موسوعة أصول الفقه

المَسألةُ الثَّالثةُ: الصِّيَغُ الدَّالَّةُ على الوُجوبِ


يَثبُتُ الوُجوبُ بأكثَرَ مِن صيغةٍ، أهَمُّها:
1- ذِكرُ العِبادةِ ببَعضِ ما فيها، مِثلُ تَسميةِ الصَّلاةِ قُرآنًا في قَولِ اللهِ تعالى: وَقُرْآنَ الفَجْرِ [الإسراء: 78] ؛ فإنَّه يَدُلُّ على فرضيَّةِ القِراءةِ في الصَّلاةِ.
2- فِعلُ الأمرِ، مِثلُ قَولِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ: وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ [البقرة 110].
3- المَصدَرُ النَّائِبُ عن فِعلِ الأمرِ، مِثلُ قَولِ اللهِ سُبحانَه: فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ [محمد: 4]، فلَفظُ ضَرْبَ مَصدَرٌ نابَ عن فِعلِ الضَّربِ.
4- الفِعلُ المُضارِعُ المُقتَرِنُ بلامِ الأمرِ، مِثلُ قَولِ اللهِ تعالى: فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ ‌فَلْيَصُمْهُ [البقرة: 185] .
5- اسمُ فِعلِ الأمرِ، مِثلُ (مَهْ)، و(عليكُم)، مِثلُ قَولِ اللهِ تعالى: عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ [المائدة: 105] ، أي: الزَموا أنفُسَكم [142] يُنظر: ((التفسير البسيط)) للواحدي (7/ 557). .
وقَولِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((مَهْ! [143] مَهْ: اسمُ فِعلٍ معناه الزَّجرُ، أي: اكفُفْ وانزَجِرْ. يُنظر: ((فتح الباري)) لابن حجر (1/102) و (5/ 580). عليكُم بما تُطيقونَ، فواللهِ لا يَمَلُّ اللهُ حَتَّى تَمَلُّوا)) [144] أخرجه البخاري (43)، ومسلم (782) باختلافٍ يسيرٍ دونَ ذِكرِ لفظةِ: "مَهْ" من حديثِ عائشةَ رَضِيَ اللهُ عنها. .
6- التَّصريحُ بلَفظِ الأمرِ، مِثلُ قَولِ اللهِ سُبحانَه: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ [النحل: 90] .
7- التَّصريحُ بلَفظِ الفَرضِ والإيجابِ والكَتْبِ ونَحوِها: مِثلُ قَولِ اللهِ تعالى: إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ‌فَرِيضَةً ‌مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ [التوبة: 60] .
ومِثلُ قَولِ اللهِ تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ‌كُتِبَ ‌عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [البقرة: 183] .
8- الجُملةُ الخَبَريَّةُ المُرادُ بها الطَّلَبُ، فالخَبَرُ قَد يَكونُ بمَعنى الأمرِ، مِثلُ قَولِ اللهِ تعالى: وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ، أي: ليُرضِعنَ [145] يُنظر: ((تيسير الوصول)) لابن إمام الكاملية (3/ 157)، ((الوجيز)) لمحمد الزحيلي (2/ 22). .
9- تَرتيبُ العُقوبةِ مِنَ اللهِ على تَركِ الفِعلِ، أوِ التَّهديدِ بها، أوِ الوعيدِ الشَّديدِ على تارِكِه، سَواءٌ كانتِ العُقوبةُ دُنيَويَّةً أُخرَويَّةً [146] يُنظر: ((المعتمد)) لأبي الحسين البصري (1/356)، ((العدة)) لأبي يعلى (2/418)، ((المسودة)) لآل تيمية (ص: 42)، ((أثر الاختلاف في القواعد الأصولية)) للخن (ص: 296)، ((الوجيز)) لمحمد الزحيلي (1/308). ، مِثلُ قَولِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((ليَنتَهيَنَّ أقوامٌ عن وَدْعِهمُ الجُمُعاتِ، أو ليَختِمَنَّ اللهُ على قُلوبِهم، ثُمَّ ليَكونُنَّ مِنَ الغافِلينَ)) [147] أخرجه مسلم (865) من حديثِ عبدِ اللهِ بنِ عُمَرَ وأبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنهم. .

انظر أيضا: