الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وهو الذي يقرأ عليه، ومن الكتب التي تُقرأ عليه في هذا المجلس تفسيرُ ابن جرير الطبري، وابن كثير, وله مجالِسُ أخرى يُقرأ فيها عليه رياضُ الصالحين، وصحيح البخاري. توفي الإمام سعود ليلة الاثنين 11 جمادى الأولى من هذه السنة, عن عمر 74 سنة، وكانت ولايته عشر سنين وتسعة أشهر وأيامًا، وكان موته بعِلَّةٍ وقعت أسفل بطنه أصابه منها حَصَر بول, وكان قد أنجب 12 ولدًا وانقرضت ذريَّتُه سنة 1265هـ, وتولَّى بعده ابنه عبد الله خلفًا له.

العام الهجري : 1229 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1814
تفاصيل الحدث:

كسفت الشمسُ وقتَ الضحى كسوفًا لم يُعهَدْ مِثلُه، وانطمست بالكليةِ وأظلمت الأرضُ وطَلَعت النجومُ.

العام الهجري : 1229 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 1814
تفاصيل الحدث:

سار طامي بن شعيب برعاياه من عسير وألمع وغيرهم في نحو 20 ألف مقاتل، وكان الروم (قوات محمد علي) قد ساروا من مكَّةَ والطائف بعساكِرَ كثيرة نحو 20 ألفًا من الأتراك والمغاربة، فحاصروا بخروش وغلاس في أودية وادي زهران, وحصلت موقعةٌ بين الروم وقوات طامي بن شعيب قربَ حِصنِ بخروش، فاقتتلوا قتالًا شديدًا حتى انهزم الرومُ هزيمةً شنيعة، فغنم طامي خيامَهم ومحطتَهم وزهبتَهم وأزوادهم وبغالهم، وقُتِل من الرومِ مقتلةٌ عظيمةٌ أكثر من ألف رجل، ولم يسلمْ منهم إلَّا من هرب على الخيل.

العام الهجري : 1229 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1814
تفاصيل الحدث:

حجَّ هذا العامَ حاجُّ الشام ومصر، ولَمَّا انصرفوا من الحَجِّ أبقوا مع محمد علي في مكَّةَ رحايل وذخائر وأموالًا أتوا بها إليه من جهةِ الروم (الترك)

العام الهجري : 1230 العام الميلادي : 1814
تفاصيل الحدث:

بعد أن حقَّق محمد علي باشا عدةَ انتصارات في الحملةِ التي قادها بنفسِه لدعم جهودِ ابنِه طوسون في العمَلِ على إسقاط الدولة السعودية، اضطر أن يغادِرَ إلى مصر للقضاء على حركة تمرد استهدفت حكمه، فعيَّن حسين باشا الأرنؤطي واليًا على مكة، وأقام ابنَه أحمد طوسون قائدًا على القوات العسكرية في الحجاز, وبعد قضاء محمد علي على حركةِ التمَرُّدِ في مصر استأنف حربَه ضِدَّ السعوديين، فأرسل إليهم حملةً عسكرية أخرى بقيادة ابنِه إبراهيم باشا.

العام الهجري : 1230 العام الميلادي : 1814
تفاصيل الحدث:

هو الأميرُ طامي بن شعيب المتحمي، أحدُ أشهر أمراء عسير في الدولة السعودية الأولى، تولَّى إمارة الإقليم بعد وفاة ابنِ عمه عبد الوهاب بن عامر «أبو نقطة» المتحمي سنة 1224هـ. كان طامي ذا بِنيةٍ صحيحة وقوية، قصيرًا في بنائه ذا لحية طويلة بيضاء مهيبة، عيناه تقذفان شررًا، يمتاز بروحٍ سَمحة، ومهذَّب تجاه رئيس الأتراك؛ ولذا كان محمد علي بعد اعتقالِه غالبًا ما يتحدَّثُ معه معجبًا به. أبدى طامي نشاطًا كبيرًا لتوطيد الحكم السعودي في عسير والمخلاف السليماني, قاد طامي عملياتٍ عسكريةً ناجحة مكَّنتْه من الاستيلاء على اللحية، ثم الحديدة في اليمن؛ وهي أقصى نقطة وصل إليها الحكم السعودي في اليمن، ومع بداية الحملات العثمانية على الجزيرة العربية التي قادها محمد علي باشا ضدَّ الدولة السعودية الأولى كان لطامي بن شعيب مواقِفُ بطولية، جعلت محمد علي يحسبُ له حسابًا، كان محمد علي قد ركَّز بعد احتلاله لتربة على التقدُّم جنوبًا، فاستولى على رنية، ثم بيشة، وتقدَّم إلى بلاد عسير لتتبع طامي، الذي احتمى في البداية ببلدتِه طبب في عسير، ثم غادرَها وتحصَّن بحصنٍ له في مسلية في وادي بيش، فأرسل محمد علي في طلبِه والبحث عنه، فأدركوه متوجهًا إلى حصن في تهامة فيه مالٌ وسلاح ومتاعٌ، فغدر به حسن بن خالد الحازمي أحَدُ الأشراف، فقبض على طامي, فقُبض عليه في نهاية المطاف، فأخذه محمد علي معه مكبَّلًا بالحديد إلى مصر، حيث أُركِبَ جملًا وطِيفَ به في شوارع القاهرة، ثم أُرسِلَ إلى الأستانة، وشُهِرَ به، ثم أُعدِمَ وصُلِبَ هناك.

العام الهجري : 1230 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1815
تفاصيل الحدث:

جرت معركةٌ حاميةُ الوطيس في بلدةِ بسل الواقعة بين الطائفِ وتربة بين قواتِ محمد علي باشا والقوات السعودية بقيادة فيصل بن سعود, وذلك أنَّ فيصلَ بن سعود لَمَّا قدم إلى الحجاز ليتولى قيادةَ جموع المسلمين نزل تربة واستنفر رعايا دولتِهم في الحجازِ، فقَدِمَ طامي بن شعيب في أهل عسير وألمع وزهران وغامد في عشرين ألفًا، فلما أقبلوا على تربة وأرسلوا إلى فيصل يخبرونه بقدومِهم خرج فيصل من تربة ومعه عشرةُ آلاف مقاتل فاجتمعوا بالقربِ مِن بئر غزال قريب من تربة، ثم رحلوا منه إلى بسل حيث الرومُ (قوات محمد علي) قد اجتمعوا بعددِهم وعُدَّتهم، فنازلهم فيصل بجموعِه، ووقع بينهم قتالٌ وطِراد، وقُتلَ من الرومِ عددٌ كثير, ثمَّ في اليوم التالي قَدِم محمد علي بعساكِرَ كثيرة، ووقع قتال بين الفئتين، فثبت فيصل ومن معه ووقع كسرٌ في ناحية غامد وزهران، ثم في قوم طامي وغيرهم، واتصلت الكسرة على جموع المسلمين لا يلوي أحدٌ على أحد، ووقى الله شَرَّ القتل وكفَّ أيدي الروم عنهم وعن ساقتِهم, ولم يُقتَل إلا أقل القليل، وبعدها زحَفَت هذه القواتُ واحتلت تربة ورنية التي أصبحت فيما بعد معسكرًا عامًّا لقوات الروم, ثم رحل محمد علي إلى بيشة ونازل أكلب، وأطاعوا له، ثم سار إلى تبالة فضربها بالمدافِعِ والقنابر وقتلَ أمير الفزع و100 رجلٍ ممن معه.

العام الهجري : 1230 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1815
تفاصيل الحدث:

سار محمد علي بعساكِرِه إلى بلد طامي عسير وألمع ورفيدة وغيرهم فأطاعت لهم رفيدة، وثبت طامي بن شعيب ومن معه من عسير وألمع وبني أحمر والأسمر، واستعَدُّوا لقتال محمد علي ومحاربته, ورتَّب طامي جموعَه ورعاياه، فجعل مع حوان عسكرًا عند الطلحة- وهي عدَّةُ قرى في بلاد ربيعة رفيدة- فزحف محمد علي على الطلحة فقاتله حوان وهزمه ثم تراجع الروم وثبتوا، ووقع في قوم حوان خيانةٌ وخِذلان فانهزموا واستولى الروم على عددٍ مِن الحصون.

العام الهجري : 1230 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1815
تفاصيل الحدث:

بينما كان طوسون باشا قائد الروم (قوات جيش محمد علي) في الحجاز يجهِّزُ للهجوم على نجد؛ إذ وصله كتابٌ من أهل الرس والخبراء يعرضان عليه الطاعةَ, فأرسل إلى عسكَرِه في الحناكية بالسيرِ إلى القصيم ودخول الرس والخبراء، فدخلوهما واستوطنوهما واستولوا على ما فيهما من القصيرات والمزارع,, وثبت بقيةُ بلدان القصيم وحاربوا الروم, فلما علم بذلك عبد الله بن سعود استنفر أهلَ الجبل والقصيم ووادي الدواسر والأحساء وعمان وما بين ذلك من نواحي نجدٍ، فخرج من الدرعية واجتمع بمن معه بالمذنب، ثم رحلَ بمن اجتمع به إلى الرويضة بالقُربِ مِن الرسِّ، فخرج عليهم عساكِرُ الروم وحصل رميٌ بالمدافع من بعيد, وذُكِر لعبد الله أنَّ عسكرًا من الروم نازلون على ماء بالقرب من البصير،  فهجم عليهم وهم متحصنون في قصر، فقتلهم جميعًا ثم عاد عبد الله إلى عنيزة ودخلها وأخذ يرسِلُ السرايا على عساكر الروم، ونَدِمَ كثير من أهل الرس على طاعتِهم لطوسون، وانحاز عدةُ رجال منهم مع عبد الله، وظَلَّ عبد الله يصابِرُ الروم وتقَعُ بينهم مقاتلات ومجاولات من بعيدٍ إلى أن طلب الرومُ الصلحَ مع عبد الله.

العام الهجري : 1230 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1815
تفاصيل الحدث:

بعد مناوشاتٍ وقتال بين قوات طوسون باشا وقواتِ عبد الله بن سعود عُقِدَت معاهدة صلح بينهما أن تضع الحرب بين الفئتين وتُتركَ بموجِبِها نجدٌ وأعماله بقبضة عبد الله, وتدخُلُ الحجازُ تحت الإدارة المصرية، وتعهَّدَ عبدُ الله بأن يعتبر نفسَه تابعًا للسلطان التركي، ووعد بالخضوعِ للوالي المصري في المدينة، وتعهَّد بتأمين سلامة الحج، والذَّهابِ إلى استانبول والمثول أمام السُّلطانِ في حال تم استدعاؤه، وإعادة كنوزِ مكة, وكتبوا بذلك سجلًّا، ثم رحل الروم من الرسِّ أول شعبان متوجهين إلى المدينة, فوضع طوسون حامياتٍ في مدن الحجاز الرئيسية وعاد إلى مصر مُنهيًا المرحلة الأولى من الحربِ على الدولة السعودية الأولى بهذا الصلحِ الذي لم يوافِقْ عليه والِدُه محمد علي ولم يقِرَّه، قال الجبرتي في تاريخه: "وصلت الهجانةُ وأخبار ومكاتبات من الديار الحجازية بوقوعِ الصلح بين طوسون باشا وعبد الله بن سعود الذي تولَّى بعد موت أبيه كبيرًا على الوهَّابية وأنَّ عبد الله المذكور ترك الحروبَ والقتال وأذعن للطاعة، وحَقَن الدماءَ وحَضَر من جماعة الوهَّابية نحو العشرين نفرًا من الأنفار إلى طوسون باشا ووصل منهم اثنان إلى مصرَ، فكأن الباشا محمد علي لم يعجبه هذا الصلحُ ولم يظهر عليه علامات الرضا بذلك، ولم يحسِنْ نُزُلَ الواصلين، ولما اجتمعا به وخاطبهما عاتبهما على المخالفة فاعتذرا وذكَرَا أنَّ الأميرَ سعودًا المتوفى كان فيه عنادٌ وحِدَّةُ مزاجٍ، وكان يريد المُلكَ وإقامة الدين، وأمَّا ابنه الأمير عبد الله فإنه ليِّنُ الجانب والعريكة ويكرهُ سَفكَ الدماء على طريقةِ سَلَفِه الأمير عبد العزيز- لعله يقصد الأمير سعودًا- فإنه كان مسالِمًا للدولة حتى إنَّ المرحوم الوزير يوسف باشا حين كان بالمدينة كان بينه وبينه- عبد الله- غاية الصداقة ولم يقَعْ بينهما منازعة ولا مخالفةٌ في شيءٍ ولم يحصُل التفاقُمُ والخلافُ إلا في أيام الأمير سعود، ومعظم الأمر للشريف غالب بخلاف الأمير عبد الله؛ فإنه أحسَنَ السَّيرَ وترك الخلاف وأمَّنَ الطرُقَ والسُّبُلَ للحجَّاج والمسافرين، ونحو ذلك من الكلمات والعبارات المستحسنات، وانقضى المجلس وانصرفا إلى المحلِّ الذي أُمِرا بالنزول فيه ومعهما بعض التركِ ملازمون لصحبتِهما مع اتِّباعهما في الركوب والذَّهاب والإياب؛ فإنه أطلقَ لهما الإذنَ إلى أيِّ محل أراداه، فكانا يركبان ويمران بالشوارع بأتباعِهما ومن يصحبُهما ويتفرجان على البلدة وأهلِها، ودخلا إلى الجامع الأزهر في وقتٍ لم يكن به أحدٌ من المتصدِّرين للإقراء والتدريس، وسألوا عن أهل مذهب الإمام أحمد بن حنبل رضى الله عنه وعن الكتُبِ الفقهية المصنَّفة في مذهبِه، فقيل انقرضوا من أرضِ مِصرَ بالكليَّةِ، واشتريَا نُسَخًا من كتب التفسير والحديث مثل الخازن والكشَّاف والبغوي والكتب الستة المجمَعِ على صحتها وغير ذلك، وقد اجتمعتُ بهما مرَّتين فوجدتُ منهما أنسًا وطلاقةَ لسانٍ واطِّلاعًا وتضلُّعًا ومعرفةً بالأخبارِ والنوادر، ولهما من التواضع وتهذيب الأخلاق وحُسن الأدب في الخطاب والتفقُّه في الدين واستحضار الفروع الفقهية واختلاف المذاهب فيها ما يفوق الوصفَ".

العام الهجري : 1231 العام الميلادي : 1815
تفاصيل الحدث:

سار عبدُ الله بن سعود بجموعِه قاصِدًا القصيمَ ونزل على الخبراء وهَدَّم سورَها وسورَ بلد البكيرية عقوبةً لهم عمَّا تقدَّمَ منهم من استدعائِهم الروم (جيش طوسون) وإدخالهم, وخوفًا أن يُحدِثوا مثلها فيما بعد, وأخذ معه ثلاثةً من رؤساء الرس.

العام الهجري : 1231 العام الميلادي : 1815
تفاصيل الحدث:

جهَّز محمد علي باشا صاحِبُ مِصرَ العساكِرَ الكثيفةَ مِن مصر والروم والشام والعراق إلى نجدٍ مع ابنه إبراهيم باشا، فسار إلى المدينة وضبط نواحيَها، ثم سار إلى الحناكية وأقام فيها، وأكثَرَ الغاراتِ على ما حولها من العُربان، وأخذ أموالًا وقتل رجالًا، فاجتمع عليه كثير من تلك النواحي من حرب ومطير وغيرهم وعتيبة ومن عنزة الدهامشة

العام الهجري : 1231 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1816
تفاصيل الحدث:

هو الشريفُ غالبُ بن مساعد بن سعيد بن سعد بن زيد بن محسن بن حسين بن حسن بن أبي نُمي، شريفُ مكَّةَ، تولَّى الإمارةَ في مكة بعد أخيه الشريف سرور بن مساعد منذ سنة 1202هـ حتى نَفْيه سنة 1228هـ.  نشأ الشريفُ غالب في كنف والده ملازمًا له مشاركًا معه في حروب, وبعد موت الشريفِ سرور بن مساعد في رجب سنة 1202 قام مقامَه أخوه عبد المعين، ثمَّ رغب عن الأمرِ لأخيه غالب بعد أيام يسيرة من ولايتِه، وكان غالبٌ في سِنِّ الشباب، فكان له قتالٌ عظيم مع صاحبِ نجدٍ الإمام عبد العزيز بن سعود، ثم ابنه سعود، ولَمَّا فتح سعود مكَّةَ صارت بينهما صحبةٌ وودٌّ، فكان غالبٌ يتردد على سعود إذا كان في مكَّةَ يدخل عليه في كلِّ حين كأنَّه أحد أمرائه ويتبادلان الهدايا, وبقيَ أميرًا لمكة إلى أن نفاه محمد علي إلى مصرَ، ثمَّ منها نُفِي إلى سلانيك وتوفي فيها بعد أن حكم مكة 26 سنة منها 19 سنة تابعًا للعثمانيين و7 سنين أميرًا للإمام سعود بن عبد العزيز, وكان لغالبٍ من الأبناء يحيى وحسين وعبد الله وعلي وعبد المطلب.

العام الهجري : 1231 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 1816
تفاصيل الحدث:

هو أحمد طوسون بن محمد علي باشا المعروف بـ"طوسون باشا" الابن الأكبر لمحمد علي باشا والي مصر، وُلِدَ سنة 1208هـ، قاد الحملة الأولى جهةَ نجدٍ ضِدَّ الدولة السعودية الأولى، وخاض فيها عدة معارك انتصر في بعضِها وهُزِم في البعض الآخرِ منها. أصيبَ بجراحٍ في معركة تربة التي هُزم فيها, فنُقِل إلى جُدَّة للعلاج, ثم نُقِل إلى مصر, ومات فيها متأثرًا بجراحِه عن عمر 33 سنة.

العام الهجري : 1232 العام الميلادي : 1816
تفاصيل الحدث:

هو الشيخُ أبو محمد عثمان بن محمد الملقب بـ (فودي) بن عثمان بن صالح بن هارون بن محمد أحدُ علماء نيجيريا، كان مالكيَّ المذهب. ولِدَ في قرية طقِل في شمال نيجيريا، سنة 1169هـ يعتبرُ عثمان دان فوديو مؤسِّسَ دولة تكرور في سوكوتو في غربِ أفريقيا قريبًا من نهر الكونغو، وكان قد عاد من الحجِّ وهو ممتلئٌ حماسةً للإصلاح الديني، فكَثُر أتباعُه والمتحمِّسون لأفكارِه، فلما زاد عددُ أتباعه ومريديه، وفكَّرَ في الاتصال بأحدِ الملوك ليشُدَّ مِن أزره، فلجأ إلى أقوى ملوكِ الهوسة- وهو وقتذاك- الملِكُ نافتا (ملك غوبر)، وشرح له الإسلامَ الصحيح وطلبَ إليه إحياءَ معالم الدين، وإقامةَ العدل بين الناس. فاستجاب له أوَّلَ الأمر وأسند إليه الفتوى والإرشادَ بمجلِسِه وديوانه، غيرَ أنَّ بعض مدَّعي العلمِ الحاقدين قاموا يعَيِّرونه لاتصاله بالمَلِك ويتَّهمونه بالرياء والسعي إلى الجاه والسلطان، ووشَوا به عنده، ومنهم من أنكر عليه بعضَ أقواله وأفعاله، فوقعت بينه وبين المَلِك جفوة سافر بسَبَبِها الشيخ إلى بلاد زمفرة وكبي. يقول الإمام محمد بللو ابن الشيخ عثمان بن فودي عن معاناة والده: "ثم إنَّه لما برز هكذا، وكثُرَ أتباعه من العلماء والعوام، وتراسل الخلقُ إلى الاقتداء به، وكفاه اللهُ من ناوأه من علماءِ وَقتِه، حتى نشر أعلامَ الدين، وأحيا السنة الغرَّاء، فتمكَّنت في البلد أيَّ تمكين- نصَبَ أهل الدنيا له العداوةَ مِن أمراء هذه البلاد،..... وإنما غاظهم ما يرون من ظهورِ الدين وقيام ما درس مِن معالم اليقين، وذَهاب بقاءِ ما هم فيه من الضَّلالِ والباطِلِ والتخمين، مع أنَّ سَلطنتَهم.. مؤسَّسة على قواعِدَ مخُالِفة للشريعة.... فلمَّا أوضح الشيخُ الطريق، واهتدى إليه أهلُ التوفيق... وبقِيَ أهل الدنيا من علماءِ السوء والملوك في طغيانِهم يعمهون،... فجعل أولئك الملوك والعلماء يؤذون الجماعةَ (أتباعه)، ويعترضون كلَّ من ينتسب إلى الشيخ،... ولم يزَلْ كُلُّ من تولى من ملوكِ بلادنا مجتَهِدًا في إطفاءِ ذلك النور، ويكيد بالشيخِ وبجماعته، ويمكُرُ بهم ويحتال في استئصالهم" استطاع الشيخ عثمان بالدعوة أن يوحِّدَ تلك الجماعات المتناثرة في شتى أقاليم الحوصة ويجعل منها جماعةً واحدةً مُتماسِكةً، فأصبح له جَيشٌ قوي، ثم تعرض لولايات الحوصة الإسلامية، فسقطت واحدة تلوَ الأخرى في يدِه، وكان قد قسَّم مملكتَه على ولديه، ومات في هذه السنة بعد أن أسَّس مملكةً كبيرة سُرعان ما هبَّ الإنجليز للتدخل فيها, ولفودي مؤلَّفات كثيرة تجاوزت 150 كتابًا. توفِّي في ولاية سقطو (سوكوتو) بنيجيريا.

العام الهجري : 1232 العام الميلادي : 1816
تفاصيل الحدث:

تولَّى داود باشا العثماني الولايةَ على بغداد، وكان معروفًا بقوته، فرفض ما وصل إليه المقيمُ البريطاني جيمس من المكانة؛ حيث كان الرجُلَ الثاني في صلاحياتِه بعد الوالي فأعلن: "أنَّ حكومة بغداد لا تعترف بأيةِ حقوق أوربية"، ومِمَّا قام به بناءُ جامع الحيدر خانة، وجامِعِ الأزبك، والمدرسة الداودية, فلم يَرُق للبريطانيين ولا للصفويين هذه القوَّة التي يتمتَّع بها داود باشا، فبدؤوا بالضغط على السلطةِ المركزية في استانبول؛ مِمَّا أضعف داود باشا ليعودَ النفوذُ البريطاني كما كان، بل تمكَّنوا من إسقاطه ليزدادَ بذلك نفوذُهم.

العام الهجري : 1232 العام الميلادي : 1816
تفاصيل الحدث:

لَمَّا استقر صُلحُ أهلِ الرسِّ مع إبراهيم باشا، رحل منها بعساكره إلى الخبراء، فلما نزلها دبَّ الرعب في قلوبِ جيش عبد الله وتفرَّقت البوادي، فرتَّب عبد الله المرابِطةَ في عنيزة، واستعمل محمد بن حسن بن مشاري بن سعود أميرًا عليها، ثم رحل هو إلى بريدة, ثم رحل إبراهيم باشا وعسكره من الخبراء إلى عنيزة ونازل أهلها، فسلَّمَت له وأطاعوا له، وامتنع أهل قصر الصفا فجر عليهم الباشا القبوسَ والقنابر ورماهم بها رميًا هائلًا يومًا وليلةً حتى حدثت ثلمةٌ في جدار القصر، ثم انهدَّ ما حوله بفعل المدافع, فلما رأى مَن في القصر أنَّ أهل البلد قد أطاعوه، وأن سور القصرِ هُدِم عليهم، طَلَبوا المصالحة من الباشا على دمائِهم وأموالهم وسلاحِهم، فخرجوا من القصرِ ودخله الرومُ، ورحل المرابِطة إلى أوطانهم، فلما بلغ عبد الله وهو في بريدة رحل منها وقصد الدرعيةَ وأذِنَ لأهل النواحي أن يرجِعوا إلى أوطانهم.